أهم الكتب العربية الأدبية
يتساءل الكثيرون عن أشهر الكتب العربية ومؤلفيها، حيث يوجد العديد من الكتب الأدبية المشهورة. فالأدب هو من بين أهم وأرقى العلوم التي يتعين تعلمها والبحث فيها، حيث يعود تعلم الأدب إلى الأزمنة السابقة ويجعلك تعيش معها.
كتاب البيان والتبيين للجاحظ
كتاب البيان والتبيين صاحبة أبي عثمان عمرو بن بحر الكناني البصري والذي أطلق عليه لقب “الجاحظ” وذلك بسبب جحوظ عيناه، يعد كتاب البيان والتبيين من أهم الكتب التي كتبها الجاحظ، حيث يأتي ترتيبه الثاني في كتابات أبي عثمان عمرو، وكتاب البيان والتبيين يتضمن العديد من مختارات الأعمال الأدبية، كما تتضمن تلك المختارات الأدبية العديد من الخطب والقصائد الهامة وغيرها، ويهتم البيان والتبيين بسرد بعض الخطب للعديد من أهم الأعلام الأدبية، حيث تتضمن تلك الخطب أهم المقتطفات البلاغية العظيمة، كما ساعد كتاب البيان والتبيين أيضاً في وضع أهم القواعد والقوانين الأساسية لعلم البلاغة وعلم فلسفة اللغة العربية.
ورد في تفسير مسمى هذا الكتاب العظيم أن كلمة “البيان” وُضِعت للدلالة على المعنى، بينما وُضِعَت كلمة “التبيين” للدلالة على معنى الإيضاح
وقد أوضح الجاحظ تعريف كتاب البيان والتبيين وأبان الهدف من الكتاب في المجلد الثالث فذكر الكاتب: “هذا أبقاك الله الجزء الثالث من القول في البيان والتبيين، وما شابه ذلك من غرر الأحاديث، وشاكله من عيون الخطب، ومن الفقر المستحسنة، والنتف المستخرجة، والمقطعات المتخيرة، وبعض ما يجوز في ذلك من أشعار المذاكرة والجوابات المنتخبة”.
يتميز كتاب البيان والتبيين، مثل جميع كتب الجاحظ، بالأسلوب الأدبي الفريد الذي يميزه عن غيره من الكتب، مما يدل على أن الكاتب كان راقيًا وفريدًا في أسلوبه، ويتميز الكتاب بأسلوب فكاهي يجعله سهلًا وسلسًا للقارئ.
كتاب ديوان المعاني لأبي هلال العسكري
كتاب ديوان المعاني هو كتاب لأبي هلال العسكري يحتوي على أجمل الأشعار والقطع النثرية التي تسعد القارئ، قسم أبي هلال العسكري الكتاب إلى فصول ومباحث وقسمها حسب محتواها، وفي كل مبحث تجد مجموعة من الأشعار تتشابه في المحتوى، وكتاب البيان والتبيين له قيمة أدبية فريدة بسبب غناه بالمحتوى وجودته، حيث اختار الشاعر أجمل الأشعار من أشهر الشعراء المعروفين بجودتهم، واحتوى الكتاب على فترات زمنية متعددة، مما أدى إلى وجود عدة دواوين في كتاب واحد، وقد ضم الكتاب آيات قرآنية وأحاديث شريفة، مما جعله ذو قيمة دينية عالية، كما يحتوي الكتاب على حكم وأمثال تم ذكرها لتكون مكملة للشعر المقدم.
كتاب بهجة المجالس وأنس المجالس لابن عبد البر
يعد كتاب بهجة المجالس وأنس المجالس من أهم الكتب وأكثرها تميزًا في الموسوعات الأدبية، ويعد نادرًا
كان الكاتب ابن عبد البر مهتما جدا بالأدب وقرأ الكثير في هذا المجال، وهذا الكتاب هو نتاج دراسة وثقافة عبد البر القرطبي. فيه وضع ابن عبد البر جميع قراءاته واستنتاجاته في المجال الأدبي. ذكر ابن عبد البر القرطبي في حديثه عن الكتاب: (وجمعت فيه ما انتهى إليه حفظي ورعايتي، وضمته روايتي وعنايتي). ذكر الكاتب ابن عبد البر القرطبي في جوانب الكتاب تراثا أدبيا قيما وفريدا، والعديد من المصادر الأصلية له قد توارت وذهبت، وكان من الممكن أن يضيع، ولكن الكاتب ابن عبد البر جمع تلك المعلومات الهامة في كتابه وحفظها من الضياع.
ومنهج كتاب بهجة المجالس وأنس المجالس منهج يتسم بالبساطة وغير معقد أبداً، وقد أسس ابن عبد البر كتابة وقسمة الى (132) باب، ويبدأ القرطبي الباب ببعض النوادر الأدبية والأحاديث النبوية الشريفة وبعض الآيات القرآنية، وبعد ذلك يذكر بعض الأشعار الهامة عن أهم الشعراء وأحكامها، وأيضاً يذكر بعض الأشعار التي وردت عن غير العرب مثل ما قد ورد عن العجم أو الروم، ومن النوادر التي ذكرها: قصيدة المريمي، ومطلع القصيدة: (تعزّ فإن الحر لا بد يخلق).
كتاب الأصمعيات للأصمعي
الأصمعيات هو كتاب يتضمن العديد من الأشعار القديمة تقدر بثلثها، الأشعار الموجودة في كتاب الأصمعيات هي أشعار من العصر الجاهلي والعصر المخضرم والعصر الإسلامي، والعصر الإسلامي يصل إلى منتصف العصر الأموي، وقد ورد أن الكاتب الأصمعي قد ترك هذا الكتاب من غير أن يضع له مسمي معين، ولكن قد أتي طلاب الأصمعي بعد وفاته ثم قاموا بتسمية الكتاب باسم الأصمعيات وذلك لأنهم كانوا يضمنون الحب العظيم للأصمعي ولأنهم كانوا دائماً ما يدرسون أشعار الأصمعي وذلك لأن أشعاره وكتابة مميز جداً، حتى أن كتابة يتميز عن المفضليات وقد وصل عدد القصائد في كتاب الأصمعيات إلى (92) قصيدة، وقد بلغ عدد الشعراء (71) في كتاب الأصمعيات، ويتنوع الشعراء في هذا الكتاب حيث يحوي الكتاب على بعض الشعراء المعروفين مثل امرئ القيس وعمرو بن معد يكرب، كما يحوى أيضاً على بعض الشعراء غير معروفين مثل ضابئ بن الحارث، وقد وصل عدد أبيات الشعر التي يتضمنها كتاب الأصمعيات (1439) بيتاً.
والأصمعيات مثل المفضليات تماماً فقد تم ذكر القصائد فيها بطريقة السرد العشوائي، لم يتم ترتيب القصائد في الأصمعيات حسب الزمن أو حسب الموضوع أو حسب القافية، ولم يهتم الأصمعي بكتابة مقدمة للأصمعيات، حيث قد بدأ الأصمعي الكتاب بقصيدة من قصائد “سحيم بن وثيل الريا حي أحد بني حميرى” ومطلع القصيدة:
أنا ابن جلا وطلاع الثنايا، وعندما أضع العمامة ستتعرفون علي
الأصمعيات تتضمن إثني وتسعون قصيدة وترجع تلك القصائد لواحد وسبعين شاعر يتضمنون ست شعراء من العصر الإسلامي، ويتضمنون أيضاً أربعة عشر شاعر من الشعراء المخضرمين، ويتضمنون أربعة وأربعون شاعراً من الشعراء الجاهليون، وسبع شعراء مجهولون، لا يوجد أي كتب أو تراجم تدل على العصور التي منها هؤلاء الشعراء، وقد اختار الأصمعي هؤلاء الشعراء بعناية ودقة شديدة.
وكتاب الأصمعيات المطبوع يرجع التاريخ الأول لها لعام 1902/1320هــ، وقد قام المستشرق وليم بن الورد بنشرها وإصدارها وذلك في مدينة ليبزج بألمانيا.
كتاب الأغاني لأبي الفرج الأصفهاني
كتاب الأغاني لأبي الفرج الأصفهاني هو أحد أهم الكتب الأدبية المعروفة لدي الجميع، وقد انتشر جداً وعرفة الكثيرون، كما قد أصبحت نسخ كتاب الأغاني منتشرة في جميع أنحاء العالم، وقد لجأ العديد من الكتاب والمؤلفين لكتاب الأغاني في مؤلفاتهم وكتاباتهم، وبعض الأشخاص قد كون صورة غير صحيحة عن المسلمين وعادات الإسلام وذلك بسبب الروايات الخاصة بأبي الفرج الأصفهاني لأنها تتضمن الكثير من المجون والفحش والعادات الغير جيدة، وكتاب الأغاني هو كتاب وردت فيه العديد من الموضوعات حيث تحدث فيه أبي الفرج الأصفهاني عن الأدب، والغناء، والشعر، وقد بدأ الكاتب الحديث عن العصر الجاهلي، ثم انتقل إلى عصر صدر الإسلام، ثم انتقل إلى العصر الأموي، ثم إلى العصر العباسي.
ركز الأصفهاني على ذكر العديد من العلوم المختلفة وأغراض متنوعة، مثل التفسير، والحديث، واللغة، والعديد من الأغراض الأخرى التي تشمل جميع جوانب الحياة.
أُطلق على الكتاب اسم الأغاني لأنه تناول موضوع الأغاني بشكل كبير وشامل، وظل أبو الفرج الأصفهاني يكتب في هذا الكتاب لمدة خمسين عامًا. وبعد إنهائه للكتابة، قدمه كهدية إلى سيف الدولة الحمداني، الذي قام بمنحه ألف دينار.