ما هي ” واجبات الزوجة الشرعية ؟ ” تجاه زوجها
حقوق الزوج والزوجة في الإسلام
فرض الإسلام حقوقًا للزوجين على بعضهما البعض، ومن بينها الحقوق المشتركة، بإثبات الكتاب والسنة وأقوال العلماء.
الحقوق الخاصة بالزوجة
تتمتع الزوجة بحقوق غير مالية على زوجها، مثل عدم إيذائها والتعاطف معها، وحقوق مالية، مثل النفقة والمهر وغيرها من الأمور المالية، وفيما يلي تلك الحقوق:
الحقوق المالية للزوجة
- المهر : المهر هو المال الذي يدفعه الرجل للمرأة بمجرد عقد الزواج أو دخولها، وهو حق واجب على الرجل تجاه المرأة، وذلك حسب ما جاء في القرآن الكريم: “وآتوا النساء صدقاتهن نحلة”. والهدف من مشروعية المهر هو إظهار أهمية عقد الزواج وتكريم المرأة وتعزيز مكانتها.
المهر ليس شرطا أساسيا لدى أكثر الفقهاء، ولا يعد جزءا من عقد الزواج، ولكنه يعتبر من التأثيرات المتعلقة بالعقد، فإذا تمت عقد الزواج دون ذكر المهر، فإنه صحيح وفقا لاتفاق جمهور الفقهاء بناء على قول الله تعالى: “لا جناح عليكم إن طلقتم النساء ما لم تمسوهن أو تفرضوا لهن فريضة”، وإذا حدث الطلاق قبل دخول الزوجة وقبل فرض المهر، فذلك يدل على عدم وجوب ذكر المهر في العقد.
إذا تم تحديد المهر في العقد، يصبح واجبا على الزوج، وإذا لم يتم تحديده، يصبح واجبا عليه دفع مهر مماثل للمرأة.
- النفقة : اتفق الفقهاء على أنه يجب على الزوج إعالة زوجته، شريطة أن تكون قادرة على الاعتماد على نفسها، أي في حالة تمردها أو امتناعها عنه، فلا تستحق الإعالة.
يجب على الزوج إنفاق المال على زوجته لأن المرأة محجوزة لزوجها بموجب عقد الزواج وممنوعة من الخروج من المنزل بدون إذن منه، لذلك يجب عليه توفير ما يكفي لها بميزانية الاستمتاع وتمكين الزوجة من نفسها لزوجها.
و النفقة يقصد بها : يجب توفير الطعام والمسكن وكل ما تحتاجه الزوجة، حتى لو كانت غنية. فقد قال الله تعالى: `وعلى المولود له رزقهن وكسوتهن بالمعروف`، البقرة. وقد قال عز وجل: `لينفق ذو سعة من سعته ومن قدر عليه رزقه فلينفق مما آتاه الله`، الطلاق .
وفي السنة : قال النبي صلى الله عليه وسلم لهند بنت عتبة، زوجة أبي سفيان التي اشتكت عدم نفقته عليها: `خذي ما يكفيكِ وولدَكِ بالمعروف` .
وعن جابر : قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم في خطبة حجة الوداع: `احذروا الله فيما يتعلق بالنساء، فإنكم اتخذتموهن بأمانة الله وأحللتم فروجهن بكلمة الله. ولهن حق عليكم ألا تسيئوا مضاجعتهن لأشخاص تكرهونهم، فإن قامت بذلك فاضربوهن ضربا غير مبرح، وعليكم توفير رزقهن وكسوتهن بالتصرف الحسن.` ورواه مسلم .
- السكن : من حقوق الزوجة أن يوفر الزوج لها مسكنا تسكن فيه وفقا لإمكانياته، وقد قال الله تعالى: “أسكنوهن من حيث سكنتم من وجدكم” [الطلاق: 6].
الحقوق الغير مالية للزوجة
- العدل : من حق كل زوجة على زوجها أن يعدل بينها وبين زوجاته الأخريات في النفقة والكسوة والمنزل، إذا كان للزوج عدة زوجات.
- العشرة الحسنة : يجب على الزوج أن يتصرف بلطف مع زوجته وأن يكون رفيقا لها، وأن يقدم ما يستطيع تقديمه لها ليتم تعزيز مشاعرهما، وقد قال الله تعالى: (وعاشروهن بالمعروف) [النساء]، وقوله: (ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف) [البقرة].
وفي السنَّة : عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: `كونوا حسن السلوك مع النساء`. رواه البخاري ومسلم .
وعن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها، قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي جالسا ويقرأ القرآن وهو جالس. وعندما يبقى له من قراءته حوالي ثلاثين أو أربعين آية، يقوم ويقرأها وهو واقف، ثم يركع ويسجد. ويفعل في الركعة الثانية مثل ذلك. وعندما ينتهي من صلاته، ينظر إلي إذا كنت مستيقظة يتحدث معي، وإذا كنت نائمة يستلقي .
- عدم وقوع الضرر على الزوجة من الزوج : هذا يعد من أساسيات الأخلاق الإسلامية، وعلى الرغم من أن إلحاق الضرر بالأجانب محرم، إلا أن إلحاقه بالزوجة يكون أكثر حرمة.
ورد عن عبادة بن الصامت أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال “لا ضرر ولا ضرار” وذلك ورد في رواية ابن ماجه.
وعن جابر بن عبد الله قال : في حجته الوداع، قال صلى الله عليه وسلم: `تقوا الله في التعامل مع النساء، فإنكم قد اضطلعتم عليهن بحماية الله واستحللتم أماكنهن الحميمة بكلمة الله، وعليكم ألا تدخلوا أحدا تكرهونه إلى فراشكم، وفي حالة ارتكابهن ذلك فاعزبوهن بضربة ليست شديدة، وعليكم توفير رزقهن وكسوتهن بالمعروف.` هذا حديث منسوب للنبي محمد صلى الله عليه وسلم .
حقوق الزوج على زوجته
تتمتع حقوق الزوج على زوجته بأهمية كبيرة وهي من أعظم الحقوق، بل إن حقوق الزوج على زوجته هي أفضل حق، فقد قال الله تعالى: (ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف، وللرجال عليهن درجة) البقرة .
ومن واجبات الزوجة تجاه زوجها :
- تمكين الزوجة زوجها من الاستمتاع : للزوج حق أن تمكن زوجته من نفسها ما لم تكن هناك مانعة لذلك، وإذا تم عقد القران وسلمت لها مهرها، باستثناء حالة تأخير طلبها لمدة يومين أو ثلاثة لإصلاح أمرها، وهذا يجوز وفقا للعادات المعمول بها. وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال الرسول صلى الله عليه وسلم: “إذا دعا الرجل زوجته إلى فراشه ورفضت، فإنه يبقى عليها غضب الله حتى تصبح.” رواه البخاري ومسلم .
- عدم الإذن بالدخول لمن يكره الزوج دخوله : فمن حق الزوج ان يمنع زوجته من”(569)” “من حق الزوج أن يمنع زوجته من أن تقوم بإخراج من يكرهه من بيته، عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: `لا يحل للمرأة أن تصوم وزوجها حاضر إلا بإذنه، ولا تؤذن في بيته إلا بإذنه…` رواه البخاري ومسلم .
- عدم خروج الزوجة من البيت بدون إذن زوجها : يحق للزوج أن يمنع زوجته من الخروج دون إذنه، وقد ذكر الشافعية والحنابلة أنها لا تحق لها الخروج لزيارة أبيها المريض إلا بإذن الزوج، وله حق منعها من ذلك؛ لأن طاعة الزوج واجبة، ولا يجوز ترك الواجب لما ليس بواجب .
- خدمة الزوجة للزوج : ربما يسأل شخص ما عن واجبات الزوجة في الطبخ والتنظيف، وهناك عدة مواضع في الشريعة التي تنص على ذلك، وقال الشيخ الإسلام ابن تيمية: يجب على الزوجة خدمة زوجها بالمعروف كما يخدمها هو، ويختلف ذلك تبعا للظروف المختلفة، فخدمة المرأة البدوية ليست كخدمة المرأة القروية، وخدمة المرأة القوية ليست كخدمة المرأة الضعيفة.” – “الفتاوى الكبرى .
- أن تعاشر الزوجة زوجها بالمعروف : وذلك لقول الله تعالى (ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف) البقرة، وقال القرطبي: وعنه – أي: عن ابن عباس – أيضا أي: لهن من حسن الصحبة والعشرة بالمعروف على أزواجهن مثل الذي عليهن من الطاعة فيما أوجبه عليهن لأزواجهن، وقيل: إن لهن على أزواجهن ترك مضارتهن كما كان ذلك عليهن لأزواجهن قاله الطبري، والمعنى متقارب والآية تعم جميع ذلك من حقوق الزوجية.” تفسير القرطبي .