صحة

هل الغبار يقتل الفيروسات ؟

هل الغبار يقضي على الفيروسات

ليس هناك دليل علمي حديث يثبت أن الغبار يمكن أن يقضي على فيروس كورونا أو أي فيروسات أخرى، بل ربما يسبب الغبار التهابات في الجهاز التنفسي البكتيرية أو الفيروسية خلال أو بعد العواصف الغبارية الكثيفة. وتشير الدراسات إلى أن البكتيريا والفيروسات تتجمع داخل الغلاف الجوي خلال العواصف الرملية بشكل أكبر مقارنة بالهواء النقي، وهذا يسبب ارتفاعا في حالات الربو والتهابات الجهاز التنفسي خلال العواصف الرملية

ينتشر فيروس كورونا في المحيط لمسافة متر ونصف إذا قام شخص مصاب بالعطس، أو إذا لمس شخصًا ما أي سطح أو شيء تلوث بالفيروس. وإذا لم يكن هناك أي شخص قريب في المحيط، فإن طرق العدوىتنتشر على الأرض أو تبقى على الأسطح لفترة تتراوح بين 10 إلى 12 ساعة قبل أن يفقد تأثيرها.

إذا تم نقل الفيروس عن طريق الغبار، يجب أن تكون المسافة بين 10 و20 مترًا، حيث يتطاير الفيروس في الهواء ويمكن أن يموت خلال نفس الفترة المذكورة سابقًا. ويعود الأمر إلى باحثين صينيين نشروا هذا المعلومات في بحث أو أكثر خلال الأسبوعين الماضيين.

امكانية الفيروسات المحمولة جوًا أن تنتشر عبر الغبار

قد يفكر البعض أن انتشار فيروسات مثل الإنفلونزا يحدث عن طريق مختلف السبل، مثل تطاير القطيرات المنبعثة من الجهاز التنفسي أو تساقطها على أسطح ثانوية مثل مقابض الأبواب أو الأدوات المستخدمة. تعرف هذه الأشياء الثانوية بمصطلح “fomites.” قد تختلف الطرق التي ينتشر بها فيروسات مختلفة، بما في ذلك فيروس الإنفلونزا وفيروسات تنفسية أخرى، مثل فيروسات كورونا SARS-CoV.

من خلال دراسة حديثة أجريت في هذا الصدد، تمكنت إحدى الطالبات في الدراسات العليا بكلية الهندسة في جامعة كاليفورنيا داخل ديفيس، بالتعاون مع علماء الفيروسات، والتي كانت تحت إشراف الدكتورة نيكول بوفييه في جبل تشاكو، من الوصول إلى استنتاج يتعلق بقدرة الجزيئات الدقيقة غير التنفسية المعروفة بـ `الأيروسول المتطاير` على نقل فيروس الإنفلونزا بين الحيوانات .

وباستعمال المقياس الآلي للجسيمات لمعرفة اعداد الجسيمات التي يتم حملها من خلال الهواء ، وقد وجدوا أن هناك نوع ميعن من الخنازير الغير مصابة تصدر من جسمها طفرات للوصول إلى 1000 جسيم خلال الثانية أثناء تحركها بمحيط القفص. كانت الجسيمات التي تصدر من نفس الحيوانات لها معدل ثابت او قليل بكثير.

يمكن لخنازير مصابة بأنواع مختلفة من فيروسات الإنفلونزا وجودها في فروها، أن تنقل الفيروسات عبر الهواء إلى خنازير أخرى قريبة منها وتصاب بالعدوى. وهذا يوضح أن الفيروس لا يمكن أن ينتقل بشكل مباشر من داخل الجهاز التنفسي ليصبح فيروسًا معديًا.

في النهاية، أجروا الباحثون تجربة حول إمكانية حمل الألياف المجهرية للفيروسات المعدية في جسم غير حي. قاموا بتلويث مجموعة من مناديل الوجه الورقية بفيروس الأنفلونزا، وتركوها لتجف، ثم قاموا بتفتيتها وجود الجسيمات الدقيقة. تبين أن تجعيد الأنسجة يؤدي إلى تحرير ما يصل إلى حوالي 900 جسيمة في الثانية داخل نطاق حجم قابل للاستنشاق. وقد نجحوا أيضا في تفعيل الإصابة في الخلايا من خلال الجزيئات التي تنبعث من الأنسجة الورقية الملوثة بالفيروس.

تأثير التعرض للغبار على جسم الإنسان

الغبار والرئتين

تسبب التعرض الكثيف للغبار صعوبات في التنفس وقد يؤدي إلى حدوث أمراض الجهاز التنفسي التي تهدد الحياة، ولذلك يجب تجنب الغبار. يتم تنفس جزيئات الغبار البسيطة، والتي تعرف باسم الغبار الداخلي للتنفس، ويتم ذلك من خلال الأنف والبلعوم. وقد يتركز هذا الغبار فيما بعد ويأخذ حيزا من المجال الهوائي داخل الرئتين، مما يؤدي إلى انسداد داخل الصدر.

قد يتسبب التواجد داخل الغبار أيضًا إلى حدوث التهابات رئوية والربو. وتصبح بعض من نوعيات الغبار ضارة اكثر من غيرها  على سبيل المثال ، يمكن أن تتسبب الاتربة والغبار الناتجة من الحبوب والطحين والخشب والأصباغ التفاعلية وتتسبب بنوبات من السعال والصفير وضيق التنفس . فالربو المهني مرض متعب ، كما ان الالتهاب الرئوي بسبب تراكم الغبار وعدوى الرئتين بالفيروسات قد تكون قاتلة.

تعد أمراض الرئة من الامراض الأخطر وذات مخاطر صحية تتعلق بالغبار في اماكن العمل. يمكن أن يتسبب التعرض الكثيف للسيليكا البلورية القابلة للتنفس وهو (RCS) إلى ان يصاب الانسان بالسحار السيليسي لان يصل لسرطان الرئة. كما ان الآثار المزمنة المعرض للغبار داخل الرئتين التي لا يتم علاجها. الوقاية هي في قمة الأهمية ويتطلب أصحاب العمل إلى منح الأولوية لصحة الموظفين والتأكيد من وجود مستويات الغبار بحد أدنى حد متاح .

الغبار والجلد

ما يتعلق بالأضرار الصحية للغبار هو ضرورة استقراره في مكان محدد. حتى مع توفر جميع وسائل الحماية المناسبة، قد يتعرض بعض أجزاء الجلد للغبار مما يسبب ردود فعل حساسية في الجسم. قد يؤدي التعرض المطول إلى حكة وتقشر وجفاف. تتضمن بعض أنواع الغبار الموجودة في بيئات صناعية مواد كيميائية ومسرطنة، مما قد يزيد من خطر الإصابة بسرطان الجلد.

الغبار والمخ

يمكن أن يتسبب التعرض للغبار بمشاكل  صحية نتيجة للتعرض المفرط ومنه بعض المضاعفات الدماغية . ادلت الدراسات إلى أن الاستنشاق بشكل يومي لجزيئات الغبار السيطة التي تدخل للتنفس يمكن أن تتسبب في حدوث الخرف إلى جانب زيادة مخاطر الإصابة بالسكتات الدماغية. وقام الباحثون باختبار تجربة على 900 مخ لافراد تتسوت أعمارهم من 60 عامًا. بينما لا تتوفر علاقة فاصلة بين التعرض للغبار وصحة المخ ، وادلت الدراسة إلى أن المخ الأقل تعرضًا للغبار كانت من المؤكد في حالة صحية احسن.

أمراض قد يسببها الغبار

يمكن أن يكون هناك فوائد للغبار، ولكن التعرض المفرط للغبار سواء في المنزل أو مكان العمل يسبب العديد من المشكلات الصحية. يمكن لبعض أمراض الغبار أن تؤدي إلى مشاكل صحية كبيرة وتسبب أمراضا مزمنة. تصنف أمراض الرئة التي تنجم عن الغبار عادة كالتهاب الرئة. هناك العديد من أنواع الأمراض التي تنجم عن الغبار، وذلك يعتمد على نوع الغبار الذي يسبب المرض .

  • السحار السيليسي: أحد الأمراض الشائعة المسببة للتعرض للغبار هو نوع من أمراض الرئة المعروف بالتهاب الرئتين الداخلي. يحدث ذلك عند استنشاق السيليكا، المعروف أيضا بغبار الكوارتز. تتضمن أعراض هذه الأمراض صعوبة التنفس والسعال مع حمى. إنه مرض خطير وغالبا ما يتم تشخيصه بشكل خاطئ على أنه التهاب رئوي أو يشخص باعتباره مرض السل.
  • التليف الرئوي: هو مرض من أمراض التليف الرئوي الذي ينجم عن ألياف الأسبستوس، حيث يمكن أن يتطور هذا التليف بعد مرور سنوات على وجود الألياف، وتشتمل أعراض هذا المرض على ضيق التنفس والفم وقلة الوزن، وعادة ما يؤدي هذا المرض إلى سرطان الرئة أو الأورام المتوسطة، وهو صورة آخرى من صور السرطان.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى