كيف نهضت اليابان ؟ ” بعد الحرب العالمية الثانية
الحرب العالمية الثانية
الحرب العالمية الثانية تعتبر واحدة من أهم الحروب التي شهدتها العالم، واستمرت لمدة تقريبا ٦ سنوات، وشملت عددا كبيرا من الدول الكبرى التي تقسمت إلى فريقين متضادين، حيث كان هدف كل فريق هو هدم الآخر والتخلص منه. وأدت هذه الحرب إلى حدوث أحداث تاريخية غيرت مسار العالم، حيث شارك أكثر من ١٠٠ مليون شخص من ٣٠ دولة، ولم تكن المشاركة في هذه الحرب مقتصرة على المشاركة بالجنود والعتاد فقط، بل شملت الاقتصاد والعلم والصناعة. ولم تكن الحرب العالمية الثانية ناتجة عن سبب واحد فقط، بل كانت هناك أسباب وأهداف كثيرة وخفية لا يعرفها إلا أطراف الحرب، وسوف نعرض في هذا المقال بعض الحقائق حول الحرب العالمية الثانية وأسبابها
المعجزة اليابانية في مرحلة ما بعد الحرب
تمكنت اليابان من تخطي الأزمات الناجمة عن الحرب العالمية الثانية، التي شهدتها بعدة أشكال من القصف الدوري والغارات الجوية، وذلك بفضل سياستها وإدارتها الفعالة، الأمر الذي ساهم في تعافي الاقتصاد الياباني بشكل تام، وبعدها تمكنت اليابان من أن تصبح ثاني أكبر كيان اقتصادي في العالم في الستينيات. ومع ذلك، لم يدم هذا النمو الاقتصادي إلا لثلاثة عقود فقط، حيث شهدت اليابان ركودا في النمو والاقتصاد، ولكن ارتفعت قيمة الين الياباني بعد ذلك، مما ساهم في إنقاذ اليابان من العديد من المخاطر الاقتصادية. وخرجت اليابان من هذه المرحلة بقوة، ووضعت مجموعة من السياسات لتحفيز العمل المحلي والاقتصاد الداخلي.
مراحل النمو في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية
مرت اليابان بعد الحرب العالمية الثانية بعدة مراحل، مما ساعدها على استعادة قوتها وتحقيق انجاز اقتصادي وتكنولوجي في وقت قصير، ويمكن تلخيص هذه المراحل على النحو التالي:
مرحلة التعافي
تسببت الحرب العالمية الثانية في تكبد اليابان أضرارا اقتصادية كبيرة، مما أدى إلى فترة طويلة من الركود والتباطؤ الاقتصادي. يجب أن نذكر أن سبب ذلك يعود إلى توقف صناعة القطن بسبب قرارات اتخذتها الجهات المسؤولة عن الحرب، حيث تم إغلاق أكثر من ثلث مخازن القطن في اليابان. بالإضافة إلى ذلك، تعرضت العديد من المناطق للقصف والتدمير الكامل، مما أدى إلى فقدان اليابان لحوالي 20٪ من إنتاج القطن، بالإضافة إلى الدمار الشامل الذي أصاب العديد من الجوانب الأخرى. ومع ذلك، فقد أدهشت اليابان العالم بقوتها واستعادتها السريعة؛ ولقد وصفت بأنها “معجزة يابانية”، حيث نجحت في النهوض مرة أخرى على عكس الدول الأخرى التي تعرضت للأحوال نفسها.
يعود سبب التعافي إلى الإصلاح الاقتصادي الذي قامت به الحكومة، بالإضافة إلى التركيز على الإنتاج المحلي وتشجيع صناعة المواد الخام داخل اليابان، لتنشيط الصناعة المحلية. كما قامت الحكومة بتوظيف وتدريب عدد كبير من العمالة، وتعزيز دور العمالة النسائية. تم أيضا حظر توظيف الخريجين حديثا بدون تدريب، وفقا لتصريحات وزارة العدل.
مرحلة الزيادة الكبيرة
وتعد هذه المرحلة هي ما بعد دعم الولايات المتحدة لليابان وتحسن الاقتصاد الياباني بصورة كبيرة وملحوظة مما أبهر الجميع، حيث أكملت اليابان مسيرتها الاقتصادية واتجهت للتصنيع المحلي مما ساعد اليابان على أن تقفز لتصبح أحد أهم الدول الاقتصادية في شرق آسيا، وذكرت الكثير من الكتب الاقتصادية في هذا الوقت انبهار العالم بما حققته اليابان في وقت قصير بعكس المتوقع.
مرحلة الزيادة المطردة
حيث ضربت اليابان أسعار النفط في هذه المرحلة وخاصة في عام ١٩٧٣م مما تسبب في حدوث ازمة النفط العالمية وكان ذلك بسبب زيادة سعر النفط من ٣ دولار للبرميل ل١٣ دولار، وانخفض إنتاج اليابان الصناعي لما يقرب من ٢٠ % مما سبب الكثير من الأزمات بسبب زيادة سعر النفط لما يزيد عن عشرة أضعاف مما سبب ارتفاع تكاليف الإنتاج ومن أجل تقليل هذه التكاليف أتبعت اليابان طرق جديدة في الإنتاج حتى تنتج منتجات صديقة للبيئة وتستهلك مقدار أقل من النفط بالإضافة إلى أتباع برنامج تتركز على التكنولوجيا بصورة أكبر مما يضمن النمو المطرد في الاقتصاد. [٢]
أسباب سرعة نمو اليابان في فترة ما بعد الحرب
هناك العديد من الأسباب التي ساهمت بشكل كبير في تطور اليابان ونموها السريع بعد الحرب العالمية الثانية، وستتعرفون على أهم هذه الأسباب في هذا المقال
- المساواة
كان النظام الطبقي يسبب العديد من المشاكل في الإصلاح، مما دفع الوطنيين إلى إلغاء هذا النظام وتطبيق المساواة بين جميع الأفراد، مما زاد الشعور بالانتماء للوطن والرغبة في العمل من أجل تقدمه.
- الفائض في المدخرات
من أهم مميزات اليابان هو امتلاكها لمعدل فائض مرتفع مقابل معدل استهلاك منخفض، مما ساعد على إنعاش الاقتصاد بسرعة بعد الحرب، كما ساهم هذا الفائض في توفير الكثير من الأموال التي ساعدت في تطوير البنية التحتية للاقتصاد.
- التكنولوجيا الحديثة
ساعدت التكنولوجيا الحديثة على تطور اليابان والمساهمة في نهضتها، وذلك بفضل العلاقات العلمية مع الولايات المتحدة والتبادل الثقافي والتجاري والصناعي، بالإضافة إلى تبادل الخبرات بين الجامعات اليابانيةوالأمريكية.
- انتهاء الحرب
فبعد انتهاء الحرب العالمية الثانية كانت هناك رغبة من قبل اليابان على مواكبة الغرب في التطور وبدأت بتغير العديد من السياسات الخاطئة واتباع سياسات أخرى ساعدت على التوسع وتنمية الاقتصاد بالإضافة إلى تغيير الكثير من وسائل التكنولوجيا الخاطئة التي سبق وتم استخدامها أثناء الحرب ولم يكن لها فائدة، كل هذا وأكثر قامت به اليابان لتستعيد قوتها بين دول العالم. [٢]
النهضة العلمية والتكنولوجيا في اليابان بعد الحرب العالمية الثانية
نحن جميعا نعلم أن الحرب العالمية الثانية تسببت في أحداث تاريخية هزت العالم وغيرته بشكل كبير. ومن بين هذه التغييرات، كان استسلام اليابان وفقدانها قوتها واقتصادها، مما أدى إلى فقدان الوظائف وزيادة معدلات البطالة لتصل إلى أكثر من سبعة ملايين شخص. ومع ذلك، كان لليابان رأي آخر في هذا الدمار، حيث كان هناك إصرار ورغبة في تحقيق الأهداف وإنقاذ اليابان من الضياع. ولعب العلم دورا كبيرا في تجربة النهضة التي قامت بها اليابان
- حيث حرصت على الإستعانة بعلماء منجميع أنحاء العالم في مختلف المجالات، بما فيها اللغات الأوروبية، وقامت بإرسال السفن لاستقدام العلماء والمعلمين والفنيين، وكرست أكثر من 30% من ميزانية التعليم في اليابان لهذا الغرض.
- وبالإضافة إلى ذلك، أرسلت اليابان بعثات إلى دول متقدمة أخرى للاستفادة من العلوم الحديثة، ولم تكن اختيار أعضاء البعثات عشوائيا، بل تم اختيارهم بدقة عالية، وكانت معظم البعثات متجهة إلى الولايات المتحدة الأمريكية وألمانيا، للاستفادة من نهضة ألمانيا، وكانت اليابان ترغب في الاستفادة من أسلوب التربية الألماني الذي يهتم بالجوانب الأخلاقية، بالإضافة إلى العديد من الأساليب التي تتناسب مع الطبيعة اليابانية.
- شهد التعليم الجامعي في اليابان تطورًا وتحسنًا، حيث أنشأت الحكومة اليابانية عددًا كبيرًا من المعاهد والكليات العلمية لرفع مستوى الطلاب وتمكينهم من اللعب بدور في تطور اليابان المستقبلي