اعمال اليوم السادس والعشرين من رمضان ” والأدعية المستحبة ”
اعمال اليوم السادس والعشرين من رمضان
شهر رمضان هو شهر كريم ينتظره المسلمون سنة بعد سنة لما له من فضل عظيم وهو شهر العبادة والتقرب إلى الله. وعلى الرغم من عدم وجود أدعية محددة لأيام شهر رمضان، إلا أن هناك العديد من الأدعية المأثورة والمتناقلة لأفضل أوقات الدعاء على مدار اليوم.
يتميز أعمال الصحابة في شهر رمضان بالقسوة الحسنة، وقد أوصى نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم بالعديد من الأعمال المهمة التي تتعلق بالشهر الفضيل عموما، وليلة القدر بشكل خاص بسبب فضلها الكبير، وتشمل تلك الأعمال:
الدعاء
- حيث قال الله تعالى في فضل الدعاء: وقال ربكم: ادعوني أستجب لكم، إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون الجحيم مذلين. (60) سورة غافر الآية رقم 60.
- وورد في كتاب الله بسورة البقرة: {إن سألتك عبادي عني، فإني قريبٌ، أُجيب دعوة المدعو إليَّ، فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يهتدون (186)}.
- تتضمن أداب الدعاء الإخلاص لوجه الله، وينبغي البدء بالحمد والثناء على النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، وذلك من أجل استجابة الله للدعاء.
- يجب أن يكون قلبك متواجدًا ومنصتًا لأثناء التضرع إلى الله عز وجل، ويُعَد الإلحاح في طلب الرحمة والمغفرة والدعاء من الأمورالمستحبة لله عز وجل.
- يتطلب استجابة الله للدعاء الطهارة والخشوع، وأن يتوجه المصلي نحو القبلة.
- ينبغي تجنب الدعاء على النفس أو الغير، لأن الله لا يقبل ذلك، بل ينبغي الدعاء بالتوفيق للجميع.
قراءة القرآن
رغم أن فضل ثواب قراءة القرآن طوال العام دون التقيد بوقت محدد هو من أعظم العبادات، إلا أن قراءة القرآن في شهر رمضان له ثوابًا وأجرًا أكبر.
فثواب قراءة القرآن كما ذكره الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: من يقرأ حرفًا من كتاب الله، فسيحصل على حسنة، والحسنة تضاعف بعشر، وليس قولي `ألم حرف`، ولكن `ألف حرف ولام حرف وميمحرف`، وهذا ما رواه الترمذي وصححه الشيخ الألباني.
لا يُشترط ختم القرآن في شهر رمضان، على الرغم من أن ذلك كان من السنن الصحابية، إذ لا تكتمل الختمة إلا بانتهاء قراءة القرآن كاملاً، وكذلك قراءة القرآن في صلاة التراويح ليست واجبة، بل هي مستحبة، والله يجزي على ذلك.
الصدقات والإنفاق في سبيل الله
وصى رسولنا الكريم بالتصدق طوال العام، ولكن الحكمة من زيادة الصدقات في شهر رمضان هي لأنها تعد من أعظم صور الإحسان للفقراء، حيث تساعدهم على تلبية احتياجاتهم وتوفير نفقاتهم خلال صيام شهر رمضان.
وقال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: يتم النداء في الليلة الأولى من شهر رمضان من قبل المؤذن “يا باغي الخير أقبل، ويا باغي الشر أقصر”، وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن هناك عتقاء من النار كل ليلة في هذا الشهر الفضيل.
وقول رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: `سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله، رجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا يعلم شماله ما صنعت يمينه`. وهذا صحيح بحسب رواية البخاري ومسلم.
قيام الليل
يعد التهجد ليلاً من أكثر الأعمال المستحبة في شهر رمضان الكريم، لأن القيام بالتهجد يقرب العبد إلى الله ويمنحه مكانة محمودة ومرموقة عنده.
يجازي الله عن قيام الليل في شهر رمضان بأفضل الثواب، لأنه يحمل في طياته الغفران والعفو ومحو الذنوب، حيث صرح النبي صلى الله عليه وسلم بأنه من يقوم بصيام رمضان بإيمان واحتساب، فسيغفر له ما تقدم من ذنبه.
أدعية الرسول في رمضان
هناك الكثير من الأحاديث التي ذُكر فيها شهر رمضان والأدعية المستجابة فيه مثل:
- قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: يُقال إنه عندما يدخل شهر رمضان، تُفتح أبواب السماء وتُغلّق أبواب جهنم وتُسلسل الشياطين. وهذا ما رواه البخاري.
- عن عبد الله بن عباس ورواه البخاري رضي الله عنهما قال: قال الرسول صلى الله عليه وسلم: `كان أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان يلقاه في كل ليلة من رمضان فيُدارسه القرآن، فالرسول الله صلى الله عليه وسلم أجود بالخير من الريح المرسلة.` وهذا صحيح من رسول الله.
- ورد في حديث أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: `إن الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة كفارات لما بينهن، ما دامت الكبائر غير مرتكبة.` وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.
الأدعية المستحبة في السادس والعشرين من رمضان
رغم أن هناك العديد من الأدعية المستحبة في شهر رمضان، إلا أن دعاء الصائم في وقت فطاره يبقى هو الأكثر استحبابا واستجابة من الله، ومن أمثلته
- روى أبو هريرة – رضي الله عنه – أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: ((هناك ثلاثة أشخاص لا يرد دعاؤهم: الإمام العادل، والصائم حتى يفطر، ودعوة المظلوم))، وهؤلاء الأشخاص يمتلكون إيمانًا كاملاً بأنالله سيستجيب لدعائهم ولن يخيب ظنهم.
- ورد عن أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- أنها قالت: (يا رسول الله، أرأيت إن وافقت ليلة القدر ما أدعو؟ قال: تقولين: اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني).
- (اللهمَّ إنِّي أسألُكَ مِنَ الخيرِ كلِّهِ عَاجِلِه وآجِلِه ما عَلِمْتُ مِنْهُ وما لمْ أَعْلمْ، وأعوذُ بِكَ مِنَ الشَّرِّ كلِّهِ عَاجِلِه وآجِلِه ما عَلِمْتُ مِنْهُ وما لمْ أَعْلمْ، اللهمَّ إنِّي أسألُكَ من خَيْرِ ما سألَكَ مِنْهُ عَبْدُكَ ونَبِيُّكَ، وأعوذُ بِكَ من شرِّ ما عَاذَ بهِ عَبْدُكَ ونَبِيُّكَ، اللهمَّ إنِّي أسألُكَ الجنةَ وما قَرَّبَ إليها من قَوْلٍ أوْ عَمَلٍ، وأعوذُ بِكَ مِنَ النارِ وما قَرَّبَ إليها من قَوْلٍ أوْ عَمَلٍ، وأسألُكَ أنْ تَجْعَلَ كلَّ قَضَاءٍ قَضَيْتَهُ لي خيرًا)
- (يا رب، اجعلني مهيأً لأشكر نعمتك التي أنعمت بها علي وعلى والدي، وأجعلني أعمل بالخير الذي ترضاه وأدخلني برحمتك في صفوف عبادك الصالحين)
- اللهم، إني ألجأ إليك من الهم والحزن، والعجز والكسل، والبخل والجبن، وانحراف الدين، وسيطرة الرجال
- (اللَّهمَّ إنِّي عَبدُك، وابنُ عبدِك، وابنُ أمتِك، ناصِيَتي بيدِكَ، ماضٍ فيَّ حكمُكَ، عدْلٌ فيَّ قضاؤكَ، أسألُكَ بكلِّ اسمٍ هوَ لكَ سمَّيتَ بهِ نفسَك، أو أنزلْتَه في كتابِكَ، أو علَّمتَه أحدًا من خلقِك، أو استأثرتَ بهِ في علمِ الغيبِ عندَك، أن تجعلَ القُرآنَ ربيعَ قلبي، ونورَ صَدري، وجَلاءَ حَزَني، وذَهابَ هَمِّي، إلَّا أذهبَ اللهُ عزَّ وجلَّ همَّهُ، وأبدلَه مكانَ حَزنِه فرحًا، قالوا: يا رسولَ اللهِ! يَنبغي لنا أَن نتعلَّمَ هؤلاءِ الكلماتِ؟ قال: أجَلْ، ينبغي لمَن سمِعَهنَّ أن يتَعلمَهنَّ)
- يا حيُّ يا قيّومُ، أستغيثُ برحمتِك، فأصلِح لي شأني كلَّهُ، ولا تَكِلني إلى نَفسي طرفةَ عينٍ.
- اللهم مصرف القلوب، صرف قلوبنا على طاعتك
- اللهم اكفني بما حلالك عن محارمك وأغنني بفضلك عن سواك.
- نحمدك ونشكرك يا الله، ونتعوذ بك من زوال نعمتك وتحول عافيتك وفجاءة نقمتك وجميع سخطك.
- أما عن دعاء العشر الأواخر من شهر رمضان بشكل عام ، وفي ليلة القدر بشكل خاص حيث قال رسول الله: عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أنها سألت النبي صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله أرأيتَ إن علمتُ أي ليلةٍ ليلة القدر ما أقول فيها؟ قال قولي: (اللهم إنك عفو تحب العفو، فاعف عني).
فضل الدعاء في شهر رمضان
الدعاء يعد من أفضل العبادات التي يتقرب بها العبد إلى الله، وخاصة في شهر رمضان حيث الصيام والقيام والقرآن والدعاء المستجاب بأمر الله.
لذلك، يجب أن تكون أعمالنا في شهر رمضان مخلصة لوجه الله، ونسعى للتقرب إلى الله بجميع الوسائل والعبادات، وخاصة الدعاء، حتى يغفر الله لنا ذنوبنا.