العلاقة بين حاسة الشم والتذوق

ماذا تعرف عن حاسة الشم

تولد الخلايا العصبية الشمية في الجزء العلوي من الأنف نبضة تنتقل إلى الدماغ على طول العصب الشمي ، حيث يطلق على الجزء من الدماغ الذي يصل في البداية اسم البصلة الشمية ، والتي تقوم بمعالجة الإشارة ، ثم نقل المعلومات حول الرائحة إلى مناطق أخرى ترتبط ارتباط وثيق ، والتي تعرف باسم الجهاز الحوفي .

نجد أن الجهاز الحوفي يتكون من مجموعة من الهياكل داخل الدماغ ،التي يعتبرها العلماء لها دور أساسي في التحكم في المزاج ،  والذاكرة ، والسلوك ، والعاطفة ، حيث أنه قد ينظر إليه على أنه الجزء القديم ، أو البدائي من الدماغ لأن هذه الهياكل كانت موجودة داخل أدمغة الثدييات الأولى .

توضح الأبحاث أن الرائحة تلعب دورًا مهمًا في الذاكرة والمزاج والعواطف، حيث أن حاسة الشم ترتبط بشكل وثيق بالذاكرة، وربما أكثر من أي حاسة أخرى، ولذلك فإن فهم دور الرائحة يساعدنا على فهم آليات هذه العمليات .

حيث أن الذين يتمتعون بوظيفة شمية كاملة ، قد يكونون قادرين على التفكير في الروائح التي تثير ذكريات معينة ، مثل رائحة بستان في أزهار تستحضر ذكريات نزهة الطفولة ، على سبيل المثال يمكن أن يحدث ذلك بشكل عفوي ، حيث تعمل الرائحة كمحفز لتذكر حدث ، أو تجربة منسية منذ فترة طويلة .

تعتبر الرائحة أمرًا مهمًا جدًا على المستوى الشخصي عندما يتعلق الأمر بالجاذبية بين شخصين، حيث أظهرت الدراسات أن رائحة الجسم التي ينتجها جهاز المناعة، الذي يتكون منه الجينوم، يمكن أن تساعدنا بدون وعي منا على اختيار شركاء حياتنا .

معلومات عن حاسة التذوق

يعد التذوق هو الإدراك المباشر على اللسان، وعلى الرغم من ذلك فإن الطريقة التي ندرك بها النكهة تنتج بشكل خاص من مزيج من حواس الشم والذوق واللمس، ويتفاعل هذه الحواس معًا لتحديد ما إذا كنا نحب طعم طعام أو وجبة معينة .

لفترة طويلة، افترض العلماء أننا نحدد كل الأذواق الأساسية في نقطة مختلفة على لساننا، وهذا يعني أننا لا يمكننا تذوق المذاق الحامض أو المالح إلا عند حافة اللسان، ونذوق الحلاوة فقط عند حافة اللسان .

توجد براعم التذوق على حافة اللسان أكثر منها على القاعدة، مما يجعلها أكثر حساسية للتذوق. وعلى الرغم من عدم وجود أنواع مختلفة من الذوق في اللسان، إلا أن الاستثناء الوحيد هو الطعم المُر الذي يتم تذوقه في مؤخرة اللسان .

يمكن استخدام مناطق التذوق في اللسان للتمييز بين خمسة طعميات رئيسية، وهي الحلو والحامض والمالح والمر والأومامي. تتشكل الطعمية الأخيرة بوجود الغلوتامات، التي توجد أساسا في الأطعمة الغنية بالبروتين مثل اللحوم .

ما هي براعم التذوق

تعد براعم التذوق هي الأعضاء التي توجد في اللسان والمسؤولة عن تسجيل الذوق، وتوجد حول المناطق المعروفة باسم الحليمات الذوقية، ويجب الحفاظ على حاسة التذوق من خلال العناية بهذه الهياكل الصغيرة الموجودة على السطح العلوي للسان .

يتوفر لدى الشخص البالغ ما يقرب من 2000 إلى 4000 حليمة باللسان. وعند تناول الأطعمة المالحة أو الحلوة، يتم تنشيط الخلايا الحسية في براعم التذوق، ويتم إرسال إشارات إلى الدماغ لتحديد الطعم الملح أو الحلو .

تستجيب حوالي نصف الخلايا الحسية لجميع الأذواق الأساسية الخمسة، بينما يتخصص الباقي في طعم محدد .

العلاقة بين حاسة الشم والتذوق

هناك العديد من الأشياء التي تؤثر على القدرة على التذوق، فعند الإصابة بنزلات البرد، لا يمكننا تذوق الطعام عادة عندما تكون أنوفنا مسدودة، ولكن هل يعني ذلك أن الرائحة تساهم بشكل أكبر في التذوق من الذوق نفسه، مثلبراعم التذوق؟ .

أظهرت الدراسات أن استخدام سدادات الأنف يؤثر على حاسة التذوق لدى المتطوعين، حيث تصبح أقل دقة وأقل حدة بعد ارتداءهم للسدادات، مقارنة بعدم استخدامها، ويبدو أن الرائحة تلعب دورًا مهمًا في التذوق.

ومع ذلك، فإن سدادات الأنف لا تمنع بشكل تام القدرة على التذوق، لأن الأنف والحنجرة يشاركان في نفس مجرى الهواء، وقد يمكن للروائح التي تنبعث من بعض الأطعمة أن تدخل الأنف عبر مؤخرة الفم، حتى عندما تكون فتحات الأنف مغلقة .

تمتلك حاسة الشم دورًا أساسيًا في نسبة تصل إلى 80٪ من الذوق، وعندما يفتقر الإنسان إلى حاسة الشم، يقتصر الذوق على خمسة أحاسيس مميزة وهي الحلو والمالح والحامض والمر والأومامي أو الإحساس اللذيذ .

يعاني العديد من الأشخاص من ضعف الذوق بشكل مؤقت ويفقدون جزءًا من قدرتهم على التمييز بين النكهات، ومن النادر جدًا فقدان حاسة التذوق بشكل كامل .

تتنوع أسباب ضعف التذوق من نزلات البرد إلى الحالات الطبية الأكثر خطورة والتي تشمل الجهاز العصبي المركزي، حيث يمكن أن يكون ضعف التذوق علامة على الشيخوخة الطبيعية .

جميع النكهات التي نشعر بها تأتي من الرائحة، وعندما يكون الأنف مسدودا بسبب نزلات البرد، تختفي معظم النكهات، وتصبح الأطعمة طيبة أو بدون طعم، وتزداد حاسة الشم قوة عند الجوع

كيف يرتبط الطعم والرائحة

تعد الطعم والرائحة حواسًا منفصلة لها أعضاء استقبالية مختلفة، ومع ذلك، فإنهما متشابكان بشكل وثيق حيث يتم الكشف عن المذاق، ويتم ذلك عن طريق مواد كيميائية في الأطعمة يتم اكتشافها بواسطة براعم التذوق .

تتكون من خلايا حسية خاصة يتم تحفيزها، وترسل هذه الخلايا إشارات إلى مناطق معينة في الدماغ. والجزء المسؤول عن حاسة الشم في الدماغ هو الذي يجعلنا ندرك الطعم، بينما تلتقط الخلايا المتخصصة في الأنف الروائح والجزيئات المحمولة في الهواء .

يؤدي الرائحة إلى تنشيط بروتينات المستقبلات الموجودة في الأهداب الشبيهة بالشعر في أطراف الخلايا الحسية. هذه العملية تبدأ الاستجابة العصبية، حيث تتداخل الرسائل المتعلقة بالطعم والرائحة، مما يسمح لنا بكشف نكهات الطعام .

يعتبر ادراكنا للأذواق والروائح مؤشراً على وجود المواد الكيميائية في الهواء أو الطعام، ويتجلى هذا الارتباط بشكل أكبر في كيفية ادراكنا لنكهات الطعام .