منوعات

أنواع الندوات واهميتها

مفهوم الندوة

للندوة عدة مفاهيم لكن سيتناول موضوعنا الندوة المعاصرة والتي تعني اجتماع عدد من الباحثين أو المختصين بموضوعٍ ما يترأسهم مدير الندوة في مكان وزمان محددين لمناقشة القضية الأساسية للندوة ، وتعد الندوة تجمعًا رسميًا في إطار أكاديمي بهدف مناقشة قضية ما ومن الممكن أن يكون الحاضرين يهدفون لاكتساب خبرات أصحاب الاختصاص، أي ليس بالضرورة أن يكون جميع الحاضرون من أهلِ الاختصاص

أنواع الندوات

تهدف الندوة إلى التنمية المجتمعية وتعزيز الفكر لدى الحاضرين، ويمكن تصنيفها إلى أربعة أنواع بناءً على نطاق الحضور

  • الندوة الجماهيرية (أو الندوة المفتوحة)

وهي التي تتم في نطاق مفتوح يشارك فيها عدد كبير من الجمهور الذين تجمعهم أفكار واحدة متعلقة بموضوع الندوة بهدف حدوث مشاركة فكرية مثلًا كأن يتم عقد ندوة حول (الصعوبات التي يواجهها الناس في العمل). وقد تكون الندوة المفتوحة أيضًا بهدف زيادة حصيلة الجمهور المعلوماتية بخصوص موضوعٍ ما.

الندوة المغلقة

وتتألف الندوة المحدودة من عدد قليل من المشاركين، يترأسهم مدير الندوة فقط، وتكون بدون جمهور على نطاق محدود، وتنقسم إلى نوعين

ندوة بحثية

وهي التي يقوم كل عضو من الحاضرين بإعداد بحثًا لإلقائه أمام الحاضرين لتتم مناقشته بعد الانتهاء من عرضٍ موجز للعضو أمام الحاضرين، على أن تكون هذه الأبحاث تتناول جانب من جوانب القضية الأساسية للندوة. هذا النوع من الندوات يكون من تدبير جهة علمية كالمدارس والجامعات أو مؤسسة ثقافية.

ندوة استجوابية

تتمثل فكرة هذا النوع من الندوات في طرح الأسئلة من المدير أو الحاضرين والإجابة عليها في إطار مناقشة تشارك فيها جميع الطلاب.

الندوة الجامعية

تقوم الندوة الجامعية في إطار أكاديمي بجمع عدد من الطلاب والمعلمين لمناقشة قضية ما وتبادل الأفكار بهدف تحقيق تطوير جذري في هذه القضية، ويعتبر هذا النوع من الندوات عاملًا أساسيًا في تغيير الثقافة التعليمية في المجتمع وإضافة خبرة علمية جديدة.

 الندوة المدرسية

هو نوع من الندوات يستهدف المجتمع المدرسي، وذلك لصنع وتطوير ثقافة علمية موحدة لدى الطلاب الحاضرين. وليس الطلاب وحدهم هم الفئة المستهدفة من هذه الندوة بل تضم المعلمين كذلك في نطاق واسع يضم عدد كبير من الحاضرين. ويستهدف أيضًا الأباء في هذا النوع من الندوات. وقد يعتبر البعض أن هذه الندوات عنصر تعليمي جديد عليهم، لكنه عنصر تعليمي متطور لتغيير الطريقة التعليمية التقليدية لدى الطلاب.

الندوة الالكترونية

انتشرت الندوات الإلكترونية في الفترة الأخيرة بشكل كبير، وخصوصا بعد ظهور جائحة كورونا، ويتوفر العديد من البرامج لعقد الندوات عبر الإنترنت.

الغرض من الندوة

قد تحمل الندوة الواحدة أهدافا متعددة أو قد تكون مخصصة لهدف واحد، مثل أن تكون ندوة تعليمية تتناول موضوعا أكاديميا يتم مناقشته بمشاركة الحضور لغرض اكتساب رؤية أوسع في هذه القضية. يجب على المحاضر أن يكون لديه أساليب تحفيزية تعزز القضية التي يناقشها، بهدف إلهام الحضور للتطور في مجال ما. على سبيل المثال، في ندوة تناقش قضية الأعمال التجارية، يمكن للمحاضر ذكر أمثلة عن رجال أعمال صغار نجحوا في تطوير أعمالهم، وذلك لتحفيز الحضور على إنشاء عمل فورا. هذه هي الصورة التحفيزية التي يجب أن يتمتع بها المحاضر، حتى يشعر المستمع بالحماسة لتطبيق ما تم مناقشته.

عناصر الندوة

تتكون أي ندوة من عدة عناصر أساسية تقوم عليها الندوة كالأتي: يعتبر المحاضر، موضوع الندوة، المشاركون، الجمهور، والحوار شروطًا أساسية لنجاح أي ندوة، ولكن هناك عدة عوامل ثانوية تساهم في نجاح الندوة سنتناولها كالتالي:

  •  يجب أن يكون المحاضر على دراية كاملة وخبرة واسعة في موضوع بحثه، وأن يكون قادرًا على إدارة النقاش والتحكم في عدد الحاضرين بمفرده.
  • إذا كانت موضوع الندوة ذا أهمية بالنسبة للجمهور، فمن المناسب أن تتناول الندوة الجامعية مثلاً مناقشة موضوع يهم الطلاب الجامعيين في مختلف تخصصاتهم.
  • يجب أن يكون المشاركون في الندوة من ذوي الخبرة في موضوع الندوة حتى تكون آراؤهم مفيدة. تلعب الندوة دورًا كبيرًا في التنمية المجتمعية بشكل عام، ولكن لا يمكن حصر أهمية الندوة بشكل خاص إذا لم نتطرق محاورها بشكل محدد، وعلى سبيل المثال، يمكننا أن نتحدث عن أهمية الندوات التربوية ودورها في تطوير المعرفة والمهارات اللازمة لتحسين التعليم والتعلم

الندوات التربوية تمثل مناقشات لمجموعة من الخبراء والمختصين في قضية محددة ضمن إطار محدود. يتم فتح باب المشاركة للحاضرين بهدف تبادل الأفكار التي تهدف إلى تطوير قضية الندوة. تعد الندوات التربوية أحد المحاور الهامة التي تساهم في التنمية المجتمعية وتشمل المجالات التعليمية المختلفة مثل الإدارة التعليمية والمديريات والمدارس والجامعات. يشارك فيها القائمون على هذه المؤسسات ويمكن أن تعقد على مستوى إقليمي أو دولي.

طريقة إعداد الندوة

  • اختيار الموضوع

يجب على مدير الندوة اختيار موضوع يتصل بمجال اختصاصه وأن يكون على دراية تامة بكل جوانبه، حيث يمكن تشبيه الندوة بالقصة وإنجاح الندوة يشبه تناول قصة شيقة وجيدة، واختيار موضوع الندوة هو الخطوة الأكثر أهمية لإنجاح تلك القصة.

  •  تعرف على جمهورك

قبل أن تبدأ في اختيار موضوع الندوة عليك التعرف جيدًا على فئة الجمهور المستهدفة، وعلى أساسها يتم تحديد وقت الندوة وبالتالي يمكننا حصر العناصر المراد تناولها خلال هذه الفترة الزمنية دون إهمال أحد العناصر حتى لا يتم إحداث أي خلل بتناولك للموضوع. وعلى أساس تحديد جمهورك المستهدف ستحدد طريقة إلقائك بما تتناسب مع المستوى الفكري للجمهور

  • ابدأ ندوتك بتقديم ملخص لما سيتم مناقشته خلال الندوة وتعريف المشاركين

ينبغي للجمهور أن يتعرف جيدًا على عناصر الموضوع حتى يحدث تفاعل قوي بين الحضور، كما ينبغي لهم التعرف على المشاركين واختصاصاتهم.

  • إعداد مقدمة جيدة لموضوع الندوة

يجب على المقدمة أن تكون مختصرة بتفاصيل قليلة، معتمدًا في إعدادها على وقت الندوة، بحيث تشتمل على العديد من المعلومات ولكن أحرص على عدم إدخال أي مواد خارجية عن محتوى الموضوع، وكل ذلك بغرض جذب انتباه الحضور من البداية حتى لا يفقد أحد شغف الاستماع، لأن المقدمة هي الصورة التي تحدد ما سيكون عليه الموضوع أي هي ما تعطي إنطباعًا عن موضوعك وما يتناوله.

  • المنهجية

يجب على الحضور أن يكونوا على دراية بمنهجية الباحث وتوجهاته في موضوع الندوة منذ البداية، إذا كان الموضوع يستند إلى بحثك الخاص.

  •  الاستنتاج الخاص بكل عنصر

بعد مناقشة مسألة ما، يجب عليك أن تقدم استنتاجا خاصا، وينبغي أن تتفق استنتاجاتك مع أهداف الموضوع وتكتمل لتدعم الموضوع الأساسي. إذا لم تكن لديك استنتاجات خاصة، يمكنك الاستعانة بمصادر علمية موثوقة لتثبت صحة المناقشة. يمكنك أيضا إثارة بعض التساؤلات غير المجابة للموضوع بطريقة تحفز الحاضرين على البحث وتعبير آرائهم الخاصة.

  • أجب عن الأسئلة بدقة وتمعن

عندما يتم طرح أي سؤال من الحضور، يجب أن تكون مسترخيا وتذكر أنك مدير الندوة والمسؤول عنها، وأن هذه هي فرصتك لإثبات خبرتك في الموضوع المطروح. من الطبيعي عدم معرفتك بعض الأمور، ويمكنك إخبارهم بذلك، ولكن ليس بشأن كل سؤال. وتذكر أنه لا أحد سيحاسبك على عدم معرفتك، ولكن إذا كان بإمكانك التحضير لبعض الأسئلة الرئيسية المتوقعة والإجابة عليها أثناء إعداد الموضوع، فذلك ذلك سيساعدك كثيرا.

  • مرحلة تقويم الندوة

تمثل هذه المرحلة الأخيرة من الندوة الفرصة الأخيرة لفهم أفكار ورغبات الجمهور وتلبية احتياجاتهم ومعرفة مدى رضاهم عن الندوة، كما تساعد هذه المرحلة القائمين على الندوة على فهم رغبات واحتياجات الجمهور والعمل على تحسين الندوات المستقبلية بما يتوافق مع مطالب الجمهور.

في الختام بعد انتهاء الندوة يجب جمع الوثائق المتعلقة بالأهداف والموضوعات وكتابة كل ما يخص مرحلة الإعداد والقائمين عليها، وذلك لنشرها، وللندوات أهمية كبرى، ولكن هناك الكثير من المميزات والعيوب للندوة .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى