متلازمة أليجاندرا ” حالة نادرة من العيون البنفسجية “
ما هي متلازمة العيون البنفسجية
أليجاندرا أو كما تُعرف بمتلازمة الإسكندرية أو كما في الانجليزية (Alexandria syndrome) وهي طفرة جينية نادرة للغاية ذات خصائص جسدية استثنائية، وتُصيب النساء فقط، ويصاب الأشخاص المصابون بهذه المتلازمة غير الشائعة بعدة أعراض غير اعتيادية تجعلهم صورة للتطور الإنساني القادم.
من سمات هذه المتلازمة الرئيسية لون العيون البنفسجي، والذي يتحول من الأزرق بعد الولادة بحوالي 6 أشهر، والبشرة شديدة البياض والتي لا تتأثر بأشعة الشمس. وهناك العديد من الأعراض الأخرى المزعومة والغريبة حتى أن البعض يقولون أن أصحاب هذه المتلازمة يتحولون إلى بشر خارقين.
بسبب هذه التراهات يعتقد أغلب العلماء أن هذه المتلازمة ما هي إلا محض خرافة قديمة، وذلك لأن بقية أعراض هذه المتلازمة الغريبة لم يتم توثيقها ، ويعتقد العلماء أنه من الممكن أن يكون هناك تغير في الجين يسمح بتحول لون العين إلى البنفسجي، ومع ذلك يعتبرها بعض الناس متلازمة حقيقية.
نتيجة لهذه المتلازمة، يتحول لون الشعر إلى البني الغامق وينعدم نمو الشعر في الجسم، وهذا يتعارض مع طبيعة الإنسان. ويقال أيضا أن النساء المصابات بهذه المتلازمة يتمتعن بقوة خصب عالية ولكنهن لا يمرون بفترة الحيض الشهرية. كما أن جهاز المناعة لديهن غير قابل للإصابة كباقي البشر، ويتميز المصابون بأجسام متناسقة لا يزيد وزنها أبدا، ويظهرون بشكل أصغر سنا. تتضمن هذه السمات العيون البنفسجية والبشرة البيضاء النقية، وتتراوح متوسط أعمارهن بين 120 و 150 سنة.
تاريخ ظهور متلازمة أليجاندرا
ظهرت أول حالة لهذه المتلازمة في القرن الرابع عشر الميلادي في شمال أوروبا وتحديدًا في مدينة لندن عام 1329، كانت هناك امرأة تدعى إسكندرية أوغستين، والتي ولدت بعيون زرقاء لكن ما لبثت شيئًا فشيئًا إلى أن تحولت للون البنفسجي، وذهب بها أهلها إلى كاهم في الكنيسة لكنه طمأنهم أن هذا ليس من فعل الشيطان.
يُقال إن أوغستين كان يعاني من جميع أعراض هذه المتلازمة، ولكن هذه مجرد قصة غير مثبتة تاريخيًا أو علميًا، ولكن تحوّل لون العين من الأزرق إلى البنفسجي قد حدث في بعض الحالات الأخرى لاحقًا وقام العلم بإثبات ذلك.
أعراض متلازمة أليجاندرا
من الممكن التعرف على أهم أعراض هذه المتلازمة من المعلومات السابقة، ولكن هناك سمات خاصة ونادرة لهذه الأعراض سنتعرف عليها بالتفصيل كما يلي:
- قزحية العيون البنفسجية
تعتبر واحدة من أشهر الأعراض المعروفة لمتلازمة أليجاندرا أو متلازمة الإسكندرية هي العين الوحيدة التي يوجد لها دليل طبي، ويقال إن المصابين بهذه المتلازمة يولدون بأعين زرقاء طبيعية ولكنها تتحول إلى عيون بنفسجية في غضون ستة أشهر من تاريخ الولادة بعد أن تمت مراحل متعددة من تغير لون قزحية العين حتى تصل إلى هذا اللون.
يمكن تفسير هذا العرض بشكل طبيعي ولا يبدو خاطئًا على الإطلاق، حيث يتغير لون عيون بعض مرضى البهاق في بعض الحالات حتى يصل إلى اللون الأرجواني.
- مقاومة أشعة الشمس وحرارتها
يتميز أصحاب هذه المتلازمة ببشرة بيضاء نقية شديدة الوضوح، لكن على الرغم من ذلك فالبعض يدعي أنها مقاومة لأشعة الشمس الحارقة، لكن هذا الأمر علميًا غير صحيح ذلك لأن المادة التي تمنع حدوث حروق في الجلد هي الميلانين وهي مادة تكاد تكون معدومة في أصحاب البشرة الباهتة، بالتالي يصبح الأمر متناقضًا كليًا.
- انعدام شعر الجسد
يتميز نساء المصابات بهذه المتلازمة بعدم وجود الشعر في جميع أنحاء الجسم باستثناء الرأس والوجه بما في ذلك الرموش والحواجب، وعلى الرغم من وجود بعض الحالات التي يظهر فيها الشعر، إلا أن وجود هذا العرض في هذه المتلازمة نادرًا ما يحدث بجانب باقي الأعراض.
- انقطاع الحيض والخصوبة الشديدة
يُعَد هذا العرض من أكثر الأمور الغريبة واللافتة للنظر، حيث يمكن أن يتوقف الحيض عن بعض النساء رغم وجود البويضات في الرحم وقدرتهن على الإنجاب.
بالرغم من عدم قبوله أو عدم مقبوليته بيولوجيًا، هناك حالات نادرة لنساء لا ينزل عليهن الحيض ومع ذلك يستطعن الإنجاب، ومن بين هذه الحالات المعروفة هي إسكندرية أوغستين التي كانت أمًا لأربعة أطفال.
- المناعة القوية
يتمتع أصحاب هذه المتلازمة بمناعة قوية جدًا وحصانة ضد الأمراض، وعلى الرغم من وجود بعض البشر الطبيعيين كذلك، إلا أن الأمر لا يبدو منطقيًا عندما تجتمع هذه الأعراض معًا.
- الأعمار الطويلة
يقال أن متوسط أعمار أصحاب متلازمة أليجاندرا من 120 إلى 150 عامًا، وهذا عرض آخر يبدو غير واقعي وخيالي، ذلك لأن عمرهم يفوق متوسط الأعمار البشرية الطبيعية بكثير، لكن على الرغم من كثرة القيل حول الأمر إلا أن آخر شخص تم توثيقه بعيون بنفسجية اللون توفى عن عمر 122 عامًا فقط، ويشاع أن أوغستين توفت عن عمر يناهز المئة وخمسون عامًا.
- الأجسام المثالية
يُقال إن لديهم أجسامًا مثالية رشيقة تتفوق على عامل اكتساب الوزن، فهم لا يكتسبون الوزن أبدًا ويتمتعون بجسم مثالي ورشيق دون الحاجة إلى ممارسة الرياضة أو اتباع أي نظام غذائي.
الحالات التي يتغير فيها لون العين
توجد العديد من الحالات الطبية غير الشائعة التي يمكن أن تؤدي إلى تغيير لون قزحية العين، ولكن على الرغم من ذلك، لا يوجد دليل طبي يثبت وجود عيون بنفسجية في متلازمة الإسكندرية أو أليكساندرا، ومن بين هذه الحالات الطبية:
- حدوث التهاب في القزحية أو ما يعرف بمتغاير اللون لوفكس ( FHU): وفي هذه الحالة يتغير لون قزحية العين بسبب وجود تورم في قزحية العين طويل الأمد قليلًا، ووجود التهاب في الطبقة الوسطى من مقلة العين، وهي حالة نادرة جدًا.
- أورام قزحية العين ( Iris tumors): يؤدي وجود هذا الورم في قزحية العين إلى تغيير شكل ولون القزحية في بعض الحالات، مما يؤدي إلى تداخل مع حدقة العين وجميع أجزاء العين، ويتسبب في تشوش الرؤية لدى المريض بسبب هذه الأورام، مما يؤدي إلى تشوه الجزء الملون ويعطي الناظر انطباعًا بأن لون العين قد تغير.
- فترة الشيخوخة (Aging): أو التقدم في السن بشكٍ عام وهذا لا يُصنف كمرض إنما هو حالة عادية نصيب جميع البشر في مرحلٍ ما، يولد بعض الأطفال بعيون رمادية أو زرقاء ولكن بمرور الوقت يتغير لون قزحية العين ويُصبح أخضر أو بني أو عسلي، وفي سن السادسة يصبح لون العين ثابتًا عند الجميع، ولكن عند كبار السن فإن لون العين قد يتغير بسبب التعرض للضوء بسبب ضعف مادة الميلانين مع مرور الوقت والتقدم في العمر.
- الجلوكوما التصبغي (Pigmentary glaucoma): يؤدي الجلوكوما في هذه الحالة إلى حدوث سقوط في الصبغة الموجودة في القزحية، مما يسبب انسدادًا في بعض الحبيبات الدقيقة التي تقوم بسد تصريف العين، مما يتسبب في حدوث تشوهات في القزحية، وبالتالي يحدث تغير طفيف في لون العينين.
- قطرات تعزيز الرموش (Bimatoprost): يوجد نوع من القطرات الطبية والتي تستخدم لعلاج الجلوكوما وتساهم أيضًا في تغيير لون قزحية العين، ويوجد أيضًا أنواع من القطرات التي تساعد في تغيير لون قزحية العين وذلك عن طريق زيادة صبغة اللون البني في القزحية.
- تباين لون قزحية العين (Heterochromia iridis): حالة الهيكتروكروميا هي حالة نادرة تحدث فيها اختلاف في اللون القطعي، مما يؤدي إلى أن تكون قزحية العين الواحدة ملونة بألوان مختلفة، وبالتالي لا يوجد تطابق في لون العينين في هذه الحالة، حيث تصبح كل عين بلون مختلف.