العالمشخصيات سياسية

احداث قصة ” بوكر تي واشنطن “

من هو بوكر تي واشنطن

– ولد بوكر تي واشنطن (1856- 1915) وهو عبد سابق، وتحرر لاحقا وأصبح مثقفا أمريكيا من أصل أفريقي رائدا في القرن التاسع عشر. أسس معهد توسكيجي للصناعيين والمعلمين الشهير الآن باسم جامعة توسكيجي عام 1881م، واتحد مع الأعمال الوطنية الزنجية بعد مرور عقدين من الزمن. نصح واشنطن الرئيسين ويليام هوارد تافت وثيودور روزفلت، ونتج عن صراعاته الشائنة مع القادة السود، منها دبليو إي بي دو بوا حول الفصل العنصري، إحداث ضجة. ولكن في الوقت الحالي، يذكر بأنه المتحدث الأفريقي الأمريكي الأكثر نفوذا بعصره وداعيا إلى حركة إلغاء العبودية

نشأة بوكر تي واشنطن 

ولد بوكر تاليافيرو واشنطن في خمسة أبريل عام 1856 بكوخ في مقاطعة فرانكلين بولاية فيرجينيا، وقد كانت والدته تعمل طاهية لدى صاحب المزرعة التي ولد بها، أما والده فكان رجل أبيض، غير معروف لواشنطن، وبنهاية الحرب الأهلية أطلق سراح كافة المستعبدين المملوكين لجيمس وإليزابيث بوروز بما في ذلك بوكر البالغ من العمر تسعة أعوام وأمه، وإخوته، حيث نقلت أمه جين مع عائلتها في مالدن بولاية فيرجينيا الغربية، وعقب مرور فترة وجيزة، تزوجت من واشنطن فيرجسون، وهو رجل حر أسود. 

كانت تعليم بوكر تي واشنطن في مالدن، حيث لم يسمح لواشنطن بالانتقال إلى المدرسة إلا بعد العمل من الساعة الرابعة صباحا حتى التاسعة صباحا قبل بدء الدراسة بأعمال الملح المحلية. وعمل أيضا في وظيفة ثانوية في منجم فحم محلي. وهناك، لأول مرة، سمع من زملائه مناقشة معهد هامبتون، وهو مدرسة للأشخاص الذين كانوا عبيدا في الماضي في جنوب شرق فيرجينيا، وتأسست عام 1868 بواسطة العميد صموئيل تشابمان. وكان تشابمان قائدا للقوات السوداء في الاتحاد خلال الحرب الأهلية، وكان مكرسا لتعزيز الفرص التعليمية للأفارقة الأمريكيين.

وبعام 1872م، سار واشنطن مسافة خمسمائة ميل لكي يصل إلى هامبتون، إذ كان طالبًا نجيباً وممتازًا وقد حصل على درجات عالية، ثم ذهب إلى الدراسة بمدرسة وايلاند في العاصمة واشنطن، لكنه أثار إعجاب تشابمان إلى حد أنه تمت دعوته لكي يعود إلى هامبتون كمدرس بعام 1879، وكان تشابمان هو من سوف يحيل واشنطن إلى منصب مدير مدرسة جديدة للأمريكيون الأفارقة بتوسكيجي، ألاباما: والذي كان معهد توسكيجي للمعلمين والصناعيين أما اليوم أصبح جامعة توسكيجي.
وقد تولى واشنطن الدور بعام 1881م، وفي عمر الخمسة وعشرون عاماً عمل في معهد توسكيجي إلى وفاته التي كانت في عام 1915م، وكان واشنطن هو من قام بتوظيف جورج واشنطن كارفر لكي يدرس الزراعة في معهد توسكيجي عام 1896م، وقد كان كارفر شخصية مشهورة بتاريخ السود في حد ذاته ، إذ أنه قد حقق تقدمًا هائلاً في كل من علم النبات وتكنولوجيا الزراعة.

قصة بوكر تي واشنطن والتنافس مع W.E.B. دو بوا

كانت الحياة في فترة ما بعد الإعمار في الجنوب تمثل تحديا حقيقيا للسود، حيث كان التمييز شائعا في عصر قوانين جيم كرو. كانت ممارسة الحق في التصويت بموجب التعديل الخامس عشر ممتلئة بالمخاطر، وكان الوصول إلى التعليم والوظائف محدودا إلى حد كبير. ومع ظهور كو كلوكس كلان، كان التهديد بالعنف الانتقامي نتيجة للدفاع عن الحقوق المدنية حقيقيا.
ربما بخطابه الأكثر شهرة، الذي ألقاه بوكر في الثامن عشر من سبتمبر عام 1895، والذي أخبر به جمهورًا من الأغلبية البيضاء بأتلانتا أن الطريق للأميركيين الأفارقة إلى الأمام  هو تعزيز الذات عن طريق محاولة “تكريم وتمجيد العمل المشترك”، وقد شعر أنه من الأفضل البقاء منفصلاً عن البيض عوضاً عن محاولة إلغاء الفصل العنصري طالما منح رجال ونساء البيض مواطنهم السود البلوغ إلى العدالة والتعليم والتقدم الاقتصادي و فيظل المحاكم الأمريكية قال في خطابه:
“يدرك أحكم من عرقي أن إثارة قضايا المساواة الاجتماعية هو أقصى درجات الحماقة وأن التقدم في التمتع بجميع الامتيازات التي ستأتي إلينا يجب أن يكون نتيجة نضال شديد ودائم وليس نتيجة تأثير مصطنع، الفرصة لكسب دولار في أحد المصانع الآن تساوي أكثر بكثير من إنفاق دولار واحد في دار الأوبرا “.
تعرض خطابه ذلك إلى انتقادات حادة من قبل W.E.B. دو بوا ، والذي قد تبرأ مما أطلق عليه “تسوية أتلانتا” بفصل من كتابه الشهير عام 1903م، المعروف باسم “أرواح السود”، وقد ألهمت معارضة آراء واشنطن حول العرق حركة نياجرا ما بين عامي (1905-1909)، وقد استمر Du Bois بتأسيس NAACP عام 1909، ونتيجة مكانة واشنطن المتضخمة بالمجتمع الأسود، تم القضاء على وجهات النظر المخالفة بشكل بالغ، وقد انتقد دو بوا وغيره معاملة واشنطن القاسية للصحف المنافسة السوداء والمفكرين السود الذين قد تجرأوا على تحدي سلطته وآرائه.

كتب بوكر تي واشنطن

كان المتحدث الشهير والمعروف بروحه الدعابية، واشنطن، مؤلفًا لخمسة كتب

  • “قصة حياتي وعملي” عام (1900).
  • “الخروج من العبودية” عام (1901).
  • “قصة الزنجي: صعود العرق من العبودية” عام (1909).
  • “تعليمي الأكبر” عام (1911).
  • “الرجل الأبعد” عام (1912).

بوكر تي أول أمريكي من أصل أفريقي في البيت الأبيض

أصبح بوكر تي واشنطن أول أمريكي من أصل أفريقي يتم دعوته إلى البيت الأبيض في عام 1901، عندما دعاه الرئيس ثيودور روزفلت لتناول العشاء معه، وأثار ذلك ضجة كبيرة بين الأمريكيين البيض، وخاصة جيم كرو ساوث، وكذلك في وسائل الإعلام، وجاء ذلك بعد نشر سيرته الذاتية بعنوان “Up From Slavery”، عندما رأى روزفلت واشنطن كمستشار ملهم في قضايا العرق والعبودية في الولايات المتحدة الأمريكية، وكان هذا ممارسة يتبعها الرئيس ويليام هوارد تافت خلفه

وفاة بوكر تي واشنطن وإرثه

يمثل إرث بوكر تي واشنطن تحدا معقدا، إذ كان يعيش في مرحلة تغير ملحوظة في حياة الأفارقة الأمريكيين. ورغم أن وجهات نظره الداعمة للفصل العنصري كانت شائعة في ذلك الوقت، إلا أنها أصبحت قديمة الآن. كما أن تركيزه على تحسين الحقوق المدنية والسياسية لم يكن مرغوبا من قبل أكبر منتقديه مثل W.E.B. ولكنه قدم الكثير في مجال التعليم وألهم حركة الحقوق المدنية. وفي الوقت الحاضر، تركزت مولت واشنطن سرا على تحديات الفصل العنصري ومحاولات الدفاع عن المظلومين، كما أن عمله في مجال التعليم أعطى أملا جديدا للعديد من الأمريكيين من أصل أفريقي وساعد في القضاء على العبودية في أمريكا 

في عام 1913م، عندما تولى وودرو ويلسون السلطة، تراجعت شعبية واشنطن بشكل كبير، وظل في المعهد التوسكيجي حتى وفاته في 14 نوفمبر 1915م بسبب قصور القلب الاحتقاني، وكان عمره تسعة وخمسون عاما، تاركا وراءه توسكيجي المحسن بشكل كبير الذي يضم أكثر من ألف وخمسمائة طالب وكلية تتألف من مائتي عضو، وهبة تقدر بما يقارب اثنين مليون دولار لمواصلة عمله.

المراجع

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى