فوائد سورة الفلق الروحانية
سورة الفلق
سورة الفلق هي سورة من السور المكية ، وهي خمسة آيات ، ترتيبها بين السور رقم مائة وثلاثة عشر ، وترتيبها في المصحف الشريف قبل الأخير وردت في أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال ( يا عقبةَ بنَ عامرٍ ! إنَّكَ لن تقرأَ سورةً أحبَّ إلى اللهِ ، ولا أبلغَ عِندَهُ من أن تقرأَ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ ، فإنِ استطعْتَ أن لا تفوتَكَ في صلاةٍ فافعلْ ) ، الراوي : عقبة بن عامر المحدث : الألباني.
وقد قيل أيضا عن هذه القصة، وأخرجها أحمد وابن الضريس بسند صحيح عن أبي العلاء يزيد بن عبد الله بن الشخير. قال رجل: كنا في رحلة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان الناس يعتقبون في النهار. جاءت لي نزلة رسول الله صلى الله عليه وسلم ونزلتي فضربت منكبي. قال: قل: `أعوذ برب الفلق`. فقلت: `أعوذ برب الفلق`. فقرأها رسول الله صلى الله عليه وسلم وقرأتها معه. ثم قال: قل: `أعوذ برب الناس`. فقرأها رسول الله صلى الله عليه وسلم وقرأتها معه. قال: إذا أنت صليت فاقرأ بها .
فوائد سورة الفلق
- ينصح بالاستعاذة بالله التي تحمي من شرور الإنس والجن، والتي تأتي في قوله تعالى: (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ)، [الفلق 1].
- التفكر في الكون وتدبر آيات الله، الذي هو رب الفلق (من شر ما خلق) [الفلق: 2].
- يجب الانتباه دائمًا إلى ضرورة الاستعاذة بالله من شر المخلوقات، كما جاء في القرآن الكريم: (وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَّ، [الفلق 3].
- نستجير بالله من شر السحرة وغيرهم من الأشرار، ومن شر الحاسد إذا حسد.
- الاستعانة بالله للحماية من شر الحسد والحاسدين.
- التحصين ضروري لكلِّ إنسانٍ من شرِّ المخلوقات، سواءً كانوا إنسًا أو جنًّا.
- الاستعانة بآيات الله وأذكار الصباح والمساء لها أهمية كبيرة في تحصين النفس.
- الاهتمام بأذكار اللبس والدخول والخروج وتأدية الحاجات، والسفر وغيرها من أذكار الاستعانة بالله، التي يتلجأ إليها المسلم.
- يتم التحذير من الدجالين والسحرة وأعمالهم، وينبغي تجنب التعامل معهم أو الاقتراب منهم، وعدم الاستماع لأكاذيبهم.
- يتم الاهتمام بالتحصين من الحسد والرقية الشرعية للتخلص من تأثير الحسد على الجسد.
- يتم اللجوء إلى قراءة سورة الفلق للتحصن بالله، ولا يتم اللجوء إلى غيره.
- من المؤكد لدى كل إنسان أنه كائن ضعيف، والاستعانة بالله هي السبيل للحصول على القوة.
- يحرم الذهاب إلى أشخاص أشرار مثل العرافين والسحرة.
- يجب الحذر والتحصن من الشرور التي تحدث في الليل.
- من الضروري تعلم قضايا العقيدة للوصول إلى الإسلام الصحيح.
- يجب تجنب الأمراض القلبية السيئة مثل الحسد، حيث وردت في القرآن الكريم استعاذة منها، وهذا يدل على خطورتها وضرورة الحذر منها.
- يمكن الصبر على المحن مثل الحسد، ويمكن الاعتماد على الله للتخلص منها.
- يجب الانتباه إلى شر المخلوقات، الذي لا يتوقف على البشر فحسب، بل يمتد أيضًا إلى الجن.
موضوعات سورة الفلق
- تحذير من الليل والشر المختبئ فيه.
- التنبيه على شرور الخلق من الإنس والجن.
- الاعتصام بالله فالق الصباح.
- التحذير من السحرة والعرافين
- التحصين من الحاسدين.
مقاصد سورة الفلق
- التحصن بالله.
- الاعتصام بالله.
- الاعتماد على الله واللجوء إليه من الأشرار والخطايا.
- في الليل دواب وشرور يحب الحذر منها.
- تقرير التوحيد بالله لأمة محمد، صلى الله عليه وسلم.
- يجب تعليم الأمة وتربيتها على التمسك بالله وحده.
- حفظ الله للمؤمنين من الشرور.
غريب الكلمات في سورة الفلق
- العوذ هو الالتجاء والاعتصام بالله.
- الغاسق هو الليل شديد الظلام.
- وقب أي دخل الظلام.
- النفاثات هن الساحرات اللواتي ينفخن في عقد الخيط بقصد السحر.
فضل سورة الفلق
ثبت في الصحيحين من حديث عائشة أن النبي – صلى الله عليه وسلم – سحره يهودي من يهود بني زريق ، يقال له لبيد بن الأعصم ، حتى يخيل إليه أنه كان يفعل الشيء ولا يفعله ، فمكث كذلك ما شاء الله أن يمكث – في غير الصحيح : سنة – ثم قال : ” يا عائشة أشعرت أن الله أفتاني فيما استفتيته فيه . أتاني ملكان ، فجلس أحدهما عند رأسي ، والآخر عند رجلي ، فقال الذي عند رأسي للذي عند رجلي : ما شأن الرجل ؟ قال : مطبوب . قال ومن طبه ؟ قال لبيد بن الأعصم . قال في ماذا ؟ قال في مشط ومشاطة وجف طلعة ذكر ، تحت راعوفة في بئر ذي أروان ” فجاء البئر واستخرجه ، وقال ابن عباس : ” أما شعرت يا عائشة أن الله تعالى أخبرني بدائي ” . ثم بعث عليا والزبير وعمار بن ياسر ، فنزحوا ماء تلك البئر كأنه نقاعة الحناء ، ثم رفعوا الصخرة وهي الراعوفة – صخرة تترك أسفل البئر يقوم عليها المائح ، وأخرجوا الجف ، فإذا مشاطة رأس إنسان ، وأسنان من مشطه ، وإذا وتر معقود فيه إحدى عشرة عقدة مغرزة بالإبر ، فأنزل الله تعالى هاتين السورتين ، وهما إحدى عشرة آية على عدد تلك العقد ، وأمر أن يتعوذ بهما ؛ فجعل كلما قرأ آية انحلت عقدة ، ووجد النبي – صلى الله عليه وسلم – خفة ، حتى انحلت العقدة الأخيرة ، فكأنما أنشط من عقال ، وقال : ليس به بأس . وجعل جبريل يرقي رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فيقول : ” باسم الله أرقيك ، من كل شيء يؤذيك ، من شر حاسد وعين ، والله يشفيك ” . فقالوا : يا رسول الله ، ألا نقتل الخبيث . فقال : ” أما أنا فقد شفاني الله ، وأكره أن [ ص: 228 ] أثير على الناس شرا.
أسباب نزول سورة الفلق
يقول العلماء أنه في أسباب نزول السورة، كان لدى الرسول صلى الله عليه وسلم غلام يخدمه، وكان اليهود يفاوضونه لأخذ مشط النبي، حتى وافق الغلام وأعطاه اليهود المشط، وسحروا النبي صلى الله عليه وسلم، والشخص الذي قام بالسحر هو لبيد بن أعصم اليهودي، وشعر النبي صلى الله عليه وسلم بأعراض ومرض في جسده، وفي نومه جاءه ملكان وأخبراه بما فعله اليهود من سحر، فخرج الصحابة للبحث عن سحر اليهود، وعندما وجدوه كان به إحدى عشرة عقدة، وأنزل الله على نبيه سورتي الفلق والناس، وعندما قرأ النبي صلى الله عليه وسلم الآيات تنحل كل عقدة، حتى انتهى من قراءة الآية الأخيرة مع آخر عقدة، وعاد النبي إلى حالته الصحية.
تفسير سورة الفلق
يقول الله سبحانه وتعالى لنبيه يا محمد استعن بالله واعتصم به هو الذي أنشأ الصبح، واستعن بالله واعتصم به من شر المخلوقات التي هي خلق الله، مهما كانت قوتها فهي أضعف ما يكون أمام رب العالمين، واستعذ بالله أيضا من شر الليل وما فيه، ومن شر السحرة والعرافين الذين ينفخون في العقد، واستعن بالله يا محمد أنت وأمتك من شر الحسد ومن شر أهل.