ما أوجه التكامل بين علم النفس وعلم الاجتماع
مظاهر التكامل بين علمي النفس والاجتماع
هناك عدة جوانب ومظاهر في التكامل بين علم النفس والاجتماع، وتشمل بعض هذه المظاهر ما يلي:
- يترابط علم النفس وعلم الاجتماع بشدة، حيث يُعتبر علم النفس دراسة للسلوك البشري ويقوم علماء النفس بدراسة الظواهر المختلفة مثل المواقف والإدراك والقيم وتأثيرها.
- يعتمد علم النفس على علم الاجتماع فيما يتعلق بفهم الطبيعة البشرية بالأسلوب الصحيح، في حين يوفر علم الاجتماع المواد اللازمة والخاصة بتنظيم وهيكلة ثقافة المجتمع الذي يولد به السلوك البشري، وفي مثال على ذلك يُذكر أن كل من بنية الأسرة، والمجموعات الطبقية، وما إلى نحو ذلك تؤثر على السلوكيات البشرية.
- يجب على علماء النفس أن يأخذوا هذه العوامل في الاعتبار عند شرح السلوك البشري، وكذلك ينبغي عليهم أن يحللوا دور المجتمع والعادات الاجتماعية في تنمية السلوك الاجتماعي أثناء دراسة تطور الأفراد منذ الطفولة المبكرة وحتى المراحل التالية.
- يشابه علم الاجتماع علم النفس في دراسة التغيرات في البنية الاجتماعية، ويعتمد في ذلك على مختلف النظريات النفسية مثل نظريات التعلم ونظريات التحفيز ونظريات الإدراك وغيرها، وقد ساهمت هذه النظريات في تطوير علم الاجتماع.
- استخدم علم الاجتماع مقاييس نفسية مختلفة، مثل جرد الاهتمام ومقاييس المواقف، لفهم العديد من المشاكل الاجتماعية مثل الصراعات والطوائف والجرائم والمقامرة وإدمان المخدرات والتوترات المجتمعية والأحداث الجسورية، حيث تؤثر جميعها على النواحي النفسية.
- يمكن لطلاب علم الاجتماع أن يتعرفوا على التكامل بين العلوم أكثر من خلال قراءة أعمال ودراسات علماء النفس المشهورين مثل مورفي وبياجيه وفرويد، وغيرهم الكثير
- تم التكامل بين علم النفس الاجتماعي وعلم الاجتماع حتى الحد الذي قال عنه كارل بيرسون أن الاثنين ليسا علمين مختلفين، بل هما علم واحد.
العلاقة بين علم النفس وعلم الاجتماع
يقوم علماء النفس وعلماء الاجتماع بدراسة الأشخاص، لكن بالوقت الذي يتعمق به علماء النفس بعقل أحد الأفراد أو مجموعة صغيرة منهم من أجل فهم السلوك البشري وما للبشر من ردود الفعل العاطفية والاجتماعية، في حين ينظر علماء الاجتماع إلى ما وراء الأفراد من أجل فحص المجتمع عن طريق مجموعة من الروابط المحددة – مثل الأسرة أو الدين أو العرق ، وتتضح العلاقة ما بين علم النفس وعلم الاجتماع في النقاط التالية:
- يرتبط وعلم النفس وعلم الاجتماع ارتباطًا وثيقًا ببعضهما البعض حي إن كلاهما مترابط، وفي ذلك يهتم علم النفس باستكشاف عمق عقل الإنسان وسلوكه بالمجتمع، وقد قيل أن علم النفس يظهر مدى أهمية العلاقة بين الكائن الحي وهو (الفرد) والبيئة واستجابة الأول للأخيرة، كما يتم تعريفه على أنه (دراسة الحياة العقلية للإنسان وسلوكه)، فهو علم العقل الذي يُحلل العمليات العقلية.
- يتمثل الهدف من علم النفس في الوصول إلى سلوك البشر وقوانين الحياة العقلية، بينما يقوم علم الاجتماع بدراسة المجتمع والعلاقات الاجتماعية. وعلم النفس هو العلم الإيجابي للتجربة والسلوك البشري.
- وكما سبق ذكره، فإن علم الاجتماع يهتم بدراسة المجتمع ويركز على السلوك البشري، ولذلك يتشابه بشكل كبير مع علم النفس. إن كلا العلمين يصنفان كعلوم إيجابية، وهناك العديد من القواسم المترابطة والمشتركة بين النظامين المتبعين في كل منهما. من الصعب فهم أنشطة البشر والعلاقات المتبادلة بينهم بدون معرفة كافية بعلم النفس البشري. وبالمثل، ستظل العديد من حقائق علم النفس غير مفهومة بدون فهم شامل للعلاقات الاجتماعية والنشاطات والسلوك.
- لا يوجد فائدة من القول إن حقيقةً أن اتجاهات علم النفس تدعم علم الاجتماع وأن مساعدة علم الاجتماع تمتد إلى علم النفس، فهذا الأمر ليس مهمًا على الإطلاق. وببساطة، يرتبط علم الاجتماع وعلم النفس ببعضهما البعض ويعتمد كل منهما على وجود الآخر.
الفرق بين علم النفس وعلم الاجتماع
على الرغم من أن النظامين مترابطين، إلا أنهما يختلفان في عدة نقاط، منها الجوانب التالية: علم النفس وعلم الاجتماع
- يقوم علم الاجتماع بدراسة المجتمع ككل، ومن أهم تلك الدراسات المجتمع والسلوك الاجتماعي، في حين أن علم النفس الاجتماعي يهتم بدراسة السلوك الفردي للإنسان باعتباره كائن اجتماعي.
- الأساليب التي يعتمد عليها علم النفس وعلم الاجتماع ليست متطابقة، لذا يختلف كل من النظامين عن الآخر فيما يخص تلك الطرق.
- لعلم النفس أهمية كبيرة في حياتنا اليومية حيث يركز على الفرد بينما يركز علم الاجتماع على المجتمع بشكل عام. ينظر إلى الفرد كوحدة في علم النفس، بينما ينظر إلى المجتمع كوحدة في علم الاجتماع
- يتناول علم النفس الاجتماعي العمليات العقلية، بينما يتناول علم الاجتماع العمليات الاجتماعية.
- يختلف علم النفس وعلم الاجتماع بالموضوع حيث يدرس علم الاجتماع من زوايا مختلفة الحياة الاجتماعية، أما علم الاجتماع فإنه يدرس علم الاجتماع الجماعات والمجتمعات والتفاعلات وما يحدث بها من العلاقات المتبادلة.
- يدرس علم الاجتماع التراكيب والأشكال الاجتماعية التي يحدث بها سلوك الإنسان، وبذلك فإن علم النفس أو علم النفس الاجتماعي يقوم في المقام الأول بالاهتمام بالفرد وسلوكه.
أهداف علم النفس وعلم الاجتماع
يمكن فهم فوائد علم النفس وعلم الاجتماع في الحياة اليومية عن طريق معرفة أهداف كل علم وموضوعاته المختلفة، ومن خلال مقارنة بين الاختلافات والفروق بين كل منهما. فعلم النفس يدرس كيفية تفكير وسلوك الأفراد، بينما يدرس علم الاجتماع العلاقات الاجتماعية والهيكل المؤسسي في المجتمع
أهداف علم النّفس
- ضبط السلوك الإنساني والمقدرة على التحكم به: عند تعريضه للعوامل المؤثرة، يتم إحداث المطلوب من الظواهر السلوكية.
- التنبؤ بالسلوك: عندما يكون هناك عوامل ومحفزات محددة، يبدو أنه من الممكن التنبؤ بحدوث سلوك ما، بمعنى أنه يمكن التوقع متى سيحدث هذا السلوك ونسبة حدوثه في ظروف معروفة ومتنوعة.
- فهم وتفسير الظاهرة السلوكيّة: تفسير السلوك يتضمن الإدراك والعوامل المؤثرة والدوافع التي أدت إلى ظهوره، والتعرف على معايير الحكم بشأن السلوك الطبيعي وغير الطبيعي.
أهداف علم الاجتماع
- يتضمن ذلك التعرف على مبادئ وقوانين ظواهر التحول الاجتماعي.
- يهدف علم الاجتماع إلى تحديد المشكلات الاجتماعية العامة ومحاولة تفسيرها وفهمها، كما يقدم الطرق والحلول والخطط العلاجية التي يمكن من خلالها التغلب عليها.
- تدعم المؤسسات الاجتماعية بالمجتمع التواصل والارتباط الذي يرتبط بنشأتها، وتدعم صلتها بالأفراد من خلال تقديم الخدمات التي تساعدهم على تحقيق أهدافهم.
- يهدف علم الاجتماع إلى تحقيق الفهم الشامل للأنماط السلوكية الاجتماعية للمجتمع الذي يدرسه، ودراسة العوامل التي تؤثر على تلك الأنماط على كل من الفرد والمجتمع.