كيف يتعلم الانسان الجرأة

صفة الجرأة والثقة بالنفس

بعد البحث والتطوير الذي قام به العديد من الباحثين والعلماء، تبين أن الجرأة ليست صفة طبيعية وإنما يمكن اكتسابها وتعلمها من خلال الممارسة والأفكار المحددة التي يمكن تطبيقها. اكتشف العلماء أن الجرأة تنبع من الثقة بالنفس وتقدير الذات. إذا لم يكن للشخص ثقة بنفسه، فلن يكون جريئا. لذلك، يجب على الفرد أن يدرك أهمية الثقة بالنفس وأسباب مشاكل تقدير الذات لكي يصل إلى الجرأة.

أسباب قلة الثقة في النفس

يمكن أن تكون قلة الثقة بالنفس في البداية ناتجة عن البيئة المحيطة بالشخص، ولكن بعد ذلك، يبدأ الشخص بتدمير ثقته في نفسه بشكل ذاتي، وغالبًا ما يكون هذا ذات الجذور في ظروف نشأته أو البيئة التي يعيش فيها أو العلاقات الأسرية، ولها أسباب عديدة، بما في ذلك:

• أسلوب التربية

تلعب طريقة النشأة والتربية والبيئة التي ينمو فيها الطفل دور كبير في  تكوين صفات شخصية الطفل عندما يكبر، وللأسف هذا الشيء الذي يغفل عنه الكثير من الآباء والأمهات ، حيث أن الطفل الذي ينشأ في بيئة أسرية سوية ليس كالطفل الذي ينمو في في بيئة أسرية غير مستقرة مثل انفصال الآباء أو عدم التفاهم بينهم.

هناك الكثير من الأمهات أيضا الذين يستخدمون أسلوب المقارنة بين أولادهم أو بين أولادهم وأقاربهم كنوع من أنواع التحفيز، وللأسف هذا الأسلوب يدمر ثقة الطفل في نفسه ويجعله يشعر بإنعدام القيمة طوال حياته. لذا يجب توعية الأمهات بضرورة الابتعاد عن ذلك السلوك لما له من آثار سلبية على تفكير الطفل. وأيضا يتأثر سلوك الطفل بالمقارنة، مما قد يجعل الطفل أكثر عنادا أو عصبية، أو حتى لا يبالي الطفل بأي شيء في الحياة.

• السعي الدائم للمثالية وعدم تقبل الفشل

الكمال والمثالية ليس لهم وجود في الدنيا، الحياة تكمن في الأخطاء والتعلم منها والنجاح يكمن في الفشل وتعلم شيء جديد في كل  مرة نفشل فيها ،و السعي الدائم للكمال وعدم تقبل الفشل يجعل الإنسان مضطرباً وقلق طوال الوقت ويجعله يظن أن الفشل يعني عدم كفاءته مما يؤثر ذلك التفكير علي حياته بالسلب .

• جلد الذات

يجعل جلد الإنسان لذاته بشكل مستمر وعدم قبوله لنفسه بكل مزاياها وعيوبها، يجعله محبطًا وقلقًا ومكتئبًا طوال الوقت.

• الحرص الدائم على إرضاء كل الناس

رضا الناس غاية لا يمكن إدراكها، مهما حاول الإنسان بكل السبل المتاحة لديه لكي يعمل علي إرضاء كل الناس من حوله، لن يستطيع و سيظل ليه شعور بأ، هناك شيء ما ناقص دائماً، لذلك لابد أن تضع هذا في رأسك دائماّ وأنت تفعل ما في إمكانياتك لإبقاء علاقاتك الطيبة مع الآخرين ولكن ليس على حساب سلامك النفسي.

• عدم الإحساس بالرضا عن الشكل الخارجي

عدم ارتياح الإنسان لمظهوره الخارجي يؤدي إلى فقدان ثقته بنفسه، ويخيل له أن جميع الناس ينظرون إليه بنفس الطريقة المنفرة التي ينظر بها لنفسه، وهذا يؤثر على نفسيته ويجعله يفقد ثقته بنفسه .

كيفية تعلم الجرأة

هناك العديد من الطرق التي يمكن للإنسان اتباعها للحصول على جرعة من الجرأة في الحياة، وأهم هذه الطرق هي:

• الأصالة

يجب أن تكون جزءًا من الدائرة التي تحيط بك، وليس مجرد تابع لها، فالانتماء يعني التوافق مع المجتمع دون التأثير على هويتك، ولتصبح جزءًا من المجتمع ليس عليك تغيير أي شيء يتعلق بهويتك، ولكن البقاء تابعًا للمجتمع يعني تغيير هويتك لتتبعه.

• الاستقلال

يجب أن تكون شخصًا مستقلًا فيما يتعلق بأسلوب حياتك أو قراراتك المتعلقة بمستقبلك.

• حدد أهدافك

يجب أن تكون لديك وجهة معينة تريد الوصول إليها، ولا يمكن لأي شخص إحباطكأو منعك من الوصول إليها. [2]

• كن مبادر

ينبغي السؤال والاستفسار إذا كان هناك أي شيء لا يفهمه المرء أو إذا كان لديه اعتراض على أي شيء، ولا ينبغي الانتظار حتى يقوم شخص آخر بالحفاظ على حقوقه، بل يتحمل المرء مسؤولية أخذ حقوقه.

• القراءة

تساعد القراءة على توسيع مدارك وأفق الإنسان، وتجعله أكثر وعيًا بالعالم المحيط به وحقوقه وواجباته.

• تجربة أشياء جديدة

تجربة شيء جديد تسبب الخوف والقلق في البداية، لكن بمجرد تجربته يشعر الإنسان بتحقيق إنجاز وتزداد سعادته وثقته بالنفس.

• الاهتمام بالصحة النفسية والسلام النفسي

يُجعل الاهتمام بالصحة العامة والصحة النفسية الإنسان شخصًا أفضل، ويتمكن بالتالي من التعامل مع الضغوط الخارجية المحيطة به، وعدم السماح لها بالتأثير على ثقته في نفسه.

• تعلم قول لا

لا يجب أن توافق على أي طلب يأتي من الآخرين للحصول على رضاهم، ولكن هذا لا يعني أن عليك انعزال عن الناس حولك أو قطع صلاتك بهم، بل يعني أنه ليس من الممكن تلبية جميع طلبات الآخرين في كل الأوقات، فأنت أيضًا لديك حياة واحتياجات يجب أن تهتم بها.

• الاهتمام بالمظهر الخارجي

اهتمام الإنسان بمظهره الخارجي يجعله أكثر ثقة بنفسه، ولكن يجب أن يهتم بنفسه ليس ليعجب به الآخرين ولكن ليعمل على زيادة تقديره لذاته، ليشعر بالإنجاز إذ كان لديه وزن زائد مثلاً ونجح في التخلص منه، الغاية من الإهتمام بالنفس هي أن عندما ينظر الإنسان إلى نفسه في المرآه يكون سعيداً.

تعلم الفرق بين الجرأة والوقاحة

هناك اختلاف واضح بين الجرأة والوقاحة، وهناك أيضا اختلاف بين الجرأة والشجاعة. يعتبر الخلط بينهما ووصف الوقاحة بالجرأة أمرا غريبا. فأصبح الناس يخافون من صفة الجرأة، حتى لا يظهروا بمظهر وقح ويتجنبهم الآخرون.

تعني الجرأة على تعبير الشخص عن مشاعره وأفكاره وآرائه بدون الخوف من تغيير نظرة الآخرين له أو تقييم شخصيته، وتصاحب صفة الجرأة دائمًا الثقة بالنفس وتقدير الذات والرضا الكامل عن النفس بما فيها من إيجابيات وسلبيات واحترام ومراعاة مشاعر الآخرين.

تعني الوقاحة التعبير عن الأفكار والآراء والمشاعر بشكل فظ وقاسٍ دون مراعاة مشاعر الآخرين، والتدخل في ما لا يعنيهم، وإصدار الأحكام بشأن حياة الآخرين، وإبداء آرائهم في أمور لا تخصهم ولم يُطلب منهم تقييمها.

الوقاحة تصاحب دائمًا عدم الاحترام وقلة الثقة في النفس، ونقص شديد في تقدير الذات، حيث يعتقد الشخص الوقح أن تقليل شأن الآخرين يجعله ذا شأن، وهذا الاعتقاد غير صحيح بالطبع.

الوقاحة هي صفة بغيضة، بينما الجرأة هي صفة هامة وضرورية في جميع جوانب الحياة .