انواع منهج الإسلام في معاملة غير المسلمين
منهج الإسلام في معاملة غير المسلمين
الإسلام هو دين العدل والمساواة والإنسانية. في حين عانى الغرب من التمييز العنصري والتفرقة بين الأشخاص وتخريب الحياة في البلاد التي اجتاحها المحتلون، كان الإسلام يؤكد على حقوق الإنسان وحماية الأرواح. وقد فتح المسلمون العديد من البلاد دون حروب أو أسلحة، وفي بعض الحالات تم ذلك بالاستسلام بعد احتلالها من قبل الروم والمجوس والتتار
أقر الإسلام حقوق العباد في جميع الأشياء دون تمييز، سواء كان ذلك بسبب الدين أو العرق أو اللون، وحتى حرية الاعتقاد ترك أمرها لله. فلم يجبر الإسلام أحدًا على الانضمام إلى عقيدة التوحيد، ولم يفرض الإسلام على أحد، وهذا ما أقره المستشرقون المنصفون في كتبهم.
وقد فتح المسلمين بلاد كثيرة ، لم تكن تعرف الإسلام ولا التوحيد ، ولم يذكر التاريخ أن المسلمين أجبروا أهلها على الإسلام ، كان الفتح يتبعه نشر للدين فمن شاء فليؤمن ، ومن بقى على دينه أقر له المسلمين حقوقه الكاملة بداية من حقه في حفظ روحه وماله و عرضه وصولا لحقه في عقيدته وإقامة شعائره وقد انقسمت أنواع منهج الإسلام في معاملة غير المسلمين إلى عدة أقسام يمكن إيجازها في الآتي : ،
- كفار محاربين ، يحاربون المسلمين.
- يتضمن هذا العهد الالتزام والأمان والأمانة، بما في ذلك اليهود والنصارى.
- المستأمن من رسل وتجار و مستجيرون.
ويجب تعلم فقه التعامل مع غير المسلمين ، وهو :
- فقه العبادات.
- فقه المعاملات.
- فقه الجهاد ، الصلح ، والجزية.
- فقه الأدب.
معاملة الكفار المحاربين
أوضح الإسلام أنواع الكفار وكيفية تعامل المسلمين الموافقة للإسلام معهم، فإذا كان الكافر محاربًا للمسلمين، فلا يحق له أي حقوق عند المسلمين، إلا ما وضعه الدستور الإسلامي بيد النبي صلى الله عليه وسلم، وهي:
- عدم قتال النساء.
- عدم قتل الأطفال.
- عدم قتل الرهبان في صوامعهم.
- إذا لم تقطع الشجرة، فستبقى العلاقة بين الأطراف علاقة حرب دائمة دون أمان أو عهد.
وبذلك يتضح أن أنواع المنهج الإسلامي في التعامل مع غير المسلمين ينقسم تبعا لحالهم في السام والخرب مع المسلمين ، وهل هم داخل أراضي المسلمين أم خارجها، وأن التفرقة ليست قائمة على تمييز عقدي وإنما قائمة على حفظ أرواح وحقوق المسلمين الاولى بالرعاية، دون الاعتداء على الآخرين.
معاملة كفار أهل ذمة
هم غير المسلمين الذين يعيشون في وسط المسلمين. يلتزمون بالتزاماتهم ويحصلون على حقوقهم، ولا يوجد فرق بينهم وبين المسلمين إلا أن المسلمين يؤدون الزكاة وهم يؤدون الجزية. ويخضعون لسلطة المسلمين فيما عدا بعض الأمور المتعلقة بعقائدهم ودينهم مثل الشعائر الدينية وأحكام الزواج والطلاق والغذاء والملبس، فكل ذلك ينظمه دينهم وشريعتهم ما لم يطلبوا غير ذلك ويفضلوا الحكم الشرعي الإسلامي. ولديهم حقوق مشابهة لحقوق المسلمين في الحماية ومنع الإيذاء وحفظ الحقوق.
معاملة المستأمن والمستجير
وهو غير المسلم الذي بين قومه وبين ديار المسلمين حرب لكنه دخل أرض الإسلام، بغرض سلمي سواء في ذلك كان السبب التجارة أو الاستجارة ، وهنا لا تكون عليه الجزية وتكون له حقوق الحماية والحفظ والرعاية كما هي للمسلم ، ودون دفع جزية حتى يعود لبلاده ، فهو يعامل معاملة الضيف حتى ينصرف.
التعامل مع غير المسلمين في القرآن الكريم
عند النظر إلى كيفية التعامل مع غير المسلمين في المجتمع المسلم، يتم لاحظ أن الإسلام قدم نماذج مشرفة للدساتير التي تنظم العلاقات بين الناس المختلفين وبينهم وبين غير المسلمين، وتنظم شؤونهم وتحدد حقوقهم وواجباتهم، وذلك في ظل تفشي التفرقة والظلم والغوغائية
أعطى الإسلام نموذجًا في التعامل بين المسلمين بعضهم البعض ومع غيرهم من المسلمين. حيث قدم القرآن الكريم نظرة واضحة على تلك العلاقات ونظمها في آيات القرآن بشكل يتميز بالوضوح والصراحة. ففي سورة البقرة، أول ما جاء يرتب العلاقة الدينية بأنه لا إكراه في الدين ولا إجبار.
وحرية الاعتقاد جزء من حقوق غير المسلم، بل وزاد القرآن الكريم في ذلك في سورة يونس ما أكد به أن لا داع في محاولة إجبار غير المسلمين على التوحيد ، فلو شاء الله أعتق قلوبهم لتطيع رب السماوات والأرض وتسلم لله ، لذا وجب عدم إجبارهم ، وأما في التعامل مع غير المسلمين فلم يحرم الإسلام على المسلمين تناول طعامهم والزواج منهم، بالضوابط التي أقرها العلماء، والبيع والشراء معهم ، ومجادلتهم بالحسنى. ،
التعامل مع غير المسلمين في السنة النبوية
قدم الرسول صلى الله عليه وسلم قدوة عملية للأمة الإسلامية في التعامل مع غير المسلمين، حتى أنه صلى الله عليه وسلم مات ودرعه مرهونة عند يهودي مقابل ما استدان به الرسول منه، وكان صلى الله عليه وسلم لا يرفض الطعام من وليمة لغير المسلمين، ويزور مريضهم.
وحين جاء نصارى نجران لمقابلة النبي ، استقبلهم في مسجده صلى الله عليه وسلم، وأجلسهم على عباءته الشريفة صلى الله عليه وسلم ، ولما دخل مكة وكان يخشاه كفارها أن يبطش بهم جزاء ما فعلوه معه قبل الهجرة وبعدها وقبل فتح مكة ، أمنهم على أرواحهم وأموالهم ، وممتلكاتهم، بل وأكثر من ذلك فقد قال صلى الله عليه وسلم ، أن من يؤذي غير المسلم من اليهود والنصارى فسيكون الرسول صلى الله عليه وسلم هو نفسه خصمه ، وهي خصومة حتى يوم القيامة، وفي حديث أخر قال أن من قتل ذمي فلن يجد ريح الجنة. ،
التعامل مع غير المسلمين في العبادات
- تحمي الكنائس ومعابد اليهود ولا تلمسها أو تخلعها منهم.
- يدخلها المسلم بسلام ولا يمنع من دخولها.
- يحرم على المسلم دخول الكنائس والمعابد وغيرها من دور العبادة التي تحتوي على تماثيل.
- الصلاة في الكنائس والمعابد بطريقة طوعية مستحبة، أما الصلاة فيها بالإكراه فلا إثم عليه.
- تختلف المذاهب فيما يتعلق بدخول غير المسلمين للمسجد، إما بتحريمها أو كراهيتها أو جوازها، فبعضهم يباحها وبعضهم يرونها مكروهة.
- يختلف بعض الفقهاء حول الوقوف لجنازة غير المسلم، فبعضهم يرى عدم الوقوف وبعضهم يرى جواز الوقوف كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم
الضوابط الشرعية في التعامل مع غير المسلمين
نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن بدء التحية لغير المسلمين بالسلام، أما التحية فلم يحرمها بعض علماء الشريعة الإسلامية، وحرمها بعضهم الآخر، وذلك بالتقدير على نحو السلام. وينصح البعض بإحتسابالمصلحة في كل حالة، وفقاً لمدى تقريب التحية من ضرر أو جلب نفع.
إذا كان السلام قد أتى من شخص غير مسلم، فمن الواجب على المسلم أن يرد التحية، وذلك بناء على نص عام موجود في القرآن الكريم يفرض رد السلام بشكل عام دون تمييز