ما هي ” البراجم ” وفوائد غسلها
ما هي البراجم
البراجم في اللغة هي جمع برجمة، وتُعني المفاصل، أي العقد التي تتواجد على ظهور الأصابع، وتتجمع الأوساخ في هذه المنطقة، لذلك أوصانا الرسول صلى الله عليه وسلم بتنظيفها باستمرار، ويقول البعض الآخر أن البراجم تعني أيضًا ما يجتمع من أوساخ حول الأذن أو بداخلها أو في أي مكان خفي من الجسم.
فوائد غسل البراجم وحكمها
من العلماء معروف أن الغسل المستحب للبراجم، ويقول الإمام النووي إنه من السنن المستقلة التي يمكن تنظيفها مع الوضوء، وهناك العديد من الأحاديث حول معنى غسل البراجم وتفريغ الماء.
وفي حديث شريف رواه مسلم، قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد وأبو بكر بن أبي شيبة وزهير بن حرب، قالوا: حدثنا وكيع، عن زكريا بن أبي زائدة، عن مصعب بن شيبة، عن طلق بن حبيب، عن عبدالله بن الزبير، عن عائشة قالت: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم: (عشر من الفطرة: قص الشارب، وإزالة اللحية، واستعمال السواك، واستنشاق الماء، وقص الأظافر، وغسل الأصابع، ونتف الإبط، وحلق العانة، وانتقاص الماء). وقال زكريا: قال مصعب: ونسيت العاشرة إلا إذا كانت المضمضة. وزاد قتيبة: وقال وكيع: انتقاص الماء يعني الاستنجاء.
واحدًا من الأمور الهامة التي ذكرتها عائشة رضي الله عنها في حديثها عن مسلم هو أن النظافة من الأمور المهمة في الإسلام، حيث يتوجب على المسلمين الحرص على النظافة في جميع أوقاتهم، وخاصة فيما يتعلق بالأماكن العامة مثل البراجم، ويتم تنظيفها بشكل دوري، وقد ذكر ذلك في العديد من الأحاديث الأخرى.
إذا كانت الأوساخ طفيفة ولا تمنع وصول الماء، فإن الوضوء صحيح، ولكن إذا كانت هذه الأوساخ تمنع وصول الماء، ففي هذه الحالة يجب تنظيفها بشكل جيد قبل الوضوء لأنه لا يصح الوضوء بها.
مدة غسل البراجم
يتمثل المعنى العام لغسل البراجم في تنظيف الأماكن التي تتجمع فيها الأوساخ، وهي منطقة الجلد التي تتواجد بين الأصابع، ويجب غسل مفاصلها وعقدها، ولا يوجد مدة محددة محددة لغسل البراجم، وينبغي غسلها لفترة كافية حتى تختفي جميع الأوساخ منها.
ما هو الاستحداد
الاستحداد في اللغة تم أخذه من الحديدة، حيث يُقال استحد، أي قام بحلق عانته، ويقول أبو عبيدة، أن الاستحداد هو استفعال من الحديدة، أي القيام بالاحتلاق باستخدام الحديد، أما عن الاستحداد كمصطلح فالمعني لا يتغير كثيرًا عن المعنى اللغوي، وقد قام الفقهاء بتعريفه على أنه حلق للعانة.
يصف النووي الاستحداد بأنه إزالة الشعر من منطقة العانة الموجودة حول الفرج، سواء تم ذلك بالنتف أو بالحلاقة، وتأخذ هذه الكلمة اسمها من الحديدة التي تستخدم للحلاقة.
وفي صحيح البخاري يقول: حدثنا محمد بن الوليد، حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن سيار، عن الشعبي، عن جابر بن عبدالله رضي الله تعالى عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إذا دخلت ليلاً، فلا تدخل على أهلك حتى تستحد المغيبة، وتمتشط الشعثة)، قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: (فعليك بالكيس الكيس).
حكم الاستحداد
اتفق جميع الفقهاء على أن الاستحداد بحد ذاته سنة، ويقال أنه واجب أو مستحب، وكان دليل الاستحباب قول أحمد بن يونس، حدثنا إبراهيم بن سعد، حدثنا ابن شهاب، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة – رضي الله عنه – أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «الفطرة خمس: الختان، والاستحداد، وقص الشارب، وتقليم الأظفار، ونتف الآباط».
يعتبر الاستحداد من الأمور المستحبة والتي ينبغي القيام بها، حيث أنه جزء من الفطرة الإنسانية، ويحرص العلماء على تنفيذه، ومع ذلك، فإن الكثير من هذه الصفات ليست واجبة عند العلماء، وهناك خلاف حول بعض الأمور مثل الاستنشاق والختان والمضمضة،
لا يمكن فصل الواجب عن غيره، فالله تعالى يقول `كلوا من ثمره إذا أثمر وآتوا حقه يوم حصاده` في سورة الأنعام. الإيتاء واجب والأكل ليس واجبا. يقول ابن العربي: بالنسبة لي، الخصال الخمس المذكورة في هذا الحديث جميعها واجبة، إذا تركها الإنسان، فإنه لن يظل على صورة البشر. فكيف بالمسلمين في العموم؟
فوائد انتقاص الماء
الاستنجاء هو استعمال الماء لتنظيف الأعضاء التناسلية، وهذه العادة من أهم عادات المسلمين التي دعا إليها الرسول صلى الله عليه وسلم، وتشمل إزالة النجاسة مثل البول والدم والبراز وغيرها، ويتم ذلك من الخلف أو الأمام، ويعتبر هذا الأمر واجبا عند الفقهاء بناء على قوله تعالى: (والرجز فاهجر).
الاستنجاء يجب أن يكون باستخدام الماء، وهذا هو الأصل والمقتضى، ويأتي هذا في ضوء ما قاله أنس بن مالك رضي الله عنه، حيث قال: `كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا خرج لحاجته تبعته وأنا غلام، ومعنا إداوة من ماء، يعني يستنجي به`، وهذا ما رواه البخاري ومسلم.
يمكن استخدام الحجر أو أي شيء آخر مثل المناديل الورقية للأستنجاء، ويجب عمل ثلاثة مسحات على الأقل، واتفق معظم الفقهاء على أنه من الأفضل أن يجمع الفرد بين المناديل الورقية والحجر والماء للأستنجاء.
ومن المؤكد أن هذه التعليمات في قواعد النظافة ليست إلا إعجازا طبيا ووقائيا، حيث سبق للإسلام والأنظمة الصحية أن ابتكرتها، فهذا الأمر يحافظ على الصحة البدنية ويحمي الجسم من الأمراض والجراثيم، ويمنع انتشار العدوى، حيث إن البول والبراز من الأمور الخطيرة التي تسهم في نقل الأمراض الطفيلية والجرثومية، وذلك في حالة إهمال النظافة.
دعا النبي صلى الله عليه وسلم إلى الطهارة والاستنجاء، وجعلها من أهم مداخل العبادة عند المسلمين، وذلك لهدف تحقيق النقاء والطهارة في الجسد والروح.
أنواع الغسل
توجد أنواع مختلفة من الغسل، بما في ذلك الغسل الواجب والغسل المستحب، بالإضافة إلى الغسل المكاني والزماني، وتكون هذه الأنواع من الغسل خاصة ويتم تطبيقها في الحالات التي تتطلب الطهارة، مثل الطهارة للصلاة والطواف، ودخول المسجد، ومس القرآن.
ومن المعروف أن الأغسال الواجبة هي سبعة، غسل الميت، وغسل مس الميت، وغسل الجنابة، وغسل المرأة بعد النفاس، وغسل المرأة بعد انتهاء الحيض، وتتعدد أنواع الغسل المستحب كالغسل الزماني أو المكاني، ومن أهم أنواع الغسل هو غسل عيد الفطر وعيد الأضحى وغسل الجمعة، وغسل يوم التروية، أي اليوم الثامن من شهر ذي الحجة.
يُعد غسل يوم عرفة أحد أنواع الغسل، ويُفضل أن يتم قبل حلول وقت الظهر، كما يوجد غسل في الليلة 17 و 24 من شهر رمضان الكريم، وكذلك في ليالي القدر، ولا يلزم إعادة الغسل عند حدوث الحدث الأكبر أو الحدث الأصغر.
من بين أنواع الغسل المكاني الهامة هو غسل دخول مدينة مكة، وغسل الدخول إلى الحرم المكي أو حرم المدينة المنورة، وكذلك غسل دخول الكعبة.
يوجد العديد من أنواع الغسل المختلفة التي قام الفقهاء بذكرها، ومن هذه الأنواع الغسل في ليلة 23 رمضان، كما يمكن الغسل في العادة قبل حلول الفجر، أو الغسل في يوم 28 من ذي الحجة، وفي يوم 24 من نفس الشهر.