اسلاميات

متى يكون الخوف الطبيعي معصية

ما هو الخوف

الخوف عاطفة إنسانية طبيعية وقوية وبداية ، تجعل الشخص ينطوي على استجابة كيميائية حيوية بالإضافة إلى استجابة عاطفية فردية عالية ، ينبهنا الخوف إلى وجود خطر أو تهديد بالضرر، سواء كان ذلك الخطر جسدي ، أو نفسي ، ينبع الخوف أحيانا من تهديدات حقيقية ، ولكنه قد ينشأ أيضا من مخاطر متخيلة، يمكن أن يكون الخوف أيضا أحد أعراض بعض حالات الصحة العقلية ، بما في ذلك اضطراب الهلع واضطراب القلق الاجتماعي والرهاب ، واضطراب ما بعد الصدمة .

مما يتكون الخوف

ويتكون الخوف من تفاعلين أساسيين تجاه نوع من التهديد المتصور : الكيمياء الحيوية والعاطفية :-

  • تفاعل كيميائي حيوي

يعد الخوف رد فعل طبيعي وآلية للبقاء، فعندما نواجه تهديدًا ملموسًا، تستجيب أجسادنا بطرق محددة، وتشمل ردود الفعل الجسدية للخوف التعرق وزيادة معدل ضربات القلب، وارتفاع مستويات الأدرينالين التيتزيد من حالة التأهب الشديد .

  • استجابة عاطفية

من جهة أخرى، فإن الاستجابة العاطفية للخوف شخصية للغاية، حيث ينطوي الخوف على بعض التفاعلات الكيميائية في أدمغتنا، مثل المشاعر الإيجابية مثل السعادة والإثارة. وبالتالي، يمكن اعتبار الشعور بالخوف ممتعًا في ظل ظروف معينة، مثل عندما تشاهد فيلمًا مخيفًا .

يبحث بعض الناس عن الأدرينالين ويستمتعون بالرياضات الخطرة والمواقف المثيرة التي تثير الخوف، في حين يكون لدى البعض رد فعل سلبي تجاه الشعور بالخوف ويتجنبون المواقف المثيرة للخوف بأي ثمن .

أنواع الخوف

الخوف من الله تعالى

ويعتبر الخوف من الله نوع من أنواع العبادات المستحبة، حيث أنه دليل على محبة الله وتعظيمه ، ويكون سببا في بعد الإنسان عن معصية الله خوفا منه ، وهو واجب على المؤمن المخلص لله تعالى، قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : أن الخوف الطبيعي المحمود هو الذي يحجز الإنسان عن فعل المعصية ، أما إذا زاد الخوف حتى يصل إلى مراحل اليأس ، فهو خوف مذموم فواجب على المؤمن الموازنة بين كلا من عبادة الخوف وعبادة الرجاء .

 الخوف من غير الله

  • الخوف الطبيعي : مخافة الإنسان من أذى قد يلحق به تعني خوف الإنسان من أن يتعرض لهجوم من حيوان ما. يكون هذا الخوف مبررا إذا كان هناك سبب له، ولا يتعارض مع الإيمان. وقد وصف الله تعالى موسى بأنه خرج من الوضع الذي كان فيه مشعرا بالخوف والترقب. ومع ذلك، يجب ألا يتجاوز هذا الخوف الحدود المعقولة، ويجب أن يكون مستقرا وجذوره عميقة في القلب. يجب على الإنسان أن يثق بالله ويتخذ الإجراءات اللازمة ويتغلب على هذا الخوف من جذوره. يجب أن نتذكر أن كل شيء يحدث بمشيئة الله، وقد قال الله تعالى: `إن الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل` .

 الخوف المحرم 

يحدث ذلك عندما يدفع خوف الإنسان إلى ارتكاب معصية محظورة، أو ترك شيء واجب عليه القيام به، ويخاف الإنسان من المخلوق الآخر مما يجعله يقوم بفعل ما يعتبر معصية ليرضي المخلوق، مثل ترك الصلاة في المسجد خوفًا من مديره أن يفصله عن عمله .

خوف السر 

هو أن يخاف الإنسان من غير الله في شيء لا يقدر عليه أحد غير الله تعالى ، كأن يخاف من أنس ، أو جن ، أو فيروس ، أو مرض ، أو عدوى ، وهذه الأمور كلها فقط بيد الله ، وينطبق هذا الخوف على من يخاف من ولي مقبور ، قال تعالى عن قوم هود : ﴿ إِنْ نَقُولُ إِلَّا اعْتَرَاكَ بَعْضُ آلِهَتِنَا بِسُوءٍ ﴾ [هود: 54] ، وهذا النوع من الخوف يعد من الشرك الأكبر ، لقوله تعالى : ﴿ إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ﴾ [آل عمران: 175] ؛ أي : آن الشيطان هو من يخوف البشر من هؤلاء الأولياء فيقول الله تعالى﴿ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ ﴾ ، وهذا يدل على النهي من الخوف من غير الله .

فضل عبودية الخوف

  1.  جعل الله الخوف منه شرطًا من شروط الإيمان، وأمر عباده بذلك حيث قال تعالى في القرآن الكريم: `فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ` في سورة آل عمران الآية 175.
  2.  من صفات الملائكة لقولِه : قال الله تعالى: “يخافون ربهم من فوقهم” [النحل: 50]، ووصف أنبياءه بالقول: “الذين يبلغون رسالات الله ويخشونه، ولا يخشون أحدًا سواه، وكفى بالله حسيبًا” [الأحزاب: 39] .
  3.   مدح الله الذين يخشونه، فقال عنهم : إن الذين يخشون ربهم يعيشون بخوف وتقوى، والذين يؤمنون بآيات ربهم بثقة وإيمان. وهم لا يشركون ربهم بأي شيء. والذين يعطون ما قدموهم من الأموال والمحبة في قلوبهم لأنهم يعلمون أنهم سيرجعون إلى ربهم. هؤلاء الناس يسارعون في فعل الخيرات وهم يتفوقون في ذلك.” [المؤمنون: 57 – 61] .
  • روى الترمذي عن عائشة رضي الله عنها قالت : سألتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم عن هذه الآية ، فقلت : أَهُم الذين يشربون الخمر ويزنون ويسرقون؟ فقال: ((لا يابنت الصدِّيق ، ولكنهم الذين يصومون ويصلُّون ويتصدَّقون، وهم يخافون ألا تُقبل منهم ، ﴿ أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ ﴾ [المؤمنون: 61]))؛ صحيح الترمذي .
  1.  فإن الخوف يجعل صاحبه في يوم القيامة تحت عرش الرحمن، وإن ذكر الله خاليًا يجعل العينين تذرفان .
  2.  يمنع الإنسان من المعاصي والشهوات المحرمة .
  3.  يعتبر الخوف من الله من الأسباب التي تدخل الإنسان الجنة، فقد قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: (مَنْ خافَ أدْلَجَ، وَمَنْ أدْلَجَ بَلَغَ المَنْزِلَ، ألا إنَّ سَلْعَةَ اللهِ غالية، ألا إنَّ سَلْعَةَ اللهِ الجنة).

متى يكون الخوف الطبيعي معصية

الخوف الطبيعي يكون أنواع الخوف من الله والخوف من غير الله ، فمن الطبيعي أن يخاف الإنسان من رب العالمين ، ولكن ليس من الطبيعي أن يخاف من غير الله، ولكن الخوف من غير الله يكون فيه بعض الأنواع المباحة كخوف الإنسان من أن يأكله حيوان مفترس ، أو الخوف من النيران ، أو الخوف من أي خطر ما وذلك ليس فيه عبادة لله ، ولكنه إن وجد في قلب الإنسان لا يكون منافيا للإيمان والإخلاص، إذا كان السبب موجود بالفعل ، ولكن يكون الخوف الطبيعي معصية إذا تسبب في ترك أمر واجب ، أو فعل منكر، كخوف الإنسان من إنسان أخر مما يضطر لتنفيذ أوامره حتى ، وإن كان فيها معصية لله تعالى .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى