ما السمة المشتركة بين منقار البط والكنغر
رأي العلماء في اوجه التشابه بين منقار البط والكنغر
يقول العلماء إن الطريقة الجزيئية الحالية لاستخدام الحمض النووي للميتوكوندريا لتصنيف كيفية تطور الثدييات معيبة للغاية لدرجة أنها ربما تكون قد ربطت بشكل خاطئ بين ثدييات مختلفة تمامًا، لقد قلبت طريقة الحمض النووي للميتوكوندريا لتحليل الثدييات رأسا على عقب نهج الفطرة السليمة لربط الثدييات بسمات تشريحية مماثلة .
باستخدام طريقة أكثر شمولا لتحليل المادة الوراثية لخمسة عشر نوعا من الثدييات، توصل العلماء إلى أن طريقة الحمض النووي للميتوكوندريا التي تربط الحيوانات المتباينة (مثل فرس النهر والحوت والكنغر وخلد الماء المعروف بمنقار البط) لا يمكن الاعتماد عليها إحصائيا عندما يتعلق الأمر بالوراثة التطورية. فالميتوكوندريا هي محطات توليد الطاقة في الخلية وتحمل جيناتها الخاصة الموروثة من خلال خط الأنسلاخ.
و يستخدم العلماء هذه الطريقة لأن الحمض النووي للميتوكوندريا يسهل الوصول إليه ويسهل تسلسله ، وجميع الحيوانات متعددة الخلايا لديها ميتوكوندريا ، في حين أن جميع الحيوانات لا تشترك في نفس الجينات النووية، ودفعت هذه النتائج الحاسمة الباحثين إلى فرضية تصنيف المجموعات الرئيسية الثلاث من الثدييات، حيث تنص الفرضية على أن الأوثريين (البشر ، والجرذان ، والخنازير ، والحيتان ، وما إلى ذلك) والجرابيات (الكنغر ، والولب ، والكوالا ، وما إلى ذلك) قد تطورت من سلف مشترك ، وأن الأحادية (خلد الماء ، إيكيدنا) قد تطورت من سلف مختلف وعلى كتلة أرض منفصلة، ومع ذلك ، فإن طريقة الميتوكوندريا لدراسة التطور تدعم فرضية “مارسوبيونتا” ، التي تضع خلد الماء والكنغر معًا، حيث استمر هذا الجدل لأكثر من قرنين من الزمان منذ اكتشاف أن خلد الماء يبيض.
وبالنهاية توصل العلماء إلى نتائجهم عن طريق عزل جين نووي كامل من المادة الوراثية لخمسة عشر من الثدييات المختلفة ، ثم تحديد الكود أو التسلسل الجيني الفريد الذي يميز كل جين عن الآخرين في الثدييات المعنية، عن طريق توصيل السمات الجزيئية للجين في برنامج حاسوبي – على غرار إدخال لون العين وبنية شحمة الأذن في برنامج شجرة العائلة ، وحددوا الحيوانات التي تشترك في سمات الحمض النووي المشتركة وأيها لا تشترك، والبيانات المستمدة من دراسة الجينات النووية حددت بوضوح أن الجرابيات ( الكنغر) لديها خلفية تطورية مشتركة مع الأحادية الحياتية (خلد الماء) التي تطورت بشكل منفصل.
السمات المشتركة بين منقار البط والكنغر
خلد الماء هو حيوان ثدي أحادي الجانب يتواجد بكثرة في أستراليا، وحيوان الكنغر أيضًا من سكان أستراليا الأصليين.
كل من منقار البط والكنغر هما حيوانات ثديية، ويتساءل الكثيرون عن سبب اعتبار البط من بين أغرب الحيوانات، والجواب يكمن في أن البط حيوان ثديي يبيض البيض، وهذا يتعارض مع ما هو متعارف عليه حول الثدييات التي تلد الصغار بدلا من وضع البيض.
تتميز البط بذيلها الوظيفي، حيث يستخدم منقار البط ذيله للصيد تحت الماء، حيث يسبح ببراعة باستخدام أرجله الأمامية المكشوفة ويتوجه بقدمه الخلفية وذيله. وبالمثل، يستخدم الكنغر ذيله للحركة والقفز، حيث يحتوي ذيله على أكثر من 20 فقرة.
استخدام الذيل ليس مقتصرا على الحيوانات للحركة فقط. فحيوان منقار البط الذكر ينتج نواتج الكاحل التي تتكون من بروتينات شبيهة بالديفينسين وعامل نمو عصبي وببتيدات ناتريوتريك. وتعتبر هذه البروتينات الثلاثة فريدة من نوعها في خلد الماء. وبالرغم من أن البروتينات الشبيهة بالديفينسين ليست قاتلة للإنسان، إلا أن الضحايا يعانون من ألم شديد لدرجة أنهم قد يصبحون عاجزين. ويرتبط الألم بتنكس الخلايا البدينة، والسم هو نوع C من الببتيد الناتريوتريك ويتفاعل مع مستقبلات الألم المعتمدة على الكالسيوم. كما يتفاعل التسمم أيضا مع فرط التألم الممتد. وبالنسبة لحيوان الكنغر، فإن ضربة واحدة من ذيله كافية للقتل. وذلك لأن كتلة العضلات الموجودة في الذيل كبيرة جدا وتغطي كل تلك الفقرات، وتمنح هذه العضلات الذيل قوة دفع أكبر من الأطراف الأمامية والخلفية مجتمعة، مما يولد قوة ميكانيكية إيجابية بشكل شبه حصري.
يشترك خلد الماء ( منقار البط) ، والكنغر ايضا في سمة الحرارة المتجانسة أي القدرة على تنظيم درجة حرارة الجسم ، فالحرارة المتجانسة هي الحفاظ على درجة حرارة الجسم الداخلية للحيوان عند قيمة ثابتة نسبيًا باستخدام عمليات التمثيل الغذائي لمواجهة التقلبات في درجة حرارة البيئة، تحدث الحرارة المتجانسة في الطيور والثدييات ، والتي توصف بأنها ماصة للحرارة.
حيث يتم توازن الحرارة الناتجة عن استقلاب الأنسجة والحرارة المفقودة في البيئة بوسائل مختلفة للحفاظ على درجة حرارة الجسم ثابتة: 36-38 درجة مئوية في الثدييات و 38-40 درجة مئوية في الطيور، فالدماغ ينظم درجة حرارة الدم ويسيطر على التنظيم الحراري بواسطة آليات عصبية وهرمونية، وبالتالي فإن الاحتفاظ بالماء في منقار البط والكنغر (الثدييات) هو سمة مشتركة لهذه الكائنات الحرارية.
اوجه الاختلاف بين حيوان منقار البط والكنغر
يختلف الكنغر عن خلد الماء في أن الكنغر هو جرابي كبير ذو أرجل خلفية قوية للقفز ويتكاثر بالإخصاب الداخلي، ويولد صغاره في وقت مبكر من تطورهم ويحتفظ بهم في جيوبها حتى يتم تطويرهم بالكامل، ويسمى الجيب بكيس يورك، ويستخدم للحفاظ على سلامة الطفل حتى يتمكن من النمو والتطور بشكل أكبر.
خلد الماء أو “منقار البط” هو حيوان ثديي مائي يشبه منقار البط، وله جسم يشبه الخلد، وذيل يشبه ذيل القندس، وجلد مقاوم للماء، وأقدام مسطحة مكشوفة، ويحتوي جسمه على نتوءات سامة داخل الأرجل الخلفية. وعلى عكس مدة حمل الكنغر أو تكاثره، فإن خلد الماء يضع البيض، حيث تحتجز الأنثى نفسها داخل غرفة في جحرها لتضع بيضتها، وتحافظ عليها بتدفئتها بين جسدها وذيلها. يفقس البيض في حوالي 10 أيام، ولكن الصغار بحجم حبة الليمون وعاجزة تماما، وترضعهم الأنثى لمدة 3 إلى 4 أشهر حتى يتمكنوا من السباحة بمفردهم