مرتكزات رؤية 2030

شهدت المملكة العربية السعودية في السنوات الأخيرة نهضة اقتصادية وثقافية واجتماعية كبيرة، وتلك المنجزات في الواقع لم تأتي بالصدفة بل هي جزء من مخطط شامل متكامل تم وضعه وفق أسس علمية لتنمية المملكة، وهو  رؤية المملكة 2030، وهي الرؤية التي وضعها وضعها مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية بقيادة سمو الأمير محمد بن سلمان وتحت إشراف سمو الملك سلمان بن عبدالعزيز.

جوهر تلك الرؤية هو وضع مناطق القوة الاقتصادية في المملكة في المواقع المناسبة وتنميتها والعمل عليها، وتتضمن تلك المناطق التي اعتمدتها رؤية 2030

• العمق العربي والإسلامي للمملكة

إنها موطن الرسالة وأرض الحرمين الشريفين، وهي أيضا مصدر العروبة.

• تمتلك المملكة قدرات اقتصادية كبيرة تدعم الاقتصاد غير النفطي

تمتلك المملكة العربية السعودية صندوق سيادي ضخم ولديها عدد كبير من المستثمرين السعوديين، ومعظم الاستثمارات الضخمة داخل المملكة ملك للسعوديين بشكل رئيسي وليست للأجانب، وتمتلك المملكة قدرة كبيرة على الاستثمار في مشاريع عالمية عملاقة في الخارج.

• تحتل المملكة العربية السعودية موقعا استراتيجيا في العالم

حيث تعد منطقة لقاء لثلاث قارات، إذ تمتاز المملكة بواجهتها على البحر الأحمر، وقربها من قناة السويس التي تعتبر مركزا للتجارة العالمية، حيث يتجاوز مرور أكثر من 30% من التجارة العالمية عبرها. ويمكن للمملكة استغلال هذا الموقع لإنشاء مناطق خدمات لوجستية، بالإضافة إلى خططها لإقامة جسر بري يربط بين المملكة ومصر، والذي سيكون أهم معبر بري في العالم، حيث سيكون الرابط الرئيسي بين القارات الثلاث.

محاور رؤية  2030

سيتم إطلاق الرؤية الواعدة من ثلاثة محاور، وتتضمن هذه المحاور:

• مجتمع نابض بالحياة

تركّز المملكة العربية السعودية على شعبها والعقيدة الإسلامية لتحقيق مجتمع نابض بالحياة، وذلك من خلال سلسلة من الالتزامات، بما في ذلك زيادة عدد المعتمرين من 8 ملايين إلى 30 مليون شخص سنويًا.

يهدف إنشاء أكبر متحف إسلامي في العالم ومضاعفة عدد المواقع التراثية السعودية المُسجَّلة لدى اليونسكو.

تهدف المملكة إلى تعزيز الفرص الثقافية والترفيهية داخلها، وتم اتخاذ خطوات كبيرة لدعم هذا المحور، حيث شهدت المملكة العديد من الفعاليات الترفيهية الكبيرة التي لم تحدث في تاريخها من قبل، مثل موسم الرياض الذي يقام سنويا وينمو كل عام بشكل أكبر من العام السابق، ومن المتوقع أن يجذب هذا المهرجان ليس فقط المواطنين السعوديين ولكن أيضا الزوار العرب والأجانب، لتصبح المملكة المركز السياحي والترفيهي الأكبر في المنطقة.

تهدف الرؤية أيضًا إلى تشجيع أنماط الحياة الصحية بين المواطنين بحيث يزيد عدد الذين يمارسون الرياضة مرة في الأسبوع من 13 إلى 40 في المائة، وتطوير المدن السعودية بحيث يتم تحديد ثلاث مدن ضمن أفضل 100 مدينة في العالم.

• اقتصاد مزدهر

تعمل المملكة على تنويع اقتصادها وخلق فرص عمل ديناميكية للمواطنين لتحقيق اقتصاد مزدهر، وذلك من خلال التزامها بتعزيز التعليم وريادة الأعمال والابتكار، وتنويع اقتصاد الدولة من خلال الخصخصة المستمرة للأصول التي تملكها الدولة.

يتضمن ذلك إنشاء صندوق ثروة سيادي يتم تمويله من خلال الاكتتاب الجزئي لشركة أرامكو السعودية، حيث تعتبر شركة أرامكو واحدة من أكبر شركات النفط في العالم وتلعب دورًا مهمًا في الاقتصاد السعودي، ومن المتوقع أن يكون لها دور أكبر في دعم الاقتصاد السعودي مع تحقيق رؤية 2030.

تركز الرؤية على فتح الصناعات المختلفة غير النفطية داخل المملكة، مثل التصنيع والطاقة المتجددة والسياحة، لتحقيق الاقتصاد المزدهر.

وبما أن رؤية 2030 تتميز بالاكتمال فإنها تركز أيضا على تحديث مناهج ومعايير المؤسسات التعليمية السعودية، بدءا من مرحلة الطفولة وصولا إلى مراحل التعليم العالي المختلفة، ويتوقع أن يكون لدى المملكة العربية السعودية على الأقل خمس جامعات من بين أفضل 200 جامعة في العالم بحلول عام 2030 .

أيضًا تهتم الرؤية بإعادة التركيز على الشركات الصغيرة والمتوسطة من خلال تشجيع المساعدة المالية لهم، وزيادة مساهمة المشروعات الصغيرة والمتوسطة في الناتج المحلي الإجمالي من 20 إلى 35٪ بحلول عام 2030، لأن المشاريع الصغيرة والمتوسطة هي أحد أهم ركائز الهيكل الاقتصادي السليم لأي دولة.

• أمة طموحة

لتكون الدولة طموحة، ستركز المملكة العربية السعودية على المساءلة والشفافية والفعالية في استراتيجيتها الحاكمة، حيث لا يمكن تحقيق النجاح المستدام إلا بتأسيس أسس متينة، ولتحقيق هذه الإمكانيات، ستقوم المملكة بما يلي:

• يجب عدم التسامح مع أي مستوى من مستويات الفساد
• يمكن تعزيز الشفافية من خلال توسيع الخدمات المتاحة عبر الإنترنت وتحسين معايير الحوكمة
• يهدف برنامج الملك سلمان لتنمية رأس المال البشري إلى تدريب أكثر من 500 ألف موظف حكومي على أفضل الممارسات.
• يتم دعم القطاع غير الربحي من خلال زيادة كفاءته وتأثيره.

تم اتخاذ خطوات كبيرةلمكافحة الفساد داخل المملكة، وتم إطلاق عدد كبير جدًا من البرامج التي تهدف لرفع كفاءة الموظفين والعاملين في الحكومة بالتعاون بين القطاعين العام والخاص داخل المملكة.

تم دعم القطاع غير الربحي بشكل غير مسبوق، حيث أعلن سمو الأمير محمد بن سلمان عن إطلاق أول مدينة دولية غير ربحية، وستكون تلك المدينة نموذجًا عالميًا في دعم القطاع غير الربحي

نظرًا لأن رؤية 2030 هي رؤية علمية متكاملة ومترابطة، فإن المدينة غير الربحية ستلعب دورًا كبيرًا في تنمية رأس المال البشري، حيث ستعمل بشكل متكامل لتأهيل الشباب ليصبحوا قادة المستقبل ودعم الابتكار وريادة الأعمال.

مبادرات رؤية 2030

بدأت الدولة بالفعل في تنفيذ العديد من المبادرات ضمن برنامج تحقيق الرؤية، ومن بين هذه المبادرات مدينة محمد بن سلمان غير الربحية وبرنامج الملك سلمان لتنمية الموارد البشرية لرفع كفاءة وجودة العمل في الأجهزة الحكومية.

– “تم إعادة هيكلة مركز الملك عبدالله المالي، وهو المركز الذي تم إنشاؤه في العقد الماضي، ولكنه كان غير مجدٍ اقتصاديًا. تم مراجعة الجدوى الاقتصادية للمشروع وإعادة صياغة استراتيجية عمله لتعزيز فرص نجاحه.

تركز الرؤية على المواطن باعتباره أحد أهم المحاور لتحقيقها، ولهذا تم إنشاء مكاتب تحقيق الرؤية ضمن هياكل الوزارات والجامعات السعودية. تهدف هذه المكاتب إلى استقبال المبادرات والبرامج والمشاريع والاقتراحات التي تساهم في تحقيق رؤية 2030 وتعزيز المشاركة المجتمعية، بالإضافة إلى تعزيز دور الطالب في تحقيق النهضة الشاملة ورؤية 2030.