اسلامياتالقران الكريم

ما هي الإجازة في القرآن و” شروطها “

تعريف الإجازة في القرآن الكريم

الإجازة هي شهادة تمنحها الشيخ للطالب بعد اجتيازه قراءة القرآن الكريم بشكل كامل سرا، بتلاوة متقنة وإتقان للرواية المجازة، وبعد ذلك يكون المحفظ مؤهلا لتلاوة القرآن بالرواية المجازة للآخرين، وبذلك يصبح متصلا بسلسلة إسناد رواية النبي صلى الله عليه وسلم، ومن سلسلة ناقلي كتاب الله تعالى، وباستمرار السلسلة المتصلة، تتم عملية نقل القرآن الكريم صوتيا من جيل إلى جيل، وفقا للرواية أو الروايات التي يحملها الإجازة، وبهذا يتضح أهمية الإجازة في القرآن الكريم.

شروط الإجازة في القرآن الكريم

وبذلك يكون قد اتضح ما هي الإجازة في القرآن و” شروطها ” هي الجزئية التي يمكن إيضاحها في التالي، حيث أن شروط الإجازة في القرآن الكريم متعددة في أربعة شروط وهي حفظ القرآن الكريم حفظ كامل متقن، حفظ منظومة التجويد وفهم شرحها وهي المقدمة الجزرية، وقراءة القرآن الكريم على الشيخ المجيز حرفًا حرفًا، وأخيراً تدريب المجيز للمجاز على الإقراء.

  • حفظ القرآن الكريم حفظ كامل متقن

السبب وراء ذلك هو أن الأسانيد التي نقل بها القرآن الكريم إلينا كانت مبنية على قراءة كل شخص من الرجال على الشيخ حفظا وغيبا، ابتداء من السلسلة الرجالية وصولا إلى الرسول صلى الله عليه وسلم. وهذا هو الجواب عن السؤال حول الفرق بين السند والإجازة، حيث يعتبر السند سلسلة قراءات كاملة تمت عبر الأجيال.

يمكن منح إذن لأي شخص يقرأ القرآن الكريم بالنظر إلى المصحف الشريف والتركيز على التجويد الصحيح والضبط الكامل، وبعد ذلك يمكن منحه إجازة أو شهادة للتلاوة، والتي تختلف عن الإجازة المعتادة للحفظ.

  • حفظ منظومة المقدمة الجزرية في التجويد، وفهمها

والسبب في هذا الشرط هو أن نقل القرآن الكريم يخضع لضوابط وقيود محددة، وذلك فيما يتعلق بصفات الحروف ومخارجها، لذلك يجب على الشخص الذي يرغب في الحصول على الإجازة أن يتعرف على هذه الضوابط ويتبعها ويحفظها. وكان للقراء حفظ منظومة المقدمة الجزرية في التجويد، التي قدمها الإمام ابن الجزري إمام القراء، وذلك لأنها تشمل معظم أحكام التجويد مع فهم معانيها وفهم الشر.

  • تلاوة القرآن الكريم عند الشيخ المجيز حرفا حرفا

يتعلق الأمر بقراءة القرآن الكريم بدءًا من سورة الفاتحة حتى آخر سورة الناس، والالتزام بجميع قواعد التجويد والأحكام، سواء في المخارج أو الصفات أو غيرها من الأمور التي تتطلب التجويد.

يشير هذا الرقم إلى أن بعض الشيوخ قد يُجيز للطلاب الاطلاع على شيء من الإجازة دون تحديد الجزء المحدد الذي تمت فيه الإجازة، وهذا خطأ، حيث يجب أن توضح الإجازة بوضوح، وإذا لم تكن كاملة في القرآن الكريم، يجب تحديد الجزء الذي تمت فيه الإجازة، وعدم ترك المسألة مفتوحة.

ومع ذلك، إذا كان الطالب جديدا في قراءة القرآن الكريم ولا يعرف الشيخ أو معلمه شيئا عن قراءته، فلا يمكن للشيخ في هذه الحالة أن يجيزه، وذلك بسبب وجود بعض الكلمات في القرآن الكريم التي لا تتكرر إلا مرة واحدة، وضبط تلك الكلمات لا يمكن أن يتم بدون ضبط مثل “الإشمام” و”الروم”، مثل تسهيل كلمة “أعجمي” في سورة “فصلت”، وكلمة “تأمنا” في سورة “يوس.

والميل والاستدارة مثل كلمة `مجراها` في سورة هود، والأمر المثير للقلق هو أن هذه المصطلحات القرآنية لا تكرر في القرآن الكريم وقراءتها تحتاج إلى ضبط، فكيف يمكن للمعلم أو الشيخ أن يشهد للطالب بأنه فهم المجاز وقراءته صحيحة إذا لم يسمعها من الطالب ويتأكد من ضبطها، وهذا الاجتزاء هو شهادة وتعتبر خطيرة كما قال الله تعالى في سورة الزخرف: `ستكتب شهادتهم ويسألون`.

  • تدريب المجيز للمجاز على الإقراء

غالبا ما يجيد الناس القراءة ولكنهم لا يجيدون الإقراء. يفضل المجيزون تدريب الطلاب على الإقراء، حيث يطلب من الطالب الراغب في الحصول على الإجازة أن يصحح تلاوة طالب آخر أمام الأستاذ أو الشيخ، للتأكد من ملاءمته للإقراء. قد يكون الشخص قارئا جيدا ولكنه غير مؤهل للإقراء. ويكون الهدف الأساسي للحصول على الإجازة هو الإقراء، وفي حالة كان الشخص يقرأ ولكنه غير مؤهل للإقراء، فإن إجازته محصورة في القراءة فقط والشيخ لن يسمح له بالإقراء.

أهمية الإجازة في القرآن الكريم

تعود أهمية الإجازة في القرآن الكريم إلى أن قراءته لا تعتبر صحيحة إلا إذا تمت استنادا إلى تلقيها من أفواه العلماء المتقنين، وحتى يتمكن الفرد من قراءته وتعلمه، ويتمتع بالإجازة للقراءة. فقراءة القرآن الكريم لا تقتصر على الاستماع والعرض فقط، بل لها معان قد لا تكون واضحة بشكل كاف في أذهان البعض، ولذلك يمكن توضيح الإجازة والقراءة بشكل أوسع.

القرآن الكريم ليس كأي كتاب يمكن لأي شخص قراءته وليس هناك من يجلس أمام آخر ليقرأ عليه، ويختلف القرآن الكريم عن غيره من الكتب لثلاثة أسباب.

الأمر الأول

نظراً لأنه كلام الله وقدسيته وقيمته تعود إلى ذلك، فإنه ليس كلام بشر، وبالتالي يجب قراءته على الوجه الذي أراده الله عندنزوله على نبيه صلى الله عليه وسلم.

  • الأمر الثاني

يعود التحريف في كلام الله إلى اللغة العربية نفسها التي تحتوي على تشكيل للحروف، والتي يمكن أن يغير المعنى تماماً من كلمة إلى أخرى فقط بتغيير حركات التشكيل، وهذا يعد تحريفاً لكلام الله.

  • الأمر الثالث

يعود الأصل لعلم التجويد الذي وضع لقراءة القرآن الكريم بطريقة صحيحة وسليمة، إذ كان اللغة العربية تختلف قليلاً في النطق عن النطق الحالي للحروف منذ زمن بعيد، ونزل القرآن الكريم في زمن تلك النطقة لذا يجب قراءته بنفس الطريقة.

تعود خطورة الإقراء، وهي قراءة الناس على شخص ما، إلى أنها وسيلة لنقل المعرفة من جيل إلى آخر، وإذا لم يلتزم القارئ والمقرئ بقواعد اللغة العربية والتجويد كما ينطقها المتقنون والشيوخ، فهذا يعتبر نوعًا من التحريف.

تعتبر الإجازة أمرًا مهمًا بسبب عدة أسباب، فهي تشير إلى قدرة القارئ على قراءة القرآن الكريم بالطريقة الصحيحة والسليمة، وتسمح له بقراءتها على الآخرين لضمان عدم وجود أي تحريف في النص، وذلك خاصة مع انتشار المفهوم المعروف بـ”اللحن.

مشروعية طلب الإجازة

وإذا أراد الشخص الحصول على إجازة برواية واحدة مثل رواية الإمام حفص، أو ورش أو قالون، فلابد أن يحفظ القرآن الكريم حفظ متقن ويطبق أحكام التجويد، ويفضل دراسة التجويد، وأفضل ما فيها مقدمة الإمام ابن الجزري، والتي باقية إلى الآن يتعلم منها الكبير والصغير، وتعد منهج لأغلبية القراء والمتعلمين.

يعتبر طلب الإجازة أمرًا محمودًا ومشروعًا، لأن السلف السابقين كانوا يسافرون عدة أيام ومسافات قريبة وبعيدة لتعلم حديث واحد للنبي أو لمعرفة سنده وصحته. وبالتالي، فإن القرآن وطلب الإجازة في القرآن هو أمر محمود ويستحق الثناء، وصاحب الإجازة إن شاء الله يحصل على الأجر والمثوبة.

وقد يقرأ الطالب القرآن الكريم أو يسمعه غيبًا أكثر من مرة على شيخه دون أن يجيزه أو يحصل منه على الإجازة، حيث يكون الطالب في كل الختمات لم يكن متقن إتقان تام يستحق معه الإجازة، وهو من حفظ الله لكتابه الكريم حيث قال تعالى عن القرآن الكريم ﴿ إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ﴾ (سورة الحجر أية 9) .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى