نتائج تقرير الشفافية 2020
تعتبر ظاهرة الفساد من أكثر الظواهر التي يصعب السيطرة عليها في كل دول العام ، حيث يتنامى الفاسد بشكل ملحوظ في بيئات القطاع الحكومي على وجه التحديد ، نظراً لوجود أسباب ربما تتعلق بالبيروقراطية ، أو التضخم ، أو قلة الأجور ، وغيرها من العوامل المؤثرة على تناميه في الدول ، وتصدر منظمة الشفافية الدولية تقريرها السنوي كل عام ، والذي يقيس مدركات الفساد في كل دول العالم ، في المنطقة الأوروبية ، والمنطقة العربية.
ولهذا السبب ، جاءت أهداف هذا المقال ، غلى تحليل أهم نتائج تقرير الشفافية الدولية لعام 2020 في جميع الدول ، وذلك لمعرفة درجات التقدم ، والتأخر التي حازت عليها دول العالم في هذا التصنيف ، خاصة في ظل تنامي أزمة كوفيد 19 التي أثرت على تصنيفات الدول حول العالم في مؤشر مدركات الفساد ، لا سيما في القطاع الصحي.
مؤشر مدركات الفساد 2021
الدول الاعلى في مؤشر مدركات الفساد
تتمتع الدنمارك ونيوزيلندا وفنلندا وسويسرا والسويد بتقدم دائم في تصنيفات التقارير الدولية. تظهر هذه الدول دائما في مقدمة التقارير الصحية والتعليمية وتتميز حكوماتها بالشفافية المستمرة في الإدارة الحكومية. حصلت الدنمارك ونيوزيلندا على تقييم 88، وتعتبر الحكومة النيوزيلندية من أكثر الحكومات استجابة للمرضى خلال أزمة كوفيد-19. تليها فنلندا بتقييم متقدم بدرجة 85، وحققت السويد وسويسرا وسنغافورة نفس التقييم .
يتم الاستفسار دائما عن أسباب تصدر هذه الدول في مؤشر الشفافية كل عام، ويتضح من طبيعة هذه الدول على مستوى معيرين هامين، وهما الكثافة السكانية، والمساحة الجغرافية، أن هذه الدول لديها كثافة سكانية منخفضة، وبالتالي ربما لا تعاني حكوماتها من التحديات التي تفرض على باقي الحكومات، نتيجة ضغط الكثافة السكانية على أدائها، وبالتالي ينتشر الفساد بشكل كبير.
تتميز هذه الدول بمساحتها الجغرافية الصغيرة، مما يجعل من السهل السيطرة على جميع الموارد الخاصة بها ومراقبتها من قبل الحكومة، وبالتالي لا ينتشر الفساد بشكل كبير كما هو الحال في الدول الأخرى التي تتميز بمساحات جغرافية واسعة وتعدد الموارد وصعوبة الرقابة عليها.
أقل الدول في مؤشر مدركات الفساد
حصلت فنزويلا واليمن وجنوب السودان والصومال وسوريا على أدنى تصنيف في مؤشر مدركات الفساد ، وفقا للتقرير الأخير الذي أصدرته منظمة الشفافية الدولية في عام 2020 ، ودائما ما نرى في التقارير الدولية في السنوات الأخيرة أن هذه الدول تحتل المرتبة الأخيرة في القائمة ، حيث حصلت فنزويلا على 15 درجة ، وحصلت الصومال وجنوب السودان على 12 درجة.
الدول التي تعاني من قلة الاستقرار الداخلي، سواء بسبب الحروب أو الصراعات الطائفية، تكون دائما متأخرة في مؤشر الشفافية. هذه الدول تعاني من مشاكل داخلية، ونتيجة لذلك، حكوماتها وشعوبها يعانون من تبعات الحروب الأهلية وتصاعد الصراعات المستمرة. هذا الوضع يؤدي إلى تورط بعض المسئولين مع الأطراف الدولية التي تسعى لتدمير هذه الدول، ويقومون بنهب ثرواتها. ينقص هذه الدول أجهزة رقابة كافية لمحاربة الفساد، وتكون غير مستعدة تماما لإدارة أزمة كوفي.
تقرير الشفافية للدول مع أزمة كوفيد 19
كشف تقرير الشفافية لعام 2020 عن تأثير أزمة كوفيد-19 على مدركات الفساد في الحكومات، حيث حصلت رومانيا على تقييم 44، بينما وصلت بنجلادش إلى تقييم 21. بالمقابل، حصلت أوروغواي على تقييم 71 بسبب زيادة إنفاقها على رعاية الصحة وتحقيق أعلى مستويات الاستجابة للمرضى خلال إدارة الأزمة. يعود تدهور رومانيا وبنجلادش إلى استغلال المسئولين للأزمة لتحقيق مكاسب غير مشروعة على حساب مصلحة المرضى، وكان الموظفون في العيادات يتلقون رشاوى.
نتائج مؤشرات الفساد في الشرق الأوسط
وصل متوسط درجة الشفافية في دول الشرق الأوسط إلى 39، وعلى الرغم من أنه ينظر دائمًا إلى دول الشرق الأوسط باعتبارها دولًا فاسدة، إلا أن مستويات تفعيل إجراءات مكافحة الفساد في بعض الدول العربية تحقق تقدمًا ملحوظًا سنويًا في مؤشر الشفافية.
دولة الإمارات الأولى عربياً في الشفافية
حيث حصلت دولة الامارات في مؤشر مدركات الفساد 2020 على درجة 71 من 100 ، يليها في لاالترتي بدول قطر اليت حازت على تصنيف متقدم وصل إلى 67 درجة ، حيث تتقدم دولة الامارات في هذا المؤشر ، بسبب ارتفاع مستوى الاستجابة الحكومية للمواطن الاماراتي ، وتسعى دائما الحكومة الاماراتية إلى تعزيز معايير النزاهة ، والشفافية في بيئة المنظمات العامة الاماراتية.
أقل الدول العربية تقدماً في مؤشر الشفافية
بالإضافة إلى ما سبق عرضه من درجات الفساد التي وصلت إليها الدول العربية في أدنى مستوى من التقرير ، يتم إضافة مجموعة من الدول التي حصلت على درجات منخفضة في مؤشر مدركات الفساد. حصلت العراق على درجة 21 ، وأشير في التقرير إلى ضعف الثقة في المجتمع العراقي خاصة خلال إدارة الأزمة. لاحظنا أيضا تراجعا واضحا في لبنان في مؤشر مدركات الفساد مقارنة بالسنوات السابقة، حيث حصلت على درجة 25. وحقق المغرب درجة 40 في المؤشر، وتراجع بدرجة نقطة واحدة مقارنة بالمستوى العالمي السابق.
مؤشر الفساد في منطقة جنوب الصحراء في افريقيا
وصلت بعض الدول إلى مؤشرات تتراوح بين 66 إلى 58 ، وكانت الأعلى في الدول الافريقية هي دولة سيشيل ، كما وصلت دولة كابو فريدي إلى 58 درجة ، ووصل جنوب افريقيا إلى درجة 44 ، وحققت كل من أنغولا ، ودولة زيمبابوي 24 درجة ، ويرجع السبب في انتشار الفاسد في افريقيا إلى استغلال السلطة ، والنفوذ ، وعدم تمكين المجتمعات.
حيث زادت درجة الفقر في هذه المناطق ، وارتفعت تكاليف المعيشة ، وظهرت العديد من قضايا الفساد التي تورط بها مسئولين متعددين نتيجة الاحتيال ، وتهريب أموال الدول إلى الخارج ، فضلاً عن انتهاكات حقوق الانسان ، وتهرب النخب السياسية ، ومجرمين الفساد من العقوبات ، ناهيك عن قصور تفعيل أطر مكافحة الفساد في هذه الدول.