فوائد سورة القيامة الروحانية
فضائل سورة القيامة الروحانية
- تم نزول سورة القيامة للتذكير والتوعية الحسنة بين الناس استعدادا لليوم العظيم، يوم القيامة. تم ذكر فضل هذه السورة الروحانية في أقوال الإمام أبي جعفر عليه السلام، حيث قال: `من كثر قراءة سورة القيامة وعمل بها، بعثه الله مع رسول الله صلى الله عليه وآله من قبره بأجمل حالة، ويبشره ويضحك في وجهه حتى يجتاز الصراط والميزان`. وهذا يوضح لنا الفضل العظيم لهذه السورة.
- يعود الفضل الكبير لهذه السورة في الحكمة والموعظة التي تحثنا عليها، فقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: “من أدمن قراءتها شهدت أنا وجبريل يوم القيامة أنه كان مؤمناً بيوم القيامة.
فضل سورة القيامة للرزق
للقراءة في سورة القيامة فضل كبير عند الله تعالى، وقد وصانا رسول الله صلى الله عليه وسلم بقرائتها، وخاصة لمن يعيش حياة غير سعيدة أو يواجه صعوبات في الرزق، فإنها تحقق الهدوء للقلب، وتبعد الهموم والحزن والفقر، وتجلب السعادة، وقال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: “من قرأ كل ليلة `لا أقسم بيوم القيامة`، فسوف يأتي يوم القيامة ووجهه مثل القمر في ليلة البدر، وسورة القيامة تكون شفيعا لمن يقرأها.
مقاصد سورة القيامة
حملت هذه السورة الكثير من المعاني العظيمة، فتعطي هذه السورة بعض المواعظ والهداية للناس، فهذه السورة نزلت للموعظة بين الناس فى البعث والحساب يوم القيامة وهول هذا اليوم، فتدعونا السورة إلى الإيمان بيوم القيامة، فهى من أركان الإيمان، أن نؤمن بيوم القيامة، ومن أهم الأشياء التي تدعونا إليها السورة الكريمة:-
- في آيات من سورة القيامة ذكرت عن يوم القيامة وهوله، حيث يومئذ يفزع الناس من هذا اليوم، وتحدث الآيات عن برق البصر وخسف القمر وجمع الشمس والقمر، وفي ذلك اليوم يسأل الإنسان عن مكان الفرار، لكن لا مكان يمكنه الفرار إليه، فإن المصير في ذلك اليوم إلى ربه المستقر، وهكذا يذكر الله تعالى بيوم القيامة.
- تشير بعض آيات سورة القيامة، أحوال البشر في هذا اليوم، وكيف يكون هذا اليوم مرعبا، ومخيفا ويكون الناس فيه مذهولين تماما، وقد ذكرت حالة الناس في هذا اليوم في قول الله تعالى `وجوه يومئذ ناضرة * إلى ربها ناظرة * ووجوه يومئذ باسرة * تظن أن يفعل بها فاقرة` صدق الله العظيم، فهذا يصور حالة البشر في هذا اليوم.
- توضح آيات السورة، عن إنشاء الإنسان في جميع مراحله، ووضحت لنا في قول الله تعالى هل يظن الإنسان أنه سيترك دون فائدة؟ ألم يكن هو نطفة من نطفة يمنىٰ؟ ثم كان علقة فخلق فسواها؟ ثم جعل منه الزوجين الذكر والأنثىٰ؟ أليس هذا قادرا على إحياء الموتىٰ؟.” صدق الله العظيم، فتعظمت الآيات بعظمة الخالق في خلقه، وقدرة الله تعالى على إحياء الموت.
- وتبين لنا فى بعض الآيات عن حال الإنسان فى موتة، وتم ذكرة فى قول الله تعالى” كَلَّا إِذَا بَلَغَتِ التَّرَاقِيَ * وَقِيلَ مَنْ ۜ رَاقٍ * وَظَنَّ أَنَّهُ الْفِرَاقُ * وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ * إِلَىٰ رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَسَاقُ” صدق الله العظيم، فأوضح لنا آيات السورة عن حالة الإنسان أثناء موتة.
- تظهر لنا فرحة المؤمنين بنعيم يوم القيامة.
- تجعل الإنسان يتعظ في حياته ويتعلم قدرة الله الخالق ويشكر الله على النعم التي منحها له.
تفسير سورة القيامة
هذه السورة نزلت في مكة المكرمة وتعتبر سورة مكية. نزلت هذه السورة لتوعظ الناس حول يوم القيامة لكي يستفيقوا ويعتبروا. تتألف السورة من 40 آية، ونزلت بعد سورة القارعة. بدأت السورة بالقسم عندما قال الله تعالى “لا أقسم بيوم القيامة.” قد يفهم البعض أن كلمة “لا” تمثل إضرابا عن ما كان معروفا في السابق، وأن الأمم السابقة كانت تنكر يوم القيامة.
وكان الله سبحانه وتعالى يرفض أعمالهم، وعدم إيمانهم بيوم القيامة، فنزلت هذه الآية كى تدل على أن الله يرفض موقفهم، وان موقفهم غير مقبول، ففى يوم القيامة، يحق الله الحق ويبطل الباطل، فهذا يوم عظيم فهو اليوم الذي يتقرر فيه مصير كل إنسان الابدي، وَلا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ، فهذا يشير إلى أهمية هذا اليوم فالنفس تلوم صاحبها فالنفس اللوامة هي التي تضيع الوقت فى عدمة وهي التي تلوم صاحبها على تفويت الكثير من الفرص، أَيَحْسَبُ الإِنسَانُ أَلَّن نَجْمَعَ عِظَامَهُ، فيذكر هول اليوم الذي تتجمع، فيه العظام،” بلى قادرين على أن نسوي بنانه”، وهنا بقصد بهذا القدرة على، تجميع أصابع أيديهم وأرجلهم.
يسعى الإنسان في الحياة إلى الفجور والشر، ويتساءل عن موعد يوم القيامة، حيث يريد أن ينفجر أمامه ليسأل عن موعدها.
“فَإِذَا بَرِقَ الْبَصَرُ وَخَسَفَ الْقَمَرُ وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ يَقُولُ الْإِنْسَانُ يَوْمَئِذٍ أَيْنَ الْمَفَرُّ كَلَّا لَا وَزَرَ إِلَىٰ رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمُسْتَقَرُّ” وكل هذه علامات على قيام، يوم القيامة فعند البرق و ذهاب نور القمر أي الخسوف، والجمع بين الشمس والقمر، فيفر الإنسان ليهرب، ولكن لا يستطيع، فيعود كل شئ إلى الله.
في ذلك اليوم ينبئ الإنسان بما قدم وأخر، بل الإنسان على نفسه بصيرة، ولو ألقى معاذيره لا تحرك به لسانك لتعجل به، إن علينا جمعه وقرآنه، فإذا قرأناه فاتبع قرآنه، ثم علينا بيانه.” وهنا وصلنا إلى عرض الأعمال، فيرى الإنسان جميع أعماله من خير وشر، وكل شيء قدمه في حياته، فالإنسان يلزم بكل فعله لأنه أعلم بما فعل، حتى ولو جاء يعتذر، وبعد ذلك تحدثنا آيات الله عن القرآن الكريم ووقت نزول الوحي، على رسولنا الكريم.
“كَلَّا بَلْ تُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ وَتَذَرُونَ الْآخِرَةَ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ إِلَىٰ رَبِّهَا نَاظِرَةٌ وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ بَاسِرَةٌ تَظُنُّ أَنْ يُفْعَلَ بِهَا فَاقِرَةٌ كَلَّا إِذَا بَلَغَتِ التَّرَاقِيَ وَقِيلَ مَنْ ۜ رَاقٍ وَظَنَّ أَنَّهُ الْفِرَاقُ وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ إِلَىٰ رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَسَاقُ” وهنا توضح لنا حيرة الإنسان ودهشتة من هذا اليوم العظيم.
في نهاية السورة، تتضح لنا عظمة الله تعالى في الخلق وقدرته على إحياء الموتى، كما يُظهر لنا مصير كل إنسان بحسب أعماله، إما الجنة أو النار، وينتهي مصير الكافرين الذين كفروا بالله ورسوله بالهلاك جميعًا بسبب أفعالهم.
لماذا سميت سورة القيامة بهذا الاسم
سميت سورة القيامة بهذا الاسم لأنها تبدأ بالقسم بيوم القيامة من قبل الله تعالى، ولأنها توضح بعض المشاهد المتعلقة بيوم القيامة، وتحث الناس على الإيمان بذلك اليوم وفهمه تماما، بالإضافة إلى التحذير من عدم التجهيز لهذا اليوم العظيم. جاء القرآن ليوضح سبعة علوم، ومن بينها يوم القيامة، وجاء القرآن لإنقاذ البشرية وإخراجها من الظلمات إلى النور.