الرابط بين الحمل ونقص سكر الدم
مقدمة حول الحمل ونقص سكر الدم
الأنسولين هو هرمون يقوم بتحريك الجلوكوز، أو سكر الدم، من الدم إلى خلايا الجسم، حيث يمكن تخزينه واستعماله من أجل الطاقة. خلال الحمل، يمكن أن ينتج الجسم كمية أكبر من الأنسولين من أجل المساعدة على نمو الجسم. بنفس الوقت، يمكن أن يزيد الحمل من مقاومة الجسم للأنسولين. لذلك يمكن أن تصاب العديد من النساء بالسكري خلال الحمل.
على الرغم من أن ارتفاع ضغط الدم شائع في فترة الحمل، يمكن أن تؤدي التغيرات التي تحدث خلال الحمل واستجابة الجسم للأنسولين إلى انخفاض حاد في مستوى السكر في الدم. وهذا يسبب حالة تعرف بانخفاض سكر الدم. يعتبر انخفاض سكر الدم أقل من 60 ملغ/ديسيلتر حالة انخفاض سكر الدم. ويحدث انخفاض سكر الدم خلال الحمل في معظم الأحيان لدى النساء المصابات بداء السكر.
أسباب نقص السكر في الدم عند الحمل
نادرا ما يعاني النساء الحوامل غير المصابات بمرض السكري من نقص السكر في الدم المستمر. ويمكن أن يحدث انخفاض في نسبة السكر في الدم خلال الحمل عندما يحدث ما يلي
- في حال عدم تناول الأنواع الصحيحة من الأطعمة لتحقيق استقرار نسبة السكر في الدم، سوف يستمر الجنين في سحب الجلوكوز من جسم الأم الحامل، بغض النظر عن الكمية التي تتناولها المرأة الحامل. وعادةً ما يتمكن الجسم من تعويض ذلك بشكل جيد.
- إذا مارست الرياضة بشكل مفرط ولم يتم استبدال الجلوكوز بالكربوهيدرات بما فيه الكفاية، فقد يؤدي ذلكإلى نقص السكر في الدم.
- إذا كانت أدوية السكر فعالة بشكل كبير في خفض مستويات السكر في الدم، فقد يتعين تعديل هذه الأدوية، وهذا هو السبب الأكثر شيوعًا لانخفااض السكر في الدم.
نقص السكر في الدم والسكري
يمكن أن يحدث نقص السكر في الدم لدى النساء الحوامل غير المصابات بالسكري، ولكن يزيد الخطر عند النساء اللواتي يستخدمن الأنسولين. يزيد الإصابة بالسكري من خطر حدوث نوبات نقص السكر، ويشمل ذلك:
- السكري من النوع الأول
- السكري من النوع الثاني
- الداء السكري الحملي
أعراض نقص السكر لدى الحوامل
تتشابه أعراض نقص السكر في الدم في النساء الحوامل مع أعراض النساء غير الحوامل أو أي شخص آخر ، وتشمل:
- الغثيان أو القيء
- الألم في الرأس
- الرجفان
- تسارع نبضات القلب
- التعرق
- القلق
- الوخز في الفم
- شحوب البشرة
عندما يرتفع مستوى السكر في الدم، يمكن أن تتلاشى هذه الأعراض
توسع انتشار مستوى السكر في الدم لدى النساء الحوامل
نقص السكر في الدم لدى النساء الحوامل هو أمر شائع. النساء المصابات بالسكري هم أكثر عرضة للإصابة بنقص السكر. هناك دراسة أظهرت أن 23% من النساء المصابات بالسكري من النمط الأول قد عانين من نوبة واحدة من نقص السكر في الدم على الأقل أثناء الحمل، والعديد من النساء قد عانين من العديد منها. نوبة نقص السكر في الدم الحادة تحدث عند انخفاض مستوى السكر في الدم الشديد بحيث يفقد الشخص الوعي.
وفقًا لدراسة سابقة، فإن نسبة 19 إلى 44% من النساء الحوامل المصابات بالسكري من جميع الأنواع قد عانين من نقص السكر في الدم.
عوامل الخطر لنقص السكر لدى الحوامل
يمكن أن يحدث نقص السكر في أي مرحلة من الحمل، ولكن هناك بعض العوامل التي تزيد من خطر حدوث ذلك، وتشمل
- السكري: قد يتسبب الحمل والسكري في تقلب مستويات الأنسولين، ومن أجل تجنب ارتفاع أو انخفاض مستوى السكر، يجب مراقبة مستويات السكر في الدم بحذر وتعديل أدوية السكري إذا كان ذلك ضروريًا.
- أن تكون المرأة الحامل في الثلث الأول من الحمل: قد يحدث نقص السكر بشكل أكبر لدى النساء الحوامل في الثلث الأول من الحمل، حيث تعاني بعض الأمهات من القيء والغثيان. وأظهرت دراسة أن النساء الحوامل المصابات بالسكري من النمط الأول يعانين من نقص السكر في الحمل ثلاث مرات أكثر في الثلث الأول من الحمل مقارنة بالفترة قبل الحمل. وأكثر الفترات شيوعا لحدوث نوبة نقص السكر الشديدة هي بين الأسبوع 8 و16 من الحمل، أما الفترة الأقل عرضة لحدوث ذلك فهي في الثلث الثاني من الحمل
- في حالة حدوث هبوط في مستوى السكر قبل الحمل
- في حالة المرض، تسبب العديد من الأمراض قلة الشهية، وبدون الحصول على كمية كافية من الطعام، يمكن للمرأة الحامل أن تعاني من نقص السكر في الدم
- سوء التغذية: من الضروري الحصول على كمية كافية من السعرات الحرارية خلال فترة الحمل، ويجب أن تحتوي الأطعمة التي تتناولها المرأة الحامل على العناصر الغذائية اللازمة.
كيفية التشخيص
يقوم الطبيببتشخيص الحالة بناءً على الأعراض المرافقة ومستوى السكر في الدم، ومن الممكن أن يطرح الطبيب العديد من الأسئلة لتحديد التشخيص الصحيح. كما قد يقوم بتوصيف مجموعة من أدوات مراقبة نسبة السكر في الدم، أو يمكن شراء واحدة منها دون وصفة طبية من الصيدلية.
علاج نقص السكر لدى الحامل
في حال الشعور بأعراض انخفاض السكر لدى الحامل:
- يجب توفير مكان للجلوس أو الاستلقاء، وفي حالة القيادة، يجب التوقف وركن السيارة.
- يجب تناول أو شرب ما لا يقل عن 15 جرام من الكربوهيدرات. بعض أنواع الكربوهيدرات تحتوي على كمية مرتفعة من السكر. مثال على ذلك 4 أونصات من عصير الفاكهة ونصف علبة من الصودا العادية ، و 4 أقراص جلوكوز ، وملعقة كبيرة من السكر أو العسل. يجب أن تحتفظ المرأة الحامل بمثل هذه الأمور معها.
- – يجب إخبار الطبيب بأي نوبات نقص السكر في الدم التي تحدث مع المرأة الحامل.
في حالة الإصابة بالسكري، يمكن للطبيب تعديل الأدوية للمساعدة في التحكم في مستوى السكر في الدم، ويمكن اتخاذ بعض الإجراءات الحياتية التي تساعد في تقليل خطر انخفاض نسبة السكر في الدم، وتشمل ذلك
- ينصح بتناول وجبات صغيرة ومتكررة للحفاظ على استقرار مستويات السكر في الدم.
- يجب الحرص على وضع وجبة صغيرة تحتوي على السكر بجانب السرير، حتى تتمكن المرأة الحامل من تناولها فور الاستيقاظ من النوم.
- ينبغي ممارسة التمارين الرياضية فقط إذا كان الطبيب قد وصف ذلك، ولا ينبغي الإفراط في ذلك، حيث يمكن أن تستمر تأثيرات التمارين الرياضية الشاقة على مستويات السكر في الدم حتى 24 ساعة.
مضاعفات نقص السكر لدى الحامل
النوبات التي قد تحدث بسبب نقص السكر في الحامل لن تسبب ضررًا للطفل، لكن في حالة تكرار هذه النوبات يمكن أن تؤدي إلى حدوث اضطرابات، حيث يحتاج الدماغ إلى الجلوكوز لتلقي الإشارات من الجسم وتفسيرها.
في الحالات الشديدة للنساء المصابات بالسكري، يمكن أن يؤدي نقص السكر في الدم إلى نوبات ، غيبوبة وحتى الموت، ويمكن أن يعاني الرضع المولودون حديثًا من نفس المضاعفات في حال عانوا من نقص السكر في الدم بعد الولادة.
نقص السكر العادي في الدم لا يشكل أي خطر على الأم الحامل أو على الجنين. لا يوجد أي طريقة مثبتة علميًا وجاهز للاستعمال من أجل الوقاية من نقص السكر، لكن يمكن تقليل هذا الخطر. يجب تناول الطعام بشكل منتظم، وفي حال الإصابة بالسكري، يجب مراقبة مستويات السكر في الدم بحذر وإخبار الطبيب بأية تغيرات.