مقارنةمنوعات

الفرق بين عقيلة وكريمة

الفرق بين كلمتي عقيلة وكريمة 

الفرق بين العقيلة والكريمة هو أن العقيلة تشير إلى الزوجة، بينما الكريمة تشير إلى الابنة وأحيانا يستخدم أيضا للأخت. يستخدم مصطلح `فلانة عقيلة فلان` للإشارة إلى أن فلانة هي زوجة فلان، و`فلانه كريمة فلان` للإشارة إلى أنها ابنة فلان أو أخته. أصبح منتشرا في بعض المجتمعات العربية استخدام كلمتي `عقيلة` و`كريم` بدلا من اسم الزوجة أو الابنة والأخت.

معنى عقيلة في اللغة 

العقيلة” هي كلمة تستخدم في معاني مختلفة. تعني “عقيلة البحر” درة البحر، وجمعها “عقائل”. فيما يتعلق بالأشخاص، “عقيلة القوم” تعني سيد القوم. وتطلق “عقيلة” أيضا على المرأة المخدرة وتشير أيضا إلى الزوجة الكريمة. في الجانب المالي، تعني “عقيلة في المال” أفضل المال. وعندما نقول “ناقة عقيلة”، فهذا يشير إلى ناقة كريمة أو ناقة تكرم بشدة، ويستخدم أيضا تعبير “عقائل الكلام” للإشارة إلى أفضل الكلام، ويستخدم ذلك للمدح. يمكن أيضا أن نقول “أجوده” بنفس المعنى. وهناك أيضا اسم علم مؤنث يطلق عليه “العقيلة”، ويعود أصله إلى اللغة العربية. وفي هذا السياق، “العقيلة” تشير إلى المرأة الكريمة والمحترمة، وتشير أيضا إلى المرأة المصونة وكأنها الدرة الكبيرة في صدفتها. وتطلق هذه الكلمة أيضا على السيدة المتزوجة، لأن “العقيلة” في الأصل تشير إلى الحيوان المربوط. والمقصود هنا أنها أصبحت مرتبطة بزوجها، والفرق ليس في الرباط نفسه بل في الصيانة. ويقال عندما يحضر السيد فلان وزوجته “عقيلته

معنى كريمة في اللغة

في المعجم، معنى كلمة `كريمة` كما ورد في الاصطلاحات هو `كريمات` و`كرائم`، وتعني ابنة الرجل. وتستخدم كلمة `كريمة` للإشارة إلى الابنة في المواقف الرسمية مثل الزواج والحفلات وغيرها. على سبيل المثال، يقال: `عقد الأب قران كريمته`. وهكذا. والكريمة هي المؤنث لكلمة `كريم`. وكلمة `كرائم` تستخدم للإشارة إلى الثروة الفاخرة وأغلى أنواع المال. ويمكن أن تستخدم كلمة `كريمة` أيضا للإشارة إلى الرجل الشريف، مثل الرجل السخي. عندما يأتيكم رجل كريم، فاكرموه. والمقصود بـ `كريمة الرجل` هو الشخص الذي يحتل مكانة عالية في مجتمعه. والكريمتان هما العين. وتستخدم كلمة `كريمة` أيضا للإشارة إلى الأنف، ولكل جزء شريف مثل الأذن واليد واللحية. ويمكن أن تقال `كريمتك` للإشارة إلى أنفك أو أذنك، وهكذا.

ويتضح أن الزوجة هي العقيلة وفقا للفهم العربي للارتباط بين شيئين. تشبه الناقة التي تربط وتصبح عقيلة، تشبه المرأة زوجها وتصبح عقيلة أيضا. يعتبر هذا الارتباط شرفا وتكريما، حيث يعتبر تحصينا وتعزيزا للمرأة وحماية لها من أي تجاوز أو إيذاء من الآخرين. فهو ليس تشبيها بالحيوانات أو تقليلا للمرأة، كما قد يخطر في البال. بل يعد ارتفاعا في مكانتها وكرامتها، ولذلك يتم استخدامه في الكلمات الرسمية للتعبير عن التبجيل والتقدير. ويمكننا أن نقول عقيلة فقط.

أما الكريمة فهي الأخت أو الأبنة ، والتي تعد في قومها على هذا المسمى ، صاحبة شرف وكرامة ، واستخدمه العرب تقدير وتوقير سواء كانت الابنة  أو الاخت فكلمة كريمة في معانيها ومدلولها جميعها توحي بالكرامة والرفعة ، فيطلق كلمة كريمة على كل ما يراد تعزيزه أو وصفه بالصفات الحميدة أو مدحه و توقيره.

عقيلة وكريمة في الإسلام

هل يمنع الدين ذكر اسم المرأة واستبداله بكلمات مثل عقيلة وكريمة وللإجابة على ذلك ، تكون البداية من سؤال هل يعتبر الإسلام اسم المرأة عورة يجب إخفائه ، نتعرف على فكرة استخدام كلمات مثل عقيلة وكريمة ، كان الهدف الأساسي منه تشريف وتكريم وصيانة وليس الغرض منه أن الاسم عار أو عورة يجب إخفائها ، ويجيب فقهاء الإسلام عن ذلك بأن اسم المرأة ليس عورة يجب إخفاؤه ، ولكنه صيانة من باب التفضيل.

لقد تعود العرب منذ فترة طويلة على إخفاء أسماء النساء في العائلة مثل الزوجة والابنة والأخت والأم لحمايتهم من الألسنة المتطايرة، وتم استخدام اسم الإبن واسم الزوج، أو كلمات بديلة مثل “عقيلة” و”كريمة” بدلاً من الأسماء في المجالس العامة أو المناسبات وغيرها.

فالأمر يعود إلى العادات والتقاليد عند العرب وليس للدين علاقة بالأمر ، و ينتشر هذا الأمر في كثير من الدول العربية على نطاق واسع ،وفي بعض المجتمعات ، والأشخاص قد تخلوا منذ زمن عن هذه الفكرة ، وغيرهم لا يزال يتمسك بها ، بل إن الأمر قد يختلف في نفس المجتمع الواحد فتجد البعض لا زال متمسك بعدم ذكر اسم نساء عائلتة واستبدالها بكلمات عقيلة وكريمة أو نسبها للزوج أو أم فلان لإبنها والبعض من نفس المجتمع والدولة قد تحرر وجاهر بالاسم بلا غضاضة.

ومن دلالة عدم وجود تعارض في الإسلام في ذكر اسم المرأة وعدم اعتباره عورة ذكر اسم السيدة مريم صراحة في القرآن حيث قال سبحانه وتعالى وَإِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ {آل عمران:42} ، بل وأكثر من ذلك جعل لها سورة كاملة في القرآن باسمها تشريفا لها ، مثلها مثل أنبياء الله الذين سميت بعض السور في القرآن الكريم على اسمائهم ، تكريما لهم مثل سورة محمد نسبة إلى نبي الله و رسوله محمد صلى الله عليه وسلم وكذلك إبراهيم و يوسف ، و يونس وهود ونوح.

هذا وقد ذكر بعض العلماء اسماء أمهاتهم وزوجاتهم في كتبهم بلا غضاضة ، وقد عرف المسلمين أسماء كثير من النساء الأول ، مثل فاطمة ابنة النبي صلى الله عليه وسلم ، وخديجة وعائشة و زوجات النبي صلى الله عليه وسلم ، بل وكل زوجاته وبناته وحتى حفيداته كن معروفات بالاسم ، مما يؤكد على أن الأمر ليس ديني بقدر ما هو عادة وعرف عند البعض ، وهي لا تصطدم بشكل كبير مع الدين ، فهي لا تخالف أحكام الإسلام في شئ ، وخاصة أن الدافع على إخفائها دافع صيانة للحرمات.

وعند دراسة سيرة النبوية، يلاحظ المتفكر أن أسماء النساء مذكورة أيضا في أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم. ومن الأحاديث التي رواها البخاري (3411) ومسلم (2431) عن أبي موسى رضي الله عنه، قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: `تم تماما من الرجال كثيرون، ولم يتم تماما من النساء إلا آسية امرأة فرعون، ومريم بنت عمران، وإن فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام.

ويخلص القارئ مما سبق أنه لا أمر شرعي باستخدام كلمات مثل عقيلة وكريمة في الحديث عن النساء ، وأن لا حرمة في ذكر الاسم الصريح للمرأة ، إلا أن الأمر كذلك مباح في استخدامه ولا مانع فيه ما دام الغرض منه الصيانة للحرمات بدافع من العرف أو العادات والتقاليد ، ما دام كل ذلك لا يخالف الشرع في أمر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى