هل يجوز لبس الإحرام بدون غسل
جواز لبس الإحرام بدون غسل
لقد جعل الله سبحانه وتعالى للمسلمين بابا يطرقون عليه من حين لآخر، يستغفرون ويتوبون حتى يعودوا لحياتهم مرة أخرى ، كما ولدتهم أمهاتهم بلا ذنوب أو آثام أو خطايا ، فكان هذا الباب هو العبادات ، وما العبادات إلا طوق نجاة للمسلم ، أكثر منها تكليف وواجب عليه ، ففي الصلاة يتوجه المسلم لربه و يهبه الله السجود، وفيه تسقط الذنوب وتجاب الدعوات ، وهناك صوم ، به ساعة إجابة وقت الإفطار لا ترد دعوة هذا الصائم ، وتلك الزكاة التي يطهر بها المسلم ماله ، وغيرها من العبادات التي لو نظر لها المسلم نظرة راقية لوجد الخير الكثير وحرص على ألا يفوته كل ذلك عمدا، أو تكاسل.
تختلف العبادات المقررة في الشريعة الإسلامية بين الواجبات والمندوبات والمستحبات، وتتنوع بين الفرائض التي يجب أداؤها ولا يتمام الدين إلا بها، وبين النوافل والسنن التي ترفع الدرجات. فالإسلام فرض وأنشأ خمسة أركان يستند إليها المسلم لممارسة دينه، وجميعها يمكن أن تسقط بوجود عذر ما باستثناء الشهادتين والصلاة. وتبقى الحج والزكاة والصوم لهم أحكامهم المحددة، وللحج والعمرة أحكامهما الواضحة التي تم توضيحها في الشريعة من خلال أدلتها القاطعة والأحاديث الصحيحة عن النبي صلى الله عليه وسلم ومن سيرة الصحابة رضي الله عنهم. وعندما نتحدث عن الحج، ستظهر أحكام الإحرام والتي يجب على كل حاج أو معتمر معرفتها جيدا
في البداية، يجب على المسلم أن يفهم أمرا مهما، وهو أن أداء الاغتسال للإحرام لأداء مناسك الحج أو العمرة ليس واجبا، بل يعتبر مستحبا فقط. فلا يلزم المسلم الاغتسال قبل أداء العمرة أو الحج، وإذا ترك الحاج أو المعتمر الاغتسال، فلا يعتبر ذلك إثما على الإطلاق. فهذا ليس واجبا، وبالتالي يمكنه أن يحرم ويؤدي مناسكه دون الاغتسال.
أما فيما يخص اتصال الاغتسال بالإحرام بشكل مباشر ، الأفضلية في هذا الأمر في أن يغتسل الحاج أو المعتمر ويحرم بالملبس وكذلك بالقول مباشرة ، وتختلف أراء العلماء في سنة الاغتسال قبل الإحرام هل يجب أن تكون متصلة مباشرة دون أن يقطعها أمر أخر، أم يجب لثبوت الأجر وقيام السنة اتصالهما، فيرى أصحاب المذهب الحنفي السعة في الوقت بين الاغتسال والإحرام، أما أصحاب المذهب المالكي فهم يخالفونهم في ذلك ، ويرون أن ثبوت أجر الاغتسال يرتبط باتصال الإحرام مباشرة بالغسل أما الشافعية ومذهب الحنابلة فيتفقان مع ما جاء به أصحاب مذهب الإمام أبو حنيفة النعمان من أن الأمر فيه سعة.
حكم الاستحمام بعد الإحرام
لا يوجد مانع إذا كان الشخص محرما من الاستحمام أو رش الماء على جسده، وذلك يتبع ممارسة النبي صلى الله عليه وسلم. لذلك، لا يوجد مانع من أن يغتسل المسلم المحرم وهو على حالة الإحرام، وكذلك، لا يوجد مانع من أن يغير المحرم ملابس الإحرام إلى ملابس إحرام نظيفة أخرى، إذا كانت الملابس الأصلية قد اتسخت، حتى لو لم تكن متسخة، لأن ذلك ليس من المحظورات أثناء الإحرام. والأمر متساو بين الرجل والمرأة، فللمرأة أن تغير ملابسها إذا اتسخت أو لا، ولكن عليها أن تستبدلها بملابس إحرامية مطابقة لنفس هيئة الإحرام المفروضة. بالنسبة لاستخدام مستحضرات النظافة مثل الصابون والسوائل الاستحمامية المشهورة للشعر والجسم، فلا يوجد مشكلة في استخدامها، ولكن يجب تجنب الأنواع التي تحتوي على روائح مثل المسك، لأن ذلك يعد دخولا في مسألة الرائحة، ويفضل تجنبها. وهذا هو الأفضل
الاغتسال والاحرام
الاغتسال قبل الميقات
لا مانع في الاغتسال واللبس بالإحرام قبل الميقات، ويجوز للمسلم أن يغتسل ثم يرتدي ملابس الإحرام قبل الميقات، على أن لا يحرم قبل المرور بالميقات، لذلك يجوز للمسافر إلى مكة لأداء العمرة أو الحج أن يستعد من بلاده بالاغتسال واللبس بملابس الإحرام، والتطيب أيضا، ويبقى الإحرام فقط بعد الميقات، والإحرام هو النية التي ينويها الحاج أو المعتمر وبها يدخل في أداء الشعائر الخاصة بالحج أو العمرة.
الاغتسال قبل العمرة بيوم
الاغتسال قبل الحج أو العمرة والإحرام سنة وليس فرضا، وذلك لأن النبي صلى الله عليه وسلم فعله وأمر أحد الصحابيات بالاغتسال قبل الإحرام، ولكن ليس شرطا أو واجبا، فمن تركه لا يأثم ومن فعله يثاب إن شاء الله. كما أن الوضوء ليس شرطا للإحرام أو لارتداء ملابس الإحرام
ما يجب على الحاج والمعتمر
إذا كان الشخص حاج او معتمر فعليه من يوم أن يعرف متى سوف يكون ميعاد سفره إلى بيت الله الحرام، ومسجد النبي صلى الله عليه وسلم، أن يتجهز ببعض الضروريات ، في البداية يجب أن يجهز وصية لمن له الحق في ذلك ، ويشهد على ذلك الشهود، وذلك بغرض أن يثبت الحقوق الواجبة له والواجبة عليه قبل السفر، ثم عليه أن يقص أظافره كلا من القدم واليد، ويحلق شعر الجسم الزائد، وخاصة منطقة العانة، و لا ينفصل عن أهله ، بل يأتيهم ، حتى لا ينشغل باله في الحج أو العمرة بمثل تلك الأمور، يجب عليه كذلك قراءة كتب عن الحج والعمرة وجمع المعلومات التي تعينه على إتمام النسك كاملة، ويفضل أن يصطحب معه كتاب يوضح فيه ويبين الشعائر ، ويستعين به أن نسي أو اختلط عليه الأمر.
الإحرام أو ميقات الإحرام هو من الأمور الهامة التي يجب على الحاج أو المعتمر معرفتها جيدا ، فما هو ميقات الإحرام؟ ميقات الإحرام هو المكان الذي يجوز للمسلم أن يتخطاه إلا وهو محرم أو يمر به دون إحرام ، فلو كان مار من طريق بري بسيارة أو ما نحوها فيعرفه ، أما إن كان مروره بالطائرة جوا أو بالبحر ، يحاذي الميقات ، وهو من شدة أهميته من فاته وجب العودة له والإحرام، أو يؤدي عن ذلك بأن يذبح فدية ، أو يطعم ستة من المساكين أو يصوم ثلاثة أيام، لذلك فالإحرام جائز من البيت أو من المطار.