صحة

الرابط بين الحرمان من النوم وبين الاكتئاب

العلاقة بين قلة النوم والاكتئاب

العلاقة بين النوم والصحة العقلية معروفة، فالاكتئاب يزيد من الاضطرابات النومية مثل الأرق وفرط النوم، وأظهرت الأبحاث أن الحرمان من النوم والاكتئاب يرتبطان بشكل ثنائي.

يعني هذا أن قلة النوم ليست نتيجة للاكتئاب فقط ، بل يمكن أن يسبب الحرمان من النوم أو اضطرابات النوم بشكلٍ مستقلٍ أعراض الاكتئاب أو تفاقمها.

دراسة سريرية: أجري تحليل لـ 21 دراسة في عام 2011 وأظهر أن الأشخاص الذين يعانون من الأرق عرضة بمعدل مرتين أكثر للإصابة بالاكتئاب في المستقبل مقارنة بالأشخاص الذين لا يعانون من مشاكل في النوم.

بسبب اعتبار الأرق عاملاً خطراً للاكتئاب، يعتقد الباحثون أن تشخيص مشاكل النوم وعلاجها المبكر يمكن أن يقلل من خطر الاكتئاب أو يخفف من أعراضه.

على أية حال، لا يزال الأمر يتطلب المزيد من الدراسات لاكتشاف تأثير علاج الأرق في تخفيف أعراض الاكتئاب.

الحرمان من النوم الحاد والمزمن والاكتئاب

أظهرت الدراسات أن الحرمان المستمر من النوم أو النوم القليل مع الوقت يمكن أن يؤدي إلى الاكتئاب بسبب التغيرات في الناقل العصبي السيروتونين في الدماغ.

من ناحية أخرى، أظهرت الدراسات أن الحرمان الحاد من النوم (مثل البقاء ليلة دون نوم) يمكن أن يساعد في مكافحة الاكتئاب، على الرغم من وجود آثار جانبية أخرى. ولكن يجب إجراء المزيد من الأبحاث قبل اعتبار هذا الأمر خيارًا علاجيًا للإكتئاب.

ما هو الاكتئاب السريري

الاكتئاب السريري، يُعرف أيضًا باسم اضطراب الاكتئاب العام، هو اضطراب مزاجي شائع يسبب تغيرات في المشاعر والأفكار. جميعنا يشعر بمزاج سيء من وقت لآخر، لكن الاكتئاب يسبب تأثيرات جانبية أعمق وتغيرات مزاجية تدوم لفترة أطول وأعراض جسدية تسبب صعوبة في النوم، العمل وأداء الوظائف في الحياة اليومية.

في حين أن تجربة الإكتئاب تختلف من شخص لآخر، إلا أن هناك بعض الأعراض المشتركة للإكتئاب وتشمل ذلك

  • الشعور المتكرر بالحزن، القلق، اليأس، أو الفراغ
  • الانزعاج
  • فقدان الاهتمام بالأنشطة التي كانت تسبب السعادة في الماضي
  • فقدان الطاقة
  • صعوبة في التركيز أو اتخاذ القرارات
  • صعوبة في النوم أو البقاء نائما أو فرط النوم
  • تغييرات في الشهية أو أساليب تناول الطعام
  • في بعض الحالات، قد تظهر الأفكار الانتحارية.

تزيد بعض العوامل مثل القصة العائلية، الإجهاد، التجارب الصادمة، الاضطرابات الصحية الأخرى، أو بعض الأدوية من خطر الإصابة بالاكتئاب.

أهمية النوم في حياتنا

مثل الطعام، الماء، والهواء، النوم ضروري جدًا للحفاظ على الصحة. فيما يتعلق بالصحة العقلية، النوم يسمح للدماغ بخلق مسارات وذكريات جديدة تساعد الشخص على التعلم، حل المشكلات، والقدرة على اتخاذ القرارات. بعد ليلة نوم هانئ، يصبح الشخص أكثر يقظة وأكثر قدرة على التفكير بوضوح وأفضل في التحكم بعواطفه وسلوكياته.

النوم يعتبر ضرورة أيضًا من أجل الصحة الجسدية ويساعد الجسم على النمو، الإصلاح والحفاظ على توازن الهرمونات، ويساعد في الحفاظ على مناعة الجسم. لذلك من غير المستغرب أن يكون الحرمان من النوم مرتبطًا مع الاضطرابات الصحية المزمنة، مثل ارتفاع الضغط الدموي، أمراض القلب، السكتة الدماغية، أمراض الكلية، السكري، والبدانة.

التأثيرات الجسدية للحرمان من النوم

بالإضافة إلى الشعور بالنعاس الشديد طوال الوقت، يمكن أن يؤدي الحرمان من النوم إلى العديد من التأثيرات السلبية على الصحة العامة، بما في ذلك زيادة خطر الإصابة بـ:

  • يتضمن التغيرات المزاجية والسلوكية زيادة العصبية والقلق والاكتئاب.
  • اضطرابات تتعلق بالمسائل التي تحتاج إلى مستوى عالٍ من التفكير مثل التخطيط والتنفيذ
  • يتسبب عدم التركيز وزيادة خطر الحوادث وانخفاض الإنتاجية والأداء في المدرسة والعمل في مشاكل.
  • الهلوسة وجنون العظمة
  • الأفكار الانتحارية

الاضطرابات المتزامنة

يرتبط الأرق وتوقف التنفس واضطراب النوم والاستيقاظ بشكل شائع مع الاضطرابات الصحية العقلية مثل الاكتئاب واضطرابات القلق واضطراب ثنائي القطب واضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه واضطراب ما بعد الصدمة والفصام.

علاج الحرمان من النوم

يتم علاج اضطرابات النوم المرتبطة بالاكتئاب مثل الأرق عادةً من خلال الأدوية والعلاج والتغييرات في النمط الحياتي.

مضادات الاكتئاب التي تساعد على النوم

تساعد بعض مضادات الاكتئاب على تخفيف أعراض الاكتئاب وبالمقابل يمكن أن تقلل من اضطرابات النوم، وقد يصف الطبيب واحدة من هذه الأدوية وفقًا لاحتياجات المريض وتاريخه الصحي

  • مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية: مثال على ذلك هو الأدوية مثل سيتالوبرام أو ليكسابرو (إسيتالوبرام أكسالات) أو بروزاك (فلوكستين) أو باكسيل (باروكستين) أو زولفت (سيرترالين).
  • مثبطات استرداد السيروتونين والنورإبنفرين: يتضمن الأدوية الشهيرة مثل بريتسيك وسيمبالتا (دولوكستين) وفيتزيما وإيفكسور.
  • مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات: مثل إيلافيل (أميتريبتيلين) أو باميلور (نورتريبتيلين)
  • مضادات الاكتئاب المنومة: تشمل الأدوية التي يمكن تناولها في الليل مثل ريميرون وترازودون.

الآثار الجانبية للأدوية قد تتضمن الأرق

ينبغي مراعاة أن مضادات الاكتئاب تحتاج إلى عدة أسابيع للظهور بفعالية، وبعضها قد يتسبب في ظهور أعراض جانبية مثل الأرق عند استخدامه لأول مرة أو عند التوقف عن استخدامه، لذا يجب استشارة الطبيب المعالج حول الدواء الأنسب، وقد يحتاج المريض إلى استخدام دواء إضافي للنوم.

الأدوية المنومة التي تساعد في علاج الأرق

يمكن وصف حبوبات مهدئة قصيرة المدة للمساعدة في النوم، وتشمل بعضها: (يتبع قائمة بأسماء الحبوب المنومة)

  • عقار أمبين، زولبيدوم، إنتيرميزو
  • لونيستا (إيزوبيكلون)
  • روزيرم (راملتيون)
  • سوناتا (زاليبلون)

الآثار الجانبية للأدوية المنومة

نظرًا لأن بعض الأدوية المنومة يمكن أن تسبب الإدمان، ينبغي استشارة الطبيب بشأن الآثار الجانبية المحتملة لهذه الأدوية والخيارات البديلة المتاحة لعلاج الأرق.

العلاج السلوكي المعرفي

غالبًا ما يربط الأشخاص الذين يعانون من نقص النوم والاكتئاب بين هذين الأمرين، وقد يكون نقص النوم نتيجة طبيعية ليوم متعب أو لمزاج سيء، خاصةً إذا أصبح ذلك عادة.

يمكن للعلاج السلوكي المعرفي للقلق أن يساعد في إعادة صياغة ردود الفعل بإطار أكثر إيجابية ومساعدة الشخص على الاستمتاع بليلة هادئة. وهناك بعض الأدلة التي تدعم فعالية العلاج السلوكي المعرفي في علاج الأرق، ويعتبر هذا العلاج مثبتًا أيضًا في علاج الاكتئاب.

التغيرات الحياتية من أجل تحسين النوم

بالإضافة إلى زيارة الطبيب، يمكن للأشخاص القيام بتغييرات في نمط حياتهم لتحسين صحتهم العقلية والمزاجية. قد يستغرق الأمر بعض الوقت لمعرفة الخيارات المثلى، ولكن هناك بعض الخطووات التي يمكن للأشخاص تجربتها.

نصائح من أجل دعم صحة النوم

يمكن القيام ببعض العادات لمحاربة الأرق والاكتئاب

  • تصميم جدول للنوم: يجب تحديد أوقات محددة للنوم والاستيقاظ للحصول على ساعات كافية من النوم تتراوح بين 7 إلى 9 ساعات.
  • يجب تجنب الكافيين، الكحول والوجبات الكبيرة: قبل عدة ساعات من الذهاب للنوم.
  • صنع بيئة نوم مريحة: ينبغي توفير مكان مريح للنوم عن طريق تهوية الغرفة بطريقة تتلاءم مع الجو المحيط، وشراء الوسائد المريحة التي تساعد على النوم بشكل جيد.

النشاطات الجسدية

يمكن لممارسة النشاطات الجسدية أن تساعد الشخص على النوم بشكل أسرع والحصول على نوم أعمق، والإستيقاظ بشكل أقل في وقت المساء. يجب على الشخص محاولة ممارسة الرياضة مثل المشي للحفاظ على الصحة والمساعدة في تنظيم أوقات النوم بشكل أفضل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى