دور القصة في تنمية القيم الأخلاقية

دور القصة في تنمية أخلاق الطفل

تعد مرحلة الطفولة من أهم مراحل حياة الإنسان، حيث يمكن أن يكتسب العادات والقيم فيها، ويتشكل فيها سلوكه سواء كان صحيحا أو خاطئا، ويقوم بتقليد كل ما يشاهده من أفعال، سواء كان ذلك من الوالدين أو المعلمين أو الأشخاص المحيطين به .

لذلك، من الضروري أن يتعلم الطفل مجموعة من القيم الصحيحة في هذه المرحلة، وأن يحرص والدي الطفل على سلوكهم أمام أبنائهم .

تلعب القصة دورًا مهمًا في بناء المبادئ الأخلاقية للطفل، ويجب الإشارة إلى أن القصة المتحركة لها دور كبير في التأثير على الطفل؛ حيث تجذب انتباهه وتثير اهتمامه .

توجد القصة في خيال الطفل، وقد تجلب السرور والسعادة إليه، وتعلمه حركات جديدة وقيمًا صحيحة، كما تحفّزه على التعاون مع زملائه. تروى القصة بشكل مسلي وشيق .

يجب على المعلمات عدم وجود نقص في الربط بين تنمية السلوك الإيجابي والقيم الأخلاقية، وأن يربطوا بذلك مع النشاط القصصي، وخاصة القصة الحركية، وقد يتعرفوا من خلال ذلك على ميول الطفل .

يجب على مدرسي الروضة أن يكونوا قادرين على الإجابة على بعض الأسئلة المتعلقة بالقصص الحركية، مثل دورها في تنمية القيم لدى الأطفال والقيم الأخلاقية التي تناسب الأطفال في الروضة. ومع ذلك، يجب الإشارة إلى أنه قد لا يوجد اهتمام كبير بالربط بين القيم الأخلاقية والقصص الحركية في المدارس الروضانية .

كيف تنمي القصة المهارات اللغوية للطفل

يجب تطوير مهارات اللغة لدى الأطفال قبل دخولهم المدرسة، ويجب عليهم تعلم القراءة والكتابة، وقراءة الحكايات للأطفال يمكن أن تساعد في تنمية اللغة الشفوية لديهم وزيادة قدرتهم على النطق والتواصل .

تساعد هذه الأداة على التعبير عن المشاعر والدوافع والسبب والنتيجة، كما يمكن أن يعبر سرد القصص عن عدد من المواقف الاجتماعية، ويمكن فهم المشاكل المرتبطة بالكلمات في مادة الرياضيات، والكتابة عن التقارير لمعمل الكيمياء .

عندما لا يتجاوز عمر الطفل خمس سنوات، يجب أن يتم إيضاح بداية ووسط ونهاية القصة، وشرحها للطفل بطريقة تشجع قدرته التفكير .

يمكن طلب منه أن يروي لك القصة التي أخبرته بها، ويمكنك سؤاله عن الأشخاص الموجودين في تلك القصة وعن ما يحدث فيها ونهايتها .

قُدِّم الدعم اللازم لطفلك بينما يسرد القصة، وساعد في تحفيزه على التحسن والنمو أثناء السرد، واطرح الأسئلة والتعليقات حول السبب والنتيجة والمشاعر .

يمكن مثلاً أن تحس بما يشعر به الشخص الذي يتعرض لحدث معين في القصة، ويمكن طرح سؤال حول ما الذي دفعك لفعل ذلك. ويمكن أن يكون صعوبة فهم القصص والإنتاج إحدى علامات صعوبات التعلم .

يمكن للطبيب أن يساعد في تنمية مهارات اللغة والنطق لدى الأطفال، ويمكن أن يكون عنصر نجاح لهم في دراستهم ومواجهتهم لعدد من المواقف الاجتماعية .

دور القصة في تنمية الإبداع لدى الطفل

الهدف من كل الآباء والمخصصين في علوم التربية وكذلك الأب والأم هو تنمية الفكر الإبداعي لدى أطفالهم الصغار، ومن الممكن البحث عن وسائل مناسبة لتحقيق ذلك .

تشكل فترة رياض الأطفال مرحلة حاسمة في حياة الصغير، حيث يتعرف خلالها على العالم الخارجي، ويتأسس فيها شخصيته. وقد يقل هذا التعلق الكبير بالوالدين، وعندما يتاح للأطفال النمو الصحيح، فقد ينمو الطفل بشكل كامل .

يمكن أن تمثل المرحلة التي لا يلتحق بها الصغير بالمدرسة فرصة لتطوير حواس الطفل ومهاراته وقدراته وميوله واتجاهاته، وتنمية عقله وحسه وانفعالاته وبيئته ومهاراته الاجتماعية، مما يعزز قدراته ومهاراته .

يتعلم الطفل مجموعة من المعلومات والمهارات ويظهر مستوى قدرته على الاستعداد والإمكانيات ومستوى النضج لديه، وذلك بفضل البيئة التي توفر له عددًا من المثيرات المتنوعة التي يتعرض لها .

في مرحلة الطفولة ، يمكن أن يكون اللعب بالخيال والأحلام والقوة الخيالية العالية واللعب بالعرائس والدمى ممتعًا للأطفال الصغار الذين يحاولون تقليد الكبار.

عندما يقرأ الطفل قصة، فإنه يكتسب معلومات عن المكان والزمان والشخصيات، مما يساعد في تعزيز ذاكرته وتطور سلوكه الاجتماعي، كما يساعد الأطفال على فهم جميع وجهات النظر في الأحداث التي يحتويها القصة .

وأشار أحد خبراء التربية إلى أن الأطفال الصغار قد يمتلكون الإبداع، والذي يشكل الأساس للعلم والفن والتكنولوجيا، حيث تعد القدرة على الإبداع مدعاة للخيال .

الخيال مهم للإبداع والإيداع ينعكس على حياتنا الثقافية، ويمكن من خلاله تحقيق الإبداع العلمي، والتقني، والفني، كما يمكن استخدام قصص الأطفال لتعليم الأخلاق الحميدة وتعزيز تطورهم .

تحدث الخبير التربوي تورنس عن أن لدى الطفل تصوراً إيجابياً للمستقبل، فإن ذلك يحفزه على التقدم بقوة ويشكل القوى المغناطيسية لديه، مما يدفعه إلى الأمام ويزوده بالقدرة على الحكم والتطلع للأفضل وتحقيق طموحاته، وبالتالي يصبح الطفل إنساناً ناجحاً .

دور القصة في تنمية شخصية الطفل

تأثير القصة في تطوير شخصية الطفل يكمن في وجود عدد من الشخصيات والأحداث المتحركة في القصة، وقد تكون القصة تمثيلا للحقيقة أو رمزا مستمدا من الخيال. ويمكن أن تكون القصص وسيلة لتوجيه الإنسانية وتحفيزها .

يمكن للفرد أن يتخيل نفسه دخوله في الحدث المتعلق بالقصة، ويشعر بالمشاعر والأحاسيس المرتبطة بها، ويمكن أن يميل الفرد إلى الاقتداء بتلك القصة وما يتعلق بها من مشاعر وأحاسيس .

تعد القصة وسيلة تربوية مهمة للأطفال، حيث تلفت انتباههم وتثير فضولهم وتوسع آفاق تفكيرهم، وتلعب دورًا أساسيًا في التأثير على عقل الصغير، لأنها تحمل بداخلها الإثارة والمتعة .

ينبغي أن تكون القصة التي نرويها للطفل حول التميز والرفعة والبطولة، حيث يشعر الطفل بالحنين للقصة ويكون متفاعلًا ومركزًا جدًا عليها، وبمرور الأيام قد يرويها الطفل لنا مرة أخرى .

نظرا لتعقيد الأمور والتنوع في الآراء، ينبغي أن تتناول القصة الجوانب الإيمانية وتشكل العقيدة الصحيحة للأطفال وتعرفهم على الشخصيات الإسلامية المؤثرة والأخلاق الحميدة. يمكننا سرد العديد من القصص المهمة لأطفالنا، مثل فوائد قصة الرسام التي نستمدها منها

• تتضمن قصص القرآن الكريم أحداثًا رائعة، فهو كتاب الله تعالى الذي يحتوي على أحسن القصص، مثل قصة آدم ونوح عليهما السلام وغيرها .
• تحتوي قصص عن سيرة النبي الكريم صلى الله عليه وسلم على حقيقة الإسلام الراسخة والمتجسدة في شخصية الرسول عليه السلام، ويمكن للأطفال الصغار التعرف على ذلك .
• قصص الأمجاد والعظماء، تتحدث عن الصحابة والتابعين وغيرهم من المتميزين والنابغين .
• القصص التي تمتد لتشمل المجال الأدبي تتطلب أسلوبًا مناسبًا لأطفالنا الصغار .