اين تقع مدينة قنسرين
اين تقع مدينة قنسرين ؟ يتسائل الجميع عن موقع مدينة قنسرين فورا بعد سماع اسمها بكل فضول فهذه المدينة معروفة بإنها مدينة اثرية و تحمل العديد من الاحداث التاريخية و بلأخص وجود الكنسية الكبيرة السريانية الأرثوذكسية فيها و عملها كمقرر سري و مهم جدا في دولة سوريا . و في ما يلي يتم التعريف عن مدينة قنسرين و موقعها ؛
تقع قنسرين، مدينة أثرية، في هضبة حلب الجنوبية وتبعد حوالي 40 كيلومترا عن مدينة حلب السورية. وتعد قنسرين مدينة ذات أهمية تاريخية كبيرة بسبب وجود الكنيسة السريانية الأرثوذكسية فيها، وكانت تضم مدرستي الرها والنصيبين للدراسات اللاهوتية .
بعد حدوث الفتوحات الإسلامية، أصبحت مدينة قنسرين مقرًا عسكريًا مهمًا جدًا في سوريا .
لماذا سميت مدينة قنسرين بهذا الاسم
ما هو السبب وراء تسميتها بهذا الإسم ؟ السبب وراء تسمية هذا المدينة بقنسرين يعود الى معنى قن النسور ( في اللغة الآرامية ) هذه اللغة كان يمارسها سكان سوريا القدماء ، و معنى يعني عش او بيت النسور ، هذه التسمية تتناسب مع طبيعة مدينة قنسرين المليئة الكهوف و المغارات ، التي تكون مكان جيد و واسع من اجل أقامة الطيور الكبيرة و من هذه الطيور النسر .
تُعرف هذه المدينة باسم قرية العيس أو باسم آسكي حلب، وكانت كبيرة منذ العهد العثماني وحتى الوقت الحالي، وتم إنشاؤها على سفح جبل العيس الجنوبي من أجل إنقاذ وإعادة بناء مدينة قنسرين .
ما هو تاريخ مدينة قنسرين
يعود أصل سكان مدينة قنسرين إلى سلوقس نيكاتور، وهو أحد أهم قادة الإسكندر المقدوني في سنة ٣٢٣ قبل الميلاد، وبعد بنائها أصبحت محطة مهمة جدًا في التجارة واستقبال القوافل التي تأتي من البحر الأبيض المتوسط مرورًا بالفرات .
وقام الخلفاء السلوقيون بتطوير وإعمارها أكثر بعد أن شهدوا على أهميتها التجارية، وبعد بزوغ الإسلام وفتح مدينة دمشق في السنة السابعة عشر للهجرة، قام أبو عبيدة الجراح بإرسال خالد ابن الوليد إلى مدينة قنسرين ليقابل جيش الروم، ثم بدأت معركة ضخمة بين الإسلام وجيش الروم في سهل الحاضر الذي يقع بالقرب من قنسرين .
بعد معركة عنيفة بين الجانبين، انتهت بفوز المسلمين ومقتل قائد الجيش الرومي ميناس، قام سكان المدينة بمحاصرة المسلمين، وحاول سكان قنسرين قتل المسلمين من وراء الأسوار القوية.
استمرت هذه المشاكل والحصارات حتى استسلم سكان مدينة قنسرين وطلبوا من خالد بن الوليد أن يعفو عنهم، فقرر خالد بن الوليد السماح لهم بالعفو .
تاريخ سكان مدينة قنسرين
بعد انتقال الخلافة إلى بني أمية، كانت إحدى أهم أهدافهم هي محاربة الدولة البيزنطية بكل الطرق البرية والبحرية، ولهذا التوجهوا نحو مدينة قنسرين لجعل جنودها جندًا مستقلًا ومختلفًا عن جنود مدينة حلب .
حيث سماها يزيد بن معاوية بالعاصمة ، لان الجنود كلهم كانوا يقومون باعتصامات بها ، استمرت مدينة قنسرين كونها مكان مؤهل لعيش السكان حتى سنة ٩٢٦ ميلادي ، و ٣٥١ هجري ، هذه السنة قام الجيش الروماني بمداهمة مدينة حلب ، حيث قاموا بتخريب المدينة و تحطيمها و حدثت الكثير من المجازر المرعبة فيها
بعدما انتهت الحرب، قرر سكان قنسرين الابتعاد عن المدينة، وعندما قام الملك الروماني بتدمير المدينة بالكامل، لم يسمح السكان بذلك وقاموا بإعادة بنائها من جديد، ولكن عاد الجيش الروماني مرة أخرى إلى المدينة في عام 389 ميلادية، 422 هجرية .
تم تدمير مدينة قنسرين من جديد بعد الحروب والمجازر العديدة التي وقعت فيها، وأصبحت المدينة فارغة ولا يعيش فيها سوى الطيور، ولم يبقَ منها سوى جدرانها وبعض البقايا، وباب قنسرين .
ما هو دير قنسرين
كان هذا الدير في الماضي واحدًا من أهم الأديرة السريانية الأرثوذكسية والأكثر شهرة، ويُعرف بأنه دير عظيم يقع مقابل جرابلس، ويبعُد أربع فراسخ عن منبج، وتم زيارته من قبل العديد من الجغرافيين والمؤرخين وفقًا للمصادر التاريخية القديمة .
ومن بينهم ياقوت المحوي، وهو جغرافي مشهور تم ذكره في معاجم البلدان. يعود عظمة هذا الدير إلى جمال شكله وبراعة رهبانه. كان فيه دراسة لا تقل عن 370 راهبا، ونشأ العديد من العلماء والفلاسفة والبطاركة والأساقفة في هذه الكنيسة. تأسس هذا الدير بواسطة القديس يوحنا الرهاوي، المعروف بيوحنا بن أفتوني .
مع مرور الزمن قاموا بوضع اسم دير ابن افتونيا ، ثم قاموا بعد ذلك بتسمية دير قنسرين ، كان هذا الدير مركزا دينيا مهما في كل منطقة الفرات الاوسط ، و الى يومنا هذا يشهد المؤرخون و الجغرافيين ، على البراعة و الدقة العالية في صنع التماثيل ، و الاحجار المنحوتة ، و ايضا الاحجار المزغرفة .
اهم حدث في تاريخ مدينة قنسرين
اهم حدث في مدينة قنسرين هو معركة الحاضر و هي احد المعارك الإسلامية التي حدثت في زمن عمر بن الخطاب رضي الله عنه و من المعارك التاريخية التي تم تسجيلها في التاريخ في زمن عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، و قد بدأت معركة الحاضر بين الإمبراطورية البيزنطية و وحدة الفرسان سريعة التنقل و تعد هذه الوحدة تابعة لجيوش الخلافة الإسلامية .
وقعت المعركة في سهل يسمى سهل الحاضر، الذي يبعد مسافة ثلاثة أميال عن مدينة قنسرين، في عام 637 ميلادية. وكانت وحدة الرفسن سريعة التنقل بقيادة خالد بن الوليد، وكان البيزنطيون يتزعمونهم ميناس .
كانت المعركة تهدف إلى فتح شمال سوريا وتحرير دولة فلسطين ودولة الأردن، وانتصرت قوات المسلمين في هذه المعركة. بعد القتال، تم الترحيب بخالد بن الوليد من قبل أهالي المنطقة، وتم الإعلان عن خضوعهم له .
اما بالنسبة للجيوش البزنطينية بعد الهزيمة التي حصلت لهم ، قاموا بتحصين نفسهم من خلال مدينة قنسرين ، و لكن لم يبقى الحال كما هو تحرك الخالد بن الوليظ مع جيشه ذهابا إلى مدينة قنسرين ، و أرسل رسالة إلى البزنطينيين و بعد استلامهم للرسالة استسلم الجيوش و جميع اليزنطينيين الموجودين في مدينة قنسرين .
بعد الحادثة، قام جميع المسلمين بنشر الإسلام في مدن سوريا واستمروا في توسيع دائرة نفوذهم خلال فتوحاتهم القادمة .