اسلاميات

ما الفرق بين عرض الأعمال ورفع الأعمال

عرض الأعمال على الله

يتسأل العديد عن الفرق بين رفع وعرض الأعمال على الله عز وجل، فيأتى الرفع ثم العرض بعد ذلك، وللفرق بين الرفع والعرض أشارت إجابة العلماء أن الأعمال ترفع يومياً وتعرض اسبوعياً و سنوياً، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ “صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ” قَالَ”يَتَعَاقَبُونَ فِيكُمْ مَلَائِكَةٌ بِاللَّيْلِ وَمَلَائِكَةٌ بِالنَّهَارِ وَيَجْتَمِعُونَ فِى صَلَاةِ الْفَجْرِ وَصَلَاةِ الْعَصْرِ ثُمَّ يَعْرُجُ الَّذِينَ بَاتُوا فِيكُمْ فَيَسْأَلُهُمْ وَهُوَ أَعْلَمُ بِهِمْ كَيْفَ تَرَكْتُمْ عِبَادِى فَيَقُولُونَ تَرَكْنَاهُمْ وَهُمْ يُصَلُّونَ وَأَتَيْنَاهُمْ وَهُمْ يُصَلُّونَ” فهنا نعلم ان الملائكة يتعاقبون على البشر ويرفعون الاعمال الى الله عز وجل وقت الفجر ووقت العصر لذلك فمن افضل الصلوات التى يجب صلاتها على وقتها صلاة الفجر وصلاة العصر حتى يُرفع عمل المؤمن وهو على طاعة وصلاة، فمن هنا تجمع الاعمال وترفع يوميا فى وقت العصر ووقت الفجر وتعرض على الله عز وجل يومى الاثنين والخميس كما يفضل ان ترفع الأعمال وتعرض والمسلم صائم لذلك كان رسول الله يصوم يومى الاثنين والخميس فقد ورد فى الحديث عن أبى هريرة رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «تُعرَض الأعمالُ يومَ الاثنينِ والخميسِ؛ فأُحِبُّ أن يُعرَض عملى وأنا صائمٌ» رواه الترمذى وعليه فتنحصر الفروق فيما يلى:-

  • لا يتطلب الرفع للأعمال الحاجة إلى العرض، بل يتم الرفع أولاً ثم العرض بعد ذلك
  • الارتفاع يكون تفصيليًا بينما يكون العرض إجماليًا
  • تزيد فرص التوبة والطاعة في أوقات مختلفة، سواء يوميًا أو أسبوعيًا، بفضل رحمة الله الواسعة، حيث يمنح الله فرصة للتوبة وكثرة الطاعات. أما الفرصة السنوية فتأتي في شهر شعبان، وتتوالى الفرص حتى انقضاء الأجل، وإن الله غفور رحيم.

متى ترفع الأعمال

للإجابة على سؤال متى يتم رفع الأعمال إلى الله؟ فإن رفع الأعمال يتم يوميا، ويتم عرضها في شهر شعبان وفي يومي الاثنين والخميس. ومعنى رفع الأعمال في شهر شعبان هو أن الأعمال ترفع إلى الله عز وجل بشكل شامل، سواء كانت قولا أو فعلا، ويسمى هذا بالرفع السنوي للأعمال، بينما يتم رفعها في يومي الاثنين والخميس بشكل مفصل، ويسمى هذا بالرفع الأسبوعي للأعمال، وذلك وفقا لما ورد في السنة النبوية الشريفة. ويتم رفع الأعمال الأسبوعية بشكل تفصيلي، في حين يتم رفع الأعمال السنوية بشكل شامل، ولذلك يجب استغلال شهر شعبان بالأعمال الصالحة وكثرة الطاعات والاستغفار لله والتوبة من جميع المعاصي والرجوع إلى الله عز وجل.

متى لا ترفع الأعمال إلى الله

تأكيدا على أن أعمال البشر تعرض كل يوم اثنين وخميس من كل أسبوع وتعرض أعمال السنة في شهر شعبان، وفقا لما ثبت في صحيح مسلم عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، حيث قال: “تعرض أعمال الناس في كل جمعة مرتين يوم الإثنين ويوم الخميس، فيغفر لكل عبد مؤمن إلا عبدا بينه وبين أخيه شحناء، فيقال: اتركوا أو اركوا هذين حتى يفيئا”. والخصام بين المتشاحنين يعرقل رفع الأعمال إلى الله عز وجل، لذا يجب على المسلم أن يسعى جاهدا في كل ما يجلب المحبة لقلب أخيه المسلم، وذلك بإفشاء السلام والابتسامة عند اللقاء والزيارة المناسبة، وأداء الحقوق المترتبة على الأخوة في الإسلام. ولا يجوز للمسلم أن يهجر أخاه لأكثر من ثلاثة أيام، فقد ثبت في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاثة يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا وخيرهما الذي يبدأ بالسلام”. وأي مدة تزيد على ذلك فإنها تعد معصية عظيمة تستدعي التوبة والاستغفار عما سبق

يرفع العمل في شهر شعبان، وذلك حسب ما أخبرنا به رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم. ويعرض العمل الأسبوعي يومي الاثنين والخميس، وتم تثبيت ذلك في صحيح مسلم. ويتم رفع العمل في نهاية اليوم قبل الليل، ورفع العمل في نهاية الليل قبل النهار. فإن رفع العمل في اليوم والليلة أهم من رفع العمل في العام. وعندما ينتهي الأجل، يتم رفع عمل العمر بأكمله، وتطوى صحيفة الأعمال.

فلطالما كان شعبان “شهراً يغفل عنه الناس”، حيث غطى عليه أشهر رجب ورمضان، ومع ذلك ، فإن  شهر شعبان ملىء بالفرص لتعظيم أعمالنا الصالحة والاقتراب من هَدى النبي (صلى الله عليه وسلم) بإرسال الصلاة عليه، فهو الشهر الذي ترفع فيه الأعمال إلى الله تعالى، فيتم تدوين أعمالنا باستمرار من قبل ملائكتنا والله يعلم بالفعل كل ما نفعله ونقوله، ومع ذلك، خص النبى صلى الله عليه وسلم أوقاتاً معينة ترفع فيها أعمالنا إلى الله لتذكيرنا بأنفسنا عن أفعالنا والتركيز على عبادتنا، فتُعرض أعمالنا على الله بشكل يومى  بعد الفجر والعصر، وأسبوعياً يومي الاثنين والخميس، وسنوياً خلال شعبان.

ففي هذا الشهر، كان النبي صلى الله عليه وسلم يصوم بشكل أكثر من العادة، بهدف أن يحصل على أجر مضاعف. وهذا يذكرنا بأن نولي اهتماما أكبر لأعمالنا في شعبان ونكرس عبادتنا لله بدلا من إهمال هذا الشهر. فمن خلال قراءة المزيد من القرآن، وأداء صلاة التطوع، واتباع سنة النبي صلى الله عليه وسلم بصوم إضافي، يمكنك تعزيز التقوى وتحضير نفسك بشكل جيد لشهر رمضان المبارك. إن شهر شعبان هو فترة التحضير لرمضان، وبالإضافة إلى الصيام، هناك عدة طرق يمكنك من خلالها التحضير لشهر رمضان خلال شهر شعبان. حدد أهدافا لما ترغب في تحقيقه في عبادتك خلال شهري شعبان ورمضان، وتذكر أن جعل النية الصادقة في فعل الخير أمر يستحق المكافأة أيضا

إليك بضعة أفكار لمساعدتك على البدأ:

  • يجب تحديد جدول زمني بسيط لقراءة القرآن والالتزام به، أو جدول للحفظ إذا شعرت أنك تستطيع الالتزام به.
  • تعتبر صدقة الأطعمة فضيلة عظيمة بإطعام شخص بلا مأوى وبحاجة إلى الطعام، حيث يوجد الكثير من المحتاجين والفقراء
  • قم بقضاء بعض الوقت مع أفراد العائلة الذين لم ترهم منذ فترة، وخاصة الأشخاص الكبار في السن.
  • الالتزام بترك العادات السيئة والمعاصي، والتوبة إلى الله عز وجل.
  • يسهل عليك صلاة الليل في رمضان إذا التزمت بجدول زمني لصلاة القيام.
  • يمكن البدء في التوفير من أجل الصدقة والتخطيط لمكان إنفاقها، وتذكر أنه خلال شهر رمضان سيتم صرف الكثير من المال على الطعام، لذلك فهو الوقت المثالي للاستثمار في الآخرة
  • كثرة الصلاة علىالنبي صلى الله عليه وسلم
  • كثرة الإستغفار
  • احرص على رعاية الأيتام المحتاجين والإنفاق عليهم بقدر المستطاع
  • يجب إبداء النية الحسنة في جميع الأعمال والطاعات التي تقربنا إلى الله عز وجل

فلابد من بذل جهد للتقرب من هدي النبي (صلى الله عليه وسلم) خلال هذا الشهر، ويمكننا القيام بذلك من خلال معرفة المزيد عن السيرة النبوية، وزيادة معرفتنا بمواضيع مثل الأدعية التي أحبها رسول الله للتحاق بها وطريقة أخرى لاتباع هدي النبي هي اتباع سنته في دعم ورعاية الأيتام، وهي قضية محبوبة بشكل خاص للنبي صلى الله عليه وسلم، وبالطبع زيادة الصيام في تلك الشهر، فهناك بعض الدلائل العلمية في صيام شهر شعبان فقد ثبت علميا أن جسم الإنسان في أيام الصيام الأولى يبدأ في استهلاك احتياطياته المخزنة من الدهون والبروتينات وغيرها لتعويض النقص الناتج عن نقص الغذاء

ونتيجة لذلك، تتدفق بعض السموم (هرمون الأدرينالين) فى الدم قبل أن يتخلص منها الجسم مع بقايا الطعام، ولهذا يشعر الصائم ببعض الأعراض مثل الصداع والضعف وسوء المزاج وقد يسىء إلى غيره مما يجعله يفقد صيامه فى شهر رمضان، فبعد أيام قليلة من الصيام تختفى هذه الأعراض عندما تعود نسبة الهرمونات فى الدم إلى طبيعتها بإذن الله، فيعتبر صيام شعبان التطوع تدريباً على صيام رمضان الواجب ورفع مشقة الصيام فى أول شهر رمضان والله تعالى أعلم، لذلك لابد من إستعداد الجسم فى شهر شعبان للصيام حتى يعتاد المسلم على اداء تلك الفريضة على اكمل وجه ممكن، فشهر شعبان فرصة للرجوع إلى الله، وللتغيير من أجل الخير وفرصة للتحول روحياً ونفسياً إلى ذلك الشخص المذهل الذى طالما شعرت أنه مقدّر لك أن تكونه، فلتستغل هذا الوقت الذى أعطاك الله إياه

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى