قصص عن ” عقوبة أكل الحرام ”
قصص واقعية عن ” عقوبة أكل الحرام “
أصبح أهم عملٍ عند بالخلق في عصرنا جمع الأموال، والذكي هو من يجمع أكثر، ولا يهتم بمن هو مسموح به، وسواء كان هذا المال حرامًا أم حلالًا، ما هو مهم أن يجمع ويخزن، يقضي حياته، ويقضي زهرة شبابه، يسهر ليالي طويلة، يجوب العالم و يتجول في الشرق والغرب من أجل جمع المال، ولكنهم لا يعلمون أن من ترك أكل المال الحرام ابتغاء مرضات الله عوضه الله بما هو خيرًا منه وهناك الكثير من قصص من ترك شي لله عوضه خيرا منه التي تثبت ذلك.
وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يحرص كل الحرص على ألا يأكل مالاً غير شرعي، وليس هو وحده، بل على أهله أجمعين، قال صلى الله عليه وسلم في حديث شريف إنه كان إذا ذهب إلى أهل بيته ووجد تمرة على فراشه وكاد أن يأكله إلا أنه خشي أن تكون ضمن ثمار الصدقات فتركها، وهناك العديد من القصص التي تتحدث عن عقوبة أكل الحرام، منها:
قصة ثلاثة لصوص سرقوا أحد المرابين
في غروب الشمس، دخل ثلاثة لصوص إلى كهف بالقرب من بلدة وبقوا فيه طوال الليل للتخطيط لسرقة الأموال من إحدى القرى. وفي الصباح التالي، ارتدوا ملابس التجار الأثرياء وتوجهوا إلى السوق، حيث دخل أحدهم إلى متجرالمقرض وتحدث الآخران في الخارج.
الذي دخل المحل عبر عن حاجته الماسة للمال، وقال للمقرض: أعطني ألف جنيه كقرض، فسأله: كم ستستغرق العودة؟، فأجاب اللص: شهرين، فرد المقرض: إذا ستدفع لي 2000 جنيه في ذلك الوقت، فقال اللص: موافق، وبعدها، أعد المقرض المال وأصدر شيكا للص، وطلب منه أن يحضر شهودا للتوقيع، لكن سرعان ما عاد اللص برفاقه، وهاجموا المقرض وربطوا فمه وربطوه بالحبال، وسرقوا المال وأخذوه بهم إلى جهة مجهولة.
وعندما دخل اللصوص الكهف، وزعوا النقود التي بحوزتهم وبدأوا في عدها، وقال أحدهم إنني أقترح أنه بدلاً من هذا الكهف الوحيد، نشتري قصرًا نعيش فيه، أو نكون شركة ونسافر ونجني المال من خلال بناء عدة قصور، أو نذهب إلى نادي القمار، ففي ليلة واحدة، يمكننا الفوز بما ستجلبه التجارة خلال أشهر، وناقشوا هذه المقترحات وغيرها لفترة من الوقت حتى قال أحدهم إنني جائع، سأذهب إلى المطعم وأشتري بعض الأطعمة والمشروبات اللذيذة.
ولم يصل إلى باب الكهف حتى اتفق الاثنين الآخرين على قتله، وقال لكل منهما في نفسه سأبقى يقظًا حتى ينام صديقي، فأقتل واحصل على كل هذا المال، ويكون كل شيء لنفسي أفعل به ما يحلو لي، وظلوا ينتظروا صاحبهم، وبعد فترة قصيرة من الوقت دخل عليهم باللهم المشوي والشراب وما لبث أن دخل الكهف حتى هجموا عليه فقتلاه.
ثم تناولوا اللحم المشوي وشربوا الشراب، وقد خلط السارق الميت السم القاتل به، حتى سقطت جثتانهما على الأرض ولم ينجو أي منهما، وعندما جاءت الشرطة بعد أيام إلى الكهف، أخرجت جثث اللصوص الثلاثة وأعلن أحدهم أن الأموال المحرمة لم تختفِ فحسب، بل إن رفاقها أيضًا انتهزوا الفرصة وأخذوها معهم.
قصة رجل أكل المال الحرام
كان رجل يعيش في قرية في جنوب مصر، وكان محامياً وله شقيقان وشقيقتان، وبعد وفاة والدهم، عاشوا جميعًا في منزل واحد وتزوجوا جميعًا، وعاشت والدتهم معهم، ولكن بعد وقت معين توفي أحد الأبناء وليس له ذرية، وبعد مرة أخرى مات الأخ الثاني تاركًا وراءه الأطفال والبنات، لكن عمها المحامي كان جشعًا وطنه في أموالهم وحقوقهم، ولم يمنح أيًا من أبناء أخيه الراحل أو زوجة أخيه الآخر مالًا أو أرضًا من التي تركها والدهم لهم.
ورغم جشعه وظلمه وأكله حقوق أبناء أخيه، إلا أنهم كانوا بارين به ولم يعاملوه معاملة سيئة، وحتى إختيه الذي أكل حقهم في ميراث أبيهم كانوا صالحين معه واستمروا في زيارته حينها، وتوفي الزوج وكتب كل ماله لزوجته قبل وفاته، ولكن ابنه الذي تخرج من الجامعة أصيب بمرض غريب لم يعرفه الأطباء المتخصصون ولم يفهموا أسبابه وما هو.
وشعرت والدة هذا الشاب وزوجة المحامي الجشع أن هذا المرض كان بسبب الأموال المحرمة التي تركها زوجها لهم، وأعادت المال والأرض التي أخذها زوجها من أبناء إخوته وإخوته، وأعطت الجميع حقوقهم، وذهب هو بذنب عظيم وأعيدت الحقوق إلى أصحابها، وهناك الكثير من ال قصص عن أكل أموال الناس بِالْبَاطِلِ التي يمكنك قراءتها للتعرف على أثر هذه الأفعال التي حرمها الإسلام إلى الفرد والمجتمع.
عقوبة أكل الحرام
أكل المحرمات يتعرض لعقوبات في الدنيا والآخرة، وفي قبره، ويوم القيامة، وفي النار، وجميع هذه العقوبات مدعومة بدليل من كتاب الله تعالى وسنة رسوله، صلى الله عليه وسلم، لتكون عظة لنا عندما يدفعنا هوسنا نحو تناول المحرمات، ومن العقوبات التي تواجه متناول المحرمات:
عدم قبول الدعاء
أحد شروط استجابة الدعاء هو عدم تناول المسلم للأطعمة الحرام، ويقول أهل الدين والسلف الصالحون إن تناول الحرام لا يجب أن يكون عائقًا أمام استجابة الدعاء. ولا يمكن للشخص أن ينتظر الإجابة إذا كان سد طريق الاستجابة بارتكاب المعاصي وتناول الحرام.
زوال البركة
من يأكل الحرام، يُعاقبه الله سبحانه وتعالى في الدنيا بزوال البركة في ماله، حتى لا يستطيع الاستفادة منه، ويُجعله سببًا لبؤسه في الدنيا، ويُعاقب عليه يوم القيامة، كما يحرم عليه البركة في صحته وأولاده وكل متع الدنيا التي يسعى لتحقيقها.
الخسارة والهلاك
يقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم في حديث شريف أنه سيتم جلب آكل الربا يوم القيامة ويُقال له خذ سلاحك لتحارب، وأكد العلماء وأهل الدين أن الحرب المذكورة في الحديث الشريف تعني الهلاك والعداوة معالله ورسوله، وأن من يعادي الله ورسوله هو الخاسر ولن ينال النجاح أبدًا.
غضب الله
نقل عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن الرسول صلى الله عليه وسلم قوله بأن من حلف بالله ليستولي على مال أخيه المسلم بغير حق، فإنه سيواجه ربه وهو غاضب عليه، ومن ثم سيخسر في الدنيا والآخرة.
اللعن والطرد من رحمة الله
لعن النبي الكريم صلى الله عليه وسلم من يأكل الحرام ومن يؤكل به، وكذلك من يأكل الربا ويؤكل به ويكتبه ويشهد عليه، وأكد أنهم جميعًا ملعونون ومطرودون من رحمة الله، وهذا هو أشد العذابات التي يعاقب بها الله عبده المسلم.
كما أن الرسول صلى الله عليه وسلم، قال في حديث قدسي أن الله سبحانه وتعالى يلعن الراشي والمرتشي، ويلعن السارق، وقال من يقدم على سرقة بيضة وجب أن تُقطع يده، وكذلك من أقدم على سرقة حبل تُقطع يده، كما لعن الله سبحانه وتعالى بائع الخمر ومشتريها وعاصرها ومعتصرها وحاملها والمحمولة إليه وشاربها وساقيها.
عدم قبول الصدقة
من عقوباتآكل الحرام أيضًا أنه لا يتم قبول صدقته، وقد صرح الرسول صلى الله عليه وسلم بأن المسلم الذي يؤدي زكاة ماله فقد أدى ما عليه من واجب، وأما من يأكل المال الحرام ثم يتصدق منه فلا يحتسب له أجره، ويبقى هذا الخطيئة عليه.
العذاب في القبر
يُعاقَب آكل الربا حين يبعث من قبره يوم القيامة، حيث يقوم بالنهوض كالإنسان الذي يتم صرعه ويتخبط الشيطان له، ويبعث بمبعث منكر.
العذاب في الدار الآخرة
نقلت خولة الأنصارية رضي الله عنها عن الرسول صلى الله عليه وسلم قوله بأن المسلم الذي يأكل المال الحرام بغير حقه فإن مصيره في النار يوم القيامة، ومن أكل شيئا من حق أخيه فإنه سيتعرض للعقاب في الآخرة، وكذلك نقل كعب بن عجرة رضي الله عنه عن الرسول صلى الله عليه وسلم قوله بأن من كان في جسده مادة من المال الحرام فلن يدخل الجنة، وأن النار تكون أولى به.
كما قال النبي الكريم، من أخذ شيئًا من الأرض بغير حق، سيتم عذابه في القبر، وسيخسف الله به في يوم القيامة سبعة أراضٍ.