هل تعلم ” أول من عرف تحنيط الموتى ؟ “
التّحنيط وأوّل من عرفه
يتساءل الكثيرون عن إجابة السؤال: `من هو أول من عرف تحنيط الموتى؟`، فعملية التحنيط ترجع لآلاف السنين، وكان المصريون القدماء هم أول من عرفوا التحنيط، حيث كانوا يستخدمون المواد الكيميائية والعطرية في هذه العملية.
يُعرَّف التحنيط بأنه عملية حفظ الجسد بعد موت صاحبه، وتُستخدم هذه العملية للحفاظ على الجثة في حالة جيدة لفترة طويلة من الزمن، وتستخدم عملية التحنيط حتى اليوم في المجالات العلمية والطب، ولكن كان يتم استخدامها بشكل أوسع في العصر القديم خاصةً في مصر المصريين القدماء.
قام المصريون القدماء بتطوير تقنية التحنيط في وقت مبكر خلال الأسرة الأولى منذ 3200 سنة قبل الميلاد، وكان الكهنة هم المتخصصون في هذا المجال. وتتم عملية التحنيط عن طريق إزالة الأعضاء وإزالة الرطوبة من الجسم، ثم يتم تغطية الجسم بمادة النطرون.
أدوات التحنيط
تتضمن أدوات التحنط العديد من الأدوات المستخدمة، وتشمل ما يلي:
- أنابيب شريانية.
- متفرقات.
- مبازل.
- شفاطات.
- محولات.
- محاقن إبر.
- أنابيب الصرف.
- مادة مخدرة.
- قواعد خشب.
- إبر وصمامات تحت الجلد.
- إبر خياطة لا تكون قابلة للصدأ.
مواد التحنيط
هناك العديد من المواد الكيميائية التي تستخدم في عملية التحنيط، ولكل مادة دور معين. وسنتعرف الآن على هذه المواد بشكل تفصيلي
- المطهرات
تستخدم المطهرات لأنها تقتل جميع أنواع البكتيريا والكائنات الحية الدقيقة الموجودة داخل الجسم، ومن بين هذه المطهرات مركبات الأمونيوم الرباعية.
- العوامل المعدلة
تعمل هذه العوامل على ترطيب الجلد مثل الملح غير العضوي والجلسرين، بالإضافة إلى المحاليل التي تحافظ على توازن درجة الحموضة والقاعدية مثل الفوسفات والسترات والبوراكس والصوديوم، ويتم إضافة مواد لمنع تخثر الدم.
- المواد الحافظة
تتألف المواد الحافظة من مزيج من الفورمالديهايد والجلوتارالدهيد والفينول، وتمنع نمو أنواع مختلفة من البكتيريا في الجسم، كما تمنع إفراز الأنزيمات والهرمونات بشكل كامل.
خطوات التحنيط
يبحث العديد من الأشخاص عن الخطوات التي يتم اتباعها لإجراء عملية التحنيط، ولذلك نأتي لكم الآن بتوضيح هذه الخطوات التي تتضمن ما يلي:
الخطوة الأولى
- يتم في هذه الخطوة إزالة جميع الأجزاء الداخلية التي تتحلل بشكل سريع.
- تتم عملية إزالة الدماغ عن طريق استخدام أدوات خاصة يتم وضعها بحرص وعناية في فتحة الأنف لسحب أجزاء من أنسجة المخ، وهذه العملية دقيقة، فإذا لم يتم تنفيذها بدقة قد يتشوه الوجه.
الخطوة الثانية
- يقوم المحنطين بإزالة أعضاء الصدر والبطن.
- يتم إجراء العملية بعمل قطع في الجانب الأيسر من البطن.
- الإيمان بأن القلب هو مركز الذكاء والوعي، لذلك يترك في موضعه.
- ثم يتم حفظ الأعضاء الأخرى بطريقةٍ منفصلة، حيث يتم وضع الكبد والرئتين والأمعاء والمعدة في صناديق خاصة أو برطمتين يُطلق عليها اسم الجرار الكانوبي.
- في حالة الحاجة، يتعين معالجة ولف الأعضاء واستبدالها.
الخطوة الثالثة
- يقوم المحنطون بإزالة الرطوبة من الجسم عن طريق تغطية الجسم بالنيترون.
- النيترون هو نوع من الملح يتميز بخصائص تجفيف رائعة.
- يتم إدخال عبوات إضافية من النترات داخل الجسم.
- عند جفاف الجسم بشكل كامل، يقوم المحنطون بإزالة الحزم الداخلية وغسل الأطراف برفق ورقة من الجسم.
- وهذه الخطوة مهمة لأنها تجعل المومياء تشبه الأصلية
- يتم ملء المناطق الغارقة في الجسم بالكتان ومواد أخرى، ويتم إضافة عيون مزيفة.
الخطوة الرابعة
- في هذه الخطوة، يتم التعبئة والتغليف، حيث يتطلب كل تغليف للمومياء مئات الأمتار من الكتان.
- يقوم الأساقفة بتعليف الجسم بشرائط من الكتان الطويلة بحرص وعناية.
- في بعض الأحيان يتم لف كل إصبع بشكل فردي، ويتم لف القدم بشكل كامل لحماية الجثث من الحوادث.
- يتم وضع التمائم بين الصلوات والأغلفة والكلمات السحرية المكتوبة على بعض شرائط الكتان.
- غالبًا ما يقوم الكهنة بوضع قناع على وجه الشخص بين ضمادات الرأس.
- في النهاية، يقوم الكهنة بلف الكفن النهائي أو القماش الأخير في مكانه وتثبيته بشرائط الكتان.
أدلّة تحرّم تحنيط الموتى
بعد أن تعرفنا على خطوات التحنيط، يجب أن نتعرف على حكم التحنيط، فإذا كان التحنيط لهدف معين ولفترة محددة، فإنه يكون جائزا، ولكن إذا كان هدفه إزالة جزء من جسم الإنسان بدون سبب مقنع مثل إزالة القلب أو الأعضاء الأخرى، فإنه يعتبر حراما وغير جائز، ولكن إذا تم تشريح الطيور لأغراض علمية، فإنه يكون جائزا، أما إذا كان الهدف هو التمثيل، فإنه يعتبر حراما وغير جائز.
تعد إحدى أهم الدلائل التي تشير إلى أن التحنيط حرامٌ هي حرمان الدين الإسلامي للتحنيط والأمر بسرعة دفن الموتى، حيث قال الله تعالى في القرآن “ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثيرٍ ممن خلقنا تفضيلاً.
أنواع التحنيط
بعد تعرفنا على خطوات التحنيط، نستنتج أن أنواع التحنيط تشمل ما يلي
- تحنيط حديث: يحدث هذا النوع حالياً بإستخدام الحُقن أو عند وضعه في التبريد.
- تحنيط قديم: يقوم الفراعنة بهذا النوع من التحنيط، ويتضمن تفريغ الجسم من الأعضاء.
- تحنيط بسيط: يكون عن طريق التجفيف أو السوائل.
أمثلة على التحنيط
سنتعرف الآن على الأشياء التي كانت تُحنط في الماضي، وهي كالتالي:
- تحنيط الفراعنة المصريين ودفنهم في مقابر متقنة.
- كانوا يحنطون الحيوانات مثل القطط والبابون والطيور والتماسيح، وتكمن أهمية هذا النوع في الديانة.
أسرار التحنيط عند الفراعنة
قام الباحثون والمستكشفون بتتبع أسرار التحنيط لدى الفراعنة، من خلال جمع القرائن الأثرية والجينية للموميات المصرية، والتي تمثل هذه الآثار من الماضي لتعرضها على نافذة العالم الرائع والغامض الخاص بالفراعنة.
ساعدت أسرار الفراعنة في زيادة فهمنا للدين والثقافة والحياة اليومية والطب منذ آلاف السنين، حيث قام العلماء بإعادة بناء الحمض النووي للمومياء ليتمكنمن الحصول على نظرةٍ دقيقة حول علم الوراثة البشرية.
التحنيط المصري
اشتُهِر المحنطون المصريون بمهارتهم العالية في التحنيط إلى درجة أن الأشخاص الذين تم تحنيطهم منذ أربعة آلاف سنة لا يزالون يحتفظون بجلدهم وشعرهم ووشومهم وصفاتهم المميزة.
تعني كلمة مومياء في اللغة العربية الفحم أو القار، وكان بإمكان جميع المصريين التحنيط باستثناء المجرمين، وكان يتم نقل جثث المحنطين عن طريق الأقارب الذين يختارون طريقة ونوعيةالتحنيط، وكانت هذه الطريقة هي الأفضل والأكثر تكلفة بالنسبة للأثرياء.
طرق التحنيط
كانت طرق التحنيط تنقسم إلى ثلاث فئات: الأكثر تكلفة، والأقل تكلفة، والمنخفضة التكلفة للفقراء، وسنتعرف الآن على كل هذه الطرق
الأكثر تكلفة
يتم إخراج محتويات الدماغ عن طريق فتحة الأنف، ويتم إخراج محتويات البطن بالكامل وتنظيف الجزء الداخلي بإزالة التوابل والنخيل، ويتم ملء البطن باستخدام المر النقي والبهارات والكاسيا ومن ثم يتم إعادة الخياطة، ويتم وضع مادة النطرون لمدة سبعين يومًا، وبعدها يتم غسل الجثة وتغطيتها بالكتانالناعم.
الأقل تكلفة
يتم حقن بطن الجثة بزيت خشب الأرز باستخدام محقنة من الشرج، ثم يتم إغلاق الثقوب لمنع تسرب الزيت، وبعد تعرض الجثة لعدد محدد من جلسات النترون، يتم حل الأعضاء الداخلية والأمعاء وتحللها، ويتبقى فقط العظام والجلد.
للفقير
في هذه المرحلة يتم تنظيف البطن بواسطة التطهير، وبعد العلاج بالنترون يتم الاحتفاظ بالجسم لمدة 70 يومًا.