ما هي “الصلوات التي لا يجوز قصرها ؟”
الصلوات التي لا يجوز قصرها
الصلوات التي لا يجوز قصرها فهي الصلوات التي فرضها أقل من أربعة ركعات، صلاة الفجر وصلاة المغرب أما بالنسبة للقصر لا تقصر إلا في صلاة الظهر والعصر وصلاة العشاء أما المغرب فإنها تصلى ثلاث ركعات والفجر تصليها ركعتين، إذا كانت مدة الإقامة قصيرة غير طويلة فهذا هو العمل، أما إن كانت طويلة أو أنه قد عزم المسافر على الإقامة لمدة تزيد على أربعة أيام فهذا ينبغي له أن يتم يصلي أربع ركعات عند جمهور الفقهاء و أهل العلم، لأن الرسول الكريم ﷺ عندما أقام في مكة في حجة الوداع أربعة أيام قصر الصلاة والأصل أن المقيم يتم.
هكذا علمنا من سيرة النبي الكريم أن الإقامة لمدة أربعة أيام لا تحول دون قصر الصلاة، حيث قدم من مكة في اليوم الرابع وارتحل إلى منى في اليوم الثامن. ولذلك كانت مدة إقامة النبي في مكة قبل الحج أربعة أيام، واستند جمهور أهل العلم إلى ذلك لإثبات عدم منع قصر الصلاة، فإذا كان الشخص ينوي الإقامة لمدة تزيد عن أربعة أيام، فعليه أن يصلي أربع ركعات، كما قال جمهور أهل العلم
صلاة القصر والجمع
صلاة القصر هي رخصة من رب العالمين يُصلّي العبد خلالها الصلاة الرباعية و حسب، أي الصلاة المفروضة والتي يكون عدد ركعاتها أربع ركعات حصراً، مما يعني أنه لا يجوز أن تقصر صلاة المغرب، لأنّ صلاة المغرب عدد ركعاتها الفرض ثلاث ركعات فقط، كذلك في صلاة الفجر أيضاً لا يجوز القصر فيها، لكونه عدد ركعاتها الفرض ركعتان فقط، أما بالنسبة للصلوات النافلة فإن القصر فيها يأتي واقتصارها على ركعتي سنة الفجر وركعة سنة الوتر.
يعتبر قصر الصلاة في السفر هدية ورخصة من الله لعباده المصلين، ويعد أفضل من إكمالها؛ حيث إن قصر الصلاة في السفر يُعتبر رخصة وهبةً من الله، ويجب على العبد أن يقبل الهدية التي منحه إياها الله سبحانه وتعالى، وذلك لأن الله يحب أن يتمتع عباده برخصه ويحب أن يؤتى لهم بعوامل الراحة واليسر في عبادتهم.
كيفية قصر الصلاة وجمعها
أما عن كيفية قصر الصلاة وجمعها يسأل الكثير من الإخوة المصلين و يطلبون توضيح كيف بإمكانهم أداء صلاة القصر توضيحاً كاملاً، و يستفسر عن المسافة التي يجب قطعها حتى تجوز للمسلم قصر الصلاة، فهل يستطيع أن يجمع صلاة يوم كامل؟ خاصة وأنه ليس من المعقول أن يجعل جميع المسافرين معه ينتظروا حتى يؤدي الصلاة الواجبة عليه ، وبذلك سينتهي اليوم كله في السفر،فما فما هو حكم جمع الصلوات كلها إما مع صلاة الفجر أو مع صلاة المغرب قصراً؟ وهل هذا صحيحاً و موافقاً للشرع؟، الجواب هو على الشكل الآتي:
إن قصر الصلاة بينه الله تعالى وبين أحكامه في القرآن الكريم تبياناً مجملاً، و أوضحها الرسول الكريم محمد ﷺ، قال تعالى: “وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلاةِ” [سورة النساء:الآية رقم101]، كما بينها النبي ﷺ، حيث كان يقصر الصلاة في السفر، فإذا سافر وقطع مسافة الرخصة صلى صلاة الظهر ركعتين و صلاة العصر ركعتين و صلاة العشاء ركعتين، أما صلاة المغرب فلم يأتي النبي الكريم ﷺ على قصرها، حيث كان ﷺ يصليها ثلاث ركعات بشكلٍ دائم في السفر و في الحضر، وكذا صلاة الفجر لا تقصر إنما تصلى ركعتين اثنتين على الدوام في السفر والحضر، أي أن صلاة القصر حصراً في صلوات الظهر والعصر والعشاء، مما يعني الأربع ركعات تصبح ركعتين اثنتين.
أما بالنسبة لجمع الصلوات فهو رخصة منحها رب العالمين للعبد المسافر للتخفيف عنه من عناء السفر، إن احتاج إلى الجمع جمع وإلا تركه، فإذا سافر العبد وارتحل من بعد الظهر وأحب أن يصلي صلاة العصر مع صلاة الظهر فلا بأس في ذلك، أيضاً لو سافر و ارتحل من بعد المغرب وأحب أن يقدم صلاة العشاء معها فهذا مباح وشرعي بحسب الرخصة من الله عز وجل، هذا ما فعله الرسول الكريم محمد ﷺ في كثير من أسفاره.
إذا ارتحل من قبل الظهر وأحب أن يؤخر صلاة الظهر مع صلاة العصر، سيكون من الأفضل أن يؤخر صلاة الظهر والعصر حتى يصليهما في وقت العصر، وهكذا لو سافر قبل دخول وقت المغرب وقام بتأخير صلاة المغرب مع صلاة العشاء وصلى الصلاتين في وقت صلاة العشاء، كان ذلك العمل مقبولاً بإذن الله ومحموداً، لأن الرسول الكريم محمد ﷺ فعله.
ينصح للشخص المقيم والشخص النازل، أي الشخص الذي نزل على الماء أو إلى أحد القرى لسبب طارئ أو عارض، بأن يصلي صلاة الظهر في وقتها وصلاة العصر في وقتها وصلاة المغرب في وقتها وصلاة العشاء في وقتها، حتى يقتدي بالنبي صلى الله عليه وسلم.
النبي الكريم في حجة الوداع عندما كان مستقراً في منى نازلاً بها، كان يصلي صلاة الظهر وحدها ركعتين وصلاة العصر وحدها ركعتين وصلاة المغرب وحدها ثلاث ركعات وصلاة العشاء وحدها ركعتين وصلاة الفجر وحدها ركعتين، هذا ما كان يفعله في منى في حجة الوداع أي قبل أن يموت صلى الله عليه وسلم بنحو ثلاثة أشهر و هذا هو الأفضل، إذا جمع المسافر وهو مقيم بين صلاة الظهر والعصر وبين صلاة المغرب والعشاء فلا ضرر في ذلك، لكن صلاة الفجر فلا يجوز أن تجمع إلى غيرها، صلاة الفجر نصليها لوحدها ولا تجمع إلى غيرها، وجمع الصلاة يكون على شكلين هما:
- يتم جمع تقديم الصلاة بتأخيرها إلى الصلاة التي تسبقها، على سبيل المثال، يمكن جمع صلاة العشاء مع صلاة المغرب وأدائهما في وقت المغرب.
- تجمع تأخير هو تأجيل الصلاة السابقة إلى الصلاة التالية، ويتم تأدية الصلاتين في وقت واحد خلال الصلاة التالية، على سبيل المثال، يمكن جمع صلاة الظهر مع صلاة العصر وأدائهما في وقت صلاة العصر.
ما هي الصلوات التي يجوز للمسافر قصرها
يجوز للمسلم قصر الصلاة التي فرضها أربعة ركعات كرخصة من الله عز وجل لعباده المؤمنين وذلك في حين السفر للتخفيف من عناء السفر، أي أنه يجوز للمسلم قصر صلاة الظهر وصلاة العصر وصلاة العشاء ولكن ضمن شروط وضوابط حددها الله في كتابه الكريم والنبي في سنته الشريفة، أما الصلوات التي لا يجوز قصرها فهي الصلوات التي فرضها أقل من أربعة ركعات، صلاة الفجر وصلاة المغرب.
قواعد صلاة القصر
حسب سنة النبي الكريم عليه الصلاة والسلام، يجب على المسافر أن يقصر الصلاة أثناء السفر تقليدا للنبي ﷺ. ووفقا لما تعلمناه من نبينا الكريم، إذا كانت المسافة تزيد عن ثمانين كيلومترا تقريبا أو تعادلها، فيجب على المسافر أن يقصر الصلاة. على سبيل المثال، إذا سافر من العراق إلى أمريكا، فيجب عليه قصر الصلاة طوال فترة السفر حتى يصل إلى البلد أو يستقر فيه. ثم، يجب عليه قصر الصلاة طالما يبقى في هذا البلد، شرط ألا تتجاوز فترة الإقامة أربعة أيام. كما فعل النبي ﷺ عندما نزل في مكة في حجة الودا.
وعندما يكون المسافر مصمما على الإقامة لفترة غير محددة، فقد أعطاه الله عز وجل إذنا بتقصير الصلاة حتى ينهي حاجاته عند أكثر العلماء. على سبيل المثال، إذا كان يعيش في بلد لا يستطيع فيه أن يجد شخصا مدينا له أو إذا كان هناك خلاف بينه وبين شخص آخر ولا يعرف نهايته، فيجوز له تقصير الصلاة طالما أنه مستقر، لأن مدة إقامته غير معروفة. لذا يمكن له تقصير الصلاة وأن يفطر في رمضان حتى لو استمر هذا لسنوات.
إذا كان الشخص يقيم لفترة طويلة مثل الدراسة أو أمور أخرى، فإنه يجب عليه إكمال الصلوات والعبادات التي لا يجوز جمعها، وهذا هو الأفضل والذي يوصي به جميع علماء الدين، وهو الأسلوب الذي يتم القيام به بشكل أساسي للمقيمين، وإذا كان الشخص يعتزم الإقامة لأربعة أيام أو أكثر، فإنه يجب عليه إكمال الصلوات والعبادات التي لا يجوز جمعها