اسلاميات

فضائل شهر رمضان وخصائصه .. وأهميتة

فضائل شهر رمضان وخصائصه

الله سبحانه وتعالى أكرم أمته بهذا الشهر العظيم والمبارك، وقد منحه بعض الفضائل والخصائص التي تميزه عن غيره من الشهور الهجرية. من فضل الله ورحمته لعباده أن هذا الشهر المبارك يأتي إلينا كل عام، وذلك لكي نستغل جميع فوائده ونجعله فرصة للتوبة والرجوع إلى الله والابتعاد عن المعاصي. من فضائل شهر رمضان المبارك ما يلي

شهرٌ تُفتح فيه أبواب الجنة

إن شهر رمضان المبارك هو شهر تفتح فيه أبواب الجنة كل ليلة وينادي منادٍ في الناس أن يأتوا إلى باب الجنة إن كانوا يريدون فعل الخير، وذلك كما ورد في الحديث الشريف عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي – صلى الله عليه وسلم – أنه قال: “إذا كان أول ليلة من شهر رمضان صفِّدت الشياطين ومردة الجن، وغلِّقت أبواب النار فلم يفتح منها بابٌ، وفُتِّحت أبواب الجنة فلم يغلق منها باب، وينادي منادٍ: يا باغي الخير أقبل، ويا باغي الشر أقصر، ولله عتقاء من النار، وذلك كل ليلة” وفي لفظ للبخاري: “فتحت أبواب السماء” وفي لفظٍ لمسلم: “فتحت أبواب الرحمة

شهر العِتق من النار وتُصفد فيه الشياطين

إن شهر رمضان هو شهر التوبة والمغفرة والذي ترفع فيه الذنوب وتعتق فيه الرؤوس من النار، وذلك كما جاء في الحديث الشريف عن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “هذا شهر رمضان جاءكم تفتح فيه أبواب الجنة وتغلق فيه أبواب النار وتسلسل فيه الشياطين“.

والمقصود تصفد فيه الشياطين أي كبار الشياطين يتم حبسها وتكون عاجزة عن الوسوسة لابن آدم حتى يكون على أتم استعداد للعبادة وفعل الخير، ولكن هذا لا ينفي أن يقوم أحد بارتكاب الذنوب وفعل المعاصي في هذا الشهر الكريم، على الرغم من تحصين الله سبحانه وتعالى لنا لكن هنا تغلب النفس البشرية على أفعال الشخص ويرتكب المعاصي.

شهر تكفير الذنوب والمعاصي

إن شهر رمضان فرصة علينا أن نستغلها في القيام بالأعمال الصالحة والإكثار من العبادات والذكر والتوبة إلى الله تعالى، وذلك لما ورد في الحديث الشريف عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول: “الصلواتُ الخمسُ والجمعةُ إلى الجمعةِ ورمضانُ إلى رمضانَ مكفِّراتُ ما بينهنَّ إذا اجتَنَبَ الكبائر” وهذا دليل على أن ما بين أيًا مما سبق يغفر الله فيه لمن يشاء، كما ورد في حديث شريف آخر أن: (من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه.)

شهر يضاعف فيه الأجر

إن من فضائل شهر رمضان العظيمة أنه شهر مبارك يضاعف الله فيه الأجر والمضاعفة هنا تأتي في جميع العبادات والأعمال الصالحة، فمثلًا أجر العمرة في رمضان يعادل أجر الحج، وذلك لما ورد في حدي شريف عن النبي عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: “عُمرة في رمضان تعدل حَجَّةً” ولقد قال الإمام المناوي رحمه الله: “قوله صلى الله عليه وسلم: (عمرة في رمضان تعدل حجة) في الثواب لا أنها تقوم مقامها في إسقاط الفرض للإجماع على أن الاعتمار لا يجزى عن حج الفرض) والمقصود أنها تساويها في الأجر لكنها لا تُسقط الفريضة.

شهر رمضان أنزل فيه القرآن

إن شهر رمضان هو الشهر الذي أنزل فيه القرآن على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، ومن هنا تكمن أعظم فضائله، ولقد جاء في القرآن الكريم في سورة البقرة ما يأتي: (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ)

وجود ليلة القدر في شهر رمضان

إن ليلة القدر ليلة خيرٌ من ألف شهر، وهي أعظم ليلة في هذا الشهر الكريم، وذلك لما ورد في الحديث الشريف عن أنس رضي الله عنه قال: دخل رمضان فقال رسول الله  صلى الله عليه وسلم: “إن هذا الشهر قد حضركم وفيه ليلة خيرٌ من ألف شهر، من حُرِمَها فقد حُرِم الخيرَ كُلَّه، ولا يُحرمُ خيرَها إلا محرومٌ” فلقد جعل الله في هذه الليلة خير عظيم أفضل من ألف شهر وذلك لقوله تعالى: (إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ . وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ . لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ . تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ . سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ) فهي ليلة جليلة تُغفر فيها الذنوب وتمحى فيها الخطايا.

شهرٌ ترفع فيه الدرجات

إن شهر رمضان هو شهر تُرفع فيه الدرجات عند الله سبحانه وتعالى وفي رواية عن رجلان أسلما سويًا وهي كما يأتي: (قد أسلم رجلان من بليٍّ في عهد النبي – صلى الله عليه وسلم -، وكان أحدهما أعظم اجتهادًا من الآخر فغزا في سبيل الله فاستشهد المجتهد منهما ثم مكث الآخر بعده سنة ثم توفي، فرأى طلحة بن عبيدالله أن المتأخر منهما دخل الجنة قبل المجتهد المستشهد في سبيل الله، فعجب الناس فقال النبي – صلى الله عليه وسلم -: “أليس قد مكث هذا بعده سنة؟” قالوا: بلى، قال: “وأدرك رمضان، وصلى كذا وكذا من سجدة في السنة؟” قالوا: بلى، قال: “فما بينهما أبعد ما بين السماء والأرض“)

شهر تجاب فيه الدعوات

إن الدعاء في شهر رمضان مستجاب وخاصةً في ليلة القدر عندما يكون المسلم صائمًا، وذلك كما جاء في القرآن الكريم وقوله تعالى: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ) وجاء في الحديث الشريف عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم  قال: “إن لله عتقاء في كل يومٍ وليلة لكل عبد منهم دعوة مستجابة

سنة صلاة التراويح

جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يصلي التراويح في كل ليلة من ليالي شهر رمضان، وذلك لعظم فضل صلاة التراويح وكبر أجرها كما جاء في الحديث الشريف عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال: (شهر رمضان من صلى فيه التراويح ليلة فلازم الإمام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة كاملة من فضل الله تعالى)

أهمية شهر رمضان

كما ذكر في مقدمة عن شهر رمضان وفضائله وخصائصه، فإن شهر رمضان الفضيل يحتوي على العديد من الفوائد والفضائل التي تجعله أهم شهر في السنة لحياة المؤمن. إنه الشهر الذي نزل فيه القرآن، ويفتح فيه أبواب الجنة وتعتق فيه النفوس من النار، وتسكر فيه الشياطين وتكون بلا قوة أو تأثير. وقد قال صلى الله عليه وسلم عن عبادة بن الصامت: “أتاكم رمضان شهر بركة، يغشاكم الله فيه، فينزل الرحمة ويحط الخطايا، ويستجاب فيه الدعاء، وينظر الله تعالى إلى تنافسكم فيه، ويباهي بكم ملائكته، فأروا الله من أنفسكم خيرا، فإن الشقي من حرم فيه رحمة الله عز وجل”، وقد رواه الطبراني. لذا، إذا كان لشهر رمضان مثل هذه الأهمية العظيمة، يجب على كل مؤمن أن يستغل كل لحظة وكل ليلة في العبادات والأعمال الصالحة التي يتضاعف أجرها عند الله تعالى. فاجتهد في رمضان عندما يكون موجودا، فقد لا تتاح لك الفرصة لتعويضه في العام القادم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى