اسلاميات

ما الصفات التي نهى عنها الاسلام

الصفات التي نهى عنها الإسلام

يعتقد الإسلام أن هناك صفات ينصح بها وأخرى ينهى عنها، وذلك لأن الصفات الأخيرة غير مقبولة وتؤثر سلبا على البشرية والمسلمين، ولا ترفع من شأنهم ولا تنميهم، فالإسلام ينهى عن كل ما فيه ما يشين، ويأمر المسلمين بما هو مفيد لهم وينميهم ويعزز شعوبهم، ومن هذه الصفات

الحسد

يعني الحسد تمني زوال نعمة المحسود وانتقالها إلى الحاسد، وهو مذموم وله مساوئ من بينها:

  • يسبب الحسد أمراضًا في الجسد، وهو داء لا يمكن الشفاء منه.
  • يقلل الحسد من قيمة ومنزلة الشخص ويبعده عن الآخرين، وينفرون منه، ويشار إلى ذلك في المثل الشعبي الحسود لا ينجح.
  • يتعرض الحاسد لمقت الناس له،فلا يجد من يحبه، ويتعرض للعداء والبعد.
  • في معارضة الحاسد، يسخط الله تعالى لأنه لا يرون عدلاً في قضاء الله.
  • يؤدي الحسد إلى الغيبة والنميمة بالإضافة إلى الظلم والعدوان ففي سورة الفلق قد تعوذ الإنسان بالله من شر حاسد إذا حسد فقال تعالى(قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ مِن شَرِّ مَا خَلَقَ وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ وَمِن شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ) .

الغيبة والنميمة

يجب الابتعاد عن الغيبة والنميمة، فهما من الذنوب الكبيرة، حيث يحثنا الله على عدم الغيبة في قوله (ولا يغتب). والغيبة هي أن تذكر أخاك بما يكره، ولذلك علينا أن نتجنب هذه الصفة ونحذر من مجالسة الذين يغتابون الناس، ولا يمكن فصل الغيبة عن النميمة لأنهما تثيران الشر والفتنة.

العجب

العُجب هو من الصفات الخطيرة التي تصيب الأفراد فتلهيهم عن شكر الخالق على نعمه، ويبتعدون عن التواضع والانكسار لله تعالى ويتوجهون إلى التكبر والغرور، وإلى احتقار الناس وجحد حقوقهم، ويتجلى تعريف العُجب هو الزهو بالنفس، واستعظام الأعمال التي يقوم بها الفرد، ومن مساوئه أنه يحبط الأعمال الصالحة ويخفي المحاسن، وهو محرم لأنه نوع من الشرك.

سوء الظن

يتمثل تعريف سوء الظن في عدم الثقة، أو امتلاء القلب بالظنون السيئة تجاه الناس، ويترتب عليه آثار سلبية مضرة جدًا على الفرد نفسه والمجتمع، بما في ذلك:

  • يؤدي إلى الوقوع في الشرك والابتداع والضلال.
  • كل من يتميز بهذه الصفة يعتبر مبطلًا ومبتدعًا.
  • تورث الإنسان الأخلاق السيئة.
  • من أساء الظن، أساء العمل، فإن عمل الإنسان يتناسب مع ظنه بالله، فالمؤمن يحسن الظن بالله، وبالتالي يحسن من عمله، بينما الكافر أو المنافق يسيء الظن بالله، فينتج عن ذلك سوء العمل.
  • إن الشخص الذي يظن بشرا أتراهم سيئين، يزرع الحقد والعداء بين المسلمين، ويقطع حبال الأخوة بينهم.

يحذر الإسلام من العديد من الصفات السيئة، مثل الوهن والخيانة، ويحث على عدم اليأس والقنوط. كما يحذر من اللؤم والكسل والفحش والبذاءة، وينصح بتجنب الغضب والغش والغدر والظلم والعدوان والطمع والشماتة. فإن مثل هذه الصفات تؤذي نفوس المسلمين وتزرع الانقسامات بين أفراد المجتمع وتؤدي إلى الضعف والتفكك.

الأخلاق والسلوك التي نهى عنها الإسلام

فالله عز وجل هو الخالق للبشرية، وهو السميع العليم الذي يعلم ما يناسب الأمة وما لا يناسبها، فمن الأخلاق التي نهى عنها الإسلام الكذب والغيبة والظلم والخيانة

الإساءة

الإساءة هي فعل قبيح يسير على سلوك الشر، ويعاني الإنسان الذي يسيء لغيره من الهم والغم في أمور دينه ودنياه، ويتجلى هذا الهم في بدنه أو في نفسه أو في ما يحيط به من مال أو ولد.

فهي صفة من صفات المنافقين، فقد قال الحسن البصري (إنَّ المؤمن جمع إحسانًا وشفقةً، وإنَّ المنافق جمع إِسَاءة وأَمْنًا)، فالإساء من أسباب قسوة القلب بالإضافة إلى أنها تمنع من الشفاعة، وتؤثر على المجتمع تأثيراً سلبياً كبيراً حيث أن الإساءة للآخرين تسبب العداوة والبغضاء بين الأفراد.

وقد جاءت آيات جلية في القرآن الكريم نهت عن الإساءة، قال الله تعالي في سورة الإسراء :(إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لأَنفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا)، فالله سبحانه وتعالى رغَّب في الإحسان، وفي الوقت نفسه حذّر من الإساءة، وأيضاً جاءت أحاديث عن رسولنا الكريم ذم فيها الإساءة وحذرنا منها، فعن معاذ بن جبل رضي الله عنه: أنَّ النَّبي بعثه إلى قوم، فقال: يا رسول الله، أوصني. قال: ((افشِ السَّلام وابذل الطَّعام… وإذا أَسَأت فأَحْسِن، ولتحسِّن خلقك ما استطعت)، وهنا نجد أن رسولنا الكريم عندما قال وإذا أسأت فأحسن فهو هنا يحتمل معنيين حسب ما قاله ملا علي القاري، فالمعنى الأول يتجلى أنه إذا فعل معصية يحدثها بطاعة، وإذا أساء إلى شخص ما عمل على الإحسان إليه.

الافتراء والبهتان

الافتراء يعد درجة متقدمة من الكذب، فهو الأشد منه. يكمن معنى الإفتراء في اختلاق شخص وتصنيع ما ليس من حقه، وهذا يتجاوز قول ما لا يجوز فعله. وقد ذكر السيوطي أن معنى الافتراء هو ابتداع قضية لا أصل لها ولا وجود، أما البهتان فهو الكذب الذي يدهش السامع، ويعد الأكثر فاحشة من الأكاذيب. وقد قال القرطبي عن البهتان أنه عندما تستقبل أخاك باتهامه بجريمة وهو بريء منها تماما.

وهنا نريد أن نبين الفرق بين الكذب والافتراء والبهتان فنجد أن كل هذه الأمور تشترك في عدم مطابقة الخبر للواقع، ولكن تكمن الفروقات في أن الكذب يكون في حق النفس بالإضافة إلى أنه يكون في حق الغير، أما الافتراء والبهتان فيكونان في حق الغير فقط، ونجد أيضاً أن الكذب يحسن في بعض الأمور وبعض المواقف مثل الكذب في الحرب، أو الكذب الذي يهدف إلى الإصلاح ذات البين، ولكن في المقابل الافتراء والبهتان لا يحسنان في أي من هذه الأحوال.

ذم الافتراء والبهتان ونهي عنهما في القرآن الكريم والسنة النبوية؛ فقد قال الله تعالى في سورة الأحزاب: (والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا وإثما مبينا). وقد شرح ابن كثير هذه الآية الكريمة بأن من ينقل عن المؤمنين والمؤمنات ما لا يفعلونه، فإنه يحتمل بهتانا وإثما، ويتجلى معنى البهت في هذه الآية الكريمة، كما أوضحنا سابقا، وهو أن يحكي شخصا أو ينقل عن المؤمنين والمؤمنات ما لا يفعلونه، بهدف الإساءة والتشويه لهم.

البغض والكراهية

فالبغض هو الكره وهو خلاف الحب، أما الكرهية فهي كره الشيء وهي عكس الرضا والمحبة، قال الله تعالى في كتابه الكريم في سورة المائدة (إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ اللّهِ وَعَنِ الصَّلاَةِ فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ)، فإن الكراهية والبغضاء من عمل الشيطان وهو مراد الشيطان للإيقاع بين المسلمين وزرع الحقد والكراهية في نفوسهم.

فإن البغض والكراهية لهما تأثيراً سلبياً على المجتمع ومن هذه الآثار:

  • قد يسبب هذان الأمران توليد الحقد الشديد بين الأعداء أو بين الناس.
  • تنتشر الأمراض الاجتماعية الخطيرة التي تهدد تماسك المجتمع، مثل الشائعات المغرضة، والتحاسد، والتنافس غير المحمود.
  • في حال انتشار الكراهية في المجتمع، يفقد الأفراد الأمن والأمان ويشعرون بأنهم يعيشون في غابة مليئة بالوحوش التي تتربص بهم وتحاول إيذائهم، مما يؤدي إلى القلق المستمر.
  • لا تعملان فقط على فقدان الحب بين أفراد المجتمع، بل يمكن أن يتسببان في انعدامه بين أفراد الأسرة الواحدة.
  • يختفي العدل في المجتمع الذي يسوده البغض والكراهية.
  • يتسبب البغض في سوء الخلق.

الذل

يُعرف الذل استصلاحًا للنفس، وهو الاستسلام والتخاذل نتيجة العجز عن تحمل الضغوط، ويتم تقسيمه إلى قسمين:

  • الذل المذموم هو الانكسار والتذلل لغير الله في وجه الضعف.
  • يشمل مصطلح `ذل محمود` الذل لله تعالى الذي يعتبر عنوانا للعز والشرف، والنصر في الدنيا والآخرة، ويشمل أيضا الذل للمؤمنين ويكون الذل هنا بمعنى التراحم والتواضع وليس بمعنى الانكسار عند الضعف.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى