ما هي الإيجابية السامة
مقدمة عن الإيجابية السامة
الإيجابية السامة هي الاعتقاد بأن الشخص يحتفظ بالإيجابية بغض النظر عن الظروف السيئة. إنها طريقة لرؤية الحياة بشكل متفائل فقط. على الرغم من الفوائد العديدة للإيجابية والالتزام بالتفكير الإيجابي، إلا أن الإيجابية السامة ترفض وجود المشاعر السلبية وتحاول استبدالها بمشاعر إيجابية، وقد يكون ذلك في بعض الأحيان غير واقعي.
نحن جميعا ندرك أن الإيجابية مفيدة للصحة العقلية، لكن في الحقيقة الحياة ليست مطلقا إيجابية. يتوجب علينا التعامل مع التجارب والمشاعر السلبية في بعض الأحيان.
تأخذ الإيجابية السامة النظرة الإيجابية إلى مستوى مطلق، ولا يشدد هذا السلوك فقط على أهمية الإيجابية، بل يقلل أو ينفي وجود المشاعر السلبية التي يشعر بها الإنسان.
أشكال الإيجابية السامة
يمكن أن تأخذ الإيجابية السامة أشكالًا مختلفة، وتتضمن بعض الأمثلة التي يمكن للشخص مواجهتها في حياته اليومية ما يلي:
- عندما يحدث شيء سيئ، مثل فقدان الشخص لعمله، يمكن للناس أن يشاركوا الشخص نفسه بالتعاطف والقول بأن كل شيء سيكون على ما يرام. وعلى الرغم من أن هذه التعليقات تهدف إلى التعاطف، فإنها في بعض الأحيان تمنع الشخص من التعبير عن نفسه وتجربته.
- بعد تجربة مريرة لفقدان أحد الأقارب القريبين، يمكن للإنسان أن يواسي الحزنى بمجرد رؤيتهم بأن كل شيء يحدث له سبب. وعلى الرغم من أن بعض الأشخاص يعتنقون هذه الفكرة ويجدونها مريحة، إلا أنها قد تكون أيضا وسيلة لتجنب الشعور بألم الآخرين أو معاناتهم.
- إذا شعر الشخص بالإحباط أو الحزن، يمكن للآخرين أن يذكروه بأن السعادة هي خيار. وهذا يمكن أن يزيد من عبء الشخص، حيث يشعر بأنه مذنب لأنه لا يشعر بالسعادة.
غالبًا ما تكون هذه العبارات وديّة، حيث لا يدرك الأشخاص أمور أخرى غير ذلك. وفي بعض الأحيان، تكون هذه العبارات بسيطة للتخلص من موقف محرج، لكي لا يضطر الشخص لمواجهة مشاعر الآخرين بشكل حقيقي.
في بعض الأحيان، يمكن أن تتحول هذه العبارات إلى عبارات اتهام للأشخاص الذين يعانون من مصائب كبيرة.
لم تكون هذه الإيجابية مؤذية
يمكن أن تؤذي الإيجابية السامة الأشخاص الذين يواجهون مواقف صعبة، حيث يشعرون بالتجاهل وعدم الدعم غير المشروط، ويشعرون بأن مشاعرهم مرفوضة وتم تجاهلهم.
- يمكن أن تسبب الشعور بالخجل: عندما يعاني شخص من مشكلة ما، فإنه في حاجة للدعم ليدرك أن معاناته حقيقية، أو ليجد الراحة والمحبة في أسرته وأصدقائه. ولكن في حالة الإيجابية السامة، قد يشعر الشخص بأن مشاعره خاطئة
- تسبب الشعور بالذنب: يتم إرسال رسالة تفيد بأن الشخص يجد صعوبة في الحصول على شعور إيجابي، حتى في ظل المشاكل، كما أن الشخص يقوم بفعل شيء سيء.
- تتجنب التواصل البشري الحقيقي: تعمل الإيجابية السامة كآلية للتجنب، حيث يمكن للأشخاص الذين يتبعون هذا السلوك التجنب من المواقف العاطفية التي تسبب لهم الضيق، وعند مواجهتهم لمشاعر سلبية، يمكنهم تجاهلها ورفضها ونكرانها.
- تحد من الإدراك: الإيجابية السامة تؤدي إلى تجنب الأمور المؤلمة وتحرم الشخص من الفرصة لمواجهة المشاعر التي يمكن أن تساعد في توسيع إدراكه وبصيرته.
يصاحب مصطلح `positive vibes only` الذي نسمعه يوميا وبشكل متكرر جائحة كورونا، حيث يواجه الأشخاص خلال هذه الجائحة العالمية الإصابة بالمرض والحجر الصحي والعزلة في المستشفيات والعمل من المنزل وفقدان الوظائف وصعوبات اقتصادية أخرى.
لقد تعرض هؤلاء الأشخاص لتعطيل كبير في حياتهم وكان عليهم تحمل الضغط الناتج عن الحاجة إلى الحفاظ على التفاؤل في وقت كان من الصعب جدًا الحفاظ عليه على عدة مستويات.
وفقًا للصحف الأمريكية، حوالي 46% من البالغين الذين لديهم أطفال دون سن ال18، عانوا من مستويات كبيرة من التوتر أثناء الوباء.من الممكن أن يحافظ الشخص على إيجابيته في مواجهة الأزمات. لكن الشخص الذي يعاني من الصدمة لا يحتاج الحفاظ على إيجابيته لأن ذلك يكون منافيًا للمنطق في بعض الأحيان.
علامات الإيجابية السامة
الإيجابية السامة قد تكون غير واضحة ، ولكن من خلال التعرف على أعراضها يمكن للشخص معرفة هذا النوع من السلوك. وتتضمن بعض الأعراض ما يلي:
- تجنب المشاكل بدلًا من مواجهتها
- يحدث الشعور بالذنب نتيجة الحزن أو الغضب أو الاكتئاب
- استخدام بعض العبارات المنمقة لإخفاء المشاعر الحقيقية والحفاظ على القبول الاجتماعي
- إخفاء ما يشعر به الشخص بشكل صحيح
- تقليل قيمة مشاعر الآخرين لأنها تسبب عدم الراحة
- يُضاف الخجل والعار للآخرين عندما لا يكون موقفهم إيجابيًا
- محاولة تجاوز المشاعر المؤلمة أو تحملها
العبارات التي تعبر عن الإيجابية السامة وبدائلها
العبارات التي تعبر عن الإيجابية السامة | البدائل الجيدة لها |
فقط إبقى إيجابيًا | أنا أستمع إليك |
مشاعر إيجابية فقط | أنا معك بغض النظر عن أي شيء آخر |
يمكن أن يكون الأمر أسوء | هذا الأمر بالتأكيد كان صعبًا |
جميع الأمور تحدث لسبب | في بعض الأحيان يحدث ما لا يسر، كيف يمكنني مساعدتك؟ |
الفشل ليس خيارًا | الفشل في بعض الأحيان جزء لا يتجزأ من الحياة |
السعادة هي خيار | مشاعرك صحيحة، لا يجب تجاهلها |
كيفية تجنب الإيجابية السامة
إذا تأثر الشخص بالإيجابية السامة أو كان يدرك أنه يتبع سلوكًا سلبيًا، فهناك بعض الأفكار التي يمكن أن تساعده على تجنب هذا النوع من السلوك، وتشمل هذه الأفكار:
- التعامل مع الأفكار السلبية دون إنكارها: يمكن أن تسبب السلبية الإجهاد إذا تم تجاهلها، حيث يمكن أن تحتوي على معلومات مهمة وتؤدي إلى تغييرات جذرية في الحياة
- الحفاظ على الواقعية: في حال مواجهة الشخص لوضع مقلق، من الطبيعي أن يشعر بالإجهاد، القلق، أو حتى الخوف، ولا يجب أن يجهد نفسه، بل يجب التركيز على الخطوات اللازمة للعناية بالنفس التي تساعد على تحسين الحالة.
- التركيز على الاستماع للآخرين وإظهار الدعم: عندما يواجه الشخص موقفًا صعبًا، يجب ألا يتجاهل هذه الأمور، بل يجب أن يدرك أن مشاعره طبيعية ويتعامل معها بشكل سليم
- إدرام كيف يشعر الشخص: الإعجاب بصفحات المشاهير ومواضيع التنمية البشرية يمكن أن تكون موضوعًا للإلهام لكيفية شعور الشخص لكن في حال شعور الشخص بالذنب بعد رؤية هذه المنشورات التي تحض على الإيجابية المستمرة، فإن ذلك قد يقود إلى الإيجابية السامة. يجب وضع بعين الاعتبار الحد من استعمال وسائل التواصل الاجتماعي.
هل تروج وسائل التواصل للإيجابية السامة
غالبًا ما يقدم الأشخاص أنفسهم بأحسن هيئة على وسائل التواصل. فهم لا ينشرون أخطاءهم أو عيوبهم أو حتى القرارات الخاطئة التي قاموا بها. لذلك فإن وسائل التواصل الاجتماعي قد تعطي فكرة للشخص بأن جميع من حوله يدير أموره بالشكل الأفضل دونًا عنه. هذا الأمر ينطبق خصيصًا على مشاهير التواصل الذين ينشرون أفضل أزيائهم، وأعمالهم وحياتهم التي قد تبدو مثالية.
يجب على الشخص حماية نفسه من التأثر بالقلق والإدراك بأنه ليس وحده من يعاني منه، ويجب عليه تذكر دائمًا قاعدة بأنه:
- It’s OK not to be OK right now