المجتمعمنوعات

أثر التكبر على الفرد والمجتمع

تعريف التكبر في الإسلام

يمكن وصف الكبر بأنه العظمة والتجبر، ويمكن استخدام الألفاظ `تكبر` و `استكبر`، ويشير الكبر إلى التكبر مع التمييز بينه وبين الغرور .

يُعرّف التكبر باصطلاحه كما عرّفه النبي محمد صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف “الكِبر بطر الحق وغمط الناس”، وقد وصف الزبيدي التكبر بأنّه حالة يتميّز بها شخصٌ بشدة إعجابه بنفسه فيروي نفسه أعظم من غيره .

يعرف أيضا باسم استعظام الإنسان لنفسه ، والتقليل من شأن الآخرين والإستخفاف بهم ، وهو عكس مفهوم التواضع .

أثر التكبر على الفرد والمجتمع

تختلف آثار التكبر والتواضع تماما على الفرد والمجتمع

  •  الحرمان من النظر والاعتبار
    فالأثر الأول الذي يتركه التكبر هو حرمان الشخص من النظر، ومن يحرم من النظر فإن عاقبته الخسارة الواضحة، حيث يترك غارقا في أخطائه .
  • القلق والاضطراب
    يحب المتكبر إشباع رغبته في التعالي والتفاخر على الناس وأن يتذلل الناس له، وعندما يواجه المتكبر أشخاصًا لديهم عزة نفس وكرامة، يرفضون تكبر هؤلاء الأشخاص عليهم، وهذا يتسبب في القلق والإضراب لأولئك المتكبرين .
  •  امتلائه بالعيوب والنواقص وملازمتها له
    إذا كان المتكبر الدائم يعتقد أنه بالغ الكمال ولا يحتاج إلى أي نصيحة أو إرشاد من أي شخص آخر، فسيظل يعيش في حالة من الجهل بعيوبه ونواقصه، معتقدًا أنه ليس لديه أي عيوب طوال حياته .
  •  استحقاق العذاب والحرمان من الجنة
    يعد العذاب والجزاء عقابًا لمن يتجاوز حدوده ويتمادى في ادعاء الكمال والألوهية، ويتجاهل عيوبه وذلاته، حيث يتعب الشخص في الحياة ويتلقى الجزاء والعذاب من الله .
  •  انفضاض الناس من حوله
    في حال ترك أنصاره وتفرقهم خلال الأزمات، يبقى الناس الذين يتمسكون بالحب واللين والتواضع، في حين يترك الأشخاص الذين يتكبرون عنهم .
  • الحرمان من وقوف الله بجانبه
    إنما يمن الله سبحانه وتعالى بتأييده وعونه على الذين يتواضعون للناس، أما المتكبرون فقد أعطوا الشيطان حق السيطرة عليهم وتركوا نفوسهم لزلاته وتكبرهم، ولذلك حرمهم الله من تأييده وتركهم لأنفسهم .

أسباب التكبر

  •  إعجاب التكبر بنفسه

السبب الأول في الغرور هو الشخص نفسه، حيث ينشأ الغرور الداخلي من إعجابه الشديد بذاته، وهو ما يؤدي إلى ظهور الغرور الظاهر في التصرفات والأقوال .

  •  الحقد والحسد

يولد الحقد في قلب المتكبر بسبب أحداث سابقة، وهذا الغضب يؤدي إلى تكبر في نفس من تعرض لمثل هذه الأمور من أشخاص مثله أو كانوا أعلى منه. في هذه الحالة، يجعل التكبر المتكبر لا يستطيع التواضع لأولئك الناس .

كما أنه لا يميل إلى التواضع أمام من هو أعلى منه، فإن حقده على هذا الشخص يمنعه من ذلك، وتكبره يجعله يرفض الحق إن جاء من أحد يكرهه، وكما أنه لا يقبل النصح من أحد، ويظل مصرًا على اجتهاده ليتفوق على الآخرين، ولا يعتذر من أحد حتى لو أخطأ في حقه .

يولد الحسد البغض في نفس الشخص المحسود، كما يؤدي إلى الكبر والامتناع عن الاستفسار والتعلم من الآخرين، وقد يتغطرس ويتفاخر على حساب الآخرين في حين يقدر على التواضع .

  •  الرياء

يمكن أن يتسبب الثقة بالنفس عند البعض في الغطرسة، فعندما يرى المتكبر شخصًا أفضل منه ولا يشعر بالحقد أو الحسد، يتكبر عليه خوفًا من أن يقال عن الآخرين أنهم أفضل منه، وهذا هو السبب الذي يجعل الآخرين يستيقظون لهذا الأمر ويتهمونه بالتكبر .

مظاهر التكبر في المجتمع

من أنواع الكبر: التكبر على الله هو الأسوأ والأكثر بشاعة أنواع التكبر، وقد قال الله سبحانه وتعالى: `إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين`، وأمثلة على التكبر على الله مثل تكبر فرعون والنمرود .

ومن أنواع التكبر أيضا : التكبر على رسول الله صلى الله عليه وسلم يحدث عندما يتكبر البعض على اتباع أوامر النبي صلى الله عليه وسلم، سواء كان ذلك بسبب الجهل أو الغرور، مثل تكبر كفار مكة على النبي صلى الله عليه وسلم .

النوع الثاني من التكبر هو الاستعظام بالنفس والتفوق على الآخرين، حيث يرفض بعض الأشخاص المساواة مع الآخرين ويتحدّرونهم، ويتعالون عليهم.

وضع أهل العلم الكبر في منزلة الكفر كونهم يراهن أحد أنواع الشرك بالله، وهناك من يعتبره ضربًا من أنواع الشرك بالله، وذلك بعد استطراد ابن حجر لبعض أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم التي ذم فيها الكبر والمتكبرين، وقال فيها أيضًا ابن بطال عن الطبري أنها تعني الأحاديث الشريفة .

وقد تحدثت بعض الأحاديث النبوية عن أن الكبر هو نوع من الكفر، على الرغم من أن هناك أنواعًا أخرى من الكبر التي يتغطرس بها شخص في خلق الله وليس في الله جل وعلا .

ان النبي صلى الله عليه وسلم قال:أوحى الله بالتواضع قائلاً `تواضعوا حتى لا يبغي أحد على أحد`، وأمر النبي صلى الله عليه وسلم بالتواضع ونهى عن الكبر .

ذكر ابن تيمية في كتابه مدارج السالكين، أن التكبر هو شيء من الشرك، حيث يتكبر المرء عندما يتجاوز عبادة الله سبحانه وتعالى .

ويعتبر المشرك من يُعبد غير الله إلى جانب الله، ولذلك وعد الله سبحانه وتعالى المتكبرين بالعذاب والنار في جهنم، كما ذُكر في القرآن الكريم `ادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا ۖ فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ` .

علامات التكبر على الفرد

  •  التأخر باستمرار

قد تكون هذه عادة سيئة من جانب المتكبر، عندما يفعل هذا باستمرار وعن قصد، فقد تكون هذه علامة على أنه متكبر، إذ يعتقد أن وقته أكثر قيمة من وقت الآخرين .

  • يقاطع الآخرين بصورة متكرره

من أعراض الغرور أن يقاطع الشخص الآخر كثيرًا ليظهر أن ما يقوله هو أكثر أهمية من رأي الآخرين، وهذا يعني عدم احترام رأي الآخرين .

  • المتكبر يظن أنه أفضل من الآخرين

يعتقد المتكبر أنه الأفضل بين الآخرين سواء من حيث المظهر أو الذكاء، لذلك يستحق أن يعامل بطريقة أفضل من الآخرين .

  •  يرى نفسه دائما على حق

هو لا يقبل فكرة أنه قد يكون مخطئًا، ويذهب حتى لأقصى الحدود في إصراره على صحة رأيه ويتفاخر بهذا .

  • يريد دائما أن يعطى أكثر أهمية من الآخرين

عندما يرغب في تولي وظيفة أو مهمة، يركز على العنوان أو الحالة المرتبطة بها بدلاً من الالتزامات الواجبة عليه والتي يهتم بأدائها بشكل أقل .

  • يطلب منه منح الآخرين فرصة لإثبات قدراتهم ودائنا لهم

المتكبر هو الشخص الذي يشكك في قدرة الآخرين على إنجاز المهام والأعمال، إذ يعتقد أنه هو الشخص الوحيد الذي يمكنه إنجاز تلك المهام. وبالتالي، يجب عليه أن يتسامح مع الآخرين ويثق بهم بدلاً من التشكيك في قدراتهم .

  •  يحتقر الضعيف

لا يتسامح الشخص مع الأفراد الذين يظهرون عليهم علامات الخطأ، وإذا تراجع شخص ما عن قبول المسؤولية وتولي مسؤولية الموقف، فإنه يشعر بالإحباط والاستياء ويعتبرهم ضعفاء .

  •  يجد صعوبة في التفكير الذاتي

يصعب على المتكبر أن ينظر إلى نفسه في المرآة ويروي نقاط ضعفه وفشله، لأنه يعاني من صعوبة في التحديق في المرآة ورؤية نفسه بما هو عليه حقًا .

  • يحب المتكبر أن يتحدث عنه الجميع

يحب هذا الشخص أن تدور المناقشة حوله خلال أي تجمع ويرغب في أن يكون محور اهتمام الجميع، وإذا كانت المناقشة تتعلق بموضوع عام فهو يريد أن يتفق الجميع معه .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى