احكام اسلاميةاسلاميات

ما هي ” الشعبنة ؟ ” وعاداتها وحكمها

تعريف الشعبنة

الشعبنة هي عادة يقوم بها بعض المسلمين في ليلة النصف من شهر شعبان، واليوم الذي قبلها، حيث يصومون هذا اليوم، ويحيون الليلة حيث يجتمعون فيها ويقيمون وليمة واحتفالًا مع بعض الشعائر التي ليس لها سند من القرآن أو السنة، وتتم فيها إقامة صلاة تدعى بالألفية، عبارة عن عشر ركعات متتاليات، ثم قراءة سورة يس، ثم ست ركعات متتاليات، وتعتبر هذه الأمور من البدع التي لم يفعلها الرسول في ليلة النصف من شعبان.

حكم الشعبنة وإقامة الولائم قبل رمضان

إن الشعبنة تعتبر من الأمور المبتدعة في الدين والتي نهانا الرسول صلى الله عليه وسلم في قوله “كل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار” ويقول أيضاً: “من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة، ومن سن في الإسلام سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة” وهناك حديث احتج به من دعاة الشعبنة، وهو “إذا كانت ليلة النصف من شعبان فقوموا ليلها وصوموا نهارها ” لكن هذا الحديث ضعيف السند، لا يمكن الاعتماد عليه، والأصل في الإسلام عدم الأقدام على فعل ما لم يفعله الرسول، وكل تلك الأمور من المستحدثات المؤدية إلى الضلال، وهي من البدع المحرمة أيضًا، وعلى من يخاف الله ويخشى عذابه أن يبتعد عن تلك الشبهات، ويلزم طريق الحق والصواب.

تُعَدّ الولائم التي تُقام في العشر الأواخر من شهر شعبان بحجة استقبال أيام الصيام ووداع أيام الأكل والشرب، من البدع التي حذَّر منها الإمام بن باز وغيره من أئمة الإسلام الموثوقين، لأنها لم ترد في هدي النبي أو في سنة الصحابة رضوان الله عليهم.

الأمور المستحبة في شهر شعبان

أطلق العرب اسم شعبان على هذا الشهر لأنه جاف وتشعبوا فيه بحثًا عن الماء. ومن الأمور الواجب القيام بها في شهر شعبان، وبعيدًا عن البدع، هي:

  • الإكثار من الصوم

ويعتبر هذا من السنة النبوية الثابتة، حيث نقلت السيدة عائشة وصفًا لصيام الرسول صلى الله عليه وسلم، حيث كان يصوم حتى يقولوا إنه صام، ويفطر حتى يقولوا إنه أفطر، ولم يكن يصوم شهرًا أكثر من شعبان، وكان يصوم شعبان كله باستثناء أيام قليلة

  • أداء الأعمال الصالحة بوجه عام

في شهر شعبان، يرتفع الأعمال إلى رب العالمين، وقد جاء دليل ذلك في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم عن أسامة بن زيد، حيث سئل: يا رسول الله، لم أرك تصوم شهرا من الشهور ما تصوم من شعبان؟ فأجاب: ذلك شهر يغفل عنه الناس بين رجب ورمضان، وهو شهر يرتفع فيه الأعمال إلى رب العالمين، فأحب أن يرفع عملي وأنا صائم

أحاديث وأقوال عن شهر شعبان

  • عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها قالت: كان شهر شعبان الأحب شهور النبي صلى الله عليه وسلم، حيث كان يصومه قبل رمضان، وهذا ما رواه أبو داود وصححه الألباني.
  • عن أم سلمة زوجة الرسول رضي الله عنها قالت: روى الترمذي وصححه الألباني أنه لم يروَ النبي صلى الله عليه وسلم صيام شهرين متتابعين إلا شعبان ورمضان.
  • قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم، عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه: «إن الله يطلع في ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه إلا للمشركين والمتنازعين». وهذا الحديث رواه ابن ماجة بسند ضعيف ولكن له شواهد كثيرة، ولذلك حسنه الألباني في مجموع طرقه، وأخرج ابن الجوزي وغيره أنه حسن الإسناد.
  • روى الإمام مسلم في الصحيح عن عمران بن حصين رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم سأله: `أتصوم من أيام منتصف شعبان؟` قال: لا، وفي تفسير الحديث قيل: إن منتصف شهر شعبان يقصد به النصف الأول من الشهر، وصيام يوم النصف من شعبان مستحب ومشروع، وهو في الثلاثة أيام البيض، وهي الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر التي يستحب صيامها في كل شهر، ويتأكد صيامها في شهر شعبان.
  • قال ابن رجب رحمه الله في لطائف المعارف: كان التابعون من أهل الشام يعظمون ليلة النصف من شعبان ويجتهدون في العبادة فيها.
  • قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: تحمل ليلة النصف من شعبان فضلاً، وكان بعض السلف يصلي فيها، ولكن الاجتماع في المساجد لإحيائها يعتبر بدعة.
  • قد ذكر ابن باز أن ليلة النصف من شعبان ليس لها سند واضح في السنة، بالمقابل فضل شهر شعبان ذكره ابن باز بشكل كامل في أحاديثه.
  • عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إذا انتصف شعبان، فلا تصوموا» رواه أبو داود واختلفوا في صحة هذا الحديث وفي حكم الصوم بعد ليلة النصف شعبان، والجمهور يقول أن الصيام غير مكروه بعد منتصف شعبان بدليل الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم لا يتقدمن أحدكم رمضان بصوم يوم أو يومين، إلا أن يكون رجل كان يصوم صومه، فليصم ذلك اليوم” رواه البخاري ومسلم.
  • عن عمَّار بن ياسر قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: `من صام يومًا يُشك فيه فقد عصى أبا القاسم محمدًا صلى الله عليه وسلم.` وروي هذا الحديث عن أصحاب السنن: أبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه، وصححه الألباني.
  • لم يذكر ابن عثيمين فضل ليلة النصف من شعبان بشكل واضح وصريح، ولكنه ذكر فضل شهر شعبان بشكل واضح وصريح.
  • عن عائشة بنت أبي بكر قالت: قام رسول الله في الليل ليصلي، وأطال السجود حتى اعتقدت أنه قد توفي، وعندما رأيت ذلك، قمت وحركت إبهامه فتحرك، ثم عاد ورفع رأسه من السجود وانتهى من صلاته. ثم قال: يا عائشة، هل اعتقدت أن النبي قد أذل في حقك؟ فقلت: لا والله يا رسول الله، ولكنني اعتقدت أنك قد توفيت لطول سجودك. فقال: هل تعلمين أي ليلة هذه؟ فقلت: الله ورسوله أعلم، فقال: إنها ليلة النصف من شعبان، إن الله عز وجل ينزل فيها على عباده، فيغفر للمستغفرين، ويرحم المسترحمين، ويؤخر أهل الحقد كما هم.
  • ورد عن أبي ثعلبة الخشني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: `يطلع الله على عباده ليلة النصف من شعبان فيغفر للمؤمنين ويمهل الكافرين، ويدع أهل الحقد بحقدهم حتى يدعوه`.
  • وذكر ابن رجب في كتابه اللطائف، أنه في سنن ابن ماجة، عن علي رضي الله عنه، قال النبي صلى الله عليه وسلم: `عندما يكون ليلة منتصف شعبان، فاستيقظوا في هذه الليلة وصوموا نهارها، فإن الله ينزل فيها بعد غروب الشمس إلى سماء الدنيا ويقول: `أليس هناك من يستغفر لي حتى أغفر له؟ أليس هناك من يطلب رزقا حتى أرزقه؟ أليس هناك من يعاني مصائب حتى أعافيه؟` وهكذا حتى يطلع الفجر.
  • عن عائشة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: شعبان شهري ورمضان شهر الله، شعبان المطهر ورمضان المكفر.
  • عن أنس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: يعتبر رجب شهر الله، وشعبان شهري، ورمضان شهر أمتي
  • عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه، قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: `إن الله يطلع في ليلة النصف من شعبان، فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن`.
  • قال سلمة بن سهيل كان يقال : يعتبر شهر شعبان شهر القراءة، وكان حبيب بن أبي ثابت يقول عند دخوله شهر شعبان: `هذا شهر القراءة`، كما كان عمرو بن قيس الملائي يقفل متجره ويخصص وقته لقراءة القرآن في هذا الشهر.

المراجع

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى