ما هي العنصرية ضد لون البشرة
مقدمة عن العنصرية
العنصرية ضد لون البشرة هي عملية تفضيل الأشخاص ذوي البشرة البيضاء على الأشخاص ذوي البشرة الداكنة، ويمكن مشاهدة تفضيل الأشخاص ذوي البشرة البيضاء في العديد من البيئات العرقية.
يعد التمييز على أساس لون البشرة من الخصائص المميزة للعنصرية، حيث إنه من دون وجود العنصرية، لن يتم التمييز بين الأشخاص بناء على لون بشرتهم. بالإضافة إلى ذلك، تفضيل الأشخاص ذوي البشرة الفاتحة كان نتيجة للاستعباد، ومنذ ذلك الحين حتى الآن، يستخدم الأشخاص هذه الطريقة لتقييم مكانة الشخص في المجتمع، وهي طريقة لا تزال تستخدم للأسف.
العبودية والعنصرية
خلال فترة العبودية للأشخاص ذوي البشرة السوداء، كان الأشخاص ذوي البشرة السوداء الفاتحة نوعًا ما (سواء كانوا أطفال العبيد أو العبيد أنفسهم) يتلقوا معاملة تفضيلية. هذه المعاملة التفضيلية كانت ناجمة عن اعتقادهم بأن الأشخاص ذوي البشرة السوداء الفاتحة يتمتعون بمزايا أوروبية ويقتربون من البشرة البيضاء.
بالإضافة إلى ذلك، قام السود الأرستقراطيون ذوو البشرة الفاتحة بممارسات عنصرية لمنع السود العبيد الفقراء ذوو البشرة الداكنة من الحصول على فرصهم الاجتماعية الكاملة.
القوانين العنصرية
قاعدة القطرة الواحدة – تطبيق قاعدة القطرة الواحدة
أدت العبودية للأفارقة في أمريكا إلى ظهور قاعدة عنصرية تسمى “قاعدة القطرة الواحدة”، وهي تعود إلى قانون ولاية فرجينيا لعام 1662 الذي يتعامل مع الأشخاص المختلطين الأعراق، وتنص هذه القاعدة على أن أي شخص لديه سلف أسود واحد فإنه يعتبر شخصًا أسود.
العنصرية تمتد إلى التجمعات
لم يقتصر التمييز العنصري بعد انتهاء العبودية على الأشخاص البيض فقط، بل قام به أيضًا الأشخاص السود ذوو البشرة الفاتحة. لذلك، لم يتعرض الأشخاص ذوو البشرة الداكنة فقط للعنصرية من الأشخاص البيض، بل انتهكت حقوقهم أيضًا من قِبَل الأشخاص السود ذوو البشرة الفاتحة.
على سبيل المثال، قام الأشخاص البيض بتفضيل الذهاب إلى النوادي التي لا يتجمع فيها إلا أشخاص أمثالهم، ولم يقتصر الأمر على ذلك، بل افتتحت جمعيات للسود مثل Blue Vein societies وأصدر منظموها قواعد تمنع دخول الأشخاص ذوي البشرة السوداء إن لم تكن بشرتهم فاتحة بما يكفي لرؤية عروقهم الزرقاء في البشرة.
الاختبارات العنصرية
تم ابتكار اختبار يُعرف باسم اختبار كيس الورق، وكان يسمح للأشخاص بدخول الكنائس والنوادي الليلية والحانات الأخرى. ويمنع هذا الاختبار الأشخاص الذين يتميزون بلون بشرة أغمق من الكيس الورقي البني من الدخول.
التأثيرات الممتدة للعنصرية
العنصرية هي ثقافة عالمية وسلوك اجتماعي يعتمد على تمييز بين الأعراق والتوجه ضد العديد من المجموعات، بما في ذلك الأفراد من المجتمعات السوداء والآسيوية والأمريكية اللاتينية. تسبب العنصرية ضد بشر اللون الأسودفي ضرر كبير لتقدم المجتمع الأمريكي الأسود، ويمكن أن تشكل عائقًا كبيرًا أمام تطور الأفراد.
قد يؤدي تفضيل الأشخاص البيض إلى تحقيق نتائج أسوأ في التعليم والدخل للأشخاص ذوي البشرة الداكنة مقارنة بأقرانهم من ذوي البشرة الفاتحة، وقد يؤثر ذلك أيضا على الصحة والوضع الاجتماعي، وهذه الفجوة ليست موجودة فقط بين الأشخاص السود والأشخاص البيض، بل توجد أيضا بين الأشخاص السود ذوي البشرة الفاتحة والداكنة.
العنصرية في وسائل الإعلام
لم يتوقف تأثير العنصرية على حياتنا اليومية، بل يمتد إلى مجالات قد يعتبرها الشخص عادلة أو شاملة، مثل هوليوود. تبدو هذه العنصرية واضحة بشكل كبير في وسائل الإعلام والإعلانات المرئية، حيث اتهمت الممثلة لوبيتا نيونغو إحدى المجلات بتصفيف شعرها بطريقة تجعلها تبدو أكثر أوروبية.
ظهرت العنصرية بوضوح في الأفلام التي عرضت على الشاشة، مثل فيلم School Daze الذي قامت فيه الفتيات ذوات البشرة الفاتحة والداكنة بإطلاق ألقاب عنصرية على بعضهن.
مسلسل بلاك- يش
في الحلقة الجديدة من مسلسل بلاك-يش بعنوان `أشخاص سود مثلنا`، ظهرت الممثلة (مارساي مارتن) بمظهر أكثر قتامة في اللون في صورة الفصل الدراسي، ويعكس ذلك حالة الكفاح التي نواجهها لا تزال فيما يتعلق بالتمثيل المتنوع.
لم يتمكن النساء ذوات البشرة السوداء من المنافسة في المواعيد الغرامية وسوق العمل بنفس القدر الذي تمكنت فيه النساء ذوات البشرة الفاتحة، بالإضافة إلى حرمانهن من حقوقهن في التمثيل، حيث يكون من النادر رؤية فتاة ذات بشرة سوداء تلعب دور البطولة في الأفلام على الشاشة.
صناعة تفتيح البشرة
في عام 2016، اعتبر البعض أن زوي سالدانا ليست داكنة البشرة بما يكفي لتلعب دور نينا سيمون وكان عليها استخدام الماكياج لتغميق بشرتها ، ولكن عادةً ما يكون العكس. صناعة تفتيح البشرة هي صناعة تقدر قيمتها بمليارات الدولارات وتستفيد من وصم البشرة الداكنة في كل مكان (الهند وآسيا وأفريقيا ومنطقة البحر الكاريبي ودول عربية).
لا تزال هذه الممارسة الشائعة منذ قرون، وتنتشر في الولايات المتحدة وفي جميع أنحاء العالم،وتشمل استخدام الحبوب والكريمات والصابون التي تساعد على تفتيح البشرة.
ذكرت منظمة الصحة العالمية أن تبييض البشرة ينتشر بشكل واسع في العديد من البلدان الأفريقية والآسيوية والكاريبية، وعند استخدام وسائل الإعلام أو الإعلانات التجارية ممثلين ذوي بشرة داكنة، يتم المساهمة ضمنيًا في ترويج فكرة تبييض أو تفتيح بشرتهم.
لا تظهر هذه الممارسة أي علامة على التراجع، إذ تشير التقديرات إلى أن قيمة سوق الصناعة يمكن أن تصل إلى 31.2 مليار دولار بحلول عام 2024. وهناك العديد من العبارات التافهة التي تحمل في طياتها العنصرية، مثل `أنت جميلة بالنسبة للسيدة ذات البشرة الداكنة`، أو الإعلانات التي تروج لتفتيح البشرة وتعزز التمييز الموجه ضد النساء ذوات البشرة الداكنة.
لم يجب أن نحارب العنصرية
يعطي لون البشرة مزايا واقعية للأفراد ذوي البشرة الفاتحة. على سبيل المثال، يربح اللاتينيون ذوو البشرة الفاتحة 5000 دولار في المتوسط أكثر من اللاتينيين ذوي البشرة الداكنة ، وفقا لشانكار فيدانتام. وجدت دراسة أجرتها جامعة فيلانوفا على أكثر من 12000 امرأة أمريكية من أصل أفريقي مسجونات في ولاية كارولينا الشمالية أن النساء ذوات البشرة الفاتحة من السود تلقين أحكاما أقصر من نظرائهن من ذوي البشرة الداكنة. وكان هناك احتمالية الضعف في حصول المتهمين ذوي البشرة الفاتحة على عقوبة الإعدام في الجرائم التي تشمل ضحايا من الأشخاص ذوي البشرة البيضا.
تلعب العنصرية أيضًا دورًا في الحب والرومانسية، حيث ارتبط الجمال بلون البشرة الفاتح، لذلك فإن النساء ذوات الببشرة السوداء الفاتحة كان لديهن احتمالية أكبر للزواج مقارنة بالنساء ذوات البشرة السوداء الداكنة.
كيفية محاربة العنصرية
استعمال التفضيل الاجتماعي من أجل الخير
في حال كان الشخص يملك بشرة بيضاء، من المحتمل أن يحصل على مزايا إضافية من الأشخاص ذوي البشرة السوداء. لذلك يمكن لهذا الشخص استخدام هذه المزايا وتوظيفها من أجل معاملة الأشخاص ذوي البشرة الداكنة معاملة أفضل. يجب أن يفكر الرجال الذين لا يقومون بمواعدة إلا النساء البيضاء بكيفية تأثير العنصرية ضد لون البشرة حتى على اختيارهم لشريك حياتهم.
تغيير معايير الجمال
يجب تغيير صناعة التجميل، ويجب على جميع الممثلين أن يعارضوا القيم التي تقلل من قيمة الأشخاص الآخرين ذوي البشرة السوداء. فقبول الأشخاص البيض في عالم الجمال بشكل أكبر من الأشخاص ذوي البشرة السوداء سيكون له عواقب وخيمة على العالم بأسره.