المخاطر النظامية مقابل المخاطر المنهجية
مقارنة بين المخاطر النظامية والمنهجية
يعد انهيار شركة “ليمان براذرز هولدنجز” في عام 2008 نموذجا للمخاطر النظامية، وهي نوع من أنواع المخاطر المالية، حيث أن شركة “الخدمات المالية العالمية” تقدمت بطلب إفلاس، مما تسبب في صدمة لنظامها المالي وللاقتصاد بأكمله .
حدث ذلك بسبب أن شركة Lehman Brothers كانت واحدة من أكبر الشركات التي تعمل في الاقتصاد والتي تمتلك أصولًا كبيرة، وقد أثر انهيارها على النظام المالي العالمي بشكل كبير وتسبب في سلسلة من الأحداث المتتابعة .
يعد الركود العظيم في نهاية العقد الأول من القرن 21 نموذجًا للمخاطر المنهجية، حيث لو استثمر فردٌ في السوق في عام 2008، لاحظ تغيرًا كبيرًا في قيمة استثماراته بسبب هذا الحدث الاقتصادي .
تأثرت فئات الأصول بطرق مختلفة، حيث تم بيع كميات كبيرة من الأوراق المالية ذات المخاطر الكبيرة، بينما زادت قيمة الأصول الأبسط مثل سندات الخزانة الأمريكية .
الوقاية من المخاطر النظامية
يمكن أن يؤدي التأثير المتزايد الناتج عن المخاطر النظامية إلى انهيار الاقتصاد، ولذلك يجب وجود إدارة مالية للمخاطر. ومن القلق الكبير للمنظمين هو السيطرة على المخاطر النظامية، خاصة مع زيادة التعاملات المصرفية وظهور البنوك الكبيرة بشكل كبير في النظام المصرفي .
بعد الأزمة العالمية التي وقعت في عام 2008، بدأ المنظمون الماليون في التركيز على جعل النظام المصرفي أقل عرضة للصدمات الاقتصادية، ولذلك قاموا بإنشاء جدران حماية لمنع الأضرار الناجمة عن المخاطر النظامية .
طور المنظمون سياسات اقتصادية جزئية وكلية حكيمة، كما زادوا التركيز على التنظيم التحوطي وضمان استقرار النظام المالي .
تهدف اللوائح الاحترازية الكلية إلى إدارة المخاطر في النظام المالي بشكل عام وفي البنوك بشكل خاص. وتشمل اللوائح الصغيرة تنظيم الشركات المالية الفردية، مثل البنوك التجارية ومقرضي يوم الدفع وشركات التأمين .
اندلعتالأزمة المالية في عام 2007 بسبب أزمة في سوق الرهن العقاري في الولايات المتحدة، وانفجرت الفقاعة في النهاية، مما أدى إلى حدوث انهيار كبير في قطاع الإسكان والرهن العقاري في الولايات المتحدة .
وأدى هذا الوضع إلى أزمة سيولة وائتمان انتشرت في جميع أسواق الائتمان والأسواق المالية، وأحدث هذان العاملان حالة من الذعر الاقتصادي الذي لم يكن من المتوقع أن يحدث بهذه الضخامة .
أدى الذعر الاقتصادي إلى حدوث ركود اقتصادي شامل في الولايات المتحدة، وهذا الركود أدى أيضاً إلى تراجع الاستثمارات العالمية والتجارية، وتأثرت بهذا الركود أيضاً الاقتصادات الأكثر تقدماً .
وزادت سياسات الركود من ثقل النظام المصرفي أدت الأزمة المصرفية إلى أزمة ديون سيادية وتطورت إلى أزمة مصرفية دولية كاملة مع انهيار بنك الاستثمار ليمان براذرز ، ساعد الإفراط في المخاطرة من قبل Lehman Brothers والبنوك الأخرى في تضخيم الأثر المالي على مستوى العالم أدت كل هذه العواقب إلى تفاقم الركود .
تسببت الأزمة في تباطؤ الاقتصاد العالمي في النهاية، مما أدى إلى ركود كبير في الفترة بين 2008 و2009، وتلاها أزمة الديون الأوروبية في النظام المصرفي للدول الأوروبية التي تستخدم اليورو .
وصل الركود إلى ذروته في أواخر عام 2009، ومع ذلك، لا تزال هناك فترات طويلة من النمو البطيء في البلدان المثقلة بالديون بسبب الأزمة المالية .
مناهج إدارة المخاطر المنهجية
- إعداد إستراتيجيات الأزمات
البحث عن المخاطر النظامية يساهم في زيادة الوعي بنقاط الضعف في النظام المالي، وقد لا يكون ذلك كافيا للتنبؤ بالأزمات، ولكنه يعتبر جزءا من حكم المديرين والاستجابة عند حدوث الأزمات .
يقلل الإلمام بعوامل الخطر النظامية من وقت اتخاذ القرار ويزيد من احتمالية تعديل المحفظة أمام الجمهور، وبالتالي يُقلل من خسائر السوق وتكاليف التداول .
- التركيز على نقاط الضعف
من الصعب التنبؤ بتوقيت وديناميات الأزمات النظامية، ولكن من الممكن فهم طبيعة الضعف في الاقتصادات والأسواق، ولا تعد مؤشرات المخاطر النظامية صعبة للغاية في العديد من البلدان .
قد أثبتت القيمة والأهمية لهذه الأسهم في الماضي، ولكن غالبًا ما لا يتابع مديرو الاستثمار هذه الأسهم بشكل كاف بسبب طبيعتها البطيئة الحركة والمهلة الطويلة قبل حدوث الأزمات .
ومع ذلك، عندما يتمكن مديرو الأصول من رصد الثغرات النظامية، يمكنهم تحديد ما إذا كانت الصدمة التي حدثت مؤقتة أو تصعيدية، حيث يتم استخدام اثنين من المعايير الرئيسية لتقييم خطر التصعيد، وهما ضعف النظام ونوع الصدمة التي حدثت .
- الضعف
هنا يعني أن بعض أجزاء النظام المالي قد أصبحت تعتمد على الظروف المواتية. فعادةً ما تؤدي فترات التقلبات المنخفضة المستمرة في السوق إلى تراكم الرافعة المالية والمخاطر حتى تصل إلى نقطة اللاعودة (وفقًا لفرضية مينسكي، كما هو مذكور في المنشور الأصلي) .
يشير التحليل التجريبي طويل المدى إلى أن الارتباط بين طفرات أسعار الأصول وارتفاع الرافعة المالية يزيد من خطورتها، حيث أن مجموعات فقاعات أسعار المساكن والتوسعات الائتمانية كانت الأكثر تأثرًا من بين جميعها .
بالمثل، فإن الاقتصادات التي اعتادت على أسعار فائدة منخفضة لفترات طويلة من الزمن، تتعرض للضغط لاحقًا عندما ترتفع الأسعار أو الهوامش الائتمانية، ويتوقف تصاعد الضغط على ما إذا كانت الحكومة أو البنك المركزي لديهما الإرادة والوسائل للتدخل .
هناك مبدأان أساسيان لتعديل المواقف بناءً على المخاطر النظامية وميزة المعلومات وضغط السوق. وتعتمد ميزة المعلومات على فهم وتتبع الآليات الرئيسية للأزمة النظامية والعدوى والتحقق الذاتي، وذلك لتحقيق فائدة قصوى من التعديلات المطلوبة .
يُعد معدل الفائدة على الاستقرار المالي مقياسًا مفيدًا لأسعار الفائدة، حيث يتجاوز المعدل الفعلي للفائدة في الاقتصاد، الذي يسبب قيودًا مالية وعدم استقرارًا في النظام الاقتصادي.
يمكن أن تكون العلاقة بين أسعار الفائدة والاستقرار المالي وأسعار الفائدة الطبيعية أحد العوامل الرئيسية في تنبؤ اتجاه السوق على المدى المتوسط وتحديد مخاطر الأزمات المستقبلية .
يُعد تتبع ضغط السوق الأكثر بساطة وشيوعًا، وقد تم تطوير مجموعة متنوعة من مؤشرات المخاطر النظامية، تعتمد معظمها على معلومات الكربون التي توفرها أسعار السوق والروابط والتقلبات .
في حالة عدم تحديد شدة الصدمة الكهربائية بدقة، فإن التقلبات تعد قاعدة افتراضية صالحة تهدف إلى تقليل مخاطر الصدمة الكهربائية. وذلك لأن التقلبات الأخيرة تعتبر مؤشرًا جيدًا للتقلبات المستقبلية، ولكنها عادةً لا تمثل معدل العائد المستقبلي.
لفترة طويلة وفقًا لبيانات الأسهم الأمريكية، أدت استراتيجية استهداف التقلبات إلى زيادة كبيرة في العائد على مخاطر وحدة الذيل .
يمكن استخدام التقلب الضمني للخيارات لتحديد المواقع المستهدفة للتقلبات الفعالة والتحوط الديناميكي. وهذا لا يساعد فقط في التنبؤ بالتقلبات الفعلية في المستقبل، بل يساعد أيضاً في التنبؤ بالارتباط بين أسعار الأصول .
عندما يسيطر عامل عالمي واحد على تغييرات الأسعار في جميع أسواق العالم، يؤدي ذلك إلى تأثير كبير وارتباط ضمني مرتفع .