زد معلوماتك

هل تعلم ” متى بدأ البشر يتحدثون  ؟ “

لغة الإنسان

تختلف اللغة البشرية عن لغات الحيوانات في طبيعتها التركيبية. اللغة التركيبية هي لغة تسمح للبشر بالتعبير عن أفكارهم في صورة جمل مترابطة تحتوي على موضوعات وأفعال، وكلماتها تسهل التعبير عن أزمنة مختلفة. بفضل تركيبتها المعقدة، تمنح اللغة البشرية البشر قدرة غير محدودة على ابتكار جمل وتعبيرات جديدة. يمكن للمتحدث استخدام الكلمات وإعادة ترتيبها للتعبير بدقة عن الموضوع والفعل.

تتمتع اللغة البشرية بقدرتها على التعبير والانتقال بسهولة، حيث يمكنك إنشاء أكثر من 15000 جملة تعبيرية باستخدام فقط 25 كلمة. اللغة الإنسانية لها صفة المرجعية، حيث يستخدم الإنسان لغته لتبادل المعلومات الخاصة به وما يهمه. اللغة لها دور هام في حياة البشر. على عكس الكائنات الأخرى التي تتكيف مع البيئة، يمكن للبشر التكيف مع البيئة الثقافية بالمحاكاة واكتساب المعرفة المناسبة. يمتلكون القدرة على الابتكار والتصنيع لتلبية احتياجاتهم الإنسانية والبقاء.

كيف ظهرت اللغات في العالم

هناك تفاوت في أصل نشأة اللغات المختلفة في العالم، وحتى الآن لم يتوصل الباحثون اللغويون إلى اتفاق واضح بشأن السبب، حيث توجد اعتقادات دينية خاصة بأصل اللغة كواقعة برج بابل، أو الاعتقاد بأن اللغة العربية كانت الأم لكل اللغات وفقا للبحث والتاريخ اللغوي، حيث أنها كانت اللغة التي تحدث بها آدم أبو البشر عليه السلام، بالإضافة إلى وجهة نظر تروج لفكرة أن اللغات نشأت مع خلق الإنسان.

لغة الإنسان الأول

هناك رأى يقول أن سيدنا آدم عليه السلام تكلم اللغات كلها، بالاستدلال بقول الله تعالى في سورة البقرة : {وعلم آدم الأسماء كلها}، وفٌسرت الأية على أعتبار أن الأسماء هنا تشير إلى الأحرف كلها، وتتضمن كل اللغات، حيث ألهمه الله معرفتها وقام آدم بتعليمها لأبناءه وبالتلي نقلوها لأبنائهم ومن ثم انتشرت هذه اللغات.

في حين يعتقد بعض الناس أن سيدنا آدم تكلم اللغة العربية وأن اللغة العربية هي أم اللغات وأن جميع اللغات اشتقت منها؛ هناك رأي آخر يقول بأن اللغة العربية لا تزال تحتفظ بخصائصها اللغوية مثل الإعراب والاشتقاق والمعاني وغيرها، وهذا ما لا يوجد في اللغات المعروفة حاليا، ويستدلون عليه كدليل على صحة أصالتها وقوتها. ولكن، ليس كما يظن البعض بأن اللغة العربية هي الأسهل في العالم.

الرأى الديني حول أصل اللغة

في القرون الوسطى في أوروبا، أشاع اليهود أن لغتهم العبرانية هي اللغة الأم والأصلية، وتعتبر لغة آدم والأجيال الأولى، وتطورت لتصبح لغة الإسلام بعد طوفان نوح. وقد انتشرت ذريته وانتشروا في الأرض واستدلوا على ذلك من قول الله تعالى في سورة الصافات عن أبناء نوح الثلاثة

الرأي العلمي حول نشأة اللغة وتطورها

تركز فرع الأنثروبولوجيا اللغوية على اللغة وتطورها، وفقا لعالم الأنثروبولوجيا ديفيد أرمسترونج الذي تقاعد الآن بعد قضاء عقود في دراسة أصول اللغة. يقول إن صعوبة دراسة اللغة تنبع من كون اللغة هي سلوك وهذه حقيقة يجب أن نأخذها في الاعتبار، وأنها ليست سمة مادية، وبالتالي لا توجد سجلات أحفورية تثبت ظهور أول لغة. وعلى الرغم من ذلك، حاول الباحثون الوصول إلى أصل اللغة وقدموا لنا اثنتين من الفرضيات الأساسية التي تفسر منشأ اللغات ونتيجة هذا التطور.

  • الفرضية الأولى

تعتقد أن أصل جميع اللغات المتداولة حالياً والقديمة يعود إلى لغة واحدة كان يتحدث بها البشر، وقد ساعد في انتشارها في جميع أنحاء العالم الطبيعة البدائية للإنسان الأول، وتسمى هذه الفرضية بفرضية التولد الأحادي.

  • الفرضية الثانية

تعرف عملية تطور اللغة بتعدد الجينات، وهي تؤكد أنه بنفس الطريقة التي يتطور بها البشر ويوسعون إدراكهم لمحيطهم، تطورت اللغة بفضل تطور أجزاء مختلفة من المعرفة. ومع مرور الوقت، تطورت اللغات من اللغات الأصلية وتنوعت إلى العديد من اللغات المختلفة. وبغض النظر عن أي اعتقاد شخصي حول مصدر اللغات الأصلي، فإن الحقيقة تبين لنا أن اللغات تطورت ونمت مثل البشر. ولا يقتصر السبب على العوامل البيئية فقط التي لها تأثير.

بل أيضًا بسبب الانقسامات بين البشر قبل الاستقرار بشكل المجتمعات الحالية والعيش بمساحة أرض محددة، فقد كان البشر جمعات بدوية متنقلة حول مصادر الغذاء والأمان بالنسبة لهم، لم يعرف البشر فكرة الاستقرار في مكان محدد إلا بعد تعلم الزراعة، وبالتالي تطوروا إلى أن وصلوا لبناء المجتمعات.

سبب تعدد اللغات

استمرار تحرك البشر والتنقل ساهم في نشر اللغات الأصلية المختلفة في جميع أنحاء العالم، وعندما بدأت مجموعات مختلفة من الأشخاص بالتواصل اللغوي مع بعضها البعض، حدث تطور في لغات كل مجموعة منهم وغالبا ما نتجت لغتان منطوقتان، وكان هذا نموذجا بسيطا لتطور اللغات وظهور لغات جديدة، وبالطبع تم نقل تلك اللغات إلى الأجيال الجديدة التي أضافت تغييرات أيضا.

في الوقت الحالي، يعرف الباحثون حاليا 7111 لغة، ونظرا لأن هناك لغات يتحدث بها جماعات بشرية غير معروفة، وأن هناك لغات أخرى اختفت بسبب قلة عدد متحدثيها أو وفاة المتحدثين بها. فهناك العديد من اللغات التي يتم تحدثها شفهيا بدون وجود لغة مكتوبة توثقها. ووافق اللغويون على أن السبب الرئيسي لانقراض العديد من اللغات هو ظهور لغات جديدة وتغير مستمر في عدد اللغات بسبب التغيرات التي يعيشها البشر باستمرار.

نظريات تطور اللغة

البشر قادرون على تعلم اللغات بسهولة وبسرعة كبيرة خاصة الأطفال خلال  السنة الأولى من حياتهم، فبمجرد مرور تلك السنة يكون الطفل قادر على تمييز كثير من المفاهيم المهمة، التي تكون عامل مهم لتعلمهم اللغة، وعلى الرغم من أن تعلمهم اللغة بشكل كامل سوف يستغرق سنوات يكررون فيها الكلمات وتعلمون توظيفها في الجمل ليعبروا عن أحتياجاهم بالتحديد، ويتعلموا مرادفات الكلمات. وقد يستغرق سنوات لكى يتعلم ويتقن بعض الأشخاص أكثر من لغة ويتحدث بهم كلغتهم الأم.

أقدم لغة في العالم

تشير بعض الدراسات اللغوية إلى أن اللغة البابلية هي الأم القديمة للغات، وأن البشر استخدموها لأكثر من 5000 عام، وتستند هذه النتيجة إلى السجلات المكتوبة الأقدم المعروفة حتى الآن، وهي صور الكلمات السومرية المكتوبة منذ حوالي 5500 سنة، أو ما يعادل 3500 قبل الميلاد

يُعتقد أن السومرية نشأت من اللغة البابلية كلغة أم، وتم العثور على سجلات مكتوبة باللغة الصينية تُقدّر عمرها بنحو ثلاثة آلاف وخمسمائة سنة، وبالتالي يُرجح أن تعود إلى حوالي 1500 قبل الميلاد، كما تم العثور على برديات ونقوشات مكتوبة بالكتابة الهيروغليفية في الحضارة الفرعونية قبل خمسة آلاف عام.

شجرة اللغات العالمية

تحوي شجرة اللغات العالمية جميع اللغات المعروفة، وتختلف اللغات المكتوبة عن اللغات المنطوقة في أن أسماء الحروف الإنجليزية تختلف عن نطقها، وتشمل اللغات المعروفة في العالم اللغات الشهيرة مثل:

  • اللغة الإنجليزية
  • لغة الماندرين (الصينية)
  • اللغة الهندية
  • اللغة العربية
  • اللغة الإسبانية
  • اللغة الروسية
  • اللغة البرتغالية
  • اللغة البنغالية
  • اللغة الفرنسية
  • اللغة الألمانية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى