آيات قرانية توصي بالاعتدال في تناول الطعام
الطعام في آيات القرآن
لم تترك الشريعة الإسلامية شيئا من أمور الدنيا والدين إلا وتعرضت له، ولم يحرم إلا ما عاصره النبي صلى الله عليه وسلم وسكت عنه، ويتم تقييم أي شيء جديد بما يتوافق مع الأصل والمنهج الإسلامي ليقيس عليه العلماء ما يفتون به، والطعام من الأمور التي حظيت باهتمام في الإسلام حيث تناولته الأحاديث والآيات، وأفرد العلماء أبوابا في كتبهم للحديث عنه، ويعد الاعتدال في تناول الطعام من الآداب الإسلامية التي دعا إليها، وذلك لأهميتها وكذلك لوجود أضرار الإسراف والتبذير، ومن الآيات القرآنية التي أوصت بالاعتدال في تناول الطعام آية: “وكلوا واشربوا ولا تسرفوا ۚ إنه لا يحب المسرفين
- ﴿ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ ﴾ [الأعراف: 31]
أما الآيات التي تعرضت للتلف بشكل عام في القرآن الكريم فهي
- إنما حرم عليكم الله الميتة والدم ولحم الخنزير وما أُهِلَّ بغير الله، فإن اضطررتم ولستم باغين ولا معتدين، فلا إثم عليكم، إن الله غفور رحيم، وذلك وفقاً لما جاء في سورة البقرة.
- ( كُلُّ الطَّعَامِ كَانَ حِلًّا لِبَنِي إِسْرَائِيلَ إِلَّا مَا حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ عَلَى نَفْسِهِ مِنْ قَبْلِ أَنْ تُنَزَّلَ التَّوْرَاةُ قُلْ فَأْتُوا بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ) سورة آل عمران.
- يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُحِلُّوا شَعَائِرَ اللَّهِ وَلَا الشَّهْرَ الْحَرَامَ وَلَا الْهَدْيَ وَلَا الْقَلَائِدَ وَلَا آمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنْ رَبِّهِمْ وَرِضْوَانًا وَإِذَا حَلَلْتُمْ فَاصْطَادُوا وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ أَنْ صَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَنْ تَعْتَدُوا وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (سورة المائدة)
- تناولوا من الطعام الذي ذُكِرَ فيه اسم الله، إذا كنتم تؤمنون بآياته (سورة الأنعام).
- فَكُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ حَلَالًا طَيِّبًا وَاشْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ.
- كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَلَا تَطْغَوْا فِيهِ فَيَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبِي وَمَنْ يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِي فَقَدْ هَوَى.
- فمن يحترم حُرمات الله فإنه يكون خيرًا له عند ربه. وقد أحل الله لكم تناول الأنعام، ما عدا ما يتلى عليكم من الحرمات، فتجنبوا الرجس المتعلق بالأصنام واجتنبوا الكذب.
أحاديث نبوية توصي بالاعتدال في الطعام
الطعام هو جزء أساسي من الحياة الذي لا يمكن للإنسان الاستغناء عنه، بل هو ضرورة للبقاء على قيد الحياة. تناول الطعام بالاعتدال وراعي الحديث الشريف عن الاعتدال في الطعام والشراب، ومن بينها:
- قال صلى الله عليه وسلم ( مَا مَلأَ آدَمِيٌّ وِعَاءً شَرًّا مِنْ بَطْنِهِ ، بِحَسْبِ ابْنِ آدَمَ أُكُلاتٍ يُقِمْنِ صُلْبَهُ ، فَإِنْ كَانَ لاْ مَحَالَةَ فَثُلُثٌ لِطَعامِهِ ، وَثُلُثٌ لِشَرَابِهِ ، وَثُلُثٌ لِنَفَسِهِ ) رواه الترمذي وصححه الألباني.
- وعَنْ نَافِعٍ قَالَ : كان ابن عمر يتأخر في تناول الطعام حتى يأتي مسكين يأكل معه، ومرة دخل رجل وأكل كثيرا، فقال ابن عمر: `يا نافع، لا تجلب هذا الرجل علي، فسمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: `المؤمن يأكل في معي واحد، والكافر يأكل في سبعة أمعاء`. هذا حديث صحيح رواه البخاري ومسلم.
الإسراف في الطعام
الإسراف في الطعام من أشرار السلكيات التي قد يقوم بها الإنسان عموما، والمسلم خصوصا، بسبب الأذى الكبير الذي يلحق بالصحة والتدمير للمال وضياع النعمة التي أمر الله عز وجل بالحفاظ عليها. الإسراف عموما في كل شيء يعتبر أمرا مذموما ويحمل في طياته أسبابا عديدة للفساد. إن الشخص الذي يسعى للاستمتاع بمتع الحياة يفقد حظه في الآخرة، كما روى الحاكم عن أبي جحيفة رضي الله عنه قائلا: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: (إن أكثر الناس شبعا في الدنيا أكثرهم جوعا في يوم القيامة). إنه أمر صعب أن يكون حجم تناول الطعام في الدنيا مرتبطا بالآخرة، فكلما قل هنا زاد هناك، والعكس. الهدف من هذا الحديث النبوي هو تحث الناس على الاكتفاء بالقليل، وعدم الإسراف، وتشبيه الصورة بين الدنيا والآخرة لتحقيق الترغيب في الخير الآخر بتنظيم شهوة الطعام في الدنيا. وفي رواية أخرى لهذا الحديث، رواه ابن أبي الدنيا وزاد: “أن أبا جحيفة لم يشبع بطنه حتى فارق الدنيا.” وقد صححه الألبان.
وقال الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه فيما يتعلق بالإسراف والتبذير في لذات الحياة الدنيا، حذر الناس وشرح لهم سبب زهده، وذلك ليس بسبب القدرة ولكن بسبب خشيته من الله أن يحرمه في الآخرة. والله لو أردت لكنت من أكثركم رغدا وأطيبكم طعما وأنعمكم عيشا، ولكني سمعت الله تعالى يعاقب قوما بسبب ما فعلوه، فقال: `أذهبتم طيباتكم في حياتكم الدنيا واستمتعتم بها، فاليوم ستجزون بعذاب الهوان بسبب استكباركم في الأرض بغير الحق ومعصيتكم.` – سورة الأحقاف.
من مساوئ تناول الأكل بكثرة والإسراف فيه أنه يشغل الفرد بمتابعة هذه الحاجة ويحول دون اهتمامه بأداء الطاعات والعبادات.
عبارات عن الإسراف في الطعام
- قال الإمام سفيان الثوري رحمه الله إن كنت تريد أن يكون جسدك سليمًا ومعافى وتقليل ساعات النوم لتتفرغ للعبادة، فعليك بتقليل كمية الطعام والأكل، “إذا أردت أن يصح جسمك وتقل ساعات نومك فاقلل من طعامك.
- ويقال أيضًا فيما يتعلق بالأطعمة التي تؤدي إلى الغفلة: `إن كثرة الأكل تورث غفلة القلب`.
- وعندما سئل الإمام أحمد بن حنبل عن رقة القلب والخشوع وما إذا كانت تتوافق مع الشبع، أجاب بلا. قيل للإمام أحمد رحمه الله: هل يمكن للإنسان أن يكون قلبه رقيقا وهو شبعان؟ أجاب: لا أرى ذلك .
حلول الإسراف في الطعام
في بعض الأحيان، يحتاج الإنسان إلى تنبيهه بأهمية الالتزام بالواجبات واتباع السلوك الصحيح في الأمور. فبعض الناس لا يدركون خطورة الإسراف والتبذير، خاصة فيما يتعلق بالطعام والشراب، ولا يستطيعون السيطرة على رغبتهم الشديدة في الشراء والتبضع. لذلك، يحتاجون إلى تقليل ذلك ولكنهم لا يعرفون الطريقة المناسبة. لذا، ينصح المؤسسات الحكومية والجهات المعنية مواطنيها ببعض النصائح وقد يوفر لهم دليلا ومرشدا للمساعدة في تقليل الإسراف. من أمثلة الاعتدال في الأكل والشرب:
- يتضمن ضبط عملية الشراء شراء الضروريات فقط، والتي لا يمكن الاستغناء عنها للحفاظ على صحة جيدة.
- يجب قراءة تاريخ المنتجات قبل شرائها للتأكد من صلاحيتها.
- ينبغي الاستفادة الكاملة من الأطعمة التي يتم طهيها، وتعلم كيفية استخدام بقايا الأطعمة وإعادة تدويرها في وجبات جديدة.
- يتم تفريز الفواكه والخضروات الزائدة في موسمها للاستخدام في وقت الحاجة.
- ينبغي تناول كميات صغيرة من الطعام مع زيادتها إذا لزم الأمر، وعدم ملء الأواني بكميات كبيرة من البداية، للحد من رغبة إنهاء الطعام.
- يمكن التخلص من الطعام الزائد والمتبقي عن الحاجة عن طريق تقديمه للفقراء أو حفظه في الثلاجة للاستهلاك في اليوم التالي.
- يجب عدم التخلص من بقايا الطعام ورميها في القمامة، ويمكن تحويلها إلى أسمدة عضوية للاستخدام في الزراعة داخل المنزل