اسلامياتالقران الكريم
فوائد سورة القارعة الروحانية
فوائد تلاوة سورة القارعة
تُعد سورة القارعة واحدةً من السور القرآنية الهامة التي تحمل اسمًا من أسماء يوم القيامة، وتم نزولها بعد سورة قريش وقبل سورة القيامة، وتتكون من إحدى عشر آية، فتحمل فوائد عديدة لمن يتلوها
- تحض سورة القارعة على زيادة الأعمال الصالحة والابتعاد عن كل ما يغضب الله، ولذلك يتبين تأثيرها الكبير على ثقل موازين الأعمال، مما يجعل جزاء الإنسان الجنة برحمة الله ورأفته بعباده.
- لقد أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم لأنها تقي من النار ولو بشق تمرة، وقد تبين لنا من خلال الحديث النبوي الشريف على ضرورة وقاية المسلم نفسه من النار لكي يكثر من فعل الخير والأعمال الصالحة بغية ثواب الله عز وجل حتى لو كانت هذه الأعمال صغيرة من وجهة نظرك فلا تحاول احتقرها ربما تكون أحد أسباب إبعادك عن النار وسبب إلى دخولك إلى الجنة.
- تذكر سورة القارعة أيضا بأصحاب الأعراف، وتوضح مصيرهم في موازين العباد يوم القيامة. تتبين هذه الآيات الشريفة الفرق بين الناس في ذلك اليوم. يكون الفريق الأول هو الذي يحظى بالسيطرة في ميزانه من خلال أعمالهم الصالحة في الدنيا، وهي التي تؤهلهم لدخول الجنة في الآخرة. أما الفريق الثاني فهو الذي تكون أعماله ثقيلة في الميزان بسبب كثرة المعاصي وتفوقها على الحسنات، وهذا يؤدي إلى شقاوتهم في الحياة الآخرة، ونسأل الله العافية. فيدخلون النار ويكون مصيرهم سيئا.
- لم نذكر في سورة القارعة جزاء المؤمنين الذين تكافأت حسناتهم وسيئاتهم في الميزان، ولكن في سورة الأعراف، أوضح الله جزاء هذه الفئة من المؤمنين الذين تعادل حسناتهم وسيئاتهم في الميزان. فإنهم لا يدخلون الجنة ولا يدخلون النار، بل يبقون في مكان معين يسمى الأعراف. تخيلي صورة الأعراف كنظرة أهلها إلى النار، حيث يتوسلون ربهم أن يحميهم من عذاب النار ويبعدهم عن الظالمين.
- في آياته، أخبرنا الله عز وجل بعقاب الظالمين المكذبين والجاحدين والمنكرين لعذابه العزيز في العديد من آيات القرآن. وفي الآيات الشريفة، أوضحت لنا شدة حرارة النار التي هي مثوى الظالمين، وكما بينت سورة المعراج، فإنها تكشف عن رعب النار وشدة عذابها للكافرين. لقد ذكرت هذه الأمور أيضا في مواضع أخرى، مثل سورتي “ق” و”التحريم.” لذلك، يجب على المسلم أن يحمي نفسه من نار جهنم وسعيرها، ويتحقق ذلك من خلال طاعة الله عز وجل والكثرة من أعمال الخير والابتعاد عن أعمال تغضب الله عز وجل.
فضل سورة القارعة
نزلت سورة القارعة في مكة المكرمة وهي من السور القصيرة بحيث يبلغ عدد آياتها إحدى عشر آية والتي يعد لقرأتها وقع وأثر كبير على النفس توجد هذه الآية في الجزء الثلاثون من القرآن الكريم وهي من السور القرآنية التي تخلو من اسم الله عز وجل. لقد نزلت هذه السورة في القرآن الكريم بعد سورة قريش وقد كان ترتيبها هو الواحدة بعد المائة وفقاً لترتيب المصحف العثماني أما بالنسبة إلى ترتيب النزول فإنها تعد السورة رقم ثلاثين فمن فضائل سورة القارعة التالي:
- تعد سورة القارعة من أهم السور في القرآن الكريم وذلك نظراً لأنها تتحدث عن يوم القيامة فتقوم هذه السورة بتحذير المؤمن من عقاب الله عز وجل وعرض ما يلاقيه الكفار من عذاب في الآخرة، بحيث تمتلك هذه السورة قدرة هائلة في تهذيب النفس، وكان قد ورد حديث للرسول في فضل تلاوة سورة القارعة وفي أهميتها وأهمية تلاوتها، وقد أثبت هذا الحديث للمؤمن بأن قراءة آيات القارعة يدني الناس من الجنة ويثقل الموازين.
- تعددت مظاهر شرف سورة القارعة لأنها وعدت العباد الصالحين بأنها ستثقل ميزان أعمالهم، وتحذر هذه السورة الفئة التي يخشون أن تكون أعمالهم خفيفة وتهديدهم بالنار.
- لقد ورد عن النبي بعض الأحاديث التي تتحدث عن فضل سورة القارعة مثل قوله “مَنْ قَرَأَ سُورَةَ الْقَارِعَةِ، ثَقَّلَ اللَّهُ بِهَا مِيزَانَهُ يَوْمَ الْقِيَامَة، وَمَنْ قَرَأَهَا عِنْدَ النَّوْمِ، كُفِي”.
- قدرة سورة القارعة على تهذب النفس وذلك من خلال الاستعداد لليوم العصيب كما تم توضيح أوصاف النار من خلال هذه الصورة والتي قال عنها النبي“اشتَكَتِ النارُ إلى ربها؛ فقالتْ: ربِّ أكلَ بعضي بعضًا؛ فأذِنَ لها بِنَفَسَيْنِ: نَفَسٍ في الشتاءِ ونَفَسٍ في الصيفِ فأشدُّ ما تجدونَ من الحرِّ، وأشدُّ ما تجدون من الزَّمْهَرِيرِ”.
موضوع سورة القارعة
- تتناول سورة القارعة أحداث يوم القيامة وتصور بعض الأحداث المرعبة التي تحدث في هذا اليوم، ويتم التطرق إلى جزاء السعداء الذين يدخلون الجنة والأشقياء الذين يدخلون النار.
- تُوضح سورة القارعة عناستحقاق العقاب، مثل استحقاق النار، لمن أولى اهتمامه للدنيا على حساب الآخرة، وارتكب المعاصي والخطايا، ولذلك تذم سورة القارعة العمل من أجل الدنيا فقط، وعدم اهتمام بالآخرة.
- تحتوي سورة القارعة على توجيهات إلهية هامة للإنسان، حيث تحثه على زيادة أعماله الصالحة وتؤكد على أنها هي الحل الوحيد لإثقال ميزانه يوم القيامة.
- تُبيِّن سورة القارعة أن الأشخاص الذين لم يطيعوا أوامر الله تعالى سيكون مصيرهم النار الحامية التي أُعِدت لهم مسبقًا، وعندما يُقرَع ساعة القيامة، سيصبح الناس كالفراش المبثوث والجبال ستتحول إلى ما يشبه الصوف المنفوش.
الدروس المستفادة من سورة القارعة
إثبات وقوع البعث
- تتحدث سورة القارعة عن الأهوال التي سوف تحدث في يوم القيامة والتي ستؤثر على جميع المخلوقات سواء كانت حية أو غير حية مثل الحجر، ويراد من ذلك تأكيد حدوث البعث بلا شك، فالقيامة لا ريب فيها ويجب على المؤمن الاعتراف بذلك.
- من علامات وأدلة قيام الساعة أن الجبال ستنهار وتسقط على الأرض حتى تتحول إلى كومة من الصوف المندوف، وذلك للتعبير عن رهبة الساعة وإرادة الله تعالى في إظهار قدرته، ويستخدم هذا الأسلوب لإرهاب الناس وإثارة الذعر في قلوبهم.
التأكيد على الجزاء على الأعمال
- من خلال آياته، حدد الله تعالى جزاء المؤمنين الذين عملوا الصالحات في الدنيا بغية الثواب في الآخرة، وأعلن عن عذاب النار للذين كفروا أو أصروا على كفرهم وطغيانهم في معصية الله تعالى، وهو عذاب بئيس وسيء المصير.
- أوضحت سورة القارعة أن المؤمنين سيحصلون على النعيم ويعيشون حياة سعيدة ومرضية في الجنة في يوم القيامة، بينما سيعاقب الكافر الذي ثقلت موازينه بالإثم بعذاب شديد في النار الحامية وسيدخل النار وينال العذاب الأليم.
نصب الموازين لوزن الحسنات والسيئات
- سيتم وزن جميع الأعمال التي يقوم بها الإنسان في الدنيا، حيث تصبح الأعمال المعنوية أجسادا تدخل في ميزان أعمال الفرد. وكما يقول الله تعالى `فأما من ثقلت موازينه` فله الجنة، وقوله `وأما من خفت موازينه` فإنه إلى الجحيم، وهو مصير سيء.
- حددت الآيات الكريمة الذين خفت موازينهم والذين ثقلت موازينهم وأماكن مثواهم في الجنة والنار، كما ذكرت بعض الأحاديث النبوية التي تشير إلى أن وزن أعمال الفرد ووزن الفرد نفسه سواء مهمان في الحساب الديني، سواء كانت تلك الأعمال صالحة أو سيئة.