من هو ” روبرت نويس ؟ “
سيرة حياة روبرت نويس
روبرت نويس هو مهندس أمريكي، كان طالبًا ذكيًا، وكان يعشق دراسة الرياضيات والفيزياء، وبعد نضجه أصبح مخترعًا للعديد من الاختراعات التقنية. وهو من مؤسسي شركة إنتل العالمية المتخصصة في مجال الإلكترونيات وتُعد شركة متكاملة.
ينتمي اسمه إلى مجال الإلكترونيات، إذ كان السبب وراء بداية الثورة التقنية في عالم الحواسيب، بفضل اختراعه للدائرة المتكاملة، وهو نظام من نظم الترانزستورات المترابطة على رقاقة السيليكون، ويُعد أحد أهم الابتكارات الإلكترونية في القرن العشرين.
تعد تركيبة الهاتف المحمول، الذي ساهم في طفرة السرعة في عصرنا هذا، أساسية ومهمة، وتعتمد عليها الحواسيب، وبذلك يكون روبرت نويس هو المسؤول عن إحداث هذه التغييرات السريعة في العالم، وكان من المشاركين في تأسيسوادي السيليكون.
روبرت نورتون نويس هو الاسم الكامل لشخص ولد في ديسمبر عام 1927 ميلاديًا، وكان الثالث بين أربعة إخوة في الولايات المتحدة الأمريكية، وتوفي في أوائل التسعينيات في يونيو (1990) على وجه التحديد.
انتقلت عائلة روبرت نويس إلى مدينة جرينيل في ولاية آيوا في عام 1939، وتسلم والده منصبًا مهمًا كوزير تجمعي، وكان روبرت يتمتع بصفات المخترع والمبتكر منذ صغره، وعندما كبر درس في كلية جرينيل وتخصص في الفيزياء، وحصل على درجة البكالوريوس منها في عام 1949.
ومن معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا حصل على الدكتوراه في مجال فيزياء الحالة الصلبة في عام 1953، وكانت رسالة الدكتوراه تتعلق بتكنولوجيا الترانزستور ويبدأ بعدها حياته المهنية.
حياة روربرت نويس العملية
– عمل روبرت نويس كمهندس أبحاث في شركة تسمى فيلكو في ولاية فيلادلفيا لمدة ثلاث سنوات، ومن ثم قدم استقالته، وفي عام 1956 انضم إلى مختبر شوكلي المتخصص في أشباه النواقل في ولاية كاليفورنيا.
عمل لفترة ما واستقال من المختبر، ولم يكن قرار الاستقالة خاصًا به وحده، حيث قام 7 من زملائه بتقديم الاستقالة مثله، وذلك بسبب المشاكل التي واجهوها مع إدارة المختبر، وأطلق عليهم اسم “المختبر الثمانية الخائنين.
كانت شخصيته مصممة، فعلى الرغم من المعوقات التي واجهها في بداية حياته المهنية، لم يستسلم للسلبيات التي كانت سببا في تكرار فترات الركود. في بداية حياته المهنية، اعتمد على روح الفريق والعمل الجماعي وعمل مع زملائه لإقناع شركة فيرتشايلد بفكرة إنشاء شركة إلكترونية للموصلات.
أول اختراع لروبرت نويس
في بداية نشأته في شركة فيرتشايلد لأشباه النواقل، كانت أول بوادر نجاح روبرت نويس في عالم التكنولوجيا هي المشاركة في إنتاج الترانزستور وابتكارات أخرى، والتي كانت تعتمد على رقائق السيليكون التي تمهد الطريق لاختراع روبرت نويس للدوائر الكاملة.
وكان الابتكار بدايته من العناصر الأخرى المجمعة على رقاقات من سيليكون كبيرة، حيث قام روبرت نويس بقص مكونات من الرقاقة ثم قام بربطتها فيما بعد بالمكونات الفردية في الأسلاك، وقتها وجد نويس صعوبة في اللحام بسبب زيادة عدد في الوصلات المساحات بينهم أصبحت أصغر، حاول حل المشكلة فوجد أن قطع الرقاقة غير ضروري وقرر أن يجرب إذا كان يمكنه تصنيع دائرة كاملة مع الترانزستورات والمقاومات وعلى رقاقة سيليكون واحدة، فنجحت التجربة وظهرت الدائرة المتكاملة على رقاقة واحدة.
كانت رقائق الدوائر الكاملة بمثابة ثورة كبيرة في مجال أجهزة الكمبيوتر الشخصية فهي أساس تطورها، وبالتالي كان يستحق عن جدارة بعدها نيْل براءة اختراع مع جاك كيلبي عن أختراع رقاقة الدوائر المتكاملة، فبادرت أكبر شركات التكنولوجيا في ذلك الوقت للاستعانة بها وتطوير أنتاج شركاتهم.
تأسيس إنتل
بدأت شركة إنتل في عام 1968 عندما قرر روبرت نويس وزميله جوردون مور ترك شركة فيرتشايلد المتخصصة في أشباه الموصلات والتخطيط لإنشاء شركة خاصة بهم، وانضم إليهم أندرو جروف فيما بعد ليصبح شريكًا في شركتهم.
وبدء العمل في تأسيس شركة متخصصة للإلكترونيات أسمها “إنتل”. كانوا يعملون سوياً كفريق مترابط متكامل، كل فرد له دوره المؤثر في بناء كيان الشركة بشكل سليم، فقد كان دور روبرت نويس هو الرؤية الملهمة، ودور مور هو الأبداع في مجال التكنولوجيا، ودور أندرو هو الجانب التقني والإدارة العملية لشركتهم الناشئة.
وبفضل العمل الجاد للفريق في فترة قصيرة، تمكنت الشركة في عام 1971 من تقديم ابتكار فريد في مجال التكنولوجيا، وهو أول معالج تجاري يستخدم رقاقة سيليكون واحدة في العالم، بالإضافة إلى رقائق التخزين والمعالجة. حققت الشركة نجاحا هائلا واعتبرت شركة إلكترونيات متكاملة متخصصة في إنتاج رقائق ومعالجات الكمبيوتر في فترة قصيرة لا تتجاوز الثلاث سنوات، في سانتا كلارا بولاية كاليفورنيا.
تعد رقاقات التخزين والمعالجة من الاختراعات الأساسية التي تمثل جزءًا من العوامل المساعدة في تطور التقنيات الحديثة، وتطورت شركة إنتل واستمرت في النجاح حتى أصبحت الشركة الرائدة فيإنتاج الرقائق المعالجة الدقيقة.
شغل روبرت نويس منصب رئيس الشركة، واستمر في عمله الإداري حتى عام 1975، وبعد ذلك وصل إلى مكانة كبيرة حتى تم تعيينه كرئيس لاتحاد صناعة أشباه الموصلات (SIA) في عام 1978.
كانت إدارة روبرت نويس في الشركة تتميز بسياستها المرنة والذكية في التعامل مع الموظفين، حيث كان قائدًا وليس مديرًا تقليديًا يصدر الأوامر والتعليمات ويتعسف في تعامله مع الموظفين. وقادته كانت روحًا لفريق العمل، حيث ساعد ذلك على تحقيق الألفة وشعور الموظفين بالانتماء للشركة.
مما عمل على شعورهم بمشاعر إيجابية بالعمل مما أدى إلى زيادة أنتاجيتهم ونجاحهم في أداء مهامهم بالجودة المطلوبة، فأصبح بذلك مديراً محط للأنظار من قبل الشركات الأخرى التي تعتمد على ثقافة ثابتة في أسلوب الإدارة، والذي هو عكس إدارة نويس التي جعلت موظفيه يشعرون أنهم عائلة متحدة.
وظهرت مرونة إدارته في منح الموظفين الفرص، ووضع نظام واضح للمكافآت لجعله حافزاً لكل موظف لزيادة الإنتاجية، وبطريقته الذكية شجع روح العمل الجماعي، ويحاول جاهداً على تقديم الدعم لكل الموظفين بكل الأشكال الممكنة، فقد كان يركز على شعور الموظفين بالراحة في بيئة العمل فأصبح مديراً مختلف مصدر للإلهام لكل المديرين للشركة من بعده.
إنجازات روبرت نويس
كانت حياة روبرت نويس مليئة بالإنجازات، حيث قدم للبشرية تطورًا فارقًا في حياتنا اليومية بأكثر من 16 براءة اختراع، وتلقى العديد من الجوائز والتكريمات العظيمة
- في عام 1987، منح الرئيس الأمريكي السابق رونالد ريجان له ميدالية علمية وطنية تعتبر الأعلى في مجال التكنولوجيا.
- دخل قاعة المشاهير في البيت الأبيض بتصريح من جورج بوش، رئيس أمريكا السابق في عام 1989.
- في عام 1990، حصل روبرت نويس برفقة زملائه جاك كيلبي وجون باردين على وسام الإنجاز مدى الحياة.
- رغم إنجازاته المهنية، أصبح بطلاً في الغوص في عام 1979.
وفاة روبرت نويس
في عام 1990، توفي روبرت نويس عن عمر يناهز 63 عامًا بسبب أزمة قلبية، وترك لنا حياة مؤثرة وتعد من سير الحياة الملهمة بعد أن وضع منهجًا للحياة، بالإضافة إلى العديد من الإنجازات وبراءات الاختراع.