ما هو العقد الثالث من العمر ومميزاته
يبدأ العقد الثالث من العمر
يمتد العقد الثالث من العمر منذ بلوغ سن العشرين وحتى العام الثلاثين، وهذا يجيب عن السؤال الذي يطرحه البعض عن مدة العقد في العمر. وعادة ما يكون الوقت الذي يمضيه الشباب في العشرينات من العمر مليء بالتحديات، حيث يحاولون العيش بمفردهم والحصول على وظائفهم الأولى، وعندما يحاولون إثبات نضجهم وكونهم بالغين، فإن بعض الناس لا يزالون ينظرون إليهم على أنهم “أطفال”، وخاصة إذا كانوا لم يتزوجوا أو ينجبوا بعد.
وينتج عن هذه الحالة المؤقتة المطولة الكثير من الألم، وتشير بعض الدراسات إلى أن شباب اليوم يعانون أكثر من الأجيال السابقة، فعلى سبيل المثال، انخفض متوسط العمر لبدء الاكتئاب من أواخر الأربعينيات أو أوائل الخمسينيات، حيث كان قبل 30 عامًا، إلى منتصف العشرينات، ومن المتوقع أن ينخفض أكثر.
مميزات العقد الثالث من العمر
في حين يتساءل الكثيرون عن كيفية حساب العمر، فإن العديد منهم يتجاهلون التعرف على مميزات كل مرحلة في حياتهم. وبالحديث عن العقد الثالث من العمر، فهناك العديد من الأمور التي تميز هذه المرحلة من الحياة
تقبل الذات
في هذه المرحلة ، يشعر الكثير منا ببعض التعاطف مع أنفسنا ، ويقول العلماء إن ذلك يمكن أن يجعلنا أكثر نجاحًا لأننا نتعلم من أخطائنا بدلاً من مجرد اللوم على أنفسنا.
قول لا بثقة
في هذا الفترة يتعلم الآن قول “لا” بثقة ، فبينما لا يزال في وقت مبكر نسبيًا في حياته المهنية، إلا أنه بهذه الطريقة ، يمكنك إعطاء الأولوية للأشخاص والتجارب التي تهمك حقًا ، على سبيل المثال إذا كنت تريد رفض دعوة دون أن تبدو معاديًا للمجتمع، يمكنك قول: “يبدو الأمر رائعًا ، لكنني أعتقد أنني سأمرر هذه المرة”.
يمكن أيضا أن تضغط على رئيسك في العمل عندما يكلفك بمهمة تشعر أنك غير قادر على تنفيذها، على سبيل المثال، إذا كنت مشغولا بمشاريع أخرى، يمكنك أن تقول: `سأكون سعيدا للعمل على هذا المشروع، ولكن يمكن أن يعني ذلك تأجيل [أي مشروع آخر تعمل عليه] حتى يوم غد، لأنني سأقضي الساعات الثلاث القادمة في إنهاء هذا الاقتراح، هل تود تأجيله.
تحمل المزيد من المخاطر
يبدأ الإنسان في هذه المرحلة بتحقيق الأشياء التي يريد فعلها، دون أن يترك المجال للخوف في تحقيق مشاريعه المستقبلية.
تحويل نقاط الضعف إلى قوة
في هذه المرحلة، يبدأ الإنسان في اكتشاف نفسه، ويتعرف على الأشياء التي تمثل نقاط ضعف له، ثم يعمل على تحويلها إلى نقاط قوة.
التفاوض بأدب
تتعلم خلال هذه الفترة كيفية التفاوض بشكل أكثر ذكاءً وفعالية في حياتك المهنية، فمثلاً، يمكن أن يحدث فرقًا كبيرًا في أرباحك طوال حياتك إذا تم التفاوض على راتبك الأولي ومواصلة التفاوض كل بضع سنوات أو عند بدء وظيفة جديدة.
تتعلم أن تسامح نفسك
على الرغم من أن هذا أمر ضروري في جميع مراحل العمر، إلا أنها مهارة تستغرق وقتا لتطويرها. يبدأ الإنسان في العقد الثالث من عمره في اكتشاف هذه المهارة. وبالرغم من أن العديد من الأشخاص الذين أقل أعمارهم من عشرين عاما لم يلتزموا بها بجدية، إلا أن هناك عددا من الأشخاص في العشرينات من العمر بدأوا بالفعل في اكتسابها. وما زال هناك أشخاص في الثمانينيات والتسعينيات من العمر لا يفهمونها ويشعرون دائما بالند.
الهدف من اكتساب هذه المهارة ليس العيش بدون ندم، ولكنه يتمثل في عدم كره أنفسنا، فنحن بحاجة إلى تعلم كيفية الاحتواء والتقبل للأشياء المعيبة والناقصة التي نصنعها، وأن نتغلب على الندم ونسامح أنفسنا، فالندم لا يذكرنا بأننا فعلنا شيئًا سيئًا، بل يذكرنا بأننا نعلم أننا قادرون على فعل الأفضل.
التوقف عن مقارنة نفسك بالآخرين
على الرغم من أن الكثير من الآيات تحدثت عن النمو الإنساني في القرآن واختلاف هذه المراحل بين الإنسان والآخر، إلا أننا لا ندرك هذه الأشياء في مراحل العمر الأولية، ونستمر في مقارنة حياتنا بحياة الآخرين، ويتوقف قطاع كبير من الشباب عن هذه الفكرة مع بداية العقد الثالث من عمرهم، حيث ينصب تركيزهم حينها على تحقيق نجاحاتهم الخاصة.
تغيير الاتجاهات
نعم، قد ذهبت إلى الثانوية، ثم ربما تعلمت في الكلية أو المدرسة التقنية أو التدريب أو أي شيء وظنت أن هذا هو اتجاهك، ولكن إذا حصلت في هذه الفترة على وظيفة، ولم تكن سعيدا، فتكون الفرصة أمامك متاحة لإجراء تغيير في مسار الوظيفة دون أن يكون أمرا مرعبا، فأنت تحتاج فقط إلى الانتقال بعناية، أولا بالاعتماد على تجربتك الحالية، ثم التواصل، ثم الاختبار،حتى تصبح جاهزا لبدء عمل جديد.
العناية بجسمك
هناك اهتمام كبير من قبل الشباب في العقد الثالث من أعمارهم برشاقتهم والاهتمام بمظهرهم الخارجي وشكل أجسامهم. من السهل إدارة الوزن بشكل صحيح في هذه الفترة، لأن الإنسان يصبح أقل نشاطا مع التقدم في العمر. ووفقا لتقرير إرين برودوين من موقع Business Insider، قد نصبح أقل توافقا مع احتياجات أجسامنا الغذائية مع تقدمنا في العمر.
ما هي أزمة ربع العمر
يمتد الأزمة النفسية المعروفة باسم “ربع العمر” غالبًا لعدة سنوات وتتضمن أربع مراحل نموذجية، حيث يبدأ الأمر بالشعور بالالتزام في العمل أو المنزل، ويقوم الناس بتولي الوظائف واستئجار الشقق والدخول في علاقات، ثم يشعرون بعد ذلك بأنهم محاصرون في مرحلة التظاهر بالبلوغ.
ثم، في مرحلة ما، يقومون بترك شركائهم الرومانسيين أو وظائفهم أو مجموعاتهم الاجتماعية ويصبحون منفصلين ووحيدين، ويقضون الجزء الأسوأ من هذه الأزمة في التفكير وإعادة ضبط خططهم، بمفردهم ومنعزلين، حتى يخرجوا في النهاية ويستكشفوا هوايات واهتمامات ومجموعات اجتماعية جديدة، ويخرجون أخيرا على الجانب الآخر من الأزمة أكثر سعادة، وأكثر تحفيزا، ومع شعور أكبر بالوضوح.
يمكن أن تستمر هذه العملية لسنوات أو تتكرر، وهي عملية مؤلمة ولكنها فرصة كبيرة للنمو، حيث يمكن أن تخلق أفرادًا يعيشون حياةً أكثر سعادة وقيمة.
على الرغم من استمرار زيادة مستوى التوتر مع تقدم الإنسان في العمر، إلا أن الاستجابة العاطفية للتوتر تقل، ويبدأ معظم الأشخاص في تجربة مشاعر إيجابية أكثر في أواخر الثلاثينيات من العمر.
– وبعد بضع سنوات، يشهد الناس تحسنًا كبيرًا في الرضا العام عن الحياة، حيث تبدأ هذه العملية الإيجابية بعد أزمة ربع العمر وتستمر، حيث يجد الناس طرقًا جديدة للتعامل مع ضغوط العلاقات الشخصية والعمل والأسرة.
لذلك، فإن أواخر العشرينيات وأوائل الثلاثينيات من العمر، من منظور عاطفي، هي أسوأ جزء في المراحل العمرية للإنسان، وخلال هذه السنوات، يمر الناس بأكثر الأفكار والمشاعر سلبية ويختبرون معظم حالات الشرود الذهني، وهي حالة نفسية ثبت أنها تضر بالسعادة والراحة.