فوائد سورة العصر الروحانية
فوائد سورة العصر
- تقسيم الدهر والوقت هو إشارة إلى قدرته وعظمته وأهميته الكبيرة، وضرورة استغلاله وعدم إضاعته في أمور لا تفيد (العصر الأول).
- فإن الإنسان معرض للخسارة والهلاك والنقصان، ومن الضروري أن يدرك الإنسان هذه الحقيقة. لا يجب أن يغتر بالحياة الدنيا ومتاعها، ولا ينخدع بها وهو طامع. `إن الإنسان لفي خسر`، (العصر 2).
- رغم أن القسم وبيان أهميته يتبعه الخسران والهلاك، يستثني الله فئة من هؤلاء المتعاطين مع القسم، ليحفز المؤمنين على التحلي بصفاتهم ومحاكاتهم، وهم الذين آمنوا وعملوا الأعمال الصالحة وتبادلوا النصح بالحق وتبادلوا النصح بالصبر. (3) [العصر 3]
- يتمثل سبب الاستثناء من الخسارة والهلاك المقسم على الإنسان من الله في الإيمان بالله، وفعل الصالحات والخيرات .
- عمل الخير والأمر بالمعروف.
- الصبر على الأذى وعلى المكاره.
- الانتفاع بالأوقات ، والعمر واغتنامه.
- التمسك بالحق واتباعه.
- ينبغي تجنب الاغترار بالحياة الدنيا والصحة والشباب والجمال، فكل شيء منها ناقص ويتحول إلى خاسر، ومع زوال الدنيا يزول كل شيء، ومع تقدم العمر يقل وينقص.
- دين الله حق، واتباعه حق، والتمسك به حق.
- الخير لا يتوقف عند فاعله، بل يمتد إلى توصية الآخرين بفعل الخير واللين والرفق.
- يجب الصبر على طاعة الله حتى وإن كانت هذه الطاعة تسبب بعض المشاق.
- مراقبة أفعال الإنسان لنفسه بالليل والنهار.
- يتعين على الناس العامة الامتناع عن الخسارة، باستثناء من يؤمن بالله ويعمل بالصالحات ويحث على الحق والصبر في الطاعة والصبر عن المعصية.
- أهمية الزمن في كلام العلماء ودوره في زرع مزروعات الآخرة.
- من بين علامات الأخوة الصالحة بين الناس والأهل والأصدقاء، التواصي بالحق والصبر.
- لا تتغرَّ بالمال وتشغلك عن عبادة الله، فتهلك وتصبح من الخاسرين.
- يتعين على الإنسان العاقل التفكير في الزمان وتقسيمه، حيث يتغير باستمرار ويتحول بين الليل والنهار.
- الاعتراف بأن الخسارة هي شيء عام وحاصل لكل شخص حي، باستثناء أولئك الذين منحهم الله تميزا عن غيرهم وصاروا من أهل الإيمان، وزاد في صفاتهم.
و سورة العصر سورة مكية عدد آياتها ثلاثة آيات وترتيبها في المصحف رقم مائة وثلاثة ، هي جزء من أواخر السور و يسبقها في ترتيب المصحف سورة التكاثر ويليها سورة الهمزة ، وقد قال العلماء عن هذه السورة من الأقوال الكثير و عن ما تضمنته في آياتها فقال عنها الإمام الشافعي رحمه الله: لو تدبر الناس هذه السورة لوسعتهم.
فضل قراءة سورة العصر عند الافتراق
يُقال إن الصحابة والتابعين، عندما يلتقون صدفة ويفترقون بعد ذلك، كانوا يتبادلون التحية، ثم يقرأ أحدهم آية من القرآن الكريم
تتحدث سورة العصر عن أن الإنسان في خسر، إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر.
وفيما يتعلق بقراءة سورة العصر عند الانفصال ، ورد هذا الأثر عن أبي مدينة الدارمي قال: كان الرجلان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إذا التقيا لم يفترقا حتى يقرأ أحدهما على الآخر: والعصر إن الإنسان لفي خسر ، ثم يسلم أحدهما على الآخر ـ رواه أبو داو.
وقال الإمام الشوكاني أيضا “”قلت: وربما يكون للحوامل عليهم ما تضمنته من العظة الحسنة بتوجيههم للحق وتوجيههم للصبر بعد الحكم على هذا النوع الإنساني بحكم قاطع بأنه في خسران، وذلك يسبب ارتعاش القلوب وتقشعر له الجلود وينشأ لديه الشعور، حيث يبدو أن كل شخص من الأشخاص المتواجدين يقول لرفيقه: أنا وأنت وسائر أبناء جنسنا وأهل جلدتنا مهزومون بلا شك إلا إذا تخلصنا من هذا الوباء ونجونا بأنفسنا من هذا البلاء بالإيمان والأعمال الصالحة وتوجيه الحق والصبر، وفي حموله الخوف الممزوج بالأمل في فتح أسباب النجاة وطلب الحماية… آمين.
و كذلك أيضا قال الأستاذ سيد في كتاب الظلال كان الرجلان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا التقيا لم يتفرقا حتى يقرأ أحدهما على الآخر سورة والعصر ثم يسلم أحدهما على الآخر . . لقد كانا يتعاهدان على هذا الدستور الإلهي، يتعاهدان على الإيمان والصلاح، ويتعاهدون على التواصي بالحق والتواصي بالصبر، ويتعاهدون على أنهما حارسان لهذا الدستور . ويتعاهدون على أنهما من هذه الأمة القائمة على هذا الدستور . .اهـ
موضوعات سورة العصر
- يمثل الإيمان الذي يتدرج شعبه بين إزالة الأذى عن الطريق والتوحيد، ويمكن اعتبار موضوع سورة العصر عنوانًا لهذه الآيات (إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا).
- العمل الصالح هو موضوع واحد في سورة العصر، ويمكن أن يكون من بين آياتها (وعملوا الصالحات)، وليكون العمل صالحا بالفعل، يجب أن تتوفر فيه أولى شروط الصلاح وهي موافقته للكتاب والسنة، وعدم دخوله في دائرة الابتداعات المنهي عنها، وتشمل كلمة العمل الصالح جميع العبادات دون استثناء.
- يحث على التزام الحق واتباعه وتوصي بذلك والعمل به .
- يعد الصبر جزءًا هامًا بعد العمل الصالح واتباعه، ويتضمن الصبر على الأذى والصبر على الطاعة والصبر على المعصية.
الدروس المستفادة من سورة العصر
- الله سبحانه وتعالى أقسم بشيء يعكس قدره وعظمته، وهذا القسم يذكرنا بأهمية الاهتمام والتقدير لهذا الشيء. لقد أقسم الله بالوقت في أماكن أخرى من القرآن الكريم، حيث قال `والفجر وليال عشر` [الفجر: 1، 2]، وأيضا قال سبحانه وتعالى `والليل إذا يغشى والنهار إذا تجلى` [الليل: 1، 2]. وفي آية أخرى قال `والضحى والليل إذا سجى` [الضحى: 1، 2]. وروى البخاري في صحيحه عن عبد الله بن عباس – رضي الله عنهما – أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: `نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ`.
- القسم من الله سبحانه وتعالى هو دليل على شأن المقسم عليه، ويتمثل ذلك في تلك الصفات الأربعة التي لا يحصل الفوز إلا بها.
- من فضائل الإيمان ومنزلته العظيمة ، أن الله أوجبه على خلقه وأن هذا كان أول ما أوجب على البشر ، روى مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة – رضي الله عنه – أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: ” لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أو لا أدلكم على شئ إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم”.
- لا يكفي الإيمان فقط إذا كان مقتصراً على الصدر والقلب، بل يجب أن يتضمن الأعمال الصالحة والظاهرة، لأنه لا يوجد إيمان مع ترك الفروض والاستمرار في الخطايا والمعاصي.
- عمل المؤمن يجب أن يكون خالصًا لله وصالحًا، ولا يجب أن يتعارض مع حرمات الله أو يكون به إثم أو بدعة، ويجب أن يتوافق مع سنة النبي صلى الله عليه وسلم وسنته، ولا يتعارض مع أحكام الكتاب والسنة.
- يجب أن يكون التواصي بالحق فقط، ولا يجوز التواصي على شخص آخر أو بشأن شيء آخر، والمقصود بالحق هنا هو الإسلام والإيمان والعمل بما ينص عليه.
- استثناء أهل الإيمان من الخاسرين هو دليل النجاح.