حقيقة ” عبدالله الحظرد “
من هو عبد الله الحظرد
لمعرفة حقيقة عبد الله الحظرد، يتطلب الأمر العودة إلى الماضي القديم، وقد تكون المعلومات التالية غير منطقية وغريبة، واللافت في هذه الأفكار هو عدم اعتيادها، إذ يتعلق الأمر بكتاب الموتى الذي كتب باللغة السومرية، ويمكن استدعاء الأموات من قبورهم عن طريق قراءة الكتاب، ويعرف هذا الكتاب باسم كتاب السحر أو كتاب العزيف، وقد تم أمر بحرقه بعد ترجمته
في وقت قيام المذابح في الأندلس وطرد العرب منها، كان هناك راهب يحب الثقافة العربية، وعلم بوجود كتاب العزيف وترجمته، وتم إعدامه.
على الرغم من أن الكتاب يتناول اليهود وغيرهم وتم ترجمته، إلا أنه كتاب عربي واسم عبد الله حظرد مدون بداخله، وتمكن المؤرخون من التعرف عليه وتأكيد وجوده.
يتضح هنا حقيقة عبد الله الحظرد، حيث أنه شاعر عربي يمني، ولد في مدينة صنعاء في العام 700، وقضى عشر سنوات من حياته في صحراء الربع الخالي، وهو معروف بالجنون، وعاصر خلفاء الدولة الأموية.
يحكى أنه سافر إلى أرجاء العالم بأكمله، حيث زار بابل والتقى بالعديد من الأشخاص والتقى بأشخاص من حجم غريب يعيشون في منازل صغيرة للغاية، وسماهم الصائبة. كان يجيد اللغات والترجمة للمخطوطات ودرس العجائب، وفسر بعض الأمور بتفسيرات غير منطقية.
صرح عبد الله الحظرد بأنه عرف مكان مدينة قوم عاد التي ذكرت في القرآن الكريم، وعرف كيف تواصل قوم عاد مع الجن، وتعلموا منهم السحر. ولا يعتبر لفظ الحظرد له معنى، ولكن يرجح أن له أصل آخر.
ويعد عبد الله الحظرد بالنسبة لمن كان بينهم من قومه شخصًا مجنونًا ، وهذا بسبب غرابة أفكاره ، وإيمانه أن الغوص في ما مضى لا يمكن معرفته إلا بالتواصل مع مخلوقات عاشت في الماضي، وكانت أفكاره ومعتقداته تدور حول التواصل مع الجن ، وخاصة أنه يرى أنهم سبقوا في الحياة حياة البشر ، لذا فهم يملكون الحقائق ، ويستطيعون مساعدة البشر في فهم ومعرفة الأسرار والألغاز الغامضة عليهم.
خلفية تاريخية عن عبد الله الحظرد
يعتبر عبد الله الحظرد، أو عبد الله بن ظهر الدين، الشخصية الأسوأ في اليمن، ويرجع تسميته بـ `الحظرد` إلى تسمية الجن له، وكان عضوًا في أسرة مرموقة وشاعرًا مشهورًا.
حقق شهرة واسعة في الشعر، وأراد الحصول على مزيد من المعرفة، لذا قرر دخول عالم السحر والجن، ويُقال إنه فقد نصف عقله، ثم اختفى لمدة عشر سنوات، واستقر في فترة منها في صحراء الربع الخالي، حيث كان يبحث عن الجن ويعرف أنهم يفضلون الأماكن الخالية، وأراد التواصل معهم للحصول على أسرار البشرية.
ثم قدم كتابه الشهير الذي يحتوي على الرسومات والطلاسم التي زعم أن الجن هم من علّموه ما فيه، وأخبروه عن العديد من الرموز.
نظرًا لشهرة الكتاب، فقد تم ترجمته إلى عدة لغات، وقد أحرقت النسخة العربية منه على يد بطريرك مسيحي، ولكن استطاع يهودي الحصول على نسخة قبل الحرق وترجمها إلى اللغة العبرية. ويحكي الكتاب عن رغبة الشياطين والجن في العودة للسيطرة على الكوكب مرة أخرى.
ذُكر أن هناك بوابة بين عالم الجن وعالم الإنس يمكن لكل منهما الدخول إلى عالم الآخر من خلالها، ولكنها تفتح في أوقات محددة، وهناك طرق وأشياء محددة للدخول من خلالها، وتمت الحديث عن ذلك في سابق الأزمان عندما كانت الجن قبل الطوفان، وعندما علم الجن أنه أفشى أسرارهم وتكلم عن عالمهم، قاموا بإرسال شيءٍ له فابتلعه في لحظات واختفى.
استنطاق جثث الموتى
يعد هذا النوع من السحر الأسود غامضًا وقديمًا، ويستند إلى التواصل مع الأموات عن طريق استدعائهم. كان اللجوء إلى هذا النوع من السحر الأسود للحصول على معلومات محددة أو القيام ببعض المهام غير المنطقية
تقوم فكرة استنطاق الموتى على اختيار الساحر جثة حديثة الوفاة والتي توفيت بأسلوب غير اعتيادي سواء بالقتل أو بطريقة أخرى مروعة، ويكون قرين الشخص الذي يتم استنطاقه من الجن والشياطين ولديه رغبة شديدة في الانتقام، وهذا يتم استخدام ذلك في العملية.
يقوم الساحر بالتواصل مع الجثة عن طريق القرين والهدف هو معرفة أسرار او معلومات أو تنفيذ أوامر ، ويكون القرين كذلك في حالة انتظار للتواصل مع أي أحد ليتم له الانتقام، ومن خلال تلك الفكرة يبدأ الساخر في استخدام الجثة بالشكل الذي يراه مناسب، وإحداث الأضرار والشر بالغير ، وتحقيق أغراضه.
ولكن تبقى الفكرة في ذاتها خطر كبير قد دونه القدماء في مخطوطاتهم وحذروا منه ، وهو أن القرين الشيطان الذي يتلبس بالجثة وكأنها رداء له ، يطمع في الانتقام ، وقد يخرج عن سيطرة الساحر ، ويتحول إلى إعصار مدمر ، يفسد كل شئ حوله ، ويصبح قوة تدمير غير معقولة، وتسمى تلك الطقوس من استحضار الموتى النكرومانسي.
عبد الله الحظرد حقيقة أم خيال
يعتقد البعض أن عبد الله الحظرد شخص حقيقي، ولكن هذا الاعتقاد انتشر في الغرب وخاصة في أمريكا، حيث تم تقديم قصة عبد الله الحظرد في الأفلام والقصص الرعبية كشخصية خيالية من تأليف كاتب أمريكي.
هذا الفيلم الأمريكي من إنتاج هوليوود يتناول كتاب الموتى، وتم تصويره في كوخ يقال إن عبد الله الحظرد عاش وقتل فيه. وهناك أيضًا اعتقاد بأن وجود الكوخ نفسه مجرد أسطورة وليس حقيقة، وقد صُنعت هذه الأسطورة من قِبل كاتب رعب وخيالٍ لخلق أفكارٍ جديدة.
يُقال إن الكاتبة كرافت اخترعت القصة بأكملها وابتكرت الشخصية الوهمية الخياليةللساحر عبد الله الحظرد، ورسمت شخصيته على أساس أنه شخص عربي، وأنه أصيب بالجنون بعد أن كان شاعرًا.
أراد لفكرافت إثارة الخيال والتشويق في قصته، فجعل من الشرق سحرًا يثير الغموض والأسرار، وأضاف شخصية عبد الله الحظرد، الذي عاش في صحراء اليمن وواجه رعب الظلام ووحشة النهار في هذا الموقع النائي.
وقد وضع الكاتب كتابه “العزيف” بنفسه، ونسج خيوط الأساطير والطلاسم والرسوم وأشكال الشياطين وغيرها، حتى وصل إلى ذروتها في مشهد مقتل عبد الله الحظرد، وهي الذروة في أحداث الرعب.
يوصف مشهد موت عبد الله الحظرد بطريقة مرعبة تثير الرعب والخوف في القلوب، حيث يظهر عبد الله الحظرد وهو جالس بين الناس يحكي لهم عن أسرار الجن والشياطين التي اكتشفها عنهم. فجأة، يظهر وحش مخيف ومرعب يهاجم عبد الله الحظرد، ممزقا رأسه أمام الجميع في ثوان، فيما يشاهد الجميع بدهشة ورعب الصراع الذي يحدث بين الوحش الغريب وعبد الله الحظرد. ينتهي المشهد بقتله واختفاءهما أمام أعين الجميع.
لا يزال الحقيقة حول عبد الله الحظرد غامضة ولا يمكن لأي شخص نفيها أو تأكيدها بشكل كامل، ومع ذلك، ينفي المؤرخون الرؤية الغربية التي تصوره كخيال مؤلف ويؤكدون أنه كان شخصًا عربيًا من أصل يمني، واشتهر بالسحر والشعر.