ما هي الرذائل التي كانت عند العرب قبل الاسلام
من الرذائل التي كانت عند العرب قبل الاسلام
انتشرت العديد من العادات والسلوكيات السيئة والأخلاق الرذيلة بين العرب قبل الإسلام، وذلك بسبب ابتعادهم عن عبادة الله تعالى وتحولهم من عبادة نبي الله إبراهيم إلى عبادة الأصنام وتعظيم بعض الأشخاص على حساب الله. وكانت هذه العادات تتضمن العديد من الأفعال المنافية للأخلاق والقيم الإنسانية، والتي يمكن تلخيصها في النقاط الآتية
- عبادة الأصنام
قديما، كان العرب يؤمنون بالله وحده ويعبدونه، ولكنهم جعلوا أشخاصا وسطاء بينهم وبين الله، على أمل أن يقربهم منه، وكما قال الله تعالى: (ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى)، ولكن بعد وفاة هؤلاء الأشخاص، صنعوا لهم أصناما وبدأوا يعبدونها بدلا من عبادة الله الواحد الأحد، وكانت لكل مدينة صنم خاص بها، وكان يعتبر هذا الصنم إلهها الوحيد، وكانت للقبائل أيضا أصنامها الخاصة، وكانت من بين الأصنام الأكثر شهرة التي عبدوها العرب اللات والعزى وهبل ونسر وسواع ويغوث ويعوق ويوقل. وقد شرعت هذه العادة المشركة في الجاهلية، ولكنها تم القضاء عليها بعد أن بعث النبي محمد صلى الله عليه وسلم برسالة التوحيد ودعوة الناس لعبادة الله الواحد الأحد دون شرك أو وساطة
- وأد البنات
كان العرب في السابق يقومون بدفن البنات أحياء فور ولادتهن، وأحيانا يقومون بدفنهن وهن واعيات لما يحدث. كان هذا هو أحد أبرز صفات العرب قبل الإسلام، وكانت تعتبر دناءة وبشاعة انتشرت في ذلك الوقت حتى مع قدوم الإسلام الذي حرم هذه الممارسة. كانوا يدفنون بناتهم لعدة أسباب غير منطقية مثل الخوف من أن تجلب لهم العار، أو لأن الفتاة ليست جميلة بما يكفي، أو لأنهم كانوا يخشون الفقر بسبب البنات، وتشير الآيات القرآنية إلى ذلك قائلة: (ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاق نحن نرزقهم وإياكم إن قتلهم كان خطئا كبيرا). وكان من لا يقوم بدفن ابنته لأي سبب كان، يتعرض للسخرية والاستهانة من قبل أفراد مجتمعه، ويشير القرآن الكريم إلى ذلك قائلا: (وإذا بشر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسودا وهو كظيم * يتوارى من القوم من سوء ما بشر به أيمسكه على هون أم يدسه في التراب ألا ساء ما يحكمون). وروى البخاري في صحيحه عن عبد الله بن مسعود أنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم قائلا: “ما هو الذنب الأعظم عند الله؟ قال: أن تجعل لله ندا وهو خلقك. قلت: إن ذلك لعظيم. ثم أين هو؟ قال: ثم أن تقتل ولدك خوفا من أن يشترك في الطعام معك. قلت: ثم أين هو؟ قال: ثم أن تزني بامرأة جارك
- انتشار الزنا
تعددت أشكال الزنا في الجاهلية وكانت منتشرة بين الأزواج وبين بعضهم البعض، مثلما كان رجل يرسل امرأته بعد انتهاء حيضتها إلى رجل آخر لكي تحمل منه وتضع منه لتعاشره كزوجته. وقد اعتقدوا أن ذلك الأسلوب البشع سيجلب لهم الأولاد. ووصفت السيدة عائشة رضي الله عنها أشكال النكاح البشعة التي كانت متبعة في الجاهلية، وذكر ذلك في صحيح البخاري. وقالت: “كان النكاح في الجاهلية على أربعة أنواع: النكاح الذي نعرفه اليوم، حيث يتقدم الرجل للرجل ويخطب ابنته أو زوجته ويتزوجها بعد أن يصدقها. كان هناك نكاح آخر يقول فيه الرجل لزوجته عندما تتطهر من الدورة الشهرية: `ارسلي إلى فلان فلتستبضعي منه`، ويعتزلها زوجها ولا يلمسها أبدا حتى يتبين أنها حامل من ذلك الرجل الذي استبضعت منه. وعندما يتبين أنها حامل، يمكن لزوجها أن يتعاشر معها إذا أراد. وكانوا يفعلون هذا رغبة في إنجاب أطفال أكثر. وكان هذا النكاح يعرف بنكاح الاستبضاع (تخيلوا أن رجلا يفقد كرامته وشرفه ويرسل زوجته للقيام بهذا الفعل الشنيع). وكان هناك نكاح آخر يجتمع فيه عدد من الأشخاص أقل من عشرة، يدخلون على المرأة جميعا ويمارسون الجنس معها. وعندما تحمل وتلد ويمر عليها عدة ليال بعد الولادة، ترسل إليهم ولا يمكن لأحد منهم أن يمتنع. وعندما يجتمعون معها، تقول لهم: `لقد عرفتم ما حدث، ولقد ولدت فهو ابنك، يا فلان`، وتسمي الطفل باسم الذي يحبون، ويتبع أباه لا يمكن لأحد أن يمتنع عن ذلك.
- تبني الأطفال وتغيير أسمائهم ودعوتهم بأسماء غير والديهم.
- شرب الخمر
- تفشي الميسر.
- انتشار الربا.
- المنابزة بالألقاب.
من الأخلاق الحسنة عند العرب قبل الإسلام
تتمتع العرب بالعديد من الأخلاق الحسنة والعادات الجميلة، على الرغم من انتشار الرذائل والعادات السيئة في الماضي. ومع ذلك، اشتهروا بالعديد من الصفات الحسنة التي تميزهم عن غيرهم من الشعوب في جميع أنحاء العالم. وهذه الصفات لا تزال حاضرة في أحفادهم حتى اليوم، وتظهر بوضوح في العديد من المواقف التي يتميزون بها عن غيرهم. وربما كانت هذه الأخلاق الحسنة سببا في اختيار الله سبحانه وتعالى لهم لإرسال رسوله محمد، صلى الله عليه وسلم، ليدعوهم إلى عبادة الله وحده ولإنقاذهم من الظلمات التي كانوا فيها. ومن الأخلاق الحسنة التي كانت موجودة عند العرب قبل الإسلام، نذكر ما يلي
- التحلي بالشجاعة والإقدام.
- التحلي بعفَّة النفس وعزتها.
- التمتع بالشهامة وسرعة نجدة المحتاج.
- علوُّ الهمَّة في القيام بالأعمال.
- الاستمتاعُ بصفةِ حِفظِ العهودِ والوفاءِ بالوعودِ مهما بلغتْ شدتُها وصعوبتُها على من قطعَها.
- كانوا يحرصون على الحفاظ على الكرامة حتى وفاتهم، حيث كان الموت أفضل من تشويه كرامتهم، ولكن هذا الحرص وصل إلى حد التطرف، إذ كانوا يقتلون النساء في الحروب خوفًا على كرامتهم، وكانوا يدفنون بناتهم أحياء خوفًا من العار.
- كان أحدهم يدافع عن جاره وأهل قبيلته حتى بدمه إذا استدعى الأمر.
- حفظ حق الجار، ومراعاته والوقوف بجانبه.
- كان العرب في الجاهلية يتميزون بالكرم والسخاء وحسن الضيافة حتى مع الغرباء.
- يفخر العرب بلغتهم العربية، وبأقوالهم وشعرهم وحكمهم وأمثالهم، لأنهم كانوا أشخاصًا فصحاء لدرجة أنهم لم يحبوا التعامل مع غير العرب.