ما هو دعاء الاستفتاح
تعريف دعاء الاستفتاح
الدعاء الذي يرد قبل الصلاة، سواء كانت فريضة أو نافلة، يتم ذكره بعد تكبيرة الاحترام وقبل قراءة سورة الفاتحة، ويعتبر هذا الدعاء سنة مستحبة وليس واجبا، وإذا لم يتذكر الشخص قول هذا الدعاء قبل الصلاة فلا إثم عليه، وتعتبر صلاته صحيحة، ومن أقصر الأدعية المستحبة هو الذي كان يقوله النبي الكريم والصحابة (سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك)، وكان عمر رضي الله عنه يعلمه للناس.
صيغة دعاء الاستفتاح
توجد العديد من الصيغ التي تتعلق بدعاء الاستفتاح والتي رواها الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم والصحابة في الأحاديث النبوية والأدعية. ومن بين هذه العبارات التي يجب ذكرها في دعاء الاستفتاح في الصلاة:
- يتم التكبير بقول (الله أكبر كبيرًا)، والثناء بقول (الحمد لله كثيرًا)، والتسبيح بقول (سبحان الله بكرة وأصيلا)، ويدعو الصلاة على النبي محمد وآله بقول (اللهم صلي على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد)
- (اللهم، أنت ربي الذي خلقتني وأنا عبدك، وعلى وعدك وعهدك. ألجأ إليك من شر ما صنعت، وأقر بنعمتك علي وأذنب بذنبي، فاغفر لي؛ إنك أنت الوحيد الذي يغفر الذنوب. اللهم، إني عبد وابن عبدك وابن أمتك. ناصيتي بيدك، ماض في حكمك، عادل في قضاؤك. أسألك بكل اسم سميت به نفسك أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلبي، ونور صدري، وتزيل حزني وهمي)
- من الأدعية المحببة لرسول الله عندما يفتتح الصلاة الليلية (اللهم ابعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب، واجعل لي من الذنوب نوراً، ومن العمل خيراً، ومن الأسرار فرجاً، ومن السيئات عفواً، ومن الحوائج مراداً، ومن الدعوات مستجاباً، يا رب العالمين)
- (سبحانك اللهم وبحمدك اللهم اغفر لي ، سبوح قدوس رب الملائكة والروح، استغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه) ويكرر الدعاء عند استفتاح الصلاة مرة واحدة بعد تكبيرة الإحرام وإن كان يصلي أربع ركعات بتسليمتين يفضل أن يستفتح بالدعاء في الصلاة الأولى بعد تكبيرة الإحرام أما في الصلاة الثانية بعد تكبيرة الإحرام.
- الحمد لله حمداً كثيراً طيباً خالياً من النفاق، وأرجو أن تهديني يا الله إلى الحق فيما اختلف فيه.
أهمية دعاء الاستفتاح
تتمثل أهمية أدعية الاستفتاح في أنها تزيد من الحالة الروحانية والإيمانية قبل الدخول في الصلاة كما أنها تجعل المؤمن أكثر تركيزاً في الصلاة ويبعده عن همزات الشياطين الذي يحاول كثيراً في إبعاده عن الصلاة ، ويجعله يخطأ كثيراً ، ويقوم بإعادة الصلاة أو يسهو عن قراءة الفاتحة أو عن أداء ركعة أثناء الصلاة.
يوجد بعض الأدعية التي تزيد من خشوع المؤمن وخضوعه لله، وتعترف بالذنب وتدفعها للتوبة إليه، مما يجعله يتجنب التكبر والتفاخر ويحرص على أداء الصلاة بالطريقة التي كان يصليها الرسول صلى اللله عليه وسلم، والصحابة، والتابعين .
في هذه الأدعية، توجد عبارات تشير إلى عظمة الله عز وجل في خلقه، وتحتوي على أسماء الله الحسنى والاعتراف بوحدانيته وعظمة قدره، وإيماننا به وبكل ما أمرنا به. وهذا يدل على إيمان العبد بربه وتعظيم شأنه وقدره، والاعتراف بعبوديته. وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسكت بين التكبير والقراءة، فقلت: بأمي أنت وأمي يا رسول الله في إسكاتك بين التكبير والقراءة، فماذا تقول؟ قال: أقول: يا الله، ابعد بيني وبين خطاياي كما بعدت بين المشرق والمغرب. اللهم نقني من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس. اللهم اغسل خطاياي بالماء والثلج والبرد)
حكم دعاء الاستفتاح
هناك اختلاف بين الإئمة في حكم دعاء الاستفتاح فيقول أبو حنيفة ، والحنابلة ، والشافعية إلى أنه سنة مؤكدة للصلوات التي بها ركوع ، وسجود ويكون دعاء الاستفتاح قبل الصلاة وذلك لأن الرسول ، والصحابة كانوا يفعلون ذلك باستمرار ماعدا صلاة الجنازة فلم يذكر الرسول دعاء الاستفتاح قبل صلاة الجنازة لأنه لا يوجد بها ركوع ولا سجود بخلاف أبو حنيفة وصيغته هو أن يقول (سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك) وتكون بعد التكبيرة الأولى ولو ترك هذا الدعاء فلاحرج عليه وصلاته صحيحة.
أما المالكية فلهم رأي مختلف في دعاء الاستفتاح وذكروا أن حكمه مكروه في الفرض بعد التكبير وقبل القراءة ومستحب في السنة أو النافلة واستدلوا على ذلك بحديث أنس قال كان النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر يفتتحون الصلاة بالحمد لله رب العالمين وصيغة دعاء الاستفتاح عندهم هي ( سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك وجهت وجهي للذي فطر السموات والأرض حنيفاً وما أنا من المشركين).
أما في صلاة الجماعة إذا أدرك الشخص الإمام وهو في الركعة الأولى أو بداية الركعة الثانية فلا يجب عليه أن يقرأ دعاء الاستفتاح خوفا من أن يركع الإمام، وعليه أن يقتصر على قراءة سورة الفاتحة بدون الاستفتاح، ويعتبر إتيانه بهذا الدعاء هو من جملة إحياء سنة الرسول K واتباع أوامره، أما الجمع بين استفتاحين أو أكثر فلا يوجد اتفاق من العلماء والمفسرين فيه، ولكن هناك بعض الأحاديث التي تشير إلى أن الرسول جمع بين استفتاحين والله أعلم.
آداب دعاء الاستفتاح
- من أهم آداب الدعاء هو الإخلاص في النية، حيث يجب أن يكون القلب محلها ويجب أن يكون المؤمن متيقنًا بأن الله سوف يستجيب لدعائه، وذلك لأن الله قال: “ادعوني أستجب لكم”، وقال الرسول صلى الله عليه وسلم: “لا يرد القضاء إلا الدعاء”، حيث يرفع الدعاء القضاء ويحقق المؤمن ما يرجوه من الله.
- يجب في بداية الدعاء أن يثنى على الله تعالى ويحمده ويصلي على نبينا الكريم، ويذكر أسماء الله الحسنى ويثني عليه ويشكره على كل نعمه الكثيرة، ويشعر بوجوده ويظهر التواضع والخضوع له،ويهلل به ويعبر عن مشاعر الحب والخشية من عقابه.
- عند الصلاة، يجب أن يتجه المصلي إلى القبلة ويرفع يديه مع وضع الكفين في اتجاه السماء، ويظهر التذلل والإلحاح في طلب الإجابة من الله، وينبغي تكرار الدعاء ثلاث مرات دون التكلف في استخدام العبارات المتعلقة بالخيال أو الشعر، ويجب تجنب الإطباق والسجع.
- يجب عدم ذكر التعبيرات السيئة أثناء الدعاء، لأنك تتحدث بين يدي الله عز وجل، لذا يجب اتباع القواعد والأساليب اللائقة والاحترام، وعدم الاعتداء في الدعاء وعدم التحريض على الفتنة أو قطع الأرحام أو ارتكاب المعاصي أو التآمر مكائد أحد
- ينبغي أن يتم الدعاء بين الجهر والخفاء والعلانية، ويجب أن يكون الدعاء حازمًا وثابتًا دون استخدام عبارات الاستفتاح، ولا ينبغي قول `اللهم ارحمني إن شئت`، حيث إن الله يفعل ما يشاء وهو على كل شيء قدير.