كيف كان يقضي عمر بن الخطاب شهر رمضان
ماذا كان يفعل عمر بن الخطاب في رمضان
بحلول شهر رمضان الكريم يسعى جميع المسلمين للتجهز لاستقبال هذا الشهر الفضيل لكسب الأجر والثواب من الله عز وجل، وخاصة أنه في هذا الشهر تفتح أبواب الجنة، فقد ورد في الأحاديث النبوية الشريفة عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: ” إِذَا كَانَ أَوَّلُ لَيْلَةٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ صُفِّدَتِ الشَّيَاطِينُ وَمَرَدَةُ الْجِنِّ، وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ النَّارِ، فَلَمْ يُفْتَحْ مِنْهَا بَابٌ، وَفُتِّحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ فَلَمْ يُغْلَقْ مِنْهَا بَابٌ، وَيُنَادِي مُنَادٍ: يَا بَاغِيَ الْخَيْرِ أَقْبِلْ، وَيَا بَاغِيَ الشَّرِّ أَقْصِرْ، ولله عتقاء من النار، وذلك كل ليلة”.
في هذا المكان الطيب، نجد أن حياة الصحابة في شهر رمضان كانت مليئة بالرونق وكانوا يستعدون له بأفضل استعداد. سيدنا عمر بن الخطاب، الخليفة الثاني الراشدين، الذي تولى الخلافة بعد سيدنا أبو بكر الصديق، كان يولي اهتماما كبيرا لشهر رمضان. كان يصوم ويصلي ويقرأ القرآن. وقد قيل عن السائب بن يزيد رضي الله عنه: `كانوا يقومون في شهر رمضان بعشرين ركعة ويقرؤون مائتين، وكان يستعد لرمضان بإضاءة القناديل في المساجد، وكان أول من جمع الناس لصلاة التراويح.
كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه أول من قام بإضاءة المساجد في شهر رمضان المبارك، وذلك لإقامة صلاة التراويح بالأنوار، ويقال إن سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه مرة واحدة في شهر رمضان مر على المساجد فرآها مضاءة بمنظر جميل وبهيج، فقال: “نور الله على عمر بن الخطاب في قبره كما أنار مساجدنا
كان رسولنا الكريم لا يشارك الناس في أداء صلاة الجماعة في شهر رمضان، خوفا من أن تصبح واجبا عليهم. فقد قال رسولنا الكريم: `لم يخف علي مكانكم، لكني خشيت أن تفرض عليكم، فتعجزوا عنها`. ولكن عندما توفي رسولنا الكريم، عليه الصلاة والسلام، في سنة سيدنا عمر بن الخطاب، بدأ المسلمون في أداء صلاة التراويح جماعة في شهر رمضان.
ماذا كان يقول عمر بن الخطاب عند قدوم رمضان
سيدنا عمر من الخطاب وهو ثاني خليفة المسلمين كان يستقبل شهر رمضان المبارك مع سعادة وفرح مثل سابقيه في الأمة الإسلامية. كانوا يستقبلونه كأنه شخص غائب عن أهله، ويدعون الله أن يمدهم بالمساعدة في عبادتهم وامتناعهم عن المعاصي والفسق. في السنة النبوية الشريفة ورد عن رسولنا الكريم أنه كان يقول عن رؤية الهلال: “اللهم أهله علينا بالأمن والإيمان والسلامة والإسلام والتوفيق في ما نحب وترضى، ربنا وربك الله.
وكان لسيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه قول مأثور كان يقوله عند قدوم رمضان وهو: “مرحبًا بمطهرنا من الذنوب”، وذلك لأنه بالصيام والقيام في شهر رمضان فيه تطهير للذنوب ومحو الآثام، وقد كان يدعو الناس دائمًا لقيام رمضان، وقد روى عمر بن الخطاب رضي الله عنه عن النبي عليه الصلاة والسلام قال:
إذا استيقظ أحدكم من نومه في شهر رمضان وحرك جسمه في السرير وتقلب من جانب إلى جانب، يأتيه ملك يقول له: قم بارك الله فيك ورحمك الله. وعندما يقوم هذا الشخص بهدف أداء الصلاة، يدعو له الفراش ويقول: اللهم امنحه سريرا مرتفعا. وعندما يرتدي ثوبه، يدعو له الثوب ويقول: اللهم امنحه من زينة الجنة. وعندما يرتدي نعليه، تدعو له النعلتين وتقولان: اللهم ثبت قدميه على الصراط. وعندما يمسك الإناء، يدعو له الإناء ويقول: اللهم امنحه من أكواب الجنة. وعندما يتوضأ، يدعو له الماء ويقول: اللهم اطهره من الذنوب والخطايا. وعندما يقوم للصلاة، يدعو له المسجد ويقول: اللهم وسع قبره وأنر حفرته وزد في رحمته. والله تعالى ينظر إليه برحمة ويقول في الآخرة: يا عبدي، لك الدعاء ولنا الإجابة، ولك السؤال ولنا العطاء، ولك الاستغفار ولنا الغفران.
استقبال الصحابة لشهر رمضان
عندما يقترب شهر رمضان المبارك، يجب علينا التفكير في كيفية الاستعداد والاستقبال لهذا الشهر الكريم، ومن الأولويات تعلم كيفية عيش الصحابة لشهر رمضان وكيف كانوا يستعدون له. إذا، علينا أن نتبع أسلوب الصحابة في الزهد والورع وعدم الانشغال بما يفعله الآخرون. فالقوم هم مالهم في الناس أشباه، وكان الصحابة يستقبلون شهر رمضان بالتالي:
- كان الصحابة رضي الله عنهم يدعون الله ستة أشهر ليبلّغهم شهر رمضان، ثم يدعون الله ستة أشهر أخرى بعد رمضان ليتقبّل الله منهم أعمالهم فيها.
- ذكر يحيى بن أبي كثير أن الصحابة كانوا يدعون بشكل مستمر بالقول “اللهم سلِّمني إلى رمضان، اللهم سلِّمْ لي رمضان، وتسلَّمه مني متقبلاً.
- وكان النبي عليه الصلاة والسلام يستعد لشهر رمضان من خلال الدعاء ببلوغه، وروى الطبراني عن أنس رضي الله عنه عن النبي عليه الصلاة والسلام : ”إذا دخل رجب قال: اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا رمضان”، وقال الألباني إن هذا الحديث ضعيف في إسناده.
- قالت السيدة عائشة رضي الله عنها عن استعداد رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم لشهر رمضان: `كان يصوم شعبان كله، إلا قليلاً`.
بالإضافة إلى أنهم كانوا يمارسون العبادات في رمضان بكثرة والإكثار من الدعاء بالمغفرة، فقد كان عبد الله بن عمر رضي الله عنهما إذا أفطر يقول: “أي الله، أسألك برحمتك الواسعة التي تشمل كل شيء أن تغفر لي”، بالإضافة إلى أنهم كانوا يهتمون بالقرآن الكريم اهتمامًا كبيرًا، فقد قال ابن رجب: وفي حديث عن فاطمة رضي الله عنها عن أبيها سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم أنه أخبرها: “أن جبريل عليه السلام كان يعارضه القرآن كل عام مرة وأنه عارضه في عام وفاته مرتين”، وفي حديث ابن عباس “أن المدارسة بينه وبين جبريل كانت ليلًا”.
مكانة عمر بن الخطاب في الإسلام
لعمر بن الخطاب رضي الله عنه مكانة مرموقة في الإسلام، إذ كان إسلامه يعزي المسلمين. وقال ابن عبد البر: `إسلامه كان سببا في عزة الإسلام التي ظهرت بدعوة النبي – صلى الله عليه وسلم -`. وقد صرح ابن مسعود في هذا السياق: `نحن لا نزال أعزاء منذ أن أسلم عمر`. كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يدعو الله سبحانه وتعالى لكي يعز الإسلام بإسلام عمر، وذكر صهيب بن سنان أنه قال: `عندما أسلم عمر – رضي الله عنه – ظهر الإسلام ورجعنا إليه علانية، وجلسنا حول الكعبة، وطوفنا بها، وتصدينا لمن كان يعادينا، ورددنا عليه بما يأتينا به`.