ماذا نستفيد من علم النفس وعلم الاجتماع في الحياة اليومية
تعريف علم النفس وعلم الاجتماع
يتم دائمًا تجميع علم النفس وعلم الاجتماع عند الحديث عن تلك العلوم ذات الصلة بالنفس البشرية والعلاقات بين الأشخاص، ومن خلال فهم تعريف كل من علم النفس وعلم الاجتماع يمكن التعرف على أهمية كل منهما.
دراسة علم النفس
تم تشكيل وتكوين كلمة علم النفس عن طريق الجمع بين الكلمة اليونانية psychē والتي تعني (التنفس، الروح، الحياة، مبدأ الحياة) مع كلمة logia حيث إن معنى تلك الكلمة في اللغة اليونانية (الكلام، أو الكلمة، كما تعني العقل)، وقد ظهر الاستخدام المبكر بترجمة (نيكولاس كولبيبر) في فترة منتصف القرن السابع عشر حين قام بترجمة كتاب سيمون بارتليز (طريقة جديدة في الفيزياء)، إذ أتى فيه أن (علم النفس هو معرفة الروح)، وفي العصر الحالي أصبح علم النفس يهتم بعلم ودراسة السلوك والعقل، ويشار إلى أنه يتم تمييز العديد من مختلف فروع علم النفس وفق المجال المحدد الذي ينتمون إليه، وهو ما ينطبق على كل من علم نفس الطفل، وعلم نفس الحيوان، وعلم النفس الرياضي. ،
علم النفس هو دراسة سلوك وعمليات البشر العقلية وأدائهم، ويشمل تطبيق المعرفة لفهم الأحداث والقضايا المتعلقة بالصحة العقلية وتطوير العلاقات والتعليم والتوظيف. يقع هذا العلم في تقاطع العلوم النظرية والتعليمية والتطبيقية، وهناك مجالات فرعية في علم النفس تشمل الرياضة والتعليم والأعمال ووسائل الإعلام والصحة الجسدية والتنمية البشرية، بالإضافة إلى مجالات أخرى مثل العلوم الإنسانية والعلوم الطبيعية والعلوم الاجتماعية، وهنا يتحقق التكامل بين علم النفس وعلم الاجتماع
دراسة علم الاجتماع
علم الاجتماع هو علم اجتماعي يقوم بدراسة المجتمعات البشرية وما لها من تفاعلات وعمليات تقوم بحفظها وكذلك تغيرها، وهو ما يتم عن طريق فحص ديناميكيات الأجزاء التي تتكون منها المجتمعات على سبيل المثال (الفئات العمرية، العرق، الجنس، المجتمعات، المؤسسات، والمجتمعات والسكان، كما يدرس علم الاجتماع التقسيم الطبقي والحالة الاجتماعية، والتغيير الاجتماعي، والحركات الاجتماعية، بالإضافة إلى حالات الاضطراب الاجتماعي التي تظهر في صورة الثورة والانحراف والجريمة.
وفي ذلك الشأن فإن علم الاجتماع، باعتباره علمًا اجتماعيًا معممًا فإنه لا يتجاوزه باتساع نطاقه هذا إلا علم الأنثروبولوجيا وهو فرع من العلوم يتضمن كل من علم واللغويات، والآثار والأنثروبولوجيا الفيزيائية، ونظراً للطبيعة الواسعة دومًا ما يكون هناك حاجة إلى البحث الاجتماعي وما له من تداخل مع غيره من العلوم الاجتماعية مثل العلوم السياسية والاقتصاد والقانون، وعلم النفس والجغرافيا والتعليم، لفي حين أن السمة التي تميز علم الاجتماع هي ممارسته بالرسم على سياق مجتمعي أكبر يتم من خلاله شرح الظواهر الاجتماعية.
أهمية دراسة علم النفس وعلم الاجتماع
تكمن الأهمية الرئيسية والأولية في دراسة علم النفس وعلم الاجتماع في القدرة على استخدام تلك العلوم في حياة الإنسان اليومية بأكبر قدر ممكن، وهناك بعض الاختلافات بين علم النفس وعلم الاجتماع ومن أهم تلك الاختلافات وأهمية العلوم ما يلي:
فوائد علم النفس في الحياة اليومية
يحمل علم النفس أهمية كبيرة في حياتنا اليومية، حيث يدرس الأشخاص وطبيعتهم ومنهجيتهم، ويبحث في أسباب سلوكهم وطريقة تفكيرهم وكيفية تحسين الذات، لذا يرتبط كل ما يفعله الشخص بعلم النفس
يسمح علم النفس للأفراد بفهم المزيد حول أسلوب كل من العقل والجسم معًا، ويمكن أن تساهم هذه المعرفة في تجنب المواقف العصيبة واتخاذ القرارات المناسبة، كما يساهم علم النفس في إدارة الوقت وتحديد الأهداف وتحقيقها، والعيش بطريقة عقلانية وفعالة.
لا يسمح علم النفس للناس بأن يصبحوا فقط أكثر نجاحًا، بل يمكن أن يؤثر كذلك على صحتهم، حيث يساعد البعض منهم في معالجة أمراضهم العقلية لكي يتمكنوا من عيش حياتهم والاستمرار بها على النحو الصحيح، كما ساهمت الدراسات النفسية بتطوير الأدوية والمقدرة على تشخيص العديد من الأمراض (منها مرض الزهايمر وباركنسون).
يقول (جورج هاريسون) يمكنني أن أشهد شخصيًا على أهمية دراسة علم النفس ولقد ساعدني علم النفس باعتباري كاتب أنني أصبحت أكثر إصرارًا على القيام بالأشياء التي سوف أستمتع بها والكتابة حول الموضوعات التي أحبها، والآن أستطيع أن أفهم من أنا وأن أنظر إلى الأحداث من منظور ذو مزيد من الإيجابية، وكلما قابلتني مشكلة يمكنني التعامل معها بطريقة أفضل، وصولاً إلى الخيارات الخاصة بالمشاريع التي سوف أعمل عليها والكيفية التي سأتعامل بها مع وقتي، كما يساعدني علم النفس في اتخاذ قرارات أفضل بحياتي.
استخدامات علم الاجتماع في الحياة اليومية
تنظم الحياة الاجتماعية بشكل رائع وعظيم السلوك الإنساني، وهذا يشير إلى أن البشر يفتقرون إلى الغرائز التي توجه سلوك الحيوانات، وبالتالي يعتمد الإنسان على المؤسسات الاجتماعية والمنظمات للتواصل واتخاذ القرارات، وتؤثر المنظمات بشكل كبير على العمل البشري، وبالتالي مهمة علم الاجتماع تكمن في اكتشاف كيفية تأثير المنظمات على سلوك الأشخاص، وكيفية إنشائها وتفاعلها وتدهورها واختفائها، ومن بين الهياكل التنظيمية الأساسية للمؤسسات السياسية والاقتصادية والدينية والتعليمية، وبالطبع تشمل المؤسسات ذات التخصصات الكبرى مثل الأسرة والمجتمع والجيش والنوادي والجمعيات التطوعية ومجموعات الأصدقاء.
علم الاجتماع هو مجال دراسي شامل ومثير يشرح ويحلل الأمور المهمة في الحياة الشخصية والعالم والمجتمع. على المستوى الشخصي، يقوم علم الاجتماع بالبحث في أسباب وتأثيرات العوامل الاجتماعية لبعض الأمور مثل الحب الرومانسي، والسلوك المنحرف، والصراع الأسري، والجنسية، والهوية العرقية، والشيخوخة، والإيمان الديني. أما على المستوى الاجتماعي، فيقوم علم الاجتماع بشرح وتحليل قضايا مثل القانون والجريمة، والثروة والفقر، والتمييز والتحيز، والتعليم والمدارس، والحركات الاجتماعية، وشركات الأعمال، والمجتمع الحضري. وعلى المستوى العالمي، يدرس علم الاجتماع ظواهر هامة مثل الهجرة والنمو السكاني، والسلام والحرب، والتنمية الاقتصادية.
كما يقدم علم الاجتماع طريقة مفيدة ومميزة لفهم ورؤية العالم الاجتماعي الذي نعيش به الحياة. يتطلع علم الاجتماع إلى ما هو أبعد من وجهات النظر العادية والمسلمة للواقع ، لتوفير فهم أعمق وأكثر إضاءة وتحديًا للحياة الاجتماعية عبر منظوره التحليلي الخاص فيما يتعلق بأساليب البحث والنظريات الاجتماعية، كما يعتبر علم الاجتماع مجالًا يوسع المدارك والوعي والتحليل في العلاقات الثقافية والاجتماعية والمؤسسات التي تكون الحياة والتاريخ البشري بعمق.