أحاديث عن حسن التعامل مع الزوجة
حديث الرسول عن حسن معاملة الزوجة
لم يترك الإسلام أي من الأمور الدنيوية أو الدينية، إلا وتحدث عنها في القرآن الكريم والسنة النبوية، حتى لا ينتشر الخلاف بين المسلمين بعد وفاة النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
الزواج هو أحد ركائز الحياة البشرية، والعديد من الأمور في الحياة تعتمد عليه مثل تربية الأبناء وتنشئة جيل مستو في العقيدة والتفكير والسلوك الحسن، وهذا يتجلى في التعامل الطيب مع الزوجة
فإن حسن التعامل مع الزوجة ، يدفعها لتحمل المسؤولية الاجتماعية التي تحملها على عاتقها ، ويظهر هذا الأثر على تنشئة الأبناء ، وتعاملهم في الحياة ، والمستقبل ، لذا فلقد وصى الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ، المسلمين بأن يتقوا الله تعالى في زوجاتهم ، فكما يقول الحديث الشريف ، نقلا عن رسول الله صلى الله عليه :
قال النبي صلى الله عليه وسلم: “استوصوا بالنساء خيرًا، فإن المرأة خُلقت من ضلع، وإن أعوج ما في الضلع أعلاه، فإذا ذهبت تقيمه كسرته، وإن تركته لم يزل أعوج، فاستوصوا بالنساء خيرًا
وصية رسول الله
أوصى الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم بالمرأة في خطبة الوداع، ووصف النساء بالقوارير لأنهم يعتبرون أشد رقة وحذرًا في التعامل معهم، حيث يمكن أن يتسبب أدنى حركة في كسرهم، مما يدل على أهمة الحذر اللازمة في التعامل مع المرأة.
في الحديث الشريف الذي تم ذكره أعلاه، وصى رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم بأن يكون النساء خيرًا وبأن يتعاملوا معهن بلطف وحسن معاملة. وأوضح الرسول المصطفى صلى الله عليه وسلم أن المرأة خُلقت من ضلع اعوج، ولذلك يجب تجنب الشدة والقسوة في التعامل معها حتى لا يؤدي ذلك إلى كسرها.
يعتبر الرسول صلى الله عليه وسلم أجمل الأنبياء في التعامل مع النساء، وكان يتعامل معهن برفق وحنية، ولذلك يجب على كل مسلم اتباع أوامر الله ورسوله وأخذ كلام الله تعالى وسنة رسوله في التعامل مع النساء، وعدم تحريف آيات القرآن الكريم.
يعتبر رسول الله صلى الله عليه وسلم نعم الرفيق لزوجاته، حيث لم يتعسف عليهن وكان يعاملهن بالمعروف، وحتى استأذن منهن قبل وفاته بأن يقضي فترة مرضه عند السيدة عائشة رضي الله عنها، وهذا يثبت أهمية التعاطف والرفق في العلاقات الزوجية، فهل يوجد في عصرنا هذا رجل يأخذ إذن زوجته للقيام بشيء؟
لنا في سنة الله أسوة حسنة ، وعلينا اتباعها ، فإن عامل الزوج زوجته باللبن ، والرفق ، كانت له نعم الزوجة ، والحبيبة ، وان خالفته في شيء كبير ، في النقاش ، وإن كثر فكما أمرنا الله تعالى ،ووضحه الرسول الكريم ؛ بالهجر ، وفي اصعب الأمور التي لا يمكن حلها بالضرب ؛ وهو الضرب غير المبرح.
يستغل البعض كلام الله تعالى ويحرفه لكي يظهر في عيون الجاهلين بالدين الإسلامي كرجل، ولذلك علينا أن نأخذ بكلام الله تعالى ونتبع سنة نبيه، فالمرأة مخلوقضعيف، هش، ورقيق، ويتطلب التعامل معها بلطف وحسن تصرف.
حسن معاملة الزوجة في القرآن الكريم
لم يتم ذكر المرأة ومعاملة الزوج لها بحسن في الأحاديث النبوية الشريفة فحسب، بل جاءت الأحاديث النبوية كمكملة وتوضيح لكلام الله عز وجل، وذلك لكي لا يتشتت المسلمون ويختلفوا في أمورهم.
نجد في القرآن الكريم العديد من الآيات التي توضح كيفية وجوب شكل العلاقة الزوجية بين الرجل والمرأة، وواجبات كل منهما.
يشير الله تعالى في كتابه العزيز إلى أهمية الود والحب بين الزوجين
من آيات الله العظيمة أنه خلق للإنسان أزواجًا من نفسه، لكي يسكنوا إليها وجعل بينهما مودّة ورحمة. إن في ذلك آيات لمن يتفكرون
توضح هذه البيانات مكانة الزوجة في الإسلام، حيث خلق الله المرأةمن ضلع الرجل، وتكون الزوجة أمانًا للزوج، ويشير الله تعالى في الآية الكريمة إلى ذلك بأن الزوجة تكون كالمسكن لزوجها.
كما يوضح الله جل وعلا، المودة والحب والرحمة التي يلقيها في قلب كل من الزوجين، والمعاملة السيئة تأتي من البشر، والقبول المريض والبعيد عن ذكر الله تعالى يؤدي إلى التباعد بينهما.
لا يقتصر تأكيد القرآن على حسن معاملة الزوج لزوجته فقط، بل يأمر الله تعالى الزوج بحسن معاملة المرأة وإن طلقها، حيث يقول الله جل وعلا في كتابه العزيز
” وَلَا تُضَارُّوهُنَّ لِتُضَيِّقُوا عَلَيْهِنَّ وَإِنْ كُنَّ أُولَاتِ حَمْلٍ فَأَنْفِقُوا عَلَيْهِنَّ حَتَّى يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ فَإِنْ أَرْضَعْنَ لَكُمْ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ وَأْتَمِرُوا بَيْنَكُمْ بِمَعْرُوفٍ وَإِنْ تَعَاسَرْتُمْ فَسَتُرْضِعُ لَهُ أُخْرَى “
هذا بيان من الله سبحانه وتعالى يفيد أن الزوج، إذا طلق زوجته، يجب عليه ألا يضيق عليها من أجل أن يعافيها بعد الطلاق، وكذلك إذا اكتشفت الزوجة حملها بعد الطلاق، يتحمل الزوج مسؤولية الإنفاق عليها حتى تلد جنينها.
لا يتوقف الإنفاق عند فترة الحمل فحسب، بل يجب على الأب أيضًا أن يتحمل تكلفة الإنفاق عند الولادة إذا قررت الأم الإرضاع. ويجب على الأب أن يتبع المعروف ويتحلى باللطف والكلمة الطيبة، أو يمكن أن تستعين العائلة بأمرأة أخرى لإرضاع الطفل.
ويقول الله تعالى في كتابه العزيز :
” الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا “
والقوامة هنا كما جاء في التفسيرات النبوية ، هي قوام بالانفاق على الزوجة ، والقيام بالأعمال التي لا تقدر عليها ، وكذلك فإن المرأة ليست مكلفة بكل الامور ، والأعباء التي تحملها فوق عاتقها ، فمهمة الزوجة ، هي تربية الأبناء ، وتنشئتهم تنشئة جيدة ، وفقا لتعاليم الدين الإسلامية ، فإن عملت ، واجتهدت ، ونجحت ، لنجاحها ومالها لها ، إلا أن كان برضى منها.