ما هي مميزات الخطاب الفلسفي
معنى الخطاب الفلسفي
الفلسفة هي واحدة من أهم العلوم التي تعتمد على السلوك البشري وتفاصيله العديدة، ويمكن تعريفها لغويا واصطلاحا على أنها تهتم بتنمية المجتمعات والظواهر الطبيعية المختلفة والقضايا والمواقف. وهناك العديد من مجالات الفلسفة، والخطاب الفلسفي يختلف بطبيعته ومشكلاته ولغته عن الخطاب العادي، حيث إن الخطاب العادي مليء بالأيديولوجيا والتحيزات والرغبات والأحكام المنقوصة والحواجز المعرفية، بينما يتمحور الخطاب الفلسفي حول قوانين العقل والواقع، حيث يتسم بالنقد والتساؤل حول المفاهيم والقواعد المعينة الموجودة والتي تم تحقيقها، حيث يعتبر العقل مطابقا للواقع، ويتم فهم الواقع المعياري بشكل مختلف عن الواقع الحالي.
مزايا الخطاب الفلسفي
يتمتع الخطاب الفلسفي مثل أي خطاب آخر ببعض المزايا المحددة، ولكنه يعاني أيضًا من بعض العيوب، على الرغم من أن مزاياه كثيرة ومتنوعة، ومن أهم هذه المزايا:
- تتمثل إحدى مزايا الخطاب الفلسفي في أنه يستهدف الأفراد الأحرار، ولا يعتمد على مراجع قوية مثل الأيديولوجيات أو الديانات أو القوميات أو التحيزات العرقية، ويعتبر حرية التفكير في الخطاب الفلسفي أشمل بكثير من الخطابات الأخرى.
- تعتمد الخطاب الفلسفي دائمًا على التجربة الإنسانية وخطابها المباشر، لأنه في الماضي كان مرتبطًا بالميتافيزيقا والدين، ثم تحول إلى العلم والتاريخ، وبالنسبة للفلسفة المعاصرة، فهي تعيش وتتغذى على المعرفة الشاملة للممارسات الاجتماعية.
- تتمثل الأصالة في الروح النقدية والدقة المنهجية والقدرة الدائمة على التصحيح الذاتي.
- يقوم الخطاب الفلسفي بإعادة تعريف الفلسفة بشكل منهجي في ضوء التطورات النقدية في العلوم الطبيعية والإنسانية، ومع ذلك، فإنه لا يزال يهتم بالواقع وبخطاباته المختلفة.
- يمثل حوارا مباشرا وغير مباشرا مع العصور القديمة والحاضر.
- هو تبادل مستمر للأفكار والأساليب والمذاهب مع الآخرين لتحقيق الإبداع والأصالة، مع استثمار الشخص في نفسه لتطوير خطابه المثالي وتحسين تعبيراته الغير واضحة.
- يستطيع الخطاب الفلسفي التعبير عن ثقافة محددة بذاته، وكذلك عن حوار الثقافات أو حوار الخطابات الفلسفية للثقافات المختلفة.
- لا يحدث التفاعل الإيجابي مع المجتمع الفلسفي البشري المعاصر فقط من خلال تبادل المعلومات ونشر البحوث الفلسفية، ولكن أيضًا من خلال الخطاب الفلسفي، فإن الخطاب هو بناء فكري أو فلسفي متأصل في وسائل التعبير اللغوية سواء كانت كتبًا أو مقالات بحثية أو مقالات أو حوارات أو مناقشات ويمكن أن ينشأ الخطاب الفلسفي على المستوى الفردي (مفكر أو فيلسوف) أو على مستوى مجموعات معينة في المجتمع (على سبيل المثال الأحزاب السياسية أو الجماعات الدينية) أو على مستوى الثقافة التي تمثل المجتمع ككل.
خصائص الخطاب الفلسفي
يجب توفر سلسلة من الخصائص لأي خطاب فلسفي ليكون معتبرًا فلسفيًا، وتختلف هذه الخصائص من خطاب إلى آخر، ويجب أن يتميز أي خطاب فلسفي بخصائص محددة، وهذه الخصائص هي:
- وجود أساس للتفكير النقدي
وهذا يعني النظر إلى الأشياء من منظور مختلف عن الافتراضي الذي ينطوي على قبول الأشياء كما هي، بل يتطلب التفكير فيها ومحاولة تقريبها من الواقع.
- الشك والإنكار
– يتعلق الأمر بتوصيل الأفكار بتوازن منطقي ووزن في نهجك العقلي، فكر فيها ونظر فيها من كل الزوايا ولا تقبلها على الفور، بل ابتكر أفكارًا عقلانية حولها واستفسر عن صحتها.
- النزاهة والتجريد
تعني النظر إلى وجود الأشياء وحالتها بشكل كامل غير مجزأ، وليس فقط طبيعتها المادية، بل أيضًا المراقبة الدقيقة للظواهر غير المحسوسة.
- عدم وجود أساس واحد
لا يوجد أساس واحد يعمل عليه المفكر لكن هناك حقائق متناقضة، لكن قواسمها المشتركة تستند إلى أسلوب البحث العلمي، وهذا لا ينفي صحة البيانات أو يثبت البيانات الأخرى، وهذا الاختلاف يثري الفكر الفلسفي، وكمثال علي ذلك علم النفس حيث هناك العديد من النظريات التي تتعامل مع الاضطرابات مثل الإدراك والسلوك والتحليل.
مهارات الخطاب الفلسفي
كما للخطاب الفلسفي خصائصه الخاصة، فهناك أيضًا مهارات يتم بناء التفكير الفلسفي عليها، وليس فقط على الصفات والقدرات، وتشمل ذلك:
- المنطق
يُعَدُّ وجود المنطق أساسًا أساسيًّا لبدء الخطاب الفلسفي، وهو واحدٌ من أهم المهارات.
- المناقشة قبل الخطاب
المناقشة تساعد في تحويل وجهات النظر وتوسيع فهم المفكرين.
- التحليل
يعني التحليل تقسيم الفكرة إلى أفكار صغيرة وفحصها بشكل منفصل.
- التجميع
يعني توليد أفكار جديدة بناءً على الأفكار السابقة للحصول على نموذج متكامل.
- التأمل
التأمل يعني النظر إلى الأشياء والتفكير فيها من زوايا جديدة ومختلفة.
الخطاب الفلسفي والخطاب الأسطوري
يختلف الخطاب الفلسفي تمامًا عن الخطاب الأسطوري، ويمكن تلخيص الفرق بينهما فيما يلي:
- الخطاب الفلسفي يكون شفهيًا بينما الخطاب الأسطوري يكون مكتوبًا.
- يعتمد الخطاب الأسطوري على الحكايات والخرافات الخيالية، بينما يعتمد الخطاب الفلسفي على استدلالات منطقة وبراهين عقلية دقيقة وحجج واضحة.
- يستهدف الخطاب الأسطوري المشاعر والعواطف للمستمع، في حين يستهدف الخطاب الفلسفي العقل والتفكير.
- المستمعين عادة متدني الثقافة وأكثر بساطة، بينما المستمع للخطاب الفلسفي أكثر تعليما ومعرفة
أنواع الخطاب
يوجد نمط محدد للخطاب، ولكنه يتضمن أنواعًا مختلفة ومتعددة، والتي تختلف في مفاهيمها، وتشمل ما يلي:
- الخطاب الديني
إنه خطاب وعظ يأمر بالإيمان بالمسلمات ويصور عذاب الآخرة، وقد يكون خطابا باطنيا كما يحدث مع المتصوفة، أو يكون تشريعيا مثل الخطاب في الفقه الإسلامي، ويعتمد على شيئين: النص الديني وتفسيره العقلي، ولذلك يختلف من مفسر إلى آخر.
- الخطاب الفلسفي
يمثل التطور الحديث للخطاب الديني تحررًا من الجانب العقائدي، مما جعله خطابًا عقلانيًا قادرًا على التجريد وصياغة القوانين نظريًا، كما أنه مفتوح على كل الحضارات بصرف النظر عن الديانة، وهو مثالي وقد لا يفهمه العامة بسهولة، ويشبه الخطاب الديني في دعوته إلى الفضيلة والأخلاق الحميدة.
- الخطاب الأخلاقي
وهو تعبير عن الفضائل المهمة التي يتفق عليها الفلاسفة والمتدينون، ويتألف من مجموعة صغيرة من النظريات الأخلاقية العامة القوية، وقد نشأت العديد من المدارس الفلسفية الدينية مثل مدرسة الفارابي ومسكويه والصوفية، وفي المسيحية ظهرت البروتستانتية الليبرالية والإصلاح اليهودي عند اسبينوزا، وقد يختلف الناس في العقائد ولكن يتفقون في القواعد الأخلاقية.
- الخطاب القانوني
يحول الخطابات الثلاثة السابقة، الدينية والأخلاقية والفلسفية، إلى أوامر ونواهي تعتبر قوانين، ويعتمد على ذكر عقوبة شيء ما أكثر من ذكر ثوابه، ولكن في الخطاب الديني يتم ذكر الثواب والعقاب والرخص التي يحب الله منحها لعباده الصالحين.
أنواع التفكير الفلسفيّ
للإجابة على متى ظهرت الفلسفة، يجب معرفة أولا أنواع التفكير الفلسفي وهي
- التفكير الغربيّ
تم ابتداء في الفلسفة اليونانية، وانتشرت بين الفلاسفة اليونانيين مثل أرسطو وسقراط واسبينوزا، وظهرت في العصر الحديث عدة فلاسفة من بينهم جان بول سارتر ودانيال دينيت، وتنقسم الفلسفة التي وضعها الغربيون إلى فروع عديدة مثل الأخلاق واللغة والمعرفة وغيرها.
- التفكير الشرقي
ظهرت الفلسفة أولا في بلاد شمال إفريقيا وبلاد آسيا مثل الصين والهند، ثم ظهرت بعد ذلك عند العرب عبر ترجمتهم للفلسفات اليونانية، وخلقوا أفكارا ومصطلحات جديدة. ومن أسباب ظهور الفلسفة الإسلامية هو تلبية الحاجة إليها في البلاد الإسلامية، ومن أشهر الفلاسفة الفارابي وابن رشد. وأقرب الفلسفات الشرقية إلى المدرسة الغربية هي الفلسفة الهندية.